أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرحمن أحمد عثمان - العالم أحمد زويل ودعوته الحضارية لعالم متخلف














المزيد.....

العالم أحمد زويل ودعوته الحضارية لعالم متخلف


عبدالرحمن أحمد عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 3024 - 2010 / 6 / 4 - 19:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ضمن منتدى الإعلام العربي التاسع، الذي عُقد في دبي مؤخرا، جاءت دعوة العالم المصري الدكتور (أحمد زويل) والمشارك في هذا المنتدى، إلى "مشاركة العرب في صناعة التقدم العلمي والمعرفة وعدم الاكتفاء بشراء التقنيات".. كما ان دعوة هذا العالم والحائز جائزة نوبل للكيمياء، قد أصابت كبد الحقيقة، وخاصة انها صادرة عن عبقري فريد ومميز، اعتمدت السياسة الأمريكية في الولايات المتحدة استشاراته العلمية والتكنولوجية.

ولكون صاحب هذه الدعوة، قد سعى الى النهوض بالوطن العربي تعليميا وعلميا وتكنولوجيا وإعلاميا وإنسانيا، استوجب الإيمان بهذه الدعوة بحقائقها ومفاهيمها حضاريا وأخلاقيا وعقلانيا وديمقراطيا.

ولكن يبقى القول المؤسف بهذا الصدد ان هذه الدعوة المخلصة، ومثيلاتها من الدعوات السابقة، تظل عادة مغيبة بمزيد من التجاهل والتهميش، من قبل أنظمة عربية قد بلغ بها التخلف بجميع أشكاله، أقصاه، بل حتى النخاع.. طالما الوطن العربي بأسره، قد عُرف بإبراز معالم (الدولة القطرية) التي لم يتجاوز عمرها منذ استقلالها الوطني، سبعين عاما، هي فترة قصيرة.. ورغم قصر هذه الفترة، فانها اتسمت بالكثير من الانكسارات والنكسات، ذلك بخضوع الوطن العربي تحت طائلة مظاهر التشرذم والهزائم والتمزق والحروب الأهلية محليا، مثلما اشتعلت الحروب الحدودية ما بين هذه الدولة وتلك.. ناهيك عن ان هذه (الدولة القطرية) قد برزت مفاهيمها ومعالمها، من جوهر السياسة الاستعمارية للوطن العربي، من قبل الاستعمار الأجنبي.ولطالما قامت تشكيلة هذه (الدولة القطرية) على تفاوت العلاقات الاجتماعية والطبقية والاقتصادية والأسرية.. فان هذه الدولة بالمقابل تظل قائمة على طبقات محافظة وطفيلية ووصولية واستبدادية، قد أنشأها الاستعمار الأجنبي بعد انسحابه..

ومن منطلق هذه المعادلة السياسية، فان دعوة العالم الدكتور (أحمد زويل) الحضارية لعالم متخلف قد تظل خارجة عن الإطار الرسمي العربي.. لكون النظام السياسي لدى الوطن العربي هو أساس الجرح النازف في تكوين الفجوة السحيقة ما بين البنى الفوقية المهيمنة، والبنى التحتية المضطهدة. ومثلما تعاني (البنى التحتية) غياب الحرية السياسية والعدالة الاجتماعية والحريات العامة.. فإن (البنى الفوقية) ظلت مهترئة وهلامية.. وفي مقدمتها البيئات الإعلامية والتربوية والسياسية، التي لم تعكس سوى مجتمع أبوي فوقي استبدادي.. مثلما تجسدت هذه (البنى الفوقية)، بإقامة نظام سياسي، اعتمد مسألة الأمن القومي كتنظيم اجتماعي، وانساق سياسية وتربوية وتنموية على حساب تدهور التنمية الاقتصادية والعلمية والتربوية والبشرية وتخلف البيئات التعليمية بهشاشة مركزية التعليم، بأنساقه ومفاهيمه الذي يدور في فلك تقليدي، بمعزل عما تقتضيه العملية التنموية الشاملة وحاجات سوق العمل، وتهميش مراكز البحوث والدراسات العلمية، بقدر تهميش العلماء والمفكرين والباحثين، ومصادرة حرياتهم وتقييد مهماتهم.

وفي هذا الصدد فان العالم (أحمد زويل) قد وضع النقاط فوق الحروف، حينما استرسل خلال كلمته "ان هناك ضعفا كبيرا في التعليم في الدول العربية، حيث تتراوح نسبة الامية بين 30% و50%، كما أن إنتاج العالم العربي من البحث العلمي يقل عن 1%".ولا يفوتنا القول هنا ان الوسائل الإعلامية التي تمثل وجها أساسيا من البنى الفوقية لدى أقطار الوطن العربي.. فانها سعت الى حجب المعلومات، والحجر على حرية الرأي والكلمة، والتعتيم على الحقائق والوقائع، بسياسة ديماغوجية تضليلية اتسمت بأساليب الترهيب والترغيب والإلهاء والتنفيس، التي لم تؤسس سوى مجتمع مستهلك وغير منتج، وفكر استهلاكي هابط.. بل فكر تبريري منكسر وانهزامي.. مثلما أبرزت هذه الأنظمة على السطح المجتمعي وفي دوائر الأضواء الإعلامية، المتمثلة في القنوات الفضائية، أنشطة وفعاليات قوى تيار الإسلام السياسي، التي فتحت المجالات أمامها واسعة من خلال ترتيب المقابلات وتنظيم اللقاءات والمناظرات ومختلف البرامج الدينية، ومن ثم الترويج لأجندة خطابها الديني..

ومن هنا يأتي النقد الايجابي للعالم (أحمد زويل) ليفتح الأفاق الرحبة أمام الكثير من العقول المغيبة في أوساط مجتمعاتنا العربية، هو حينما استطرد بالقول "ان هناك فوضى في الفتاوى على الفضائيات، وان هناك إعلاما عربيا يهاجم من دون سند او دليل، وهو امر قد يعاقب مرتكبه في الغرب". في نهاية المطاف يمكن القول ان ما جاء على لسان العالم المصري الدكتور (أحمد زويل) من دعوة حضارية لأقطار وطننا العربي، حملت في أحشائها وماهيتها انتقادا ايجابيا وبناء، حول الخروج من أزمة التخلف التي يعانيها الوطن العربي حضاريا وعلميا وتعليميا وتربويا وإعلاميا وتكنولوجيا، قد جاءت مغازي ودلالات هذا النقد منسجمة وما أورده المفكر المصري (نصر حامد أبوزيد)، في كتابه (نقد الخطاب الديني) قائلا "ان الخطاب الديني يمثل الغطاء الإيديولوجي للأنظمة الدكتاتورية الرجعية وتكريس أشد الأنظمة الاجتماعية والسياسية رجعية وتخلفا".. حسبما ترجمت مغازي دعوة العالم (أحمد زويل) بروز تلك الطبقات الفوقية من متخذي القرارات السياسية لدى حكومات الوطن العربي، وهي الطبقات المحافظة والانتهازية والوصولية والطفيلية على حد سواء



#عبدالرحمن_أحمد_عثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تهميش المفكرين وأزمتنا الحضارية
- أول مايو.. عيد العمال ألأممي
- الدول الأوروبية وأدوات التعذيب وازدواجية المعايير
- كيف يمكن التعامل مع دعاوى الحسبة؟
- وسيظل المناضل عبدالرحمن النعيمي شامخا
- ذكرى استشهاد المناضل الليندي.. وتجدد الماركسية
- رحل ناجي العلي.. لكن حنظلة لايزال حيا
- هل يمكن احتواء المشكلة الكردية في تركيا؟
- الوطن العربي والإنفاق العسكري وغياب الديمقراطية
- في ذكرى رحيل المناضل أحمد الذوادي
- هكذا يرحل الطغاة.. أذلاء مهانين
- المؤتمر الخامس للمنبر التقدمي.. حقائقه وتداعياته
- الفيلسوف والمناضل حسين مروة.. شهيدا
- بين الأنظمة السياسية والأحزاب الشيوعية
- جمعية العمل وأمانتها المركزية بين الواقع والطموح
- دور المال السياسي في دعم تيار الإسلام السياسي
- المناضل أحمد الذوادي في ذكرى رحيله
- أول مايو.. عيد العمال الأممي
- وحدة التيار الديمقراطي.. تداعياتها وحقائقها.. إلى أين؟
- تناول الحركة العمالية البحرينية في كتاب عبدالله مطيويع


المزيد.....




- مصور بريطاني يوثق كيف -يغرق- سكان هذه الجزيرة بالظلام لأشهر ...
- لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس ...
- عمرها آلاف السنين..فرنسية تستكشف أعجوبة جيولوجية في السعودية ...
- تسبب في تحركات برلمانية.. أول صورة للفستان المثير للجدل في م ...
- -المقاومة فكرة-.. نيويورك تايمز: آلاف المقاتلين من حماس لا ي ...
- بعد 200 يوم.. غزة تحصي عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية
- وثائق: أحد مساعدي ترامب نصحه بإعادة المستندات قبل عام من تفت ...
- الخارجية الروسية تدعو الغرب إلى احترام مصالح الدول النامية
- خبير استراتيجي لـRT: إيران حققت مكاسب هائلة من ضرباتها على إ ...
- -حزب الله- يعلن استهداف مقر قيادة إسرائيلي بـ -الكاتيوشا-


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرحمن أحمد عثمان - العالم أحمد زويل ودعوته الحضارية لعالم متخلف