أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رفعت نافع الكناني - خذوا بنصيحتي ... سيثور الجياع !!!














المزيد.....

خذوا بنصيحتي ... سيثور الجياع !!!


رفعت نافع الكناني

الحوار المتمدن-العدد: 3021 - 2010 / 6 / 1 - 21:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ايها المسؤول الانيق القادم من بحبوحة العيش الاوربي والامريكي ... وانت القادم من ازقة المدن الصديقة والشقيقة ، والتي تسمرت فيها اقدام الفقراء والمحتاجين لزمن طويل . عندما هجرت ارضي بسبب مقنع او بغيرة ، ورجعت مزهوا بقدرة الباري ولفتاتة العجيبة، وتربعت في واحة خضراء لا تحلم بها لو صليت الف عام وعام ، رجعت وانت تتحدث عن امل كبير تطيب بة خواطرنا ... فاسمعتنا بشغف شديد لخطوط ومواصفات نظرية اشباع الجياع والمحرومين وايواء الفقراء الذين يشكلون نسبة عالية من مجموع العراقيين في مساكن مريحة ، وانصاف اليتامى والارامل ورفع درجة التعافي والتشافي لاجسادنا الضعيفة الواهنة ... واقسمت ان تمسح دموع الحزن والحرمان الطويل الذي ابتلينا بة نحن وحدنا من دون شعوب الارض الواسعة !!
لقد اطلت الحديث وانت تروي لنا ما عانيتة من قسوة الجلاد وبطش رجال مملكتة السوداء ذات الاسوار العالية التي كانت تضاهي اسوار بابل ، ومتانة وقوة ابواب عشتار .... وكان البعض يعرض علينا اطلال تلك الجروح والحروق وما فعلة الخنجر المغروس في جنباتنا وما تحملتم وعانيتم من فراق الاحبة والاصدقاء ... استمعنا لكم باصغاء ولهفة واعتبرناها رحمة من الباري حلًت علينا ... وقلنا انتهى عصر الجلاد وطويت صفحة الماضي بكل ما حملت لنا ولكم ، وانهارت كل القلاع وسقطت جميع الحصون ونهبت واستبيحت تلك القصور التي بنيت على اكتاف الفقراء واضلع الجنود الميامين ... واصبحت العوالم بقايا اطلال ونهبت كنوز الذهب الاحمر وهربت التيجان المرصعة واطنان الاحجار الكريمة ، وتكسرت المرايا الزئبقية وشرب الفاتحون نخب الذهب الاسود بكؤوس فضية تستخدم لاول مرة !!!
ومرت الايام وتبعتها بضع سنين والجرح نفس الجرح ، لازلنا نسكن البيوت القديمة والعائلة الواحدة انشطرت لثلاث او اكثر وتمددت اجزاءها الى بيوت الصفيح والطين والخرق البالية وخرائب الدوائر المهدمة والمسروقة من قبل ابنائها النشامى ... وتلقفنا اولاد الزنا ليزرعوا تلك الفتنة البغيضة ويذبحوا اولادنا ويلعبوا لعبة التهجير بين ابناء العائلة الواحدة ، فاصبح الشارع الفلاني ماركة مسجلة لتلك الطائفة وامسى الحي الفلاني قلعة محصنة لفئة اخرى وهكذا لعب الاعداء لعبتهم القذرة تلك ، واذاقونا ما لم يكن في الحسبان .... وصحونا بعد حين واقتنعنا بحجم الماساة وبدأت القلوب ترنوا وتحن لعشرتها القديمة ، ورضينا بالقتل المؤجور المتنوع المصادر ، وسكتنا عن خاطفينا وامراء التسليب والمقايضة. وتذوقنا قسوة البطالة وحقارة التهجير في بلدنا !!!
وتقلصت حصة المواطن التموينية واصبحت تأتينا بمواسم غريبة عن مواعيدها، بعد ان وعدونا بعشرات المواد المرفهة لغرض ان يرحل الشحوب عن وجوهنا ... حتى وصل بالبعض ان يدرج قائمة بالمشروبات الاسلامية والافرنجية توزع حسب الطلب والشهية . وترنحت اعمدة الكهرباء تشكو الضمأ ، وفاضت انهارنا تجرفها سيول المياة الاسنة والمالحة ... وقبعت كثبان الرمال الفضية على صدور ومتون انهارنا التاريخية . واصبح الخريجون والعلماء جيوش جرارة يلفها النسيان والبطالة ... توقفت مصانعنا واصفرت حقولنا ، واصبح البلد ساحة لتسويق منتجات الجيران الاوفياء !!! وبقيت ارادتنا واموال النفط المصُدر رهينة البند السابع ، وبرغبة ملحة من قبل اصدقائنا الاميركان واشقائنا العرب واحبائنا دول الجوار المسلمة . ووووو الخ
وبالمقابل سمحنا لساستنا الاوفياء النجباء ان يسكنوا تلك البيوت الفارهة ذات الحدائق الغناء والمسابح المتنوعة وبرك المياة الجميلة ذات المياة الرقراقة والنافورات الفياضة ، ووقعنا لهم بالعشرة رواتب مهيبة ومخصصات مجزية لغرض سد احتياجات العائلة الكريمة والاقارب وافراد العشيرة ، وناضلنا طويلا ليمتطوا صهوة تلك السيارات الفارهة المدرعة بالوانها الجذابة وزجاجها الاسود المهيب ... محروسة بطوابير الحماية المدججة بالعشق الكبير لكل شعب العراق !!! وبذلنا الغالي والنفيس لينعم اولياء نعمتنا وأمرنا بحج مبرور وسعي مشكور ولمرات ... ورجوناهم ان يريحوا اعصابهم واجسامهم برحلات اصطياف ومشاتي على مدار السنة في البلدان والاوطان بعيدا عن اعين العذال والحاسدين، بعد ان اعياهم التعب والسهر في خدمة مواطنيهم . ضحينا بكل ما نقدر علية ليكسبوا وعوائلهم جوازات سفر دبلوماسية واراضي سكنية في مدينة بغداد القاحلة واشترطنا .... نعم اشترطنا نحن ، ان تكون قريبة من منابع العيون والانهار ووووو الخ
نفس الاحزان والالام وشظف العيش تلف وتخنق جموع احبائي الفقراء والمحرومين ... وانتظرنا وانتظرنا ... وانتهت السنوات الاربعة الاخيرة ، والتي وعدونا بعصر جديد ومشاريع مخبأة في قوارير شهرزاد ومصابيح علاء الدين السحرية ، هل اضحت احلامنا بعد ذلك الصبر الطويل احزانا ومراثي واجزاء مبعثرة تنتظر من يلم شتاتها ويجمع اشلاءها المتناثرة بين اقدام اللاعبين الجدد القدامى وحوارات اللاجدوى او ما يسمى ثرثرة الطرشان والعبيد ... ام ننتظر من جديد قدوم الغزاة الفاتحين !!! خذوا بنصيحتي ... لن نفقأ عيوننا باصابعنا البنفسجية بعد الآن ... سيثور الجياع ، وتبدأ الانتفاضة بصوت هادر تطلقة الجموع الثائرة من دون خوف او قناع ... وتراهم سيزحفون كالسيل الجارف من قمم الجبال نحو الوديان السحيقة ، فقد ملت تجرع سكرات الموت البطيئ ، فحركة التاريخ علمتنا ان القانون الاساس لها هو التقدم للامام ولا يمكن ان نعود الخطى للوراء بالرغم من خيباتنا وتراجعنا وانتكاساتنا المؤقتة .



#رفعت_نافع_الكناني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البانتوميم ( pantomim )
- ابوح لكم ... هذا الهاجس يؤرقني
- الانتخابات ارست دعائم بناء العراق الجديد
- الدعاية الانتخابية فن وعلم جديد في العراق
- في مهرجان النور ابدعت المرأة العراقية واثبتت جدارتها
- النانو تكنولوجي nano technologe ثورة القرن الحالي
- تاريخ اغنية ( أقبل الليل ) لسيدة الغناء العربي أم كلثوم
- هل نمتلك التفكير الأستراتيجي لأدارة المعركة ضد الارهاب
- تأملآت برلمانية تسترعي الانتباة !!
- ضرورة اصدار قانون لتنظيم عمل الاحزاب السياسية في العراق
- عندما يغوص القلم في الوحل !!
- التحديات الكبيرة لتكاثر السكان في العالم
- أطفال العراق ... اجيال المحًن وثقافة الحروب والأرهاب !!
- التحرش بالمرأة ..هل هو نتاج الأزمة الاخلاقية التي نعيشها ؟
- هل كان عبد الكريم قاسم حاملا راية الشعوبية في العراق ؟
- من يحمل شرف العراقيات وغيرة العراقيين
- هذا المشهد جدير بالتأمل والدراسة ... !!!
- الأضراب الطلابي الكبير في ثانوية زراعة العزيزية
- علم السياسة ومفهوم السلطة
- ناهدة الرماحي... نورك يسطع من جديد !!


المزيد.....




- مجلس الأمن يوافق على مقترح أمريكي لوقف إطلاق النار في غزة
- -حماس- تعلن موقفها بشأن قرار مجلس الأمن عن وقف إطلاق النار ف ...
- -حزب الله- يبث لقطات من استهدافه مسيّرة إسرائيلية من نوع -هر ...
- -حزب الله- يبث لقطات من استهدافه مسيّرة إسرائيلية من نوع -هر ...
- هبوط أول رحلة لـ -طيران الخليج- في مطار سوتشي
- الدفاع الروسية: توجيه 6 ضربات إلى المسلحين في حمص ودير الزور ...
- وزير خارجية إسرائيل يناقش مع نظيره الأمريكي الحرب في غزة وقض ...
- الدفاع الروسية تعلن مشاركة سفن حربية روسية في مناورات مشتركة ...
- سفير مصر السابق لدى تل أبيب يكشف عما يُسمى نتنياهو في إسرائي ...
- شولتس: إعادة إعمار أوكرانيا تتطلب وقف القتال


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رفعت نافع الكناني - خذوا بنصيحتي ... سيثور الجياع !!!