أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مكارم ابراهيم - الشخصية العراقية بين علي الوردي ومكارم ابراهيم















المزيد.....

الشخصية العراقية بين علي الوردي ومكارم ابراهيم


مكارم ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3012 - 2010 / 5 / 22 - 00:59
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    




بعد مرور تسعة عشر عاما على وجودي في الدنمارك وبسبب اقترابي من الشخصية الدنماركية من جهة والشخصية العراقية من جهة اخرى واجهت صدامات سلوكية واخلاقية عميقة بين هاتين الشخصيتين لذلك اتسائل هنا هل مازالت الشخصية العراقية مطابقة لمواصفات الشخصية التي حللها عالم الاجتماع العراقي الدكتور علي الوردي ولم تتطور على الرغم من اختلاطها بالشخصية الاوروبية لفترة زمنية طويلة ؟وهل العوامل البيولوجية للفرد العراقي اقوى من العوامل الاجتماعية في البيئة الاوروبية فلم يحدث تفاعل كافي لتغيير الشخصية العراقية؟

لقد وصف علي الوردي الشخصية العراقية بإلازدواجية فهي تحمل قيم متناقضة ,قيم البداوة وقيم الحضارة بسبب جغرافيا العراق حيث ان وجود نهري دجلة والفرات سمح بنشوء حضارة بلاد الرافدين كما ان احاطتها بمساحات صحراوية عربية شاسعة ادت الى هجرة اعداد كبيرة من البدو الى العراق وهذا ماأثر في تكوين الشخصية العراقية المزدوجة البدوية الحضرية.

وبغرض الحفاظ على موضوعية البحث فلا افرض التعميم على كل العراقيين والعرب في ملاحظاتي لانه بالتاكيد يوجد حالات استثنائية.
ان غالبية العراقيين بغض النظر عن كونهم مقيمون في اوروبا لسنين عدة و اكادميين ولديهم ارتباط اسري اوروبي اوعلاقة زوجية اوروبية تجد ان صفات البداوة والتعصب واضحة مثل المبالغة المفرطة في التعبيرات الكلامية , العلاقات ,المشاعر على السواء في الحب و الكره ,وكذلك التفاخر بالنفس.

فعندما يحب العراقي امراة يبالغ في وصفها الجمالي لدرجة انني اتصور بانني سوف ارى صوفيا لورين واذا بي امام امراة عادية جدا او العكس.
وكذلك يبالغ في حبه لحبيبته فهو يرفعها الى السموات العليا ويضعها بجانب النجوم وعندما يكرهها فانه ينزلها اسفل السافلين ولذلك فان السقوط الى الارض يكون احيانا مميتا وكذلك الحال عند المراة.

وكما ان التملك واضح فانه لايتخلى عن الحبيبة او الزوجة رغم انتهاء العلاقة وكانها عبدة حصل عليها في غزواته مع النبي محمد ويجب امتلاكها الى الابد.
والتفاخر صفة بدوية اخرى واضحة جدا في الشخصية العراقية فتجده يتفاخر بانه استطاع ان يحصل على الفتاة الفلانية دون ان يحترم قدسية العلاقة. ويتفاخر بانجازاته ودراساته واعماله ومنصبه فيقول انا وانا وانا حتى يصدع راسك وربما يبالغ بمقدار تسعة وتسعون بالمئة في حديثه.
و يبالغ في وضع العديد من الالقاب امام اسمه ربما كلها مزيفة ولايستحقها.

ومن الصفات البدوية مثل الولاء لرئيس القبيلة وليس للدولة نجدها بوضوح هنا فتجد ان الفرد العراقي يحاول ان يتصدر الجالية العراقية باي شكل ويتوعد بسحق كل المخالفين له فالكل يهابه بما فيهم الذي يتفاخر بجرأته وارتفاع صوته بين الناس وهو في الواقع مجرد فأر صغير لاحول له ولاقوة.
وتجد غالبية العراقيين وكذلك الاقليات العربية ليس لهم ولاء للبلد اقصد للدنمارك التي قبلت ان تستقبلهم وتعطيهم الاقامة والجنسية فتراهم يحتالون على هذا البلد بالغش ويشتمونه بدل ان يكونو شاكرين لفضله عليهم بالاقامة وتوفير كافة الامكانيات اللازمة للمعيشة برفاه.

وفي كتاب" وعاظ السلاطين" للدكتور علي الوردي يصف رجال الدين بالوعاظ الذين يعتمدون على منطق الوعظ والارشاد الافلاطوني وهم انفسهم لا يتبعون النصائح التي ينادون بها لانها وبكل بساطة تفوق قدرة الطبيعة البشرية . الا اني اجد ان صفة الوعظ والارشاد صفة عامة على غالبية العراقيين وليس فقط رجال الدين.

فقد تلتقي بامراة عراقية او عربية غير ملتزمة بمبادئ الدين الاسلامي شكلا ومضمونا اي لاترتدي الحجاب وربما ترتدي لباس فاضح ولاتصلي ولاتصوم ومع هذا تجدها تصب عليك كل المواعظ والفتاوي والارشادات الدينية وتدافع بكل حمية على الاسلام رغم انها لاتلتزم باي نصيحة اسلامية ولكن اذا اخذنا النساء الغير عربيات فنجد ان الوعاظ الديني يقتصر على النساء المتشددات دينيا.
اما اذا اخذنا الرجال العراقيين فنجد انهم متخصصون ويجيدون مهنة الوعاظ في الدين حتى لو لم يكن من الملتزمين. وكذلك تجده بارعا في اعطاءك الارشادات الفنية او التقنية متافخرا بعلمه رغم انه لايفهم اي شئ في الموضوع لانه يخجل ان يقول بانه لايعلم بل على العكس يحاول ان يثبت لك انه يعلم كل شئ ولااحد يستطيع منافسته بهذا المجال. ويبالغ في انتقاده للاخرين وتثور ثائرته اذا انتقده احد.

استنتج من خلال هذه الملاحظات ان العوامل البيولوجية بما فيها من صفات البداوة القبلية مازالت طاغية على السلوك الفردي لدى غالبية العراقيين والعرب بشكل عام ولم تتفاعل بشكل كافي مع العوامل الاجتماعية في البيئة الاوربية لدرجة ان تحدث تغيير في الشخصية العراقية نعلم ان العيون البنية هي المسيطرة في الصفات الوراثية على الالوان الاخرى فربما الصفات البدوية هي المسيطرة على الصفات الغربية لذلك تستمر في البقاء . وربما ان القيود الاجتماعية الاوربية ليست قوية بالدرجة المطلوبة ليتؤثر على الشخصية العراقية والعربية رغم وجودهم في المجتمع الاوروربي لسنين عديدة وارتباطهم الاسري مع الحضارة الغربية بالزواج او العائلة.

والصفات البدوية او العوامل البيولوجية التي ذكرناها تكون اقوى من العوامل الاجتماعية الاوروبية لدى الافراد الذين لايقبلون الحضارات الاخرى اما بسبب خوفهم من ضياع هويتهم الشرقية وارتباطهم بالعراق او بسبب خوفهم من اي شئ جديد لم يعتادوا وهذا واضح لدى النساء العراقيات المتمسكات بالقديم. وربما العنصرية وكره الاجانب التي يعيشها الفرد تدفعه للتمسك اكثر بعاداته العراقية او العربية على العموم.
على اية حال بمرور السنين سنرى اي من الشخصيتين ستؤثر على الاخرى . ترى هل تصلب الشخصية العراقية تجعلها الشخصية المسيطرة في البيئة الاوروبية بحيث هي التي تؤثر وتغير الشخصية الدنماركية او يحدث العكس؟


في الختام اود ان اشير الى ان الاشخاص الذين سيغضبون من مقالتي هم الذين يتصفون بالصفات و السلوكيات البدوية الانفة الذكر رغم ادعائهم بانهم حضاريين. أمل من خلال هذا البحث ان يراجع العراقيين والعرب سلوكهم اليومي وردود افعالهم ومبالغاتهم في الحديث والمشاعر ومحاولة الاعتدال فيها لان خير الامور اوسطها .

مكارم ابراهيم

21/ مايو ايار/2010



#مكارم_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مااسباب ازمة الرسوم الكاريكاتورية ؟
- احترام حرية الفرد يجب ان تشمل الجميع
- كم وصية جاء بها الاسلام ؟
- ظهور مجلة للمثليين بالمغرب
- الكاتب العراقي!
- مواجهة عامة مع الكتاب المقدس التوراة
- هل مبدا حرية التعبير هو حق فقط للدنماركيين؟


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مكارم ابراهيم - الشخصية العراقية بين علي الوردي ومكارم ابراهيم