أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - كاظم موسى الحميداوي - مدارسن بين الواقع والطموح














المزيد.....

مدارسن بين الواقع والطموح


كاظم موسى الحميداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3011 - 2010 / 5 / 21 - 15:41
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


تعنى الأمم الحية بالتربية والتعليم أيما عناية فلقد أدركت شعوب العالم وعلى مدى عصور التاريخ ما للعلم من اثر في البناء والتطور حتى أولت كل امة أبناءها كل العناية والرعاية من اجل تربيتهم وتعليمهم وقد تختلف الأمم فيما بينها من حيث السياسات والعقائد ولكن الشيء الوحيد الذي تتفق عليه كل شعوب العالم المتحضر هو ان يحتل التعليم المكانة الأولى من العناية والاهتمام ، وبذلك أصبح التقدم في البلدان يقاس بمقدار ما يتمتع به أبناء ذلك البلد من تعلم وامتلاك لنواحي العلم المختلفة . وحتى لا نخوض في غمار هذا الموضوع كثيراً فأننا نصل إلى حقيقة مفادها إن التربية والتعليم هي الأساس بل المرتكز الذي لا يمكن لأي شعب أو امة في العالم إن تتقدم أو تتطور ألا به وهو بالتأكيد لا يتأتى إلا من خلال المؤسسات المعنية بتقديمه إلى أفراد المجتمع والتي كانت تسمى قديماً ( الكـتاتيب ) وهو ما نعرفه اليوم بالمدارس.
وما يجعلنا نقف كثيراً عند هذا الموضوع هو ذلك الحديث الذي أدلى به وزير التربية إلى أحدى القنوات الفضائية في صيف عام 2008 من إن وزارته تهتم ببناء الإنسان وليس ببناء الجدران، قد يكون وزيرنا محقاً حينا يقول ذلك ولكن هذه سياسة فاشلة اعتمدها النظام المقبور حينما كان لا يهتم بالاثنين معاً لا الإنسان ولا الجدران وقد نتج عن ذلك تردي كبير في مستوى التعليم في العراق انذر بأمية حقيقة نراها اليوم تغزو أبناء المجتمع العراقي فلماذا نخالف تلك السياسة الفاشلة ببعض ونتفق معها بالبعض الأخر وكيف للإنسان إن يتعلم ويدرك مفاهيم الحياة الأساسي ما لم تكن هناك بيئة صالحة وارض خصبة تجعل التعليم مثمراً فإذا أردنا إن نغرس غرساً لابد لنا من إن نجد أرضاً زراعية مناسبة تتوفر فيها عوامل النمو السليم والصحيح حتى نجني محصولاً جيداً يؤمن لنا مردوداً اقتصادياً وفيراً وهذا ما ينطبق تماماً على التربية والتعليم التي يجب إن تتوفر لها كل الإمكانيات التي تجعل منها عملية ناجحة ترفد البلد بطاقات عقلية تسهم بشكل كبير في بناءه وازدهاره وإذا كان الاهتمام مقتصراً على الإنسان فقط لينال حقه الطبيعي في التعلم والتعليم .
فكيف لنا أن نبني ذلك الإنسان ونربيه ونزوده بالعلوم والمعارف وهو ما يزال يحتمي بأعواد القصب والبردي ويفترش التراب ويقطع الأميال من اجل الوصول إلى مدرسته ترى كيف سينشأ ذلك الجيل الذي ذاق الأمرين مرارة الفقر والفاقة ومرارة التهميش وعدم الاهتمام.
أن حال مدارسنا اليوم لا تحسد عليه أبداً فما يقوله ابن الريف الذي ما زال يعيش المدارس الطينية من أن ابن المدينة يتمتع بيئة دراسية مناسبة قد لا نراه في كل مدينة أو قضاء أو ناحية فإذا كانت تلك هي مشاكل أبناء القرى والأرياف نجد أبناء المدن يعانون من كارثة ألحقت ضرراً كبيراً في الواقع التربوية والتعليمي تلك هي ظاهرة الدوام الثلاثي التي كانت واحدة من بين أهم الأسباب التي أدت إلى تسرب ما يقارب 000‚80 ألف طالب وطالبة في عام 2009 ولبغداد فقط ناهيك عن ظروف اجتماعية واقتصادية وأمنية وهذا بحد ذاته يعد ( نكبة ) في تاريخ بلد ليس لأنه يملك حضارة عريقة بل لأنه صانع لحضارات العالم فالأرض التي عليها اخترع الإنسان الكتابة منذ أقدم العصور يعاني أبناءها الأمية والجهل التي تفشت مؤخراً وبكل سهوله لتنخر في جسد ذلك الشعب المثقف الذي قيل عنه انه يقرأ كل ما يكتب في مصر ويطبع في لبنان من المفارقات العجيبة أن هناك خطابات رنانة تحاول أن تصنع لنا صورة وردية عن واقع المدارس بل حتى الوفود الأجنبية أذا أرادت أن تزور مدارس العراق وتطلع عليها عن قرب سيشار إلى مدارس معينه ومتكاملة من حيث البناء والمستلزمات أما تلك الفقيرة فستبقى كذلك بعيدة عن الأنظار قانعة بما قدرت لها الحياة.
ومن غرائب الأمور أننا سمعنا قبل أيام من أن أحدى المحافظات في جنوب العراق قد خصصت ( 200 ) كرفان للمدارس الآيلة للسقوط ولا نعلم كم هي المبالغ التي تم رصدها لهذا المشروع العملاق ؟
في أحدى المحافظات مدرسة لم يبق منها ألا الاسم بعد أن جرفتها مياه الأمطار والسيول وأخرى يذهب أليها التلاميذ في الأسبوع مرة واحدة لعدم وجود طريق معبدة يربطها بمناطق سكناهم والاهم في ذلك أن الأهالي بالرغم من بساطتهم فأنهم يتابعون وبدقه الأنواء الجوية للتعرف عن حالة الطقس كي يقرروا ذهاب أولادهم إلى المدارس أو لا .
نحن في القرن الحادي والعشرين وما زال المئات من المدارس الطينية المنتشرة في محافظات الجنوب وعدد المدارس ( أحادية الدوام ) أو ثنائية الدوام لا يتعدى عدد أصابع اليد سواء كان ذلك في مراكز المدن أو الاقضية والنواحي . وهنا لابد لنا أن نذكر السادة المسؤوليين في وزارة التربية من العراقيين أول من اخترع الكتابة قبل ستة الألف سنة ألا أن بلدهم اليوم احتل المرتبة الأسوة من حيث الواقع التعليمي المتردي كما نؤكد للقارئ الكريم من أن هناك تقارير أشارت وبصورة مؤكدة إلى وجود خمسة ملايين أمي في العراق وفي أخر إحصائية لهذا العام بلغ عدد الأميين سبعة ملايين شخص من الرجال والنساء . أن وجود تعليم في مدارس من الخيم وأخرى من الطين والقصب ومدارس ليس فيها رحلات يعد وضعاً كارثياً بالنسبة للتربية والتعليم ترى هل هناك حلولاً جذرية لما يعانيه الواقع التربوي والتعليمي قد يحملها المسؤولون في جعبتهم وهم يستعدون لمسك زمام الأمور.



















#كاظم_موسى_الحميداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منظمات المجتمع المدني ودورها في البناء التنموي


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - كاظم موسى الحميداوي - مدارسن بين الواقع والطموح