أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أوري أفنيري - الأوليغارخيون أو: البتول التي تدهورت إلى الزنى















المزيد.....

الأوليغارخيون أو: البتول التي تدهورت إلى الزنى


أوري أفنيري

الحوار المتمدن-العدد: 916 - 2004 / 8 / 5 - 11:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هذا مسلسل عن روسيا. غير أنه من الممكن أن يكون عن إسرائيل أيضا، أو عن الولايات المتحدة. اسم المسلسل: "الأوليغارخيون"، ويتم عرضه الآن على القناة 10.

يحتوي المسلسل على مشاهد لا يمكن تصديقها – لولا أن الحديث قد صدر عن ألسنة الأبطال ذاتهم، الذين يتفاخرون بأعمالهم المنحرفة. أما من أنتج هذا المسلسل فهم إسرائيليون من أصل روسي.

"الأوليغاخيون" هم مجموعة صغيرة من "المبادرين"، الذين استغلوا انهيار النظام السوفييتي لنهب كنوز الدولة وجمع غنائم ضخمة تصل إلى مئات المليارات. ليضمنوا استمرار نشاطاتهم، سيطروا أيضا على أجهزة السلطة. ستة من بين السبعة هم من اليهود.

الشعب الروسي يسميهم أوليغارخيين: من كلمة "أوليغوي" (باللغة اليونانية: قِلّة) و "آرخيا" (سلطة).

لقد كانوا، في الأيام الأولى من الرأس المالية الروسية، سريعي البديهة والجرأة، فقد عرفوا كيف يستغلوا الفوضة الاقتصادية والسيادية ليشتروا كنوزا بأبخس الأسعار كانت تساوي أضعافا مضاعفة: النفط، الغاز الطبيعي، النيكل والمناجم الأخرى. لقد استخدموا كل الحيل الممكنة ومن ضمنها الغش، الرشوة والقتل. لقد كان لكل منهم جيشا صغيرا خاصا به. هم يروون خلال المسلسل بفخر واعتزاز وبالتفاصيل المملة كيف فعلوا ذلك.

إلا أن الجزء الأكثر إثارة في المسلسل هو ذلك الذي يصف سيطرتهم على الحلبة السياسية. بعد أن حارب أحدهم الآخر وحاول كل منهم تدمير الآخر، قرروا أنه من الأجدى لهم أن يعملوا معا بهدف السيطرة على الدولة.

في تلك الفترة كانت شعبية الرئيس بوريس يلتسين آخذة بالتدهور. عشية انتخابات الرئاسة الجديدة كانت استطلاعات الرأي تظهر بأن شعبيته قد انخفضت إلى 4% لقد كان ثمل مدمن ومريض بالقلب، وكان يعمل لساعتين في اليوم على الأكثر. وقد أدار شؤون الدولة، بدلا عنه، حارسه الشخصي وابنته، مما أدى إلى تفشي الفساد.

لقد قرر الأوليغارخيون السيطرة على الحكم بواسطته. لقد كان لديهم أموال لا تأكلها النيرات، سيطرة تامة على كافة شبكات التلفزة وعلى سائر وسائل الإعلام كلها تقريبا. لقد جندوا كل هذه الوسائل لصالح حملة يلتسين الانتخابية ومنعوا خصومه من الوصول إلى التلفزيون، حتى ولو لدقيقة واحدة. لقد صرفوا أموالا طائلة. (هناك أمر لا يتناوله المسلسل: لقد أحضروا إلى موسكو بعض أبرز الخبراء والكوبيرايترات الأمريكية خفية، وقد استخدم هؤلاء أساليب لم تكن معروفة في روسيا حتى ذلك الحين).

لقد نجحت هذه الحملة: فقد انتخب يلتسين مرة أخرى، وأصيب بنوبة قلبية يوم انتخابه. مكث يلتسين بقية أيامه في الوظيفة في المستشفى، وكان الأوليغارخيون هم المسيطرون من الناحية الفعلية. أحدهم، ويدعى بوريس برزوفسكي، نصّب نفسه رئيسا للحكومة. صحيح أنه قد حدثت ضجة ما حين اتضح بأنه قد حاز في هذه الأثناء على المواطنة الإسرائيلية (كسائر الأوليغارخيين الآخرين)، غير أنه تخلى عن جواز سفره الإسرائيلي وسارت الأمور على ما يرام.

على فكرة، يتفاخر برزوفسكي خلال المسلسل بأنه قد تسبب في نشوب حرب الشيشان، التي قتل فيها حتى الآن عشرات الآلاف وتم تدمير بلاد كاملة. لقد كان معنيا بكنوز الدولة وبأنبوب النفط المزمع إقامته فيها. للوصول إلى هذا الهدف قام بتقويض اتفاقية السلام التي كان شأنها منح نوع من الاستقلالية لهذه الدولة. لقد أقصى الأوليغارخيون الجنرال ألكسندر لبد الذي تمتع بشعبية واسعة والذي توصل إلى الاتفاقية، ومنذ ذلك الحين تتواصل الحرب هناك.

في النهاية أتت الضربة المعاكسة: فلاديمير بوطين، من رجالات الكي جي بي، وهو رجل يتحلى بالصمت وبالصلابة وصل إلى السلطة، وسيطر على وسائل الإعلام وجز بأحد الأوليغارخيين (ميخائيل حودوركوفسكي) في السجن وحذى بالآخرين إلى الهرب (برزوفسكي يعيش في إنجلترا، فلاديمير جوسينسكي يعيش في إسرائيل ويبدو أن ميخائيل تشيرنوي يختبئ عندنا هو أيضا).

ولأن كل أعمال الأوليغارخيين كانت تتم بصورة علنية، هناك خطر كبير في أن تؤدي هذه القضية إلى تزايد اللا سامية في روسيا. يدعّي اللا ساميون بأن هذه الأمور تصادق على "بروتوكولات حكماء صهيون"، التي وصفت سيطرة اليهود على العالم. لقد كتبت هذه الوثائق المزيفة قبل مئة سنة في روسيا. إلى هنا قصة المسلسل التلفزيوني.

لقد حدثت مثل هذه الأمور في الولايات المتحدة – قبل مئة سنة ونيّف حين نشط "البارونيون-اللصوص" أمثال مورغان، روكفلر وغيرهم، بأساليب مشابهة وحازوا على أموال وقوة مشابهة. تتم هذه الأمور اليوم هناك بأساليب أكثر حنكة.

يجند المرشحون في الحملة الانتخابية الجارية هناك مئات ملايين الدولارات. جورج بوش وجون كيري يتفاخران بقدرتهما على تجنيد مبالغ طائلة. ممن؟ من المتقاعدين؟ من "تلك المرأة الأسطورية المسنة التي تنتعل حذاء التنيس"؟ بالتأكيد لا، بل من مجموعة من الملياردرات، الشركات الكبرى ومجموعات تتمتع بقوة كبيرة (تجار الأسلحة، التنظيمات اليهودية، الأطباء، المحامون وغيرهم). العديد منهم يقدمون تبرعا سخيا لكلا المرشحين معا – توخيا للحيطة.

كل هؤلاء ينتظرون، بالطبع، مقابلا لائقا بعد انتخاب مرشحهم. "ليست هناك وجبات مجانية"، كما قال خبير الاقتصاد اليميني ميلتون فريدمان. وكما هو الحال في روسيا، كل دولار (أو روبل) يتم استثماره في الانتخابات سيعود على المتبرعين بعشرات الأضعاف أو بمئات الأضعاف.

تكمن جذور المشكلة في حقيقة كون المرشح للرئاسة (ولأي وظيفة سياسية أخرى) مطالب الآن بدفع المزيد. تدور رحى الانتخابات بالأساس في التلفزيون والاستثمار المطلوب هو استثمار هائل. ليس مجرد صدفة أن يكون المرشحون في الولايات المتحدة كلهم ملياردرات بحد ذاتهم. لقد جنت عائلة بوش أموالا طائلة من العمل في مجال النفط (بمساعدة علاقاتها السياسية بالطبع). لقد تزوج كيري إحدى أثرى النساء في أمريكا، التي كانت متزوجة في الماضي من ملك الكتشوب هنري جون هاينز. ديك تشيني كان مديرا عاما في شركة كبيرة ويحصل الآن على امتيازات في العراق تساوي ملياردات. جون إدواردز المرشح الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس، جنى أموالا طائلة كمحام.

يتحدثون في أمريكا، بين الحين والآخر، عن "إصلاحات في مجال تمويل الانتخابات"، غير أن الجبل يتمخض دائما فتولد الفئران. أي من الأوليغارخيين غير معني بتغيير هذا الأسلوب الذي يتيح لهم شراء حكومة الولايات المتحدة.

أما في إسرائيل فإن الحديث عن "الأموال والسلطة" هي صرعة من صرعات الموضة الآن. أريئيل شارون وابنه مشتبه بهما بالحصول على رشوة كبيرة من مقاول ثري. لم يتم تقديم لائحة اتهام ضدهما بفضل المستشار القضائي الجديد فقط، الذي عينته حكومة شارون في أوجّ هذه الفضيحة. ما زالت هناك تحقيقات جارية بحق شارون وابنه فيما يتعلق بملايين خفية تم التبرع بها بأساليب ملتوية إلى صندوق الانتخابات الخاص به.

علاقة شمعون بيرس بالملياردات معروفة على الملأ، وكذلك الأمر الأموال الطائلة التي يرسلها مليونيرات من يهود أمريكا إلى اليمين المتطرف في إسرائيل. أحد الأوليغارخيين الروس هو من مالكي صحيفة "معاريف".

إن الضجة السياسية التي حامت حول وزير البنى التحتية الإسرائيلي قد فتحت بوابة على حقيقة كانت خفية حول وجود شركات دولية ضخمة تعمل في إسرائيل. إنها تحارب من أجل تزويد إسرائيل بالغاز الطبيعي - وهي صفقات بمليارات يتم فيها تجنيد عالم الإجرام، السياسيين والمحققين المستقلين. لقد وضح الكشف عن هذه القضية لمواطني إسرائيل أن هناك العديد من السياسيين لدينا أيضا، ومن أعلى الدرجات، تحولوا منذ زمن بعيد إلى عمال سخرة لدى الوصوليين الذين يتمتعون بقوة هائلة.

على هذه الحقائق أن تنبه دعاة الديمقراطية في إسرائيل كما هو الحال في روسيا، الولايات المتحدة والدول الأخرى. الأوليغارخية والديمقراطية لا تتماشيان. وكما قال محلل روسي في المسلسل التلفزيوني عما فعله الأوليغارخيون بالديمقراطية الروسية الجديدة: "لقد دهوروا البتول إلى الزنى".



#أوري_أفنيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جلد الدب
- الرجل الطيب والسيدة العجوز
- حقا هناك قضاة في هاغ
- العدل، الغاز والدموع
- ذهب الزرزور إلى الغراب…-
- أضرار نفسية غير مرتجعة
- فليشربوا من بحر غزة
- طومي والجدة
- اغتصاب رفح
- بوشارون: العد التنازلي
- المسخ الذي تصدى لصانعه
- فأنونو: السر الدفين
- جلد شارون، وجلد بوش المرقط
- الأرز المر (2) أو: مسيرة الحماقة
- رسالة إلى عرفات
- ثلاثة جنرالات وقديس واحد
- كل الاحترام، يا أصدقائي
- روميو الفلسطيني
- طالما ظل الجيتو في القلب
- الدب الراقص


المزيد.....




- هكذا قضى الرئيس الإيراني يومه الأخير.. إيران تبث صوراً جديد ...
- السجن 3 سنوات ونصف لضابط بالجيش الألماني بتهمة التجسس لصالح ...
- التجنيس التعويضي ـ تزايد عدد الإسرائيليين الراغبين في الجنس ...
- ذبحتونا: جامعات تستدعي طلبة للتحقيق معهم على خلفية هتافهم لغ ...
- مصر.. الحبس لمدون مشهور 5 سنوات بتهمة ازدراء الدين الإسلامي ...
- مصر.. هروب -سفاح التجمع- خلال تمثيل الجريمة والأمن يلاحقه (ص ...
- -سرايا القدس- تعرض مشاهد لاستهدافها مبنى تحصنت فيه قوة إسرائ ...
- الجيش الإسرائيلي يجري تدريبات تحاكي القتال في عمق لبنان (صور ...
- -سأتكفل بعلاجهم-.. ملياردير شهير يناشد المسؤولين بالسماح للم ...
- إسرائيل تتّحد ضد المحاكم الدولية


المزيد.....

- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أوري أفنيري - الأوليغارخيون أو: البتول التي تدهورت إلى الزنى