أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - احمد عبد مراد - ليلة من ليالي انفال كردستان العراق















المزيد.....

ليلة من ليالي انفال كردستان العراق


احمد عبد مراد

الحوار المتمدن-العدد: 3015 - 2010 / 5 / 26 - 11:35
المحور: القضية الكردية
    


في 20 اب 1988 اعلن الخميني ايقاف الحرب مع العراق ،ومن ساعتها اصدر المجرم صدام حسين اوامره الى القوات المسلحة بالتوجه الى اراضي كردستان للعمل على تقسيمها وفق مخطط عسكري عدواني غاشم ضد الشعب الكردي وقوات
الانصار والبيشمركة على حد سواء ، كنا نحن انصار الحزب الشيوعي العراقي نعسكر في كلي هصبة ( وادي هصبة ) وكانت لنا ربية عسكرية على جبل متين والتي تشرف على حركة الطريق الى ناحية كاني ماسي ( عين السمك ) وقد
رصدت تلك الربية حركة غير طبيعية للقوات العسكرية الحكومية وذلك مباشرة بعد اعلان وقف اطلاق النار من قبل الخميني في حينها تم تقييم الموقف العسكري على اساس اعادة انتشار قوات الجيش العراقي بعد الحرب وهذا قد يكون امر
طبيعي بعد ثمانية سنوات من اشتعال الحرب بين العراق وايران، ولكن استمرار الرصد العسكري المتواصل لتك التحركات
اخذت تنبئ عن نوايا شريرة تبيتها الحكومة العراقية وقواتها المدججة بالسلاح ضد الشعب الكردي وقواه المسلحة حيث بلغت القوات العسكرية مئات الالوف بكامل معداتها العسكرية القتالية وعلى ضوء ذلك بات مؤكدا ان السلطة تبيت لهجوم
كاسح لايفرق بين من هو يحمل السلاح ويقاتل السلطة وبين الانسان المدني الاعزل،وبات لزاما على القادة العسكريين ان
يفكروا بجدية الموقف وخطورته وان يتخذوا المواقف العسكرية والسياسية والانسانية وما يترتب على تلك المواقف من اتخاذ الموقف العسكري لمواجهة القوات المهاجمة وكذلك حماية النساء والاطفال وكبار السن ،حيث ان هناك عوائل بكامل
افرادها قد التحقت بالمناطق الواقعة تحت سيطرة قوات الانصار الشيوعية ،يضاف الى ذلك المسؤولية الاخلاقية
تجاه سكان القرى التي تحيط بموقع الفوج الثالث ومنها قرية دركلي وقرية ميسكا وقرية بيشليه والتي كانت بدورها تتعرض للقصف المستمر وتنتظرالموقف والتعليمات من قبل قيادة الفوج.
فكانت الخطوة الاولى التي تم اتخاذها هي الاتصال بقوات البيشمركة التابعة الى الحزب الديمقراطي الكردستاني حيث تم
ارسال بعض قادة الفوج للتفاوض ورسم خطة عسكرية للمواجه وتقسيم الجبهات القتالية وكيفية تبادل المعلومات وتغيير
الخطط والمواقف عندما يقتضي الامر ،اما الخطوة الاخرى التي اتخذتها قيادة الفوج الثالث فهي اصدار قرار فوري بأخلاء
الفوج من العوائل ،،النساء والاطفال وكبار السن ،بأتجاه الحدود التركية ومن الجدير ذكره هنا ان المعلومات التي اخذت تترى علينا من القرى المتقدمة والقريبة الاحتكاك مع قوات السلطة تفيد بأن العدو قام بأستخدام الاسلحة الكيمياوية ضد المدنيين قبل وصوله الى قوات الانصار بينما حملت الريح المتجهة الينا رائحة كريهة استنشقها الرفاق واستفسروا من طبابة
الفوج عما اذا كانت تلك الرائحة ناتجة عن استخدام العدو للاسلحة الكيمياوية ولكن طبابة الفوج طلبت التريث للتأكد من ذلك
تحركت العوائل صوب الحدود التركية منفذة اوامرالقيادة بينما انهمك الرفاق الابطال بتحضير جهوزيتهم للقيام كل بالواجب
المناط به في لجة العمل العسكري وضغوط القوات العسكرية الحكومية تطلب الامر ادخال بعض التعديلات على الخطط العسكرية مما يتطلب الامر التشاور مع القوات الحليفة وعند ارسال وفد مفاوض الى الاخوة في جبهة قتال بيشمركة الحزب
الديمقراطي الكردستاني لم يجد الوفد العسكري اي اثر لتلك القوات ويبدوا انها انسحبت تحت جنح الظلام بعدان تلقت اوامر
بذلك على ضوء معلومات مؤكدة لديهم بأن العدو سوف يستخدم الاسلحة الكيمياوية وبذلك فأن ميزان القوى لصالح القوات
المهاجمة وان ليس هناك تكافؤ في ميدان المعركة وان المواجهة ما هي الا عبارة عن انتحار واعطاء ضاحيا طائلة دون
مبرر، ولكن ما هو مؤسف حقا ان قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني لم تخبر قواتنا وانسحبت وتركت ظهرها مكشوفا
للعدو على ضوء هذا التطور المفاجئ اصدرت قيادة الفوج الثالث توجيهاتها الى مفارزها المتقدمة بالعودة الى مقر الفوج
لتدارس الموقف الجديد الواجب اتخاذه ،وعلى ضوء المستجدات التي حصلت والموقف العسكري الجديد تم اتخاذ قرار الانسحاب في اليوم الثاني واخبار القرى المحيطة بالفوج بأن لافائدة من البقاء مكشوفين امام قوات المجرم صدام حسين
وجلاوزته من امثال علي كيمياوي بعد ان باشرت تلك القوات بأستخدام الاسلحة الكيمياوية.
وفي اليوم الثاني وعند حلول الظلام كانت جموع الناس من القرى الكردية تتجمع خلف الاشجار المحاذية للطريق الرئيسي
الممتد بين ناحية كاني ماسي وقضاء زاخو بهدف عبور الشارع والذي يعد الاخطرفي نقطة يتطلب الحذر الشديد في حالة
تجاوزها لان قوات الجيش العراقي قد سيّرت عليه دوريات مكثفة من المدرعات والدبابات ، ،هنا رأيت مناظر مؤلمة
وقاسية جدا تعرض لها ابناء الشعب الكردي المتطلع للتمتع بحقوقه المشروعة كبقية الشعوب، كانت جموع الناس من النساء
والاطفال والشيوخ في حالة يرثى لها من الجوع والتعب والسهرومن المشاهد التي لا يمكن ان انساها لقد رأيت شيوخا كبارا في السن تم ربطهم على ظهور البغال والخيول لعدم قدرتهم على الثبات على ظهور الحيوانات وكذلك هم الاطفال الذين تم وضعهم في صناديق الفواكه ووضعها على الحيوانات وربطها بأحكام وانتم قدروا حالة المعانات والحالة النفسية التي يعانيها هؤلاء الشيوخ من النساء والاطفال والرجال فهم رهن ارادة ورغبة الحيوان مرة يمد رأسه لتناول الكلئ ومرة يذهب للساقية لشرب الماء ومرة اخرى ينتفض لطرد الحشرات التي تتجمع على جسمه والى اخره من الحركات وكل ذلك وهؤلاء
الاشخاص مربوطين فوق جسمه وكأنهم قطعة منه فأية مشقة وعذاب تحملها ذلك الطفل والشيخ الهرم وتلك العجوز العاجزة
عن الحركة،
الى هنا وجموع الناس تنتظر الخطوة اللاحقة للخلاص من الموت المحقق الذي ينتظرهم فيما اذا اصبح عليهم الصباح وهم
عالقين جانب الطريق غيرقادرين على العبورالى الجانب الاخر لاكمال مسيرتهم نحو الحدود التركية ودخولها ليكونوا في
مأمن من شر الضربة الكيمياوية التي يعدها لهم علي كيمياوي مجرم زمانه ،واخيرا صدر القرار من قبل قيادة الفوج الثالث
لاحدى التشكيلات العسكرية لمسك الطريق وتنسيق عبور جموع الناس العالقة من النساء والاطفال وهذا هو الهم الاكبر لان
المقاتلين متمرسين ولهم تجارب كثيرة في هذا المضمار وقادرين على التعامل مع مثل هذه المواقف ،وفعلا تمت السيطرة
على الطريق وكلما سنحت الفرصة وكانت مؤاتية تم استغلالها وبذلك تم عبور الطريق الخطر لمواصلة المسيرة الى الحدود التركية .
ان سكان هذه القرى محضوضين الى حد كبير مع مافقدوه من اموال تمثلت في البيوت والمواشي والدواجن وكل ما يملكونه
بالقياس لبقية سكان القرى الاخرى الذين فقدوا الكثير من اعزائهم راحوا ضحايا القصف الكيمياوي الذي امر به المجرم صدام حسين ونفذه المجرم السفاح علي حسن المجيد الملقب ب علي كيمياوي.

احمد عبد مراد / ابوشروق



#احمد_عبد_مراد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين اللعبة لعبة الديمقراطية ولعبة الحية والدرج


المزيد.....




- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...
- يضم أميركا و17 دولة.. بيان مشترك يدعو للإفراج الفوري عن الأس ...
- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - احمد عبد مراد - ليلة من ليالي انفال كردستان العراق