أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مأمون شحادة - التقليد وهلاك الجسم دون بلوغه














المزيد.....

التقليد وهلاك الجسم دون بلوغه


مأمون شحادة

الحوار المتمدن-العدد: 3045 - 2010 / 6 / 26 - 16:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


استوقفتني مقولتان لأرسطو: ان غريزة التقليد أصيلة وذات جذور راسخة في أعماق النفس البشرية”، و اذا كانت الشهوة فوق القدرة كان هلاك الجسم دون بلوغه”، فتلك المقولتان تحملان مؤشرات بشرية تستوحي الـ”شعور”، واللا “شعور”، وتوظفهما في كافة المجالات الحياتية وعلى قاعدة “التجاذب والتنافر” في تحقيق المصالح الشكلية والجوهرية.
يتضح من ذلك ان النفس البشرية في اضطراب دائم، وتتربع على قاعدة ثلاثية متشعبة ما بين تبرير العمل، والاقصاء (الغاء الآخر)، والاحتواء، ولكن ارسطو في حينه عنون جميع كتاباته بمقولة ضمنية “ان العقل اعلى ما في الانسان”، في اشارة منه الى ان قاعدة العقل سابقة على القاعدة الثلاثية اعلاه.
فالتقليد متجذر في المجالات الحياتية، وعلى كافة طبقات المجتمع (العليا والوسطى والدنيا)، فصدام حسين كان مغرماً بتقليد شخصية ستالين، والرئيس القذافي مغرم بعباءة وشخصية عمر المختار. اما الرئيس التركي اردوغان فيحاول تقليد جده السلطان عبدالحميد الثاني بعيداً عن طربوش السلطنة، كذلك الرئيس الفنزويلي شافيز يقلد شخصية كاسترو في القاء الخطابات، وجيفارا في الطابع الاممي، هذا على الطابع الرسمي، فما مدى تأثير تلك الظاهرة على الوسط الراديكالي؟
في الاونة الاخيرة شاهدنا ان تلك الظاهرة تستفحل كثيراً في فلك الحركات الراديكالية، وخصوصاً تنظيم القاعدة وحركة طالبان، فثمة اسئلة تجول في مربع فلكهم الراديكالي، وهي: ما مدى انتشار تلك الظاهرة من الناحية النظرية والتطبيقية؟ وهل هي مؤشر لسلب السلطة من رأس الهرم، ام انها حركات استعراضية من ضمن ما سمّي بالـ “نجوم” الفضائية؟
اسئلة كثيرة، عددها اكثر من اجوبتها، تضعنا امام شواهد حقيقية تثبت ذلك الصراع النجومي، وكأنه “نيوهوليوود” بطريقة سلفية، كل يريد ان يتقمص دور الآخر، وبنفس الطريقة التي يتبعها سيده، حتى اصبحت هذه النجومية وسيلة تجاذب وتنافر فيما بينهم.
ان نجوم هذا الفلك الراديكالي، هم ابومصعب الزرقاوي، وحكيم الله محسود، وابوعمر البغدادي وابو ايوب المصري، الذين استطاعوا ان يلمعوا في الفضاء الاعلامي (تقليداً)، وبنفس الطريقة التي يقوم بها اسامة بن لادن، والملا محمد عمر، والظواهري، ولكن كيف كانت مجريات تلك النجومية؟ وما مصيرها في الفلك الامريكي؟ هنا يجب ان نتوقف عند كل شخصية من تلك الشخصيات، لنتناول مجريات العمل التقليدي الذي اتبعه كل منهم.
ابومصعب الزرقاوي، الذي كان ضحية لاشرطته النجومية الديماغوجية، مقلداً فيها شخصية قائده اسامة بن لادن، من خلال الاستعراضات العسكرية المصورة، وكأنها نسخة طبق الاصل، فعلى ما يبدو ان ذلك الشخص كان مغرماً بشخصية سيده، رغم التنافر الجزئي الذي حصل بينهما، الا ان الزرقاوي احب ان يلمع اكثر من رأس الهرم، غير مدرك ان تلك النجومية كانت ترسم معالم حتفه، ما يعني انه كان استعراضياً يعيش لحظة الحدث اكثر من كونه واقعياً.
اما حكيم الله محسود، فلا يختلف كثيراً عما كان يفعله الزرقاوي، فقد اتقن هو الاخر نفس الدور، حيث استطاع ان يكون مقلداً بارعاً لسيده الملا محمد عمر، ونحن نستذكر الشريط الاخير له مع همام البلوي، فمن اللافت للنظر انه وبعد خروجه من المكان الذي صور به ذلك الشريط، كان يرتدي عباءة و يركب جيباً عسكرياً يحيط به مجموعة من المقاتلين، وهذا نفس الشيء الذي كان يفعله الملا عمر، حينما كان يأتي الى قريته “سنغار” راكباً سيارة من نوع “لاند كروزر تويوتا” ويجوب بها قريته (حسب رواية اهل قرية سنغار)، ولكن الفارق بينهما عامل السرية واللعب من خلف الستار، فعلى ما يبدو ان محسود يحب تقليد شخصية سيده، دون اتقان لعامل السرية واللعب من خلف هذا الستار.
ثمة سؤال يقف امام هذه الثنائية، هو: هل ابوعمر البغدادي وابوايوب المصري كانا يسيران على نفس الفضاء التقليدي، ام ان لهما وجهة اخرى مغايرة لهذا الاتجاه؟
فعلى ما يبدو ان لهما وجهة اخرى مختلفة، فهما متأثران بشخصية ايمن الظواهري، لما يعرف عنهما بتبني افكاره الجهادية المنتمية الى ايديولوجيا تنظيم الجهاد الاسلامي المصري، فشخصية الظواهري محببة لدى الاثنين، فلو قارنا بين خطابات الاخير وخطاباتهما لوجدناها متطابقة مع اسلوبه الفلسفي وعباراته النظرية في طرح معنى الندية، كذلك لم يعرف عنهما بالـ”عروضات” العسكرية المصورة، وهو نفس الشيء الذي كان يتبعه الظواهري، ما يعني انهما استطاعا تقليد الاسلوب الفلسفي النظري بصورة نجومية.
يتبين من ذلك ان تنظيم القاعدة وحركة طالبان ومن خلال اتباعهم الطريقة الـ”نيوهوليوودية” وصبغها بالسلفية، يتصفون بثلاث صفات، وهي: الخطاب الديماغوجي، والاحترافية النجومية، وحب الصراع على السلطة، حيث ان تلك الصفات الثلاث تجتمع في قالب واحد، وهو “الاستعراض التقليدي”، فالمرؤوس يقلد رئيسه وفقاً لهذا القالب.



#مأمون_شحادة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما يجب ان تعرفه تركيا
- الجيش والبوصلة السياسية ل«أردوغان»
- أسطول الحرية ... ضحكة الخوف ورقصة الموت
- أسئلة وقراءات في قضية اغتيال المبحوح
- الجابري والرحيل في زمن الاسئلة
- صحيفة -أوان- ... تساؤلات حول الاغلاق ؟!؟
- الاسير رزق صلاح*: بطل في زمن النسيان
- هل يستطيع العالم العربي ان يكون قوة اقليمية وعالمية ؟!؟
- السياسة و جدلية اللون البرتقالي
- الى قمة سِرت .. من يعلق الجرس !!
- في نعي الثقافة الرياضية
- اسرائيل .. بين اسطورة المسادا وتعاليم جابوتنسكي
- عنواني الكرة الارضية
- تركيا : الى أين.. ؟!
- البريسترويكا الروسية الجديدة بمفهوم بوتين
- محمد عابد الجابري* : نظرة فاحصة في اشكاليات الفكر العربي
- الإحصاء الفلسطيني مدرسة للنقاء الوظيفي
- القومية العربية : بين التأزم والتأويل
- للانقسام عناوين اخرى
- تركيا دولة لها ثقلها الاقليمي


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مأمون شحادة - التقليد وهلاك الجسم دون بلوغه