أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أكرم أبو عمرو - ارحموا غزة - 1 الخريجون والمستقبل الغامض














المزيد.....

ارحموا غزة - 1 الخريجون والمستقبل الغامض


أكرم أبو عمرو

الحوار المتمدن-العدد: 3057 - 2010 / 7 / 8 - 08:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في تقريره الأخير حول الاقتصاد الفلسطيني أشار البنك الدولي إلى أن معدلات النمو للاقتصاد الفلسطيني في قطاع غزة بلغت 1% فقط خلال العام المنصرم ، مقارنة ب 8.5% في الضفة الغربية ، وتعكس هذه المعدلات حالة التردي الخطيرة التي وصل إليها الاقتصاد الفلسطيني في قطاع غزة ، مؤشرات خطيرة لا ينبغي القفز عنها بل يجب التوقف عندها إذ يرجع البنك الدولي أسباب هذا الفارق الكبير بين شقي الوطن إلى أشكال الدعم التي تحظى به الضفة الغربية من المجتمع الدولي والتسهيلات الكبيرة التي منحت لها خصوصا بعد بدء حالة الانقسام السائدة الآن ، فقطاع غزة ذو المليون ونصف المليون نسمة والمساحة الصغيرة من الأرض القليلة الموارد لا يمكن أن يكون عاجزا عن النهوض، فمن خلال التجارب الماضية اثبت سكان القطاع على أن قدراتهم في البناء والمبادرة على الرغم من قلة مواردهم هي بلا حدود ولكن الظروف الذي عاشها القطاع منذ أن أعادت قوات الاحتلال الإسرائيلي انتشارها بخروجها من داخل القطاع لتحاصره برا وجوا وبحرا ، بالإضافة إلى حالة الفوضى والفلتان الأمني التي سادت تلك الفترة وصولا إلى الانقسام في يونيو 2007 ما جعل عجلة الاقتصاد الفلسطيني شبة متوقفة في قطاع غزة إن لم تكن متوقفة تماما .
أن الظروف المأساوية التي يعيشها قطاع غزة دفعتنا إلى تناول بعض المشاكل التي يواجهها سكان القطاع واستعرضها عبر سلسلة مقالات سوف تصدر تباعا وأرجو أن لا تطول وابدأها بالخريجين الجامعيين وأزمتهم .
منذ عدة أيام انتهى نحو 39 ألف طالب من طلاب الثانوية العامة من تأدية امتحاناتهم في قطاع غزة وهذا العدد يشكل نحو 43% من إجمالي عدد المتقدمين إلى امتحانات الثانوية العامة في فلسطين ، وبعد فترة ربما لا تتجاوز الأسبوعين ستعلن نتائج امتحانات الثانوية العام الذي يعتبر فيه يوم إعلان النتائج عرسا وطنيا فلسطينيا اعتاد عليه الفلسطينيون كل عام ، وما أن تنتهي أيام التبريكات والتهاني للناجحين حتى تبدا رحلة البحث عن الجامعات والتخصصات والتمويل أي تمويل الدراسة في ظل الظروف الاقتصادية التعيسة إلي يشهدها القطاع، ومحظوظ من يحصل على منحة دراسية أو أي مساعدة ما تعينيه على استكمال دراسته لكن السواد الأعظم من الطلاب يواجهون معاناة كبيرة في تغطية نفقات الدراسة ومصاريفها ، محصلة القول ستمضي الدراسة ويصل الطالب إلى مرحلة التخرج .
آلاف الخريجين تقذف بهم الجامعات الفلسطينية وعلى الرغم من عدم توفر إحصاءات دقيقة عن عدد الخريجين السنوي إلا أنها تقدر بنحو 5 آلاف خريج سنويا من مختلف التخصصات ، في الظروف الاعتيادية لكل بلد فإن هؤلاء الخريجين سوف يدخلون سوق العمل لرفده بعناصر جديدة وشابة قادرة على العمل ومزود بخبرات علمية ومهنية ، وتستجيب لمتطلبات التنمية الذين هم عنصر هام من عناصرها ، ولكن الذي نراه أن أعداد الخريجين أصبحت تقدر بعشرات الآلاف بعد تراكم دام سنوات ، نعم عشرات الآلاف من خريجي الجامعات وفي مختلف التخصصات وجدوا أنفسهم معطلين ومتعطلين قسرا لدرجة أصبح فيها الخريج الذي بذل من الجهد والعرق سنوات عديدة وانفق من قوت أسرته أموالا كبيرة أملا في الحصول على هذه الشهادة ليساهم أولا في بناء وطنه، ثم بناء نفسه ومساعدة أسرته التي عانت كثيرا من الحرمان من اجل توفير مستلزمات دراسته ، هذا الخريج وجد نفسه بعد تخرجه يعيش في دوامة الفقر والفاقة ، أصبح يجري وكأنه يجري وراء سراب ، فلا مؤسسات ، ولا اقتصاد ولا موارد بل أن بوابة الخروج من هذا الآتون مغلقة لا يستطيع الخروج .
لقد أصبح الخريجون الجامعيون تائهون ، يبحثون عن أي عمل حتى في ابسط الأشياء البعيدة كل البعد عن دراسته وتخصصه، وربما عمل لا يحتاج كل سنين الدراسة وكل هذا التعب فهل تحتاج عملية تنظيف الشوارع إلى أربع سنوات أو خمس من الدراسة ، هذا هو حال الخريجين الذي يجوبون شوارع غزة بحثا عن مؤسسة هنا أو هناك ربما تأخذ منه ليس الشهادة بل صورة بطاقة هوية أملا في الالتحاق في بعض برامج العمل المؤقت التي تجود به بعض المؤسسات الدولية العاملة في القطاع وبأجور زهيدة .
مستقبل غامض وكرامة مهدورة حال معظم خريجي الجامعات في قطاع غزة ، إن هؤلاء الخريجين هم جزء من الشباب الفلسطيني بل من النخبة الفلسطينية الشابة التي تبني عليها فلسطين آمالا ، وهم العنصر الأهم من عناصر التنمية ، أنهم رصيد الأمة في التطور والنمو ، وهم الجديرون بالرعاية والاهتمام عبر الخطط الاقتصادية الجادة للاستفادة من طاقاتهم وجهودهم وليس بالاعتماد على ما تقدمه قوافل الإغاثة ومشاريع التشغيل الطارئ،لان مثل هذه القوافل والمشاريع لا تهدف إلا لتوفير الحد الأدنى للبقاء على قيد الحياة لشعب يعيش في ظروف الكارثة
إن تراكم أعداد الخريجين أمر خطير ربما يؤدي إلى الانفجار خاصة في ظل الحصار والانقسام ، وهذا يتضح من مقابلة أي خريج فستجد أن أولوياته هي الحصول على العمل لتامين لقمة العيش له ولأسرته وتراجعت لديه الاهتمام بكثير من الأمور كالمشروع الوطني الفلسطيني الذي تربى عليه منذ الصغر ، وسوف تجد الكثير من الشباب يطمحون في الهجرة إلى خارج الوطن لان الآفاق أمامهم مغلقة ، فعلى جميع القيادات الفلسطينية من سلطة وطنية، وفصائل وأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني سرعة الانتباه إلى هذه الظاهر والعمل السريع من اجل استيعاب هؤلاء الخريجين وانخراطهم في عجلة التمنية الوطنية وهذا لا يتأتي إلا بإنهاء الانقسام الفلسطيني وإنهاء الحصار .



#أكرم_أبو_عمرو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سياسة الابعاد بين سطوة الجلاد وعجز الضحية
- حلم المصالحة وحلم العودة
- الالوان ودلالاتها - أشكالها واهميتها
- الانقسام يطوي عامه الثالث فلا تكملوا عامه الرابع - ارحمونا م ...


المزيد.....




- لماذا أصبح وصول المساعدات إلى شمال غزة صعباً؟
- بولندا تعلن بدء عملية تستهدف شبكة تجسس روسية
- مقتل -36 عسكريا سوريا- بغارة جوية إسرائيلية في حلب
- لليوم الثاني على التوالي... الجيش الأميركي يدمر مسيرات حوثية ...
- أميركا تمنح ولاية ماريلاند 60 مليون دولار لإعادة بناء جسر با ...
- ?? مباشر: رئيس الأركان الأمريكي يؤكد أن إسرائيل لم تحصل على ...
- فيتو روسي يوقف مراقبة عقوبات كوريا الشمالية ويغضب جارتها الج ...
- بينهم عناصر من حزب الله.. المرصد: عشرات القتلى بـ -غارة إسرا ...
- الرئيس الفرنسي يطالب مجموعة العشرين بالتوافق قبل دعوة بوتين ...
- سوريا: مقتل مدنيين وعسكريين في غارات إسرائيلية على حلب


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أكرم أبو عمرو - ارحموا غزة - 1 الخريجون والمستقبل الغامض