أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داليا علي - مدرسة التاريخ اكبر معلم لمن يريد ان يعرف















المزيد.....


مدرسة التاريخ اكبر معلم لمن يريد ان يعرف


داليا علي

الحوار المتمدن-العدد: 3038 - 2010 / 6 / 18 - 15:22
المحور: الادب والفن
    


في المصري اليوم أمس قرأت مقال عن اليهود من خلال بحث قام به الشيخ الطنطاوي حيث ذكر بالتفصيل كيف اتفقت شعوب العالم علي كراهية "اليهود" ولم يكن الاتفاق علي الكراهية منبعه تعصب ديني في رأيي مما جاء في السرد ولكن كراهية لطباع ومنهج من الصعب أن نقول انه مرتبط بالدين ... فالكل اجمع علي طردهم والتخلص منهم لنفس السبب دائما الخيانة والربا والفساد والخيانة ببساطة التعامل مع كل من ليس يهودي بازدراء.. طبيعة ما انفكت تظهر وتطغي وتتسبب في رفض الدول والشعوب لهم... والغريبة إن من يبك عليهم اليوم هم مثقفي العرب وملحديه أو مدعي العلمانية
الكلام من رسالة الدكتوراه للشيخ طنطاوي التي قدمها في عام 1969 لكشف ما يمكن تسميته جذور العنف في التاريخ اليهودي.. ونتكلم هنا عن الجزء الخاص بما حل بهم من بعض الدول الأوربية جزاء إجرامهم وإثارتهم الفتن
انجلترا..الملك يوحنا أصدر أمرا بحبسهم في جميع أنحاء مملكته الملاك هنري الثالث أمر بتعذيبهم وحبسهم وفي عام 1230 رد ثلث أموالهم المنقولة للدولة لأنهم كانوا ينتزعوا الذهب والفضة من العملة ببساطة يسرقوا الدولة إما أدور الأول في 1273 فقد أصدر أمرا يحرم عليهم التعامل بالربا ورهن الأرض ولاستمرار السرقة تم الحكم بإعدام 200 عام 1281 وفي عام 1298 جأر الشعب البريطاني بالشكوى فأصدر ادوارد مرسوم بطردهم من جميع البلاد البريطانية في غضون 3 اشهر ولم يصبر الشعب واخذ يقتل منهم المئات وفي قلعت يورك احرقوها بمن فيها علي الأقل 500 يهودي... ولكن عادوا لها عام 1656بعد إن دفعوا الأموال الطائل ليغتصب كرومل الحكم من شارل الأول... تاريخ مشرف يجعل علماني العرب برغم السحق في فلسطين يبكوا علي يهود بني قريظة

في فرنسا نفس القصة الربا الفاحش المعاملات السيئة تخريب الاقتصاد.. لويس التاسع أصدر أمر بإلغاء ثلث ما علي الشعب لليهود.. وأمر بإحراق جميع كتبهم المقدسة خاصة التلمود في باريس وحدها تم حرق محمول 24 مركبة بحمولة التلمود وغيرها.. فيليب الجميل بعد القتل تم طردهم من فرنسا نهائيا ولكنهم كالمعتاد مثل القراض ما ينتهي إن دخل بعد دفع ثلثي ما لهم من ديون للملك.. وفي عام 1321 هاجمهم الشعب الفرنسي وذبح عدد كبير منهم وطردوا مرة أخري وما استطاعوا العودة غير في وسط القرن السادس عشر وفي أوائل القرن التاسع عشر خانوا نابليون فاحتقرهم وبطش بهم وقال عنهم إنهم حصالات البشر وجراثيمه.. لكن ملحد العرب يروهم ملوكهم وألهتهم الجدد ويبكوا عليهم ويسخروا ممن ينتقد حتى هجومهم الغاشم علي سفن المعونات سفن الحرية.. وتلك هي قيم وشيم مجددينا العرب

في ايطاليا حاربهم الباباوات قاتلهم الشعب وأصدر الباباوات مرسوم في 1242 يعلن فيه البابا جريجوري التاسع اتهامات صريحة ضد التلمود الذي يطعن في المسيحية ولكن مسيحي العلمانية العربية يغضوا البصر ويحتضنوا طاعنيهم لجل عيون الطعن في الإسلام مبادئ سامية واحترام لقيم غائب فكيف يكونوا مصلحين أو تقدميين أو حتى إنسانيين نعود لايطاليا طردوا منها في عام 1540 بعد ثورة عارمة قتلوا فيها من قتلوا منهم ....

في اسبانيا ذاقوا كل صنوف الذل وفي عهد فرديناند وإيزابيلا بلغ السخط أقصاه لتغلغلهم في الحياة والسرقة والنهب وتخريب الاقتصاد وإشعال نار الخلافات الدينية بين الطوائف وعليه تم طردهم بمرسوم ملكي في عام 1492 النفي ذكورا وإناثا إلي الأبد بعد ترك كل أموالهم ... تم طرد حوالي نصف مليون يهودي شر طردة .. يال الهول ما من بلد ولا شعب الا وطردهم ولكن المصلحة فوق كل شيء ابك عليهم اليوم وكأنهم ملائكة ظلموا ... التلاعب بكل شيء في سبيل التعصب لا ادر كيف أوصف هذا التعصب المنزوع منه الأخلاق والفهم

إما في روسيا التي عاش فيها نصف يهود العالم تقريبا خلال القرن التاسع عشر واستعملوا طوال إقامتهم كل الوسائل الخبيثة في التدمير والتخريب والمتاجرة بكل شيء محرم وكونوا الجمعيات السرية للقضاء علي الحكم القيصري والعمل علي الثورة الشيوعية في 1917 ولا ننسي هنا المذابح التي حاول فيها الروس الفكاك من فك اليهود في عام 1881 وعام 1882 ولكن للأسف طغوا وخربوها حتى دمروها

وفي ألمانيا كالمعتاد استغلوا الشعب حتى كادوا يستولوا علي أمواله كاملة بالربا الفاحش وهاج الشعب عليهم في عدة أوقات ,, ففي كتاب "تاريخ الإسرائيليين" يقول ظل القتل والذبح منتشرا في اليهود إلي إن صدرت الأوامر بطردهم من أنحاء ألمانيا في أزمنة متتابعة بين القرنين الثاني عشر والرابع عشر حتى لم يكد يبق منهم واحد وكان أخر محاولة علي يد هتلر في عام 1933

ولنعرف لم يتم إنزال كل هذا بهم دعونا نقرا ما كتبه كارل ماركس عن اليهود في كتاب "المسألة اليهودية" حيث قال "المال هو إله إسرائيل المطاع. وأمامه ينبغي لأي اله إن يعيش. لان المال يخفض جميع آلهة البشر ويحولها إلي سلعة, المال هو القيمة العامة والمكونة في ذاتها لجميع الأشياء. لقد أصبح اله اليهود إله دنيويا, هذا هو الإله الحقيقي لليهود""" فما رأي أصحابنا الملحدين أو الصفوة العلمانية في هذا المقولة وفي كنه الإله

ولنري ماذا قال فيهم بنيامين فرانكلين عام 1789 "هناك خطر عظيم يهدد الولايات المتحدة, وذلك الخطر هو اليهود, أيها السادة, حيثما استقر اليهود. نجدهم يوهنون من عزيمة الشعب ويزعزعون الخلق التجاري الشريف, إنهم لا يندمجون بالشعب. لقد كانوا حكومة داخل حكومة, وحينما يجدون معارضة من احد فأنهم يعملون علي خنق الأمة ماليا, كما حدث للبرتغال واسبانيا... غدا لم يمنع اليهود من الهجرة بموجب الدستور, ففي اقل من مائة سنة سوف يتدفقون علي هذه البلاد بأعداد ضخمة تجعلهم يحكموننا ويدمروننا ويغيرون شكل الحكومة التي ضحينا وبذلنا لإقامتها دماءنا وحياتنا وأموالنا وحريتنا. إذا لم يستثن اليهود من الهجرة فانه لني مضي أكثر من مائتي سنة ليصبح أبناؤنا عمالا في الحقول لتامين الغذاء لليهود... إني أحذركم أيها السادة إذا لم يستثنوا اليهود من الهجرة إلي الأبد فسوف يلعنكم أبناؤكم وأحفادكم في قبوركم. إن عقليتهم تختلف عنا حتى لو عاشوا بيننا عشرة أجيال. والنمر لا يستطيع تغيير لونه... اليهود خطر علي هذه البلاد وإذا دخلوها سيفسدونها"""
ولكن للأسف مثقفينا ومحدثينا يروا عكس هذا ويرحبوا باليهود ويتباكوا بدموع التماسيح علي بني قريظة وكأنهم الملائكة المظلومين ... غريب من لا يستطيع استخلاص معلومة من التاريخ كيف يحكم علي التاريخ غريب من يغلب هواه ومصلحته علي الحقيقة ويغض البصر عن كل حقيقة تاريخية كيف يطمع بان تكون له مرجعية صادقة وفكر مقبول....


بعض القصص يتم تكرارها في المقالات وكثيرا في التعليقات وخاصة لمن يحاول النيل من نبي الإسلام.. وبرغم إنها تنحصر في عدة قصص تعد علي أصابع اليد ولا تزيد عنها إلا إنها لا يمل من تكرارها وان كان التكرار فيها وفشل من يكررها في إيجاد غيرها مما يضطره للإعادة فيها دون كلل وملل

والحق موضوع بني قريظة حرك في الرغبة في البحث مرتين المرة الأولي كان مردودها مزعج حيث علمت ما لم أكن اعلم عن عدد القتلى وكيفية القتل والصراحة أثارت بعض البلبلة وان كانت محدودة فهي واقعة مما تكررت وإلا لكان أصحاب المقولات تكلموا وزادوا في أي تكرار ولكنها حادثة واحدة وبالرغم من هذا كانت مزعجة

أما المرة الثانية التي دفعتني نفس القصة للبحث فكانت نتيجتها مطمئنة وبالتالي كان من الواجب علي إن أشارك من يكرر لعله يصمت ومن دخله الشك أو الانزعاج مثلي ليستريح وأشاركه الراحة هنا ففي المرة الثانية كانت كلمة ذكرتها صديقتي دارسة الفقه حيث أشارت للحكم بأنه كان من كتاب اليهود وحكم به من كان من اليهود واسلم ولذلك قيل إن الحكم من عند الله لانه من كتاب اليهود

وبالطبع لم اخذ الكلام مسلم به وبحثت ورجعت للكتب والمراجع ولأكثر من رواية للتحقق وهذا ما وصلت له.. وان كان عند من يردد المقولة دون تفكير إن كان عنده ما ينكرها فمرحبا وخاصة إنني والحمد الله قد تيقنت قبل القول وبالتالي ألف مرحب بالنقد ولعلنا ننتهي من القصة وان كنت اشك فلن يسلاها بسهولة مردديها

وهنا مرة أخري وجب الشكر والتقدير لما يعود به الحوار علي شخصيا لكوني ما كنت متعمقة في الكثير مما يثار والحوار فعلا أضاف لي الكثير وفجر في الرغبة الشديدة في المعرفة وكم هي ممتعة المعرفة


كلنا نعرف نهاية غزوة الخندق وكيف انتهت بعد حصار عاني منه المسلمين وكان مما زاد في صعوبته خيانة بني قريظة ففي غزوة الخندق الشهيرة خان يهود بني قريظة المعاهدة المكتوبة مع النبي ونقضوا العهد وتحالفوا مع العدو المحاصر للمدينة

وكان الرسول قد أمنهم علي جزء من المدينة ولم يعاملهم علي أساس ما قام به سابقيهم من اليهود لم يأخذ قوم بجريرة قوم وهنا عبرة لمن يريد ان يعتبر ويعلم ان الرسول ما كان في نيته طردهم او قتلهم او أذيتهم وما توقع هذا منهم فأمنهم

وحين بلغه إنهم سيخونون وعقدوا النية علي الخيانة لم يأخذهم بالظن ولكن أرسل لهم وفد مكوناً من سعد بن معاذ سيد الأوس، وسعد بن عبادة سيد الخزرج، وعبد الله بن رواحة، وخوات بن جبير ليذكروا القوم بما بينهم وبين المسلمين من عهود، ويحذروهم مغبة ما هم مقدمون عليه
وحتى هذا الوقت ما صدق إنهم عاقدين العزم علي خيانة المسلمين وما ثبتها عليهم وحتى هذا الوقت كان يؤمن لهم وكان لهم دور خطير وموقع خطير ان خانوا آذوا المسلمين أذية بالغة وأكثر الخوف كان في هز الحالة النفسية للمسلمين في حالة خيانتهم وهذا ما كان يخشاه الرسول ولذلك طلب من الوفد إذا ما تأكد من إصرارهم علي مساندة العدو ان لا يجاهروا بالقول حتى لا يزعزع ثقة المسلمين أنفسهم بتأثير هذه الخيانة عليهم

وقد أصر بني قريظة علي الانضمام للغزاة وخيانة الأمانة وأمدوهم بالمال والعتاد وبذلك كانت طعنة لئيمة وقوية ضد المسلمين طعنة في الظهر لان المسلمين ما كانوا يظنون أن يأتيهم الروع من مأمنهم الحصين بل زادوا البلاء بان اندسوا بين المسلمين في داخل المدينة يشيعوا الإحباط بين المسلمين حقا خيانة ما بعدها خيانة

والغريب ان من يتباك اليوم من يري بعينه خيانة اليهود ليل نهار وجهارا نهارا يتباك علي اليهود الذين خانوا العهد 3 مرات وفي كل مرة ما توقع المسلمين خيانة الآخرين بل وأمنهم علي جزء كبير من المدينة في تلك الحرب وذاك الحصر

ولكن خاب ظن اليهود مثل ما يخيب الله ظن كل أثم بعد ان يريه الله كل مسببات النجاح وقرب التمكن من الآخرين وقرب القضاء عليهم والانتصار ثم وفي لمحة البصر ومن حيث لا يحتسب ومن اقل مما يظن يأتي البرهان علي قوة الله وعونه تأتي القوه من حيث لا يحتسب ومن أهون سبب ريح تنهي حصار وتقض علي جيش وتفرق عروتهم في غمضة عين تضيع كل أوهام وأحلام الطغاة وتنقلب القوة ضعف وفي لمحة بصر انتهي كل شيء بدون أي مجهود ولا قتال بعض الهواء ومن أين أتي ولم أتي ؟؟؟؟ وفي لمحة بصر انقلبت الآية والمستضعف أصبح المنتصر ومن كان يظن انه مقض عليه بدون ان يرفع السلاح انفرط عري المهاجم وهرب بما بقي منه مثلما حدث في قصة الفيل.... عندما تفاوض جد النبي عن الأفراد والغنم وترك البيت لرب البيت ... وكما قام هو بما عليه قام رب بالبيت بما هو قادر عليه ريح وطير ابابيل وانتهي الجيش وهرب الفيل وبقي البيت العتيد.... نعم تم النصر للمؤمنين عندما هبّت عواصفُ شديدة اقتلعت الخيام وأطفأت نيران الحرب وقلبت قدورهم ، وأنزل الله الملائكة تزلزلهم ، وتُلقي الرعب في قلوبهم ، كما قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرا } ( الأحزاب : 9 ) .
قد قيل في هذه القصة: "ان أرسل النبي – صلى الله عليه وسلم - حذيفة بن اليمان رضي الله عنه يستطلع الأخبار، فرأى أبا سفيان وهو ينادي الناس بالرحيل وحمد النبي – صلى الله عليه وسلم – ربّه وقال : ( لا إله إلا الله وحده أعز جنده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده ) . وانتهت المعركة بانتصار المسلمين على الرغم من كثرة عدوّهم ، انتصروا في غمضة عين وطرفة بصر..
وبالطبع هناك من سيقول صدفة وان ما في عناية من الله تدخلت لنصرة الإيمان ولكل ما يعتقد ويفكر ولكن كل هذا حدث صدفة مثل صدفة أبرهة وصدفة نار كسري وصدفة وصدفة وصدفة بالطبع سيقول الكثيرين صدفة هي التي أنقذت الإسلام وأهله وسببت هزيمة الشرك وحزبه، وشاء الله أن يندحر ذلك التحالف الوثني اليهودي { وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْراً وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ }(الأحزاب الآية 25).


بالرغم من ان الحرب ما تعدت الحصار إلا ان البعض من جيش قريش كان قد حاول عبور الخندق قيل 5 منهم حاولوا وتم قتل 3 وهرب 2 وبالتالي استشهد بعض المسلمين ، وكان منهم سعد بن معاذ رضي الله عنه حيث أُصيب في ذراعه ، فدعا الله عز وجل أن يطيل في حياته حتى يقرّ عينه في بني قريظة ، فاستجاب الله دعاءه ومات بعد أن حكم فيهم بحكم الله ... أي انه كان يعلم انه من سيحكم فيهم وانه كان قد عقد العزم من مرارة الخيانة التي تجرعها علي ما حكم فيه


وبعد أن ولى المشركون وحلفاؤهم الأدبار، يحملون معهم كل معاني الإخفاق رجع المسلمون إلى منازلهم بالمدينة يغسلون أنفسهم من وعثاء الجهاد والتعب ويلتقطون أنفاسهم بعد قلق نفسي بالغ دام شهرا كاملا.. ولكن لهول ما كان من بني قريظة نادي محمد المسلمين بناء علي وحي من الله قائلا "ألا لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة"، وسار الناس وتبعهم محمد بعد أن استخلف على المدينة عبد الله بن أم مكتوم، وحاصر القوم شهراً أو خمسة وعشرين يوماً


هنا نقطة هامة جدا ومنسية او يتم غض الطرف عنها عمدا

الرسول ما كان يأخذ الكل بجريرة الفرد أي انه ما طرد اليهود كلهم عند خيانة أول قبيلة ولم يقم بطرد الكل عندما خانت القبيلة الثانية بل وبعد خياناتهما ما قدم الظن ووصم باقي اليهود من بني قريظة بالخيانة وحذر منهم لكنه امن لهم وترك لهم مدخل من المداخل الحيوية للمدينة وحصن ضمن الحصون التي تقطع الخندق في أمانتهم

هنا حكمة لمن يريد ان يعلم كيف يكون العدل وكيف تكون الحيادية وكيف تقدم الثقة علي الغدر فبعد ان غدر بهم مرتين ما قدم الغدر في تعامله مع بني قريظة في التعامل ما أخذهم بجريرة وما ظلمهم بذنب غيرهم وان كانوا ما فهموا وما احترموا وما صانوا العهد

فهل في هذا شيء يفهم ؟؟؟

مرة أخري نعود لقصة بني قريظة فقد كان لكل قبيلة يهودية او لكل ممن ليس من العرب او من ضعاف العرب كان لكل منهم في ذاك الوقت وكعادة العرب من يجيرهم, كانت القبائل اليهودية ضيف له من يجيره من العرب من أهلها وكان المجير يعيش في حما من يجيره في أمان له ما له وله من من يجيره الحماية والعزة بحيث يعامل مثل معامله المجير وكانت بني قريظة اليهودية في جوار سعد بن معاذ سيد الأوس, وحيث ان سعدا كان حليف بني قريظة في الجاهلية، فقد ارتاح اليهود لهذا لاختياره الحكم فيهم وكانوا يعلموا انه من سيحكم فيهم بحكم ما تم في المرتين السابقتين مع قبيلتي اليهود التين غدرتا وتم طردهما من قبل، وظنوا أن الرجل قد يحسن إليهم في حكمه خاصة انه كان يهودي قبل ان يسلم، وكان هو نفسه الذي شفع لديهم بادئ ذي بدء ليرجعوا عن غدرهم وغيهم قبل الخيانة الفعلية

فأرسل الرسول إلى سعد بن معاذ ، وقد قيل في هذه الواقعة"كان في المدينة لم يخرج معهم وما حضر الحصار عليهم للجرح الذي كان قد أصاب أكْحُلَه في معركة الأحزاب‏ الخندق.‏ فأُركب حماراً ، وجاء إلى رسول الله(صلى الله عليه وسلم) ، فجعلوا يقولون ، وهم كَنَفَيْهِ ‏:‏ يا سعد ، أجمل في مواليك ، فأحسن فيهم ، فإن رسول الله قد حكمك لتحسن فيهم ، وهو ساكت لا يرجع إليهم شيئاً ، فلما أكثروا عليه قال ‏:‏ لقد آن لسعد ألا تأخذه في الله لومة لائم ، فلما سمعوا ذلك منه رجع بعضهم إلى المدينة فنعى إليهم القوم"

حكم فيهم سعد بحكم دينهم نفسه في الخيانة فقد قيل هنا "ولما انتهى سعد إلى النبي(صلى الله عليه وسلم) قال للصحابة ‏:‏ ‏( ‏قوموا إلى سيدكم‏ ) ‏، فلما أنزلوه قالوا ‏:‏ يا سعد ، إن هؤلاء قد نزلوا على حكمك ‏.‏ قال ‏:‏ وحكمي نافذ عليهم ‏؟‏ قالوا ‏:‏ نعم‏.‏ قال‏:‏ وعلى المسلمين ‏؟‏ قالوا ‏:‏ نعم ، قال ‏:‏ وعلى من هاهنا‏ ؟‏ وأعرض بوجهه وأشار إلى ناحية رسول الله(صلى الله عليه وسلم) إجلالاً له وتعظيمًا‏ .‏ قال ‏:‏ ‏( ‏نعم ، وعلي‏ )‏ ‏.‏ قال ‏:‏ فإنيأ حكم فيهم أن يقتل الرجال ، وتسبى الذرية ، وتقسم الأموال ، فقال رسول الله(صلى الله عليه وسلم) ‏:‏ ‏" ‏لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع سموات "‏‏.‏"

والحق يقال حكم سعد الذي كان يهوديا. والذي يعلم تماما شرع اليهودية وحكمها فيما قاموا به حكم


ففي سفر التثنية : "حين تقترب من مدينة لكي تحاربها استدعها للصلح فإن أجابتك وفتحت لك فكل الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير ويستعبد لك، وإن لم تسالمك بل عملت معك حرباً فحاصرها، وإذا دفعها الرب إلهك إلى يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف، وأما النساء والأطفال والبهائم وكل ما في المدينة كل غنيمتها فتغتنمها لنفسك، وتأكل غنيمة أعدائك التي أعطاك الرب إلهك، هكذا تفعل بجميع المدن البعيدة منك جداً، التي ليست من مدن هؤلاء الأمم هنا، وأما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهك نصيباً فلا تستبق منها نسمة ما بل تحرمها تحريماً[19] أي تستأصلها استئصالاً.


هذا هو قانون بني اسرائيل وهذا هو حكمهم في المدن و وهكذا حكم سعد وفقا للشريعة الموسوية بقتل ذكور بني قريظة وبسبي نسائهم وأطفالهم وبمصادرة ممتلكاتهم.. ومهما بدت هذه العقوبة قاسية، فقد كانت على درجة الضبط للعقوبة التي كان اليهود ينزلونها- تبعاً لتشريع كتابهم- بالمغلوبين من أعدائهم، فأي اعتراض على قسوة هذه العقوبة هو في الواقع انتقاد لا شعوري للشريعة الموسوية، وتسليم بأن شريعة أكثر إنسانية يجب أن تحل محلها،


وهنا يحلو للبعض أن يتقولوا على الإسلام. وأن يتطاولوا على تصرف الرسول صلى الله عليه وسلم ومعاملته لبني قريظة ويعتبروا أن الإعدام الجماعي الذي تم لهؤلاء الناس يتسم بالوحشة والقسوة، وأنه كان من الممكن أن يعاقبوا بأي عقاب آخر كالإجلاء أو النفي..

فان كان هذا هو حكمهم في الآخرين ونحن نراه كل يوم في فلسطين لا يحيدوا عما في كتابهم من تصفية والقضاء علي الآخرين واغتصاب الأرض والعرض


ولما تم أمر قريظة أجيبت دعوة العبد الصالح سعد بن معاذ رضي الله عنه كما قلنا في بداية الحديث حين جرح في الحصار ـ وكان النبي(صلى الله عليه وسلم) قد ضرب له خيمة في المسجد ليعوده من قريب حيث جرح كما قلنا ودعي ان يطول عمره ليحكم فيهم ، فلما تم أمر قريظة انتقضت جراحته ‏.‏ قالت عائشة ‏:‏ فانفجرت من لَبَّتِهِ فلم يَرُعْهُمْ ـ وفي المسجد خيمة من بني غفار ـ إلا والدم يسيل إليهم ، فقالوا‏ :‏ يا أهل الخيمة ، ما هذا الذي يأتينا من قبلكم ، فإذا سعد يغذو جرحه دماً ، فمات منها ‏.‏

وفي الصحيحين عن جابر أن رسول الله(صلى الله عليه وسلم) قال ‏:‏ ‏" ‏اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ‏ "‏‏.‏ وصحح الترمذي من حديث أنس قال‏ :‏ لما حملت جنازة سعد بن معاذ قال المنافقون‏ :‏ ما أخف جنازته ، فقال رسول الله(صلى الله عليه وسلم) ‏:‏ "‏إن الملائكة كانت تحمله"‏‏.‏

وهذا هو قتل وعقاب بني قريظة الذي يزايد به المنافقون الذين يعاينوا كل يوم ما يتم في فلسطين ما يتم اليوم في سفن الإغاثة وما هي بمثل ما تم في بني قريظة وما قام به بني قريظة فيغضوا الطرف عما أمامهم ويعودوا لتلك المقولة وكأنها عار علي المسلمين بينما هي عار علي من يذكرها وهو يعلم علم اليقين حكم اليهود في المسلمين والعرب والإنسانية جميعها اليوم وبرغم كل ما كتب اليوم وما سيكتب وهو واضح وصريح وحكمهم وقول دينهم في غير اليهود وكيف يعاملوهم ويقتلوهم ويسبوهم ويستحلوا أموالهم وهو ما يطبق حتى اليوم بالرغم من هذا سيعود من يقول ليقول ولكن هناك من قد يقول له أمين وهناك الآخرين الذين يبحثوا حق عن الحق فيعرفوا وبالتالي يعرفوا من يحترم أمانة الكلمة ومن يزيف التاريخ وبالتالي يزيف كل ما يلي وكل ما سبق من قوله هو زيف

وهنا سؤال علينا ان نطرحه علي أنفسنا بأمانة لمن يعرف معني الأمانة لم لم يتم الحكم السابق في مواطن أخري فهل ما خان غير بني قريظة وما في التاريخ الإسلامي غير بني قريظة التي نفذ فيها هذا الحكم هل لأنه حكم إسلامي ام حكم يهودي في يهود

ولنا وقفات أخري مع مقولات أخري ونشكر الحوار الذي ساعدنا علي المعرفة والاستزادة فكل تساؤل يولد مئة تجعلنا نستزيد ونقرأ لنعرف ونعلم فنحن علي عكس الكثيرين يهمنا معرفة الحقيقة والبحث عنها والبعد عن الترديد والانسياق مغمضي العقل وراء مقولات

وأول خطوة لليقين هي الشك وبالتالي نحمد الله علي نعمة الشك قبل اليقين ونعمة المعرفة ونعمة العلم ونعمة ان نكون مختلفين ولكن علي حق



#داليا_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقابلة مع الدكتورة نوال السعداوي 2
- مقابلة مع دكتورة نوال السعداوي -1
- عالم اللاهوت الفيلسوف موسي بن ميمون
- الصمت كان ابلغ رد علي كل ماقيل فالف تحية للدكتور طارق حجي
- تري هل ينجوا من الملك الهمام ومفتونته
- لم لم يحسس علي البطحة غيره فهل قصده هو فقط الدكتور حجي
- هل ندرك انفسنا وهل نملك القدرة علي الحكم علي انفسنا
- صباحية مباركة ايها الملك
- رب الملوك اذا وهب لا تسألن عن السبب
- هل هو خلق جديد ام تعديل وتحسين Wait $ See
- فلتعبد حتي الحجر لكن لا ترمني به... جميلة العبارة يا تري فهم ...
- ومضات وتجليات وتفكير قد يكون من غير لزمة وفك ازمة 4
- كيف نفهم رؤيتنا للامور وتوقعاتنا واختلافاتنا
- عيب يا نجار كنت احسبك اكبر من هذا
- ومضات وتجليات وتفكير قد يكون من غير لزمة وفك ازمة 3
- جوار الاصدقاء بحث داخل الذات
- ومضات وتجليات وتفكير قد يكون من غير لزمة وفك ازمة 2
- ومضة غريبة بتقول انا اسد
- ان اردنا عبادة الانسان فلنعبد من علي رأس قائمة الاعلي تاثير ...
- ومضات وتجليات وتفكير قد يكون من غير لزمة وفك ازمة


المزيد.....




- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داليا علي - مدرسة التاريخ اكبر معلم لمن يريد ان يعرف