أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أكرم أبو عمرو - حلم المصالحة وحلم العودة















المزيد.....

حلم المصالحة وحلم العودة


أكرم أبو عمرو

الحوار المتمدن-العدد: 3041 - 2010 / 6 / 22 - 09:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كثيرة هي الكتابات حول المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام ، أهميتها وضرورتها ، إستراتيجيتها وآلياتها ، وكثيرة هي التصريحات المبشرة، والتصريحات المتشائمة ، وأخيرا تصريحات أكثر صراحة ووضوحا تفيد بان لا وقت للمصالحة، هذا يذكرنا بحلم العودة الذي بدا منذ اثنان وستون عاما وما زال يتوارثه الأبناء عن الآباء ، لم يدر في ذهن أي لأجيء فلسطيني عام 1948 بأنه سيظل لاجئا اثنين وستين عاما ، وربما يهرم أو يموت وهو ينتظر العودة ، وتحضرني قصة صغيرة سمعتها من والدتي رحمها الله عندما استضافت أسرتنا عائلة لاجئة لبعض الوقت وكانت قد حصلت على مساعدة صغيرة من إحدى المؤسسات في ذلك الوقت أشبه بكوبونه هذه الأيام ، وكانت المساعدة تحتوي على بعض علب اللحم المحفوظ ، عندها طلب احد الأطفال في تلك الأسرة من والدته أن تفتح له علبة لحم لكي يأكل منها ، فكان جواب أمه وباللهجة العامية "بكرة يامه بنروح بلدنا وبنفتحها هناك وبنوكلها "
ومضت السنون وربما يكون ذلك الطفل شيخا كبيرا الآن أو أن يكون في عداد الأموات لا اعلم فالقصة حدثت قبل أن أولد ، تمضي السنون ويمضي معها حلم العودة ولكن أي عودة ، أن حلم العودة لم يتبق منه سوى قرار أو قرارات لا تعدو كونها حبر على ورق على أرفف الأمم المتحدة ، ولا نكاد نذكرها إلا في المناسبات كمناسبة يوم النكبة ، وبصورة مشابهة تماما صورة المصالحة الوطنية والتي لم تبدأ فصولها بعد الانقلاب التي قامت به حركة حماس أو كما اعتادت تسميته الحسم العسكري يوم 14/6/2007، بل بدأت فصولها قبل ذلك ولكن تحت شعارات موازية باسم الحوار الوطني، أي كانت التسمية فالنتيجة واحدة انقسام الوطن إلي قسمين وانقسام الشعب إلى شعبين ، لم نكن نتوقع أن يستمر هذا الانقسام أكثر من بضعة أشهر ثم يعود كل طرف إلى رشده نزولا عند ضرورات المصلحة الوطنية ، ويتم إصلاح ما كسر ، ولكن هيهات مضى الآن ثلاث سنوات وها نحن دخلنا في السنة الرابعة ، ولا استبعد أن نعد السنين سنة وراء سنة كما عددناها بعد النكبة .
ترى لماذا لم تتم المصالحة حتى الآن ؟ لماذا تتوقف كلما اقتربنا من تحقيقها ؟ فتارة تتوقف المصالحة من اجل المعتقلين من حركة حماس في الضفة الغربية ، وتارة تتوقف على خلفية تقرير جولدستون ، وتارة أخرى لعدم وجود وقت للمصالحة الآن فهناك الأهم كسر الحصار من البحر، أعتقد أن هناك محركات ما وأصابع خفية تعبث بقراراتنا الفلسطينية وتعمل على استمرار الوضع الحالي خدمة لأهداف وحسابات معينة ، ويبدو أننا غير قادرين على الاستفادة من دروسنا وتجاربنا الماضية عندما كانت قضيتنا بأيد غيرنا منذ النكبة ولمدة سبعة عشر عاما تقريبا ، كنا نفرح ونصفق لكل زعيم عربي ينادي بتدمير إسرائيل ، وينادي للتحرير والعودة ، وفي هذه الفترة كثرت الانقلابات العسكرية في عالمنا العربي ، التي كانت دائما ترفع شعار التحرير في بياناتها الأولى ، ولكن بقيت شعارات لا اسمنت ولا أغنت من جوع، ولا حررت ولا أعادت أوطان، ولكن في أوائل عام 1965 اخذ نفر قليل من أبناء هذا الوطن في المنفى القرار الفلسطيني المستقل بانطلاقة الثورة الفلسطينية، أنهم قادة حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح بقيادة القائد ياسر عرفات الذي تمكن فيما بعد بانتزاع القرار الفلسطيني المستقل في قمة فاس بالمغرب عام 1974 لتصبح منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، أما ما قبل ذلك كان القرار الفلسطيني مصادر حتى منظمة التحرير الفلسطينية عند بدء التأسيس كانت مصادرة القرار ، واليوم لا يختلف عن الأمس فاعتقد أن القرار مرهون باردات العديد من القوى الإقليمية والدولية، ولو رفعت هذه القوى يدها عن الحالة الفلسطينية سوف تتحقق المصالحة .
نعم سوف تتحقق المصالحة إذا عدنا إلى أنفسنا ، وإذا استطعنا إحداث ثقب كبير في الجدار النفسي الذي يفصل الفلسطينيين بعضهم عن بعض جدار انعدام الثقة وجدار الريبة الشك من بعضنا البعض تماما كما استطاع تجار الأنفاق من إحداث ثقب في الجدار الفولاذي الذي إقامته مصر على الحدود كما سمعنا وقرانا، ولنعلم بان قوافل السفن مهما بلغ عددها لا تكسر الحصار ليس لقوة إسرائيل ، ولكن لان رسو السفن على شواطئ غزة يتطلب عقد الاتفاقيات التجارية مع الدول التي ينتمي إليها مالكي هذه السفن من أفراد أو شركات في سياق العلاقات الاقتصادية بين فلسطين وبين هذه الدول، .وفي حالة قطاع غزة فهو ليس بدولة مستقلة معترف بها ويمكنه من عقد مثل هذه الاتفاقيات ، بل ما زال تحت الاحتلال الإسرائيلي ، وعلى الاحتلال الإسرائيلي تحمل التبعات القانونية الملقاه على عاتق دولة الاحتلال للأراضي المحتلة وسكانها ، من هنا فإن مسالة توالي تحرك السفن إلى شواطئ غزة قد يؤدي إلى تدخل دولي لمنعها وتصبح ملاحقة كملاحقة سفن القراصنة في المحيط الهندي وسواحل القرن الإفريقي ، خصوصا وان إسرائيل لديها ما يشبه الضوء الأخضر الأمريكي والأوروبي لاعتراض هذه السفن ولنا في السفينة راشيل كوري التي احتجزت وسحبت إلى مينا أسدود بدون ضجيج ، ومن اجل ذلك قامت إسرائيل بذر الرماد في العيون عندما أعلنت وقررت تخفيف الحصار عن قطاع غزة بالسماح بإدخال بعض السلع الإضافية لسكان القطاع ، مما ينزع ذريعة توجه السفن إلى غزة من جهة أخري حصول إسرائيل على دعم دولي لاعتراض السفن طالما إن إسرائيل قد خففت الحصار.
وبعد فإن الحصار يؤلمنا جميعيا وقد اخذ مأخذه منا أفرادا وجماعات وشعب ، ولكن الخروج من هذه المشكلة بالعودة إلى جذور مشاكلنا ، بالعودة إلى تفاهماتنا واتفاقاتنا وحوارنا ، بالعودة إلى أهلنا وإخوتنا وعشريتنا ، وهنا لابد من مبادرات جريئة ومؤثرة يقوم بها كل من حركة حماس في غزة والسلطة الفلسطينية في الضفة ، ومن هذه المبادرات :
أولا: الإطلاق الفوري لسراح جميع المعتقلين السياسيين لدى الطرفين ، والتوقف عن ممارسة الاعتقال ، ودعوة رجال الإعلام للاطلاع على مجريات التحقيق مع أي شخص عند توقيفه على خلفية قضية جنائية، لترسيخ الثقة بين جميع الأطراف .
ثانيا: التوقف الفوري عن كل حملات التحريض الإعلامي في وسائل الإعلام المختلفة والتوقف عن استخدام كافة المصطلحات والتعابير التي من شأنها تعكير الأجواء مثل مخابرات عباس –وقائي عباس ، ميليشيات حماس الخ .
ثالثا: توقف حركة حماس عن التدخل في شئون حركة المواطنين ، بحيث يقال هذا مسموح له بالدخول أو الخروج وهذا غير مسموح ففي كل بلاد الدنيا المواطن لا يمنع من دخول وطنه أو الخروج منه أما إذا كان مسجلا ضده أي قضية جنائية فيخضع تحت طائلة القانون ..
رابعا: ضرورة تكثيف الزيارات بل والعودة من أبناء القطاع المتواجدين في الضفة الغربية سواء أكانوا أعضاء في المجلس الثوري أو اللجنة المركزية أو غيرهم للاطلاع على أحوال الشعب وتلمس حاجاتهم .



#أكرم_أبو_عمرو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الالوان ودلالاتها - أشكالها واهميتها
- الانقسام يطوي عامه الثالث فلا تكملوا عامه الرابع - ارحمونا م ...


المزيد.....




- مشهد صادم.. رجل يتجول أمام منزل ويوجه المسدس نحو كاميرا البا ...
- داخلية الكويت تعلن ضبط سوداني متهم بالقتل العمد خلال أقل من ...
- مدمن مخدرات يشكو للشرطة غش تاجر مخدرات في الكويت
- صابرين جودة.. إنقاذ الرضيعة الغزية من رحم أمها التي قتلت بال ...
- هل اقتصر تعطيل إسرائيل لنظام تحديد المواقع على -تحييد التهدي ...
- بعد تقارير عن عزم الدوحة ترحيلهم.. الخارجية القطرية: -لا يوج ...
- دوروف يعلّق على حذف -تليغرام- من متجر App Store في الصين
- أبو عبيدة: رد إيران بحجمه وطبيعته أربك حسابات إسرائيل
- الرئاسة الأوكرانية تتحدث عن اندلاع حرب عالمية ثالثة وتحدد أط ...
- حدث مذهل والثالث من نوعه في تاريخ البشرية.. اندماج كائنين في ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أكرم أبو عمرو - حلم المصالحة وحلم العودة