أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عارف علي العمري - جدلية العلاقة بين السياسة والصحافة














المزيد.....

جدلية العلاقة بين السياسة والصحافة


عارف علي العمري

الحوار المتمدن-العدد: 3067 - 2010 / 7 / 18 - 13:26
المحور: الصحافة والاعلام
    


صوت الصحفي يضيء الواقع يكشف عن جغرافية المكان لمن لايتلمسون أبعاد اللعبة القائمة أصلاً على معرفة المزيد من الحقائق, لن يتوجس من الصحفي إلا الذي يغش في اللعب ولا يريد لخديعته أن تكون معلقة على حبل الغسيل, أما الذين يلعبون على المكشوف بلا رغبة مسبقة في خديعة الآخرين فإنهم لن يجعلوا من الصحفي كبش فداء لنزواتهم إنما شريكهم في النتائج النهائية.

الصحفي يكتب ولا يمتلك ولكنه يحدد بكتابته هذه نوعاً من الامتلاك النفسي يرغب المجتمع دائماً أن يكون على مقربة من إرهاصاتها.

الصحفي هو شكل من أشكال الضمير الاجتماعي ينمو داخل نسيج متباين الولاءات مختلف الرغبات’ ويستمد مشروعيته من حاجة الناس لصوت أخر للحوار, وعيون أخرى لإبصار النهايات’ الصحفي ليس كائنا عجائبياً انه ينمو داخل أحشاء حاجتنا إليه, ضمن سياق التطور التاريخي للمجتمع نفسه وحاجته إلى التعبير عن نفسه.

الصحفي هو صوت من لا صوت له, وحنجرة مضافة لحناجرنا المبحوحة والمغطاة بتراب الإهمال, الصحفي هو رغبة البوح التي يمتلكها الإنسان في علاقته بالوجود والأشياء, لم يكتشف باستور الجراثيم, ولا انيشتاين النسبية, ولافرويد اللاوعي, ولا غاليلو الغى صدارة الأرض ودكتاتورية المكان الذي تشغله, هولاء لم يقدموا هذه الكشوفات لمجتمع بعينه كانت هذه المنجزات تحمل طابعها الإنساني الخاص بها, وهذا شأن الاكتشافات الكبرى في التاريخ إنها لم تخضع لمحدودية الزمان, ثمة منجزات تتسم بشموليتها, إنها ليست تراثاً خاصاً بأمة دون أخرى ولهذا فالديمقراطية هي الأخرى شكل من أشكال الاكتشاف الكبير لتعدد الصوت الواحد .

الديمقراطية نتاج إنساني,وهي محاولة في إلغاء هيمنة الصوت الوحيد الذي يصر على الغناء على أوجاعنا بنشيد خرابه الدائم, الصوت الماكر الذي يريد من الصحفي أن يختصر الديمقراطية, وهو لا يعرف بأنه نتاجها العياني وهو التعبيرالمباشر عن خصائصها وروحها, ولهذا فالمجتمع الذي يغلق فم الصحفي أو يمسح الحروف التي يكتبها فوق حائط الاحتجاج ويضيق المساحة الممكنة لحركته, سيكون غير قادر على التعبير عن إنسانيته, وسيضيع على نفسه الفرصة في الخروج من غرفة العناية المركزة, لان إلغاء الأخر هي الخطوة الأولى التي تقودنا بكل تأكيد إلى فخ الدكتاتوريات والتابوات تلك التي ستكون سعيدة جداً لو أننا اختبئنا في معطفها المتهرئ.

إن الديمقراطية ليست ترفاً بل حاجة قصوى لإنسان يجد حقيقته الكبرى في أن يصرخ بوجه العالم, وان لايخبئ أسراره في (أنا) تقوده إلى المرض العقلي, لماذا أعطاني الله فم؟! هكذا يتساءل كازا نتنزاكي أليس لأننا بحاجة إلى أن نبوح نحكي قصة غربتنا في هذا المنفى الكوني؟ إن الصحفي هو شكلنا الإنساني في أن نقول ما لايمكن قوله, وهو الفم لقول ما لانستطيع قوله, الصحفي هو صوتنا الذي لانستطيع إيصاله إلا من خلال نافذة مفتوحة بكل مجسات الرغبة لقول الحقيقة بلارتوش .

الديمقراطية ليست نتاجاً اوروبياً انها جزء من تراث الإنسان في صراعه المحتدم والدموي مع من يرغب فقط بسماع صوته الواحد في نرجسية البقاء, وكأنه الصوت الوحيد الصالح للتداول في تاريخنا, ثمة ماينبئ عن نوع من الديمقراطية نعتقد انه يصلح لان يكون شكلاً من أشكال التأسيس لنمط قادم نبحث عن تحققه, فالرسول محمد (ص) لم يدع انه جاء لإكمال منجز معرفي ولا كان يمتلك رغبة في أن يقلب العلاقة بين السماء والأرض, بين المطلق والجزئي , مثل ما فعل ماركس عندما قلب هيجل وجعله معلقا في فضاء التاريخ, كان همه الكبير أن يقدم درساً في الأخلاق, لصيرورة تاريخ يتشكل بعنف, فعندما سحب البدوي رداءه بنوع من التصرف الفظ لم يعط الفرصة لمن يحيطون به أن يبطشوا بصاحب هذا السلوك, مع أنهم كانوا مستعدين بحكم البيئة التي يمثلونها لان يتصرفوا بقسوة مفرطة مع هذا البدوي, لكن الرسول العظيم – عليه الصلاة والسلام - رفض فكرة إيذائه, واختار الحوار مع هذه الخشونة, التي ربما ستستجيب لشفافية الأداء الراقي, في نوع من الأخلاقية ستشكل حجر الزاوية في بناء التجربة النبوية الجديدة, أليس هذا درساً للسياسي في أن يتعامل بحضارية مع الصحفي حتى لو سحب بدلته الأنيقة وعكر مزاجه.

في قصة لتشيخوف تتحدث عن روائي مشهور يطلب منه احد الأثرياء أن يعلمه كتابة القصة فيستجيب له وبعد محاولات متواصلة في تعليمه يخبره بان أصبح قادرا على الكتابة, فيقوم الثري بإهدائه صندوقاً يحمل في ظاهره هدايا عرفانا منه بالجميل, وفي طريق عودته مع الحوذي – أي السائق - الذي يوصله الى البيت يكتشف الروائي بان الصندوق مملوء بالماء وانه تعرض لعملية استغفال فيقوم بكتابة رسالة يطلب من الحوذي إرسالها إلى الثري يقول فيها ( انك لن تكون كاتبا كبيرا, وذلك لأنني لم أعلمك الدرس الأول في الكتابة ألا وهو الأخلاق( وأنا أقول لن يكون المجتمع كبيرا إذا لم ينتج ثقافة الاختلاف والقبول بالرأي الأخر الذي يزلزل منظوماتنا التاريخية وقناعاتنا الراسخة, أما أن يتحول الكثير والكثير إلى أبواق جاهزة للسب والشتم, أبواق تشم منها رائحة حامل الكير, وترى في أفعالها رواغان الثعلب, بسبب إبدائك رأي في شخص ما , لم تتزلف في الكتابة عنه, ولم تصفق لعثراته , ولم تصدر من حنجرة قلمك أصوات الصفير لانجازاته, فهذا هو الخطأ الأكبر, والعيب الأعظم, وختاماً نقول لأعداء الرأي والرأي الأخر فجدوا كما جدوا ..... أو سدوا الباب الذي سدوا.



#عارف_علي_العمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطر اندفاع الصحفي الى المنطقة المحروسة
- التدخين في اليمن
- النساء الحوامل في اليمن حقائق مؤلمة وبيانات فاضحة
- على عبد الله صالح وحلم الوحدة
- الفقر في اليمن طريق نحو الفشل او الانهيار
- ازمة الغذاء في اليمن
- حسين الاحمر والصعود نحوا القمه
- احزاب اللقاء المشترك في اليمن بين الخطف والاعتداء المجهول
- محمد سالم باسندوه بين القصر والشارع
- تهم الاساءة الى الوحده في اليمن محاكمات واعتقالات
- امية النساء في الوطن العربي
- جنوب اليمن .. من سينتصر الدولة ام الانفصال؟
- العملة اليمنية والانهيار المتواصل
- القرصنة في الشواطىء اليمنية
- الزواج المبكر بين الرفض والتاييد
- تنظيم القاعده ومواجهات اليمن
- محافظة البيضاء والمياه الملوثة
- تنظيم القاعده .. خطر يهدد امريكا
- نحن والعولمة
- الى اين يذهب كل هذا الدعم؟؟


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عارف علي العمري - جدلية العلاقة بين السياسة والصحافة