النظام السوري .. وصدام ... وسيف العروبة المثلوم ؟

داود البصري

الحوار المتمدن-العدد: 149 - 2002 / 6 / 3 - 20:24
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

 

وأخيرا إعترف النظام السوري عبر تصريحات مسؤوليه في الحزب والدولة بعمق العلاقات الكفاحية والنضالية التي تجمع النظامين في ساحة العمل القومي والتي كانت سببا لإنتصارات تاريخية مازالت أمة العرب تعيش إرهاصاتها وتجلياتها متمثلة في قدرة النظامين البعثيين على إعلان الإنتصار على شعبي البلدين عبر التشبث بالسلطة والحكم وتحويلهما لمملكة وراثية رغم أنف الثورة والثوريين المزيفين الذين ملأؤا الدنيا العربية نباحا خلال العقود المنصرمة ؟ ولم نفاجأ بالتصريحات السورية المركزة على تأييد نظام شبيههم جلاد العراق ، فشبيه الشيء منجذب إليه ؟ ولكننا ونصارحكم القول مازلنا مندهشين من برودة وخنوع وصمت وإنبطاح  قوى المعارضة العراقية التي إنزوت وتلاشت وباتت عاجزة حتى عن الكلام المباح ؟ ليس خوفا من المخابرات السورية وسطوتها بل إيمانا منها ربما بالتضامن العربي الذي يريدون له أن يقوم ويستعيد عافيته فوق الجثث العراقية ؟ ماذا فعلت المعارضة العراقية لرد الهجمة الإعلامية والنفسية التي يقوم بها النظام الصدامي المهزوم عبر اللعب بورقة العلاقات العربية بشكل مهرج ومسرحي عبر تقديم العروض الإقتصادية والرشوة القومية بدءا من القاهرة ودمشق والرياض وليس إنتهاءا بدولة قطر العظمى التي يلهث شيوخها خلف الدولار الصدامي بيافطة الشعارات القومية متناسين أن بلادهم هي القاعدة الأميركية الأكبر والأوسع في المنطقة ؟؟ وكيف تصرفت المعارضة العراقية وهي ترى شعبها عرضة لهجمات رجال وعناصر المخابرات السورية وبقية كلاب الأنظمة العربية ؟ وماهو برنامجها أو خططها الإستراتيجية إن كانت هناك خطة أصلا للتعامل مع المستجدات والمتغيرات في عالم يتغير بإستمرار ؟ وكيف يتصرف أهل الحل والعقد في المعارضة أزاء مايجري ؟ وطبعا لامعلومات لدينا ولاتحركات أصلا سوى تصريحات السيد محمد باقر الحكيم (حفظه الله ) والمؤكدة بأن زعامته للمجلس العتيد لن تهتز ؟؟؟ فهنيئا لسماحته بالمجلس وكذلك هنيئا للبشتباني وهي اللجنة الوزارية الإيرانية المنظمة لعمل المجلس ؟ وهنيئا لكل الساعين للحفاظ على كراسيهم ومراكزهم الإدارية الوثيرة ، ولكن بالمقابل كيف تصرفت قوى المعارضة العراقية الأخرى من اليمين الخامد وحتى اليسار الجامد ؟ وهل نطقوا ؟ هل إحتجوا ؟ هل دافعوا ولو بإشارات عابرة عن مصالح شعبهم الذين يدعون تمثيله ؟ ... صحف المعارضة في إجازة بسبب الذكرى الخمسين لتولي صاحبة الجلالة إليزابيث الثانية عرش أجدادها الميامين في بلاط سان جيمس ؟! لذلك فإن ردود أفعال المعارضة الإعلاميةستتأخر بعض الوقت معتمدين على مايبدو على التصريحات الصادرة من الإدارة الأميركية لإتخاذ الموقف ؟ وأحد أبطال المعارضة الميامين كان قد صرح قبل فترة من أن جريدته لاتطبع في الشام سوى 150 نسخة فقط توزع على عناصر المخابرات السورية بفروعها المتعددة والمرقمة حسب نظام الديجيتال الرقمي لذلك فإن القرار السوري بمنع صحف المعارضة العراقية لايعنيه لأن صحيفته المجاهدة لاتوزع جماهيريا بل إستخباراتيا؟؟ وعليه فإن إعلان موقف سياسي من مواقف النظام السوري هو أمر أشبه بالمستحيلات العربية المتمثلة في الغول والعنقاء والخل والحليف الوفي ؟؟ وحتى إن صدر مثل ذلك الموقف المرتقب فسيصاغ بلغة رفاقية وفاقية لاتجرح مشاعر القياديين في القطرين ولاتساهم في تثبيت عرى المؤامرة الإمبريالية ضد الأمة العربية ولاتخدش التضامن العربي والذي هو زي عود الكبريت على حد وصف أحد المسرحيين العرب ؟.

لقد وصل الصلف بالأنطمة الفاشية العربية إلى إعلان تحالفها الصريح في ظل عجز قوى الحرية حتى عن التعبير والإفصاح عن الموقف ، وسوق الشائعات الشعبية العراقية المنتشرة في الشام والتي تغذيها المخابرات العراقية هدفها إشاعة الإحباط النفسي في نفوس المعارضين الساعين لتقريب يوم الخلاص من الطاغية وكلابه ، وهي محاولات عقيمة وفاشلة رغم تجنيد الأنطمة لكل خبراتها الأمنية المتراكمة ولكل إمكانياتها التي لم تجند يوما لقتال أعداء الأمة بل ظلت هذه الأنطمة عاجزة منخورة لاتجيد شيئا سوى الكلام الفارغ المنمق ولاتحارب أعداء الأمة إلا بسيوف خشبية مهلهلة وهذا هو ديدنها على الدوام ؟.

إن على المعارضة العراقية بكل أصنافها وموديلاتها القديمة والمستحدثة ، إسلامية كانت أم قومية أم يسارية إعلان موقفها الصريح من سلسلة المناورات العربية لتوفير أغطية سياسية وأمنية للنظام العراقي الآيل للسقوط وأعتقد أن ذلك الموقف لن يكلفها أبعد من حرمانهم من فيزا الدخول السورية الصادرة عن المخابرات السورية ؟؟؟ فأن كان المعارضون لايستطيعون التخلي عن منحة الفيزا المذلة ... فهل يطمحون في حكم بلد بحجم العراق ؟

 

[email protected]

#داود_البصري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات