سيد حافظ عبد الحميد
الحوار المتمدن-العدد: 3035 - 2010 / 6 / 15 - 10:17
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
الدهاء بين الفضيلة والرزيلة:
ما الدهاء؟وهل هو فضيلة؟أم رزيلة؟وكيف تصبح داهية؟
راودتني هذه الأسئلة وأنا في طريقي لتمام السنة السابعة والعشرين من عمري.المجتمع المصري يموج بالوقفات الاحتجاجية(المدرسين العمال الموظفين أساتذة الجامعة..الخ)والناس أصبحت أكثر خبثاً وبدأت تتسلل إلي المجتمع وتستوطن في الناس قيم قبيحة وغريبة, أصبح رب الأسرة بعيداً عن أسرته, بدأ الفلاحون في الريف يتمردون علي نظامهم الطبيعي فأصبح يسهر بالليل وينام بالنهار ويذهب إلي الحقل متأخراً, وفقدت زوجه رونقها بعد مشاهدته لأفلام الجنس علي الدش والموبايل الذي سري في الريف كما تسري النار في الهشيم, وفي المدينة الوضع أصبح سيئا لدرجة بالغة, فقد عدمت التربية وأصبح ليس لها معني مع شيوع مجتمع الكذب والعقوق والاستذكاء والتطنيش, والاهتمام بالموضة والفشخرة, انقطعت صلة الأرحام, وبدأت البنات تعيش علي عرف الصديقات والأصدقاء حينما تتزوج, أما الأصغر قليلا من 13-19, فيعشن في أحلام استار أكاديمي ورنات الموبيلات الجديدة ويعشقن عالم الإكسسوارات, أما الشباب فتافه وسطحي يعتمد على الفهلوة.أما الآباء والأمهات فأصبحا في منزلة العبيد بالنسبة لأبنائهم, الشارع المصري ضاعت منه كل القيم الحسنة, أصبح الناس يتربصون ببعضهم, وأصبح العهر يخدش الشارع المصري ولا أحد يتحدث فقد فقدَ الشارع قيمة النخوة والعيب, والناس تريد أن تأخذ ولا تعطى وأصبحت قيمة الاستغلال هي السائدة في كل شيء الجار يستغل جاره والأخ يستغل أخيه والمدرس يستغل التلاميذ والطبيب يستغل مرضاه والقاضي يستغل منصبة, والكل مستعد للأخذ وليس عند استعداد للعطاء إلا إذا طمح في أخذ المزيد, أما حال العلم فعلى العكس تماماً فالأغلبية العظمى من الباحثين تسرق الأبحاث ولا تطمح في الأخذ ولا تريد أن تستغل الأساتذة في اخذ العلم.
في ظل مجتمع كهذا هل يعقل أن تعيش مثاليا؟ً, أم أن تكون داهية؟ وما هو الدهاء والداهية, وكيف أكون داهية؟, وهل يتعارض ذلك مع الدين أم لا؟ هذا ما سنعرضه في المقالة القادمة إنشاء الله.
سيد حافظ عبد الحميد
معيد بقسم الفلسفة
جامعة بني سويف
#سيد_حافظ_عبد_الحميد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟