أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نصر سعيد - صمت الخطاب العربي عن دارفورد السودان وحماسه في العراق














المزيد.....

صمت الخطاب العربي عن دارفورد السودان وحماسه في العراق


نصر سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 918 - 2004 / 8 / 7 - 10:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صدقت يا أبو العلاء المعري وأنت تقول :
أرى الأيام تفعل كل نكر فما أنا بالغرائب مستزيد
ها هو إقليم دارفور يعيش أزمة صعبة , يتعرض فيها سكان الاقليم الى التهجير والقتل والمجاعة على يد النظام السوداني , كل هذا على مرأى ومسمع العالم بشكل عام والعربي بشكل خاص , والتساؤل الذي يجب طرحه , لماذا الصحافة العربية و والفقهاء المسلمين والمهتمين بالشأن العام لا يعيرون الاهتمام لهذه المأساة كما يعيرون اهتمامهم وحماسهم لمحاكمة صدام على سبيل المثال ؟! . ألا ينتمي سكان دارفورللسودان ؟ أليس السودان بلدا عربيا ؟ وهل الصحوة لديكم تخص فقط التضامن مع" الشعب العراقي " بعد سقوط النظام الديكتاتوري فيه , طبعا وليس سقوط بغداد كما يحلو للبعض تسمية ذلك . وبناء على هذه المفارقة , أعتقد أننا نعيش أزمة مركبة على المستوى السياسي والأخلاقي مرتبطة بقيم سادت وانتشرت على يد المتنفذين في الخطاب العربي حيث خلقوا منظومة مفاهيم وقيم تضليلية بفعل القوة والتكرار والافساد المترافق مع الشعارات الكبيرة والزائفة , لقد أبدعوا في نزعة التبرير , براعة السفسطائيين في أوج ظهورهم , فأقنعونا بالشيئ وضده معا كما كانت تفعل ام جندل مع ابو جندل في تمثيلية سورية مشهورة , فهم لا يساومون على القضايا القومية والوطنية اليوم , ويساومون غدا, لا يتخلون عن شبر هنا ثم يتخلون عن إقليم هناك , يدعون الوقوف مع الشعب العراقي اليوم ويتجاهلونه أيام صدام
هناك .
يؤيدون التحالف الدولي هنا ويشجبونه هناك , يقنعوننا بأن لا عيب ولا حرام بالتحالف مع امريكا من أجل مسلمي البوسنة وضد هتلر كما فعل الشيوعيون ايام الحرب العالمية الثانية ويخونون الأحزاب العراقية التي قدمت آلاف الشهداء ضد الاستبداد , يتهجمون على دولة خليجية ما بحجة وصول وفد اسرائيلي اليها ويصمتون عن السفارات الاسرائيلية في بلدانهم , مئات المحامين الأردنيين يتحمسون للدفاع عن صدام وفاء له على ما قدم وأنجز و يصمتون أثناء إعدامه الآلاف في سجونه دون محاكمتهم صوريا , يقيم الفلسطينيون العزاء في مدينة غزة لمقتل عدي وقصي , ولا يفكرون بآلاف الأبرياء التي تموت في دارفور أو التي ماتت في مقابر صدام أو بسياراته المفخخة التي أرسلها الى سوريا في الثمانينات . تمنيت لو قرا القائمون على عزاء غزة الفاتحة على ارواح شهداء الحرية والضحايا الأبرياء في العالم العربي وعلى المفقودين والمخطوفين في الكويت أيام احتلاله الوحشي , ألا يستحق الشعب الكويتي الذي لم يبخل يوما بدعم القضية الفلسطينية أكثر ما يستحقه عدي وقصي ؟!
غلى الشارع الفلسطيني عندما قبضوا على صدام , فشعرت بالحزن والأسى , كيف يرتبط هذا الشعب المناضل لاستعادة حقوقه بهذا الديكتاتور المعادي لكل الحقوق .
أيها الغيارى على كامل الساحة العربية , لماذا تحمستم بعد سقوط صدام للجهاد أكثر من حماسكم التاريخي لأراضينا العربية المحتلة في فلسطين والجولان وغيرها . لماذا يا سيد كفتاروعلى سبيل المثال تتحمس وتصدر فتوى للجهاد في العراق بعد سقوط صدام ولم تصدرها من اجل الاراضي العربية المحتلة منذ عقود ؟
هذا الخطاب بات على المحك اليوم . إن سقوط صدام ومجازر النظام السوداني في دارفور كسفت زيف الشعارات وزيف الدعوة للحرية والديمقراطية في برامج الكثير من الأحزاب والاتجاهات والشخصيات , وبدأ يتضح رويدا رويدا ما هو معمول به ومفكر به ومسكوت عنه في الخطاب العربي , فهاهي أمريكا تتدخل في السودان أيها النشامي , جاء دوركم ودور خطابكم الانفعالي والمتلقي والتابع . وسيبدأ الحديث عن دارفور وعن مطامع أمريكا وستتوقد الأقلام ويدب الصوت الى المؤتمر القومي العربي والاسلامي ليقدما أرقاماشئ عن انتهاكات أمريكا وتبدأ الأقلام القومية والشيوعية بالهجوم وسيجتمع المحامون والبرلمانيون والمثقفون وأحزاب السلطات والمعارضات على حد سواء لتوقيع بيان إدانة مع دعوة للتضامن مع حكم السودان دون الاشارة لدور النظام الوحشي في الأحداث , وستؤكد حق تقرير المصير الذي يقتصر في هكذا خطاب على حق الحاكم في ان يقرر مصير الأمة كيفما يشاء , فهو وحده الذي يتحكم بمسار الحركة وهو الذي يقرر الحرب والسلم دفاعا عن شرف الأمة كما أشار صدام في محاكمته أنه احتل الكويت دفاعا عن شرف العراقيات , وهكذا نبقى في دوامة اللافعل وندين دون فاعلية ودون رؤيا صحيحة نعالج بها مشاكلنا قبل التدخل الخارجي .
الى متى سنبقى ننتظر ماذا ستفعل امريكا حتى يؤذن لنا بالفعل ونعرف أين موقفنا من الأحداث ؟ فهل سيتم كسر حلقة احتكار الفعل السياسي لقوى الخارج والحكام ؟
إن ما يجري في دارفور لا يحتمل إنسانيا وهم في حالة قد تكون أصعب من حالة العراق الذي يتعافى اليوم شيئا فشيئا
نصر سعيد – اللاذقية



#نصر_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مثقفون لبنانيون يحاضرون في سوريا
- اعتراف اتمواطن سوري الى وزيرة المغتربين
- عوائق الحوار الوطني في سوريا
- عوائق المصالحة الوطنية في سوريا


المزيد.....




- Lenovo تطلق حاسبا متطورا يعمل مع تقنيات الذكاء الاصطناعي
- رؤية للمستقبل البعيد للأرض
- درون روسي -يصطاد- الدرونات الأوكرانية بالشباك (فيديو)
- صحيفة أمريكية تشيد بفاعلية درونات -لانسيت- الروسية
- الصين تستعد لحرب مع الولايات المتحدة
- كيف سيؤثر إمداد كييف بصواريخ ATACMS في مسار العملية العسكرية ...
- ماهي مشكلة الناتو الحقيقية؟
- هل تغرب الشمس ببطء عن القوة الأمريكية؟
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /30.04.2024/ ...
- كيف تواجه روسيا أزمة النقص المزمن في عدد السكان؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نصر سعيد - صمت الخطاب العربي عن دارفورد السودان وحماسه في العراق