|
في مفهوم الاضظهاد - دهشة الخوف
مختار العربي
الحوار المتمدن-العدد: 918 - 2004 / 8 / 7 - 10:22
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الطبيعية - العالم/ وجود ، الأرض / حاكمية ، الإنسان/ ضرورة كيان يبدو أنه ومنذ الوعي المبكر بسلطة الروح/(العقل) وتقمصها الجسد نجحت البشرية في اعتماد الدهشة (العقل / الخوف )كوسيلة للهروب إلى الإيمان بمحدودية جدلية هي العدم / الوجود ، النمو / التطور /العدم (كيان مستقل)، نتج عن كل ذلك تفسيرات لظواهر الوعي واللاوعي فاستطاع الإنسان الأول أن يؤسس لنفسه قواعد ومبادئ ليعود ويفرغها من محتواها إذا ما اصطدمت بما هو غير عقلاني وغير موضوعي فيلجأ لسلطة الجسد ومنطق القوة (الخوف) مخلفاً وراء سياج الأفكار أبشع تبريراً لاعتماد السلطة والجبروت ليؤسس ملكاً ، ومرد ذلك هو الخوف الدائم المتفاعل مع التبدلات التي تحدث داخل بنية الأفكار والمعتقدات التي تشكل مؤقتاً ملاذاً للراحة من قهر الواقع واحتمال الأذى الذي صنعه وابتكره الإنسان ليؤكد على مسألة (القوى الشريرة - صراع الخير والشيطان) وفي المذاهب التي آمن بها إنسان الطبيعة ورجل الصخور ووحش الغابة تذهب إلى صراع الأمكنة دوماً وتخلع على الحدث مهما بطل مفعوله جلالية وقداسة (انفعال) كاذبة كأن يتخيل البدائي قوى غيبية مؤثرة اسطورية تشكل واقعه العقلي بقدرة خفية فيعود ليصنع رداءً من قماش التعري والسذاجة فيتغول على الذات ليحمي خوفه بخوف أكبر وأشمل وأغنى! السبب واضح لأن الحقيقة واضحة فهي أقصر الطرق للنجاة فبوسعنا الإيمان بجدواها (الحقيقة كمفهوم مادي) لا أن نستغني عنها بالمرواغة وننشأ أساليب جديدة تحمل مخاوفنا الحديثة المتطورة المتجانس وأطروحات الخوف المتمدد في أوساطنا . لنشهد معارك ومذابح أمراء حرب ، قادة جند ، جسور ، سبايا من نساء ينتهك عرضهم وأطفال ورجال يلاطون (حدث ذات مرة ) وهي كما نقول (افعل الآن ما هو واقع عليك غداً) فلا قناعة لدينا بأن الخوف ينشأ أصلاً استناداً إلى مبادئ تسمى (تقية - ورع - تهذيب - تشذيب ) بل هي الحرب النفسية التي تبقي وإن ذهبت أغوار الحروب الأخري واختفت قرقعات المدافع . فالشعب الذي يسكن جنوب الحضارات الشمالية يعاني! من ماذا! من الاستعلاء بكافة أوجهه (ثقافي - اجتماعي طبقي - نازي عنصري ) ويبقي ما هو سائد ف عيون أطفال الجوع والسهم يلون المرآة فيجعلها صافية تحكي قصة المدفع واصبع أبي المسروق لتدل على احتفاظنا بالغابية وندعي التحضر والترجل من فرس الخوف وسقوط حضارة الخوف الآنية ، فالتاريخ يكفينا من عبر وآلام والتمدن الغائب يسكننا شاهقات الفراغ ويجعلنا نتفنن في صناعة وخلق صور جديدة للخوف ، عالم البرية المتحامل على نفسه الرافض لسيادة قانون الفرد على الجماعة ورأينا واضح لا يتعلق بالماديين في فلاسفتها ولا النقلية الموجودة لكهنة المعابد وأئمة الصلوات فكلهم فشلوا في القضاء على (الخوف الدهشة) إذا لا بد من إعادة تقييم الغضب ومدى إمكانية استعادة سطوة المنطق المتحرر من أي سلطة فوقانية لنحتوى انفعالات الجسد ونحدد لغة جديدة للتفاهم مع الكائن (الخوف / الغياب ) فتعالوا نبدأ من أسئلة قلقة:- * من هو (أنا) هذا ؟ ولم أكون؟ * كيف أري الآخر؟ وأي لغة تواصل تعمل؟ كيف أحترم (أنا/الأخر) في سياق جدلي عميق يقضى على (الخوف / المرض ) * كيف أحتمل (تساؤلاتي حول الأخر) ؟ فلو استطاع من كان نيوتنياً في الفيزياء أو باستورياً في الأحياء أو مادياً في الاقتصاد السياسي أن يطرح و يجيب على هذه الأسئلة فوداعاً عندها لليانكي والأعلام الحمراء والكتب الصفراء الذين بصراعاتهم يحيلون العالم إلى خراب ودمار ودموع ولتنتهي قصة (الدمار العادل) و (الموت من أجل المعرفة) ونشهد طفرة كبري في المفاهيم من قبيل : (أنا وكيف أحب العالم) (الأخر وكيف يراني والعالم) فلا داعي للعلوم العسكرية في حضرة علم الجمال ولا سبب أو مدعاة لصناعة القنابل والتراب ينتظر صافرة الاتحاد فينبغي العمل وتفجير الإرادة.. كل ما ذكر يبقي على شاكلة الانتماء للفكرة والإيمان بالعقل والعقل الذي أعلى من شأنه (الرب) ليس بغريب أن يكتشفنا ثانية ويعيد خلقنا بتوافق مع العداء للخوف . ويجدر بنا أن نذكر ان علماء الحفر اللغوي اكتشفوا ما يعضد سلطة العقل منذ غابر العصور السحيقة ، أن البشرية حاولت أن تنشئ مفهوم للعلاقة بين الكائن واللاوجود ، وتبدت سلطة العقلانية في القياس والتحليل ومقولة (عقل/ لوغوس - مسرح ضد الله) قصد بها فض غشاء الفوضى والقضاء المبرم على التعتيم الذي يزاول مهنة التنزيل فيتصدى للكهنة والمرابين المراهنين على ديمومة الخوف من اللاكيان ، قصدت بتناولي هذا أن أذكر القارئ أن التاريخ كتب أصلاً بدافع الخوف (الدهشة والجهل) فسجل كل ما هو غير عادي فلم نسمع بمؤرخ أرخ لشروق الشمس أو لغربوها فقط إذا حدث ما يدغدغ غريزة الخوف يستحق التدوين وبهذا لا نحصل إلا على التشويه في أفزع صوره . رسالة إلى الخوف: * نحن الموقعون أدناه: نقدم فروض الولاء والطاعة لمليكنا الخوف :- دعاة الانتظار - منشدو التراتيل الحزينة - شعراء الأغاني المستحيلة - أدباء الغرائبية - منظري الحكمة المادة - شّراء الأماني - مورخي الدفائن والسقارات - مطببي العيون - قطاع الطرق السياسيون - حراس الزرائب - فقراء المدينة ومترفيها - أساتذة الفلسفة وناقلوها - صعاليك القبيلة - رواد الحانات الرخيصة - بائعو المرق والأجساد - طاردوا الأرواح الشريرة من قلوب المتعبين - المشعوذون - مرابو الأطفال - سكان الفضاء الكاذب - اشتراكيين - رأسماليين - اقتصاديين - ثوريين- أنبياء وشيوخ طرق - نحن السادة عبيد الأرض الأرقاء - البغايا - أطفال العار - ماسحو الأحذية - الجدليين - الثعلب والديك - الذئب والغن - أدم وحواء - هابيل وقابيل - أستير وراحيل - هاملت وديكنز - ماركيز والمخدرات - براتراند راسل ولوك - بورخيس وكافكا - الانقلابات - الوطن - الروح /الجنس - السهروردي وخراب الدين - ابن المقفع والفارسية - المتنبئ وفاتك - محمود محمد طه والدستور الإسلامي - ابن زيدون وولادة حينما قالت: أمكن عاشقي من صحن خدي - وأعطي قبلتي من يشتهيها أبو العلاء الناقم على الرب والدين : ولقد زعمت بان لنا معاداً ثانياً - ما كان أغنانا عن الحالين . وشاعر بلا مشاعر - أصوات بلا حناجر - الأمكنة وسطحي نحن (خائفون خائفون خائفون خائفون خائفون خائفون خائفون خائفون خائفون خائفون خائفون خائفون خائفون خائفون خائفون خائفون خائفون خائفون خائفون خائفون خائفون خائفون خائفون....) غسان 1/1/2002
#مختار_العربي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دعوة للثورة على الوهم - المرأة من منظور جاهلي إسلامي 2/1
-
الخروج من قوقعة الذات - فلسفة غياب الوعي في الإنسان العالمي
...
-
المرأة من منظور جاهلي / إسلامي - أنواع النكاح
-
(علاقة معرفة بالدم (جورج أوريل ينتقد العالم ويوشي بالماركسية
-
نظرة موضوعية - الرق في الإسلام
-
الاعتذارات الجريئة
-
كيف تستنفذ أيروتيكياً وتبقي عفيفاً؟؟؟؟
-
التراث الإسلامي كأجمل غريق في العالم
المزيد.....
-
بعد 26 عامًا على رحيلهما: صور نادرة من -حفل الزفاف السرّي- ل
...
-
حراشفه مميزة.. كيف صمد هذا الحيوان في وجه الصيد الجائر؟
-
تركي الفيصل بعد صورة نتنياهو التوراتية لإسرائيل: هل سيمضي لا
...
-
غزة تسجل 4 وفيات جديدة بسبب الجوع و100 منظمة دولية تتهم إسرا
...
-
غضب لا يهدأ في صربيا: اشتباكات وأعمال عنف خلال مظاهرات بين م
...
-
العمل أربعة أيام في الأسبوع مفيد للصحة، فلماذا لا يتم اعتماد
...
-
سوريا: حصان هارب في شوارع دمشق
-
السلطات الأميركية تثبّت أجهزة تتبُّع في شحنات شرائح الذكاء ا
...
-
تنديد فلسطيني وعربي بمشروع سموتريتش الاستيطاني وحماس تدعو لل
...
-
ترامب وبوتين يلتقيان الجمعة في ألاسكا وزيلينسكي بلندن لبحث إ
...
المزيد.....
-
الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة
/ د. خالد زغريت
-
المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد
/ علي عبد الواحد محمد
-
شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية
/ علي الخطيب
-
من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل
...
/ حامد فضل الله
-
حيث ال تطير العقبان
/ عبدالاله السباهي
-
حكايات
/ ترجمه عبدالاله السباهي
-
أوالد المهرجان
/ عبدالاله السباهي
-
اللطالطة
/ عبدالاله السباهي
-
ليلة في عش النسر
/ عبدالاله السباهي
-
كشف الاسرار عن سحر الاحجار
/ عبدالاله السباهي
المزيد.....
|