أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - داود البصري - اللعب في الوقت الضائع ؟ فزعة إقليمية غريبة لإنقاذ نظام صدام ... الدوافع والأسباب ؟















المزيد.....

اللعب في الوقت الضائع ؟ فزعة إقليمية غريبة لإنقاذ نظام صدام ... الدوافع والأسباب ؟


داود البصري

الحوار المتمدن-العدد: 197 - 2002 / 7 / 22 - 07:58
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


   لايختلف منصف , ولا يتجادل مجادل على تقرير حقيقة إستراتيجية باتت واضحة المعالم ولاتحتاج لأية رتوش على حقيقة أن العمر الإفتراضي لنظام صدام المهزوم قد وصل نهايته , وإن مشواره في الحكم والتحكم قد بلغ أقصى نهاياته , وإن صبر العراقيين التاريخي سيتمخض بشكل مؤكد عن كنس النظام البالي المهزوم وكل مايمثله من قيم ساقطة وأوضاع مختلة وخراب مقيم وتلك مهمة ليست باليسيرة في بلد ومجتمع لم تفارقه مآسي الحروب والتصفيات طيلة أكثر من ثلاثة عقود عجفاء وعسيرة تغير معها شكل العالم وأضمحلت إمبراطوريات وخلقت كيانات فيما ظل الوطن العراقي سليل الحضارات أسيرا لزمرة طاغية باغية نهبته وأمعنت التخريب في كل مقوماته بأساليب شيطانية خبيثة تتفوق حتى على أفعال الشياطين الحقيقيون , وإذا كانت الساحة الوطنية العراقية اليوم تعيش بكل جوارحها إرهاصات التغيير القادم الكبير , ويتهيأ شعبنا خلالها للإستعداد لمرحلة البناء والتشييد فيما بعد النظام الصدامي الحالي , ويترقب أهلنا في الداخل صور وأشكال ذلك التغيير الذي سيكون تتويجا تاريخيا لنضال وكفاح وطني شرس إمتد لأكثر من ثلاثة عقود , وهو الأمر الذي ينبغي كما هو مفترض أن تفرح له الدول الإقليمية التي تضررت من نظام صدام هي الأخرى لتساند الشعب العراقي في مرحلة التغيير إلا أن ظواهر الأمور وإستقراء تحركات بعض الأطراف قد أعطت مؤشرات مؤسفة على أن بعض الأطراف في المنظقة تعيش حالة الرعب والتوجس والفزع من إشكاليات التغيير العراقي القادم القريب !! وتلك الأطراف تستند على ما يبدو لمخاوف وهمية مبالغ في أسبابها أو موجباتها ؟ أو أنها متورطة بصورة أو بأخرى مع مخططات وخطط ومشاريع النظام الصدامي ؟ أو أنها  في أضعف الإيمان لاترغب في حلول التغيير وتفرح بل تتمايل طربا لإستمرارية النظام الصدامي المهزوم وهو الأمر الذي يراهن عليه النظام العراقي كثيرا ويعقد على نتائج ذلك الآمال لذلك فهو يطرح اليوم المشاريع القومية الحماسية المزيفة , ويتبرع عن طيب خاطر تدليسي مخادع بتوزيع رشواته القومية للعديد من الأطراف العربية ويظهر حرصا منافقا على مصالح الشعوب العربية ومصائبها بينما لايبدي القليل من ذلك الحرص الزائف الموهوم على المصائب التي تسبب بها لتتهاطل على رؤوس العراقيين ؟؟ إن الوضع في بازار السياسة العربية قد أضحى اليوم أشبه بمهرجانات التسوق التهريجية وحيث يتم بيع الهواء في العلب وتسويقه على كونه ذهب ؟؟ كما أن تذلل وإنبطاحية النظام العراقي قد قطعت شأؤا بعيدا في ضحالتها ليكون المشهد السياسي العربي الحالي خليطا مدهشا بين التراجيديا والكوميديا السوداء !! لقد أخذت بعض الأطراف تتباكى على مصير النظام العراقي المظلم وهي تعلم قبل غيرها بعظم الرزايا والكوارث التي تسبب بها هذا النظام المتعفن ليس على العراق وشعبه فحسب بل على الشعوب الشقيقة والصديقة ... كما إكتشفنا والغرابة تملأ جوانحنا من أن موجة التعاطف والتضامن مع النظام تتضمن وتضم أطرافا لاجامع آيديولوجي ولانفعي يجمعها معه بل أنها في تصنيف النظام أطراف عميلة للإمبريالية والإستعمار ولبقية المفردات البالية التي يصدح بها إعلامه الخائب الفاشل ؟؟ فماذا جرى لكي تكشف موجة البكائيات العربية عن أمور وخفايا لاتدخل إلا ضمن الإطار السوريالي المحض ؟؟؟.

بعض الأطراف العربية المهمة لم تخف رغبتها في إستمرارية النظام الصدامي عن طريق نصحها للإدارة الأميركية بأن تتجنب تغييره وتعمل على إعادة تكرار السيناريو الكوبي!! أي بعبارة أخرى إستمرارية إحتواء وحصار النظام لأطول فترة ممكنة ولايهمهم بعد ذلك مصير الشعب العراقي فهو في آخر قوائم الإهتمام فماهو مهم إستمرارية حالة الشلل والتكسيح والنهب في الإقتصاد والدم والمستقبل العراقي ؟ وكل الأمور الأخرى مجرد تفاصيل لاتعني بعض الأطراف ؟؟؟

أما أطراف أخرى فهي تعيش في حالة رعب قاتل من سيناريوهات التغيير العراقي متخوفة من إحتمالية شعار ( إياك أعني وإسمعي ياجارة)!! لتتصور واهمة أن التغيير العراقي سيضر بمصالحها المستقبلية ؟ وهي تصورات عرجاء لاتقوم على أسس سليمة ولاتراعي الخصوصية الوطنية والضرورة الملحة للقضية العراقية .

أما أطراف أخرى فهي تنظر للموضوع العراقي ولإشكايات التغيير بنظرة تجارية محضة تعتمد على عوامل السوق وعمليات المضاربة والعرض والطلب حيث أن التغيير القادم سيجلب معه بالضرورة متغيرات كبيرة ستمس الأمور الإقتصادية والسياحية فضلا عن السياسية ليكون العراق وبكل إمكانياته الإقتصادية وثقله الحضاري وموقعه الجغرافي رقما صعبا في عمليات التنمية والتطور الإقتصادي الأمر الذي سيسحب البساط من تحت أقدام مراكز تجارية أخرى تريد للمواطن العراقي أن يظل أسير النظرية الإقتصادية البعثية الفاشلة التي تعتمد إرضاء الآخرين وتنمية أسواقهم على حساب المصالح الوطنية العراقية , والتي بالضرورة تريد أن يظل العراقي مشغولا بتخبطات نظامه السياسي الفاشل لإقبار كل عوامل التطور والنهوض ؟؟ أما تلكم الأطراف التي تدعي الحرص على السيادة الوطنية والقومية وتبيع الشعارات في الوقت الذي تذهب هي بعيدا في إقامة القواعد العسكرية وفي تقديم التسهيلات للجميع فإن في مواقفها من النظام نغمات نفاق وتزلف وتخبط وحيرة ندعو الله أن لاتطول لأن التغيير العراقي على الأبواب وصيرورته أضحت أكثر من ضرورة ، فيا أصحاب العلاقة إعلموا أن المارد العراقي قد أنطلق ... فشكر الله سعيكم..؟

 

 [email protected]

 



#داود_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين مناورات عرب التعويم وتحركات عرب الإبتزاز هلوسات ديكتاتور ...
- حتى في باريس ... لماذا يكون العراقيون ضحية للإبتزاز القومي ؟
- موت العراقيين .... وتجارة الخليجيين ؟
- الموقف السعودي من التغيير في العراق ... عودة الشيخ إلى صباه ...
- بعض شيوخ الخليج ... والفزعة الجاهلية لإنقاذ صدام ؟
- لماذا لايدعو النظام السوري لمحاكمة صدام عربيا ؟
- لماذا ننتقد النظام السوري بقسوة ...؟
- لماذا يتضامن النظام السوري مع ... العملاء ؟
- أنظمة النعاج الإستنساخية العربية ...... والمعارضة العراقية ا ...
- النظام السوري .. وصدام ... وسيف العروبة المثلوم ؟
- الدفاع السوري عن نظام صدام ... وإسطوانة التقسيم المشروخة ؟
- أسلحة صدام السورية ... وقتل العراقيين بيافطة التضامن القومي ...
- المعارضة العراقية ... وسوريا .. والصمت الرهيب ؟


المزيد.....




- طهران: المقاومة ستتواصل دون سوريا
- بغداد.. تأمين الشريط الحدودي مع سوريا
- نتنياهو: الجولان سيظل إسرائيليا للأبد
- بمناسبة الاحتفال بإعادة افتتاح النوتردام.. اجتماع بين ماكرون ...
- -سوريا حرة حرة-.. السوريون يحتفلون برحيل بشار الأسد في الدول ...
- المكتب السياسي : نحترم حق الشعب السوري في تقرير خياراته الحر ...
- مراسلتنا: غارات إسرائيلية عنيفة ومتواصلة على دمشق وريفها وحم ...
- ما وراء توغل إسرائيل داخل الأراضي السورية؟
- موسكو: نتواصل مع المعارضة السورية
- سوريا تبلغ مجلس الأمن الدولي بانتهاك إسرائيل لسيادتها


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - داود البصري - اللعب في الوقت الضائع ؟ فزعة إقليمية غريبة لإنقاذ نظام صدام ... الدوافع والأسباب ؟