أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زيد محمود علي - - حسين مردان - شاعر الغربة والتسكع والتشرد














المزيد.....

حسين مردان - شاعر الغربة والتسكع والتشرد


زيد محمود علي -

الحوار المتمدن-العدد: 3024 - 2010 / 6 / 4 - 02:24
المحور: الادب والفن
    



حسين مردان ... شاعر الغربة والتسكع والتشرد
******************************

*قال الشاعر حسين مردان .. اسمعوا .. عندما اموت لايهمنى ماذا سيكتب عني ...
* لن احترم هذا العالم طالما يوجد طفل" منكسر العينين .....


حسين مردان شاعر واقعي وعبثي ووجودي وماركسي وحسب المعايير فهو يحمل فكر انتقائي أي يجمع بين كل الافكار بطريقة غير جدلية ، وقد اعجبت به كشاعر رغم فترة الخمسينيات لكن لم يظهر شاعر مثله وبقوة كلماته .. حيث قال مرة :
ثق ايها القارىء المحترم انك لاتفضلني على الرغم من قذارتي وانحطاطي وتفسخي الا بشيء واحد وهو اني احيا عاريا " بينماتحيا ساترا" ذاتك بألف قناع .
وبما ان حسين مردان كان فقير الحال والامكانية كان ينام في كل مكان وفي مذكراته يقول اني نمت في مقبرة الانكليز في الكرنتينه ليالي كثيرة . وكان ضيفا" دائما" في مصطبات العمال والمقاهي الرخيصة وفي ارصفة شارع الرشيد يقضي استراحته ممتدا" على الرصيف مع اصدقائه الصعاليك من الشعراء امثال عبد الامير الحصيري وجان دمو وغيرهم ... وكان تسكعه الليلية في ابو نؤاس وكانت له صله بالمطربة الشهيرة انذاك عفيفه اسكندر التي كانت تعطف على الشاعر وتزوده ببعض العون المادي .ورغم كل ذلك ظلت قناعاته الشخصية فوق كل اعتبار وهو مايضفي عليه في رأيى قيمة رائعة ويعطيه مكانا" متميزا" بين شعراء جيله . وكان منتميا" بطريقته الخاصة .
لقد اعتقل حسين مردان في زمنه على الديوان الذي اصدره هو الاشعار العارية لكن جرت محاكمة علنية له ، ولكن في نهاية الجلسة اقتنعت المحكمة بمبرراته التي قدمها للمحكمة وقد كانت الفنانه عفيفه سكندر ان تكون كفيلة الشاعر لاخراجه من السجن .
كان الشاعر ينتابه شيء من الكآبة حيث يقول في شعره ...

(( كان زمنا" لعينا"
وكان مكانا" كئيبا"
كان الليل عينا" وسوطا" ونفيا"
والنهار هتافا" وسقوطا" ومطاردة

وفي اشعار اخرى يطلق ضيقه بالعالم ويقول :

(( كيف لا أضيق بهذا العالم
نصفه من المراهقين
والاخر لايجيد غير صناعة الرصاص
إنه لعالم مخيف

فرغم اشعاره عن الحب لكنه لم يمارس الحب ولم يتزوج الى وفاته حيث يقول:
(( سأترك الحب الى حين
الى أن نجد العسل لكل طفل
وعندئذ شأعود
الى حبيبتي الجميلة كقنديل من ماس
والى جسمها القهوائي


وفي مقطع شعري اخر يقول
(( ملايين الناس
تكدح بأستمرار
ليجلس رجل في المقهى
ويحرق مائة دينار ليشعل
رأس سيجاره لعاهره

يقول الشاعر في ابيات اخرى :


وأنا الغريب
أنا وحدي أعوم في الثلج
وعندما يضرب الليل عيني
سأذهب الى بيتي الصغير
لأسهر مع الكتب ..
الكتب .. السرطان الذي يأكل
أحداقي
أن وجهي كله ورم
وجسمي بحيرة كحول
أما رأسي
فهو مأوى لأفعى الكوليرا
وقلبي كله تجاعيد
فأبحثي عن رجل مهذب
ففي شفتي ما في الأسد
من نتن
أنا بقايا وحشية الغاب

بديهي ان الشاعر حسين مردان في بعض تشبيهاته الى رسم صورة الشاعر المحبط المهزوم وصولا الى غرض يرمي منه الى جعل المتلقي يلقي بأسباب ذلك الاحباط على المجتمع الذي عاش فيه الشاعر في الاربعينيات وعلى سياسة الدولة وحكامها الذين قيدوا حركة المثقفين الأحرار وأفرعوا الثقافة من محتواها الأصيل . والاحباط كالثبيط يعوق الفرد عن الوصول الى هدفه يكون سوداوي النظرة متشائم حزين يعيش مع أزمته بتوحد وأتصال دائمين .. ففي قصائده يشبه وجوده في العالم بلطمة عار سوداء حيث يقول :
ياليالي لم اكن غير خط
أسود اللون في جبين الدهور
لعنة جئت للحياة وأمضي
مثلما جئت لعنة للقبور
يا يوم مولدي المشؤوم ما فتئت
ذاكرك تزعج أهل الأرض احيانا"
فهل أتيت الى الدنيا لأملأها
خزيا" وعارا" واحزانا"

ان الشاعر عاش في فترة عصيبة ووضع مادي مزري بحيث لم يتمكن من ان يشبع نفسه من الجوع حيث جاء في ابياته يقول:
سيعود الربيع طريا" كوجوه الاطفال
مشرقا" كبريق الأطلس
ولكن برودة الشتاء سنظل على شفتي
أن جبيني الخشن كنشارة خشب
لايحس بعطر الورد
أنا لا أبحث عن الحرير
أنا لا أبحث عن الحب
لأني لا أعرف الربيع
أعرف الجوع
الجوع الذي يلتصق بنفسي
والجوع الذي يعيش في معدتي
والجوع الذي يدور في رأسي
أعرف كل انواع الجوع
أما الربيع
أما العطر والورد والبخور
فسأعمل ليعرفها أبنائي

اما في صور مرعبة من ديوانه يقول :
قلت للشيطان مرة : اريد ان اكون مفكرا" عظيما"
فنظر إلي بعيونه التي لاتحصى
قلت لم اجد في عقول الفلاسفة شيئا" كبيرا"
ومنذ ذلك اليوم وانا اقوم بتجاربي

وبهذه الرغبة التأملية يجعل حسين مردان لنفسه هدفا" ، فهو هدف البحث عن الحقيقة ...

ففي ابياته ساعة وداع المهداة الى الرصافي يقول

ابتعد عن هذه الأكواخ الحقيرة والقصور الفخمة
فلا موطىء فيها لقدميك
ان في الأكواخ أشباح الفقر والمسكنه
وفي الصروح هياكل العظمة الباطلة
يجلل كل ذلك ستار من الظلام الدامس
ازدحمت في بقعتنا الاراجل وبسطت الأيدي
فضاق بها الفضاء
الكل يطلب أمرا" ليس فيه
فأبتعد عنا فما هذه بديارك اذا كنت لاتطيق
مزاحمة الزاحمين في هذا المعترك الهائل
أعرفك الماضي ، لا اعلم !
أيعرفك الماضي !
والمستقبل ،
المستقبل لك وليس لغيرك فحسبك هذا ....

عمل حسين مردان في الصحافة مثل صوت الاهالي والبلاد والاخبار والمستقبل في مهام مخبرا" ومصححا" ثم كاتب مقال ومواضيع نقدية ومنها ما نشره عام 1952
ثم اصدر كتابه مقالات في النقد الادبي عام 1955.

زيد محمود علي - كاتب وصحفي من اقليم كوردستان







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الثقافة والفكر
- القسم الثاني من التجارب الكتابية لكبار الكتاب العالميين
- ذكرياتي الثقافية في محافظة اربيل


المزيد.....




- العراق ضيف الشرف.. ما أسباب تراجع المشاركة العربية في معرض ط ...
- العراق حاضر بقوة في مهرجان كان السينمائي
- رئيس الوزراء الإسباني يتهم -يوروفيجن- بـ-ازدواجية المعايير- ...
- بنزرت ترتدي عباءة التاريخ.. الفينيقيون يعودون من البحر
- نيكول كيدمان محبطة من ندرة المخرجات السينمائيات
- الأميرة للا حسناء تفتتح الدورة الـ28 لمهرجان فاس للموسيقى ال ...
- مهرجان كان: موجة الذكاء الاصطناعي في السينما -لا يمكن إيقافه ...
- عبد الرحمن أبو زهرة اعتُبر متوفيا.. هيئة المعاشات توقف راتب ...
- عمر حرقوص يكتب: فضل شاكر.. التقاء الخطَّين المتوازيين
- فريق بايدن استعان بخبرات سينمائية لإخفاء زلاته.. وسبيلبرغ شا ...


المزيد.....

- اقنعة / خيرالله قاسم المالكي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زيد محمود علي - - حسين مردان - شاعر الغربة والتسكع والتشرد