أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد البدري - عَمَّ يَتَسَاءلُونَ















المزيد.....

عَمَّ يَتَسَاءلُونَ


محمد البدري

الحوار المتمدن-العدد: 3004 - 2010 / 5 / 14 - 11:44
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


علي فضائية دينية وهابية يبثها القمر الصناعي نايل سات ويؤمها مشايخ ورجال دين اسلامي، تنسدل علي رؤوسهم خرقة بيضاء دون عقال دليل حرية العقل والتفكير والاستدلال لاستخراج الاحكام الشرعية بعكس باقي الناس في مجتمعات الخليج التي تفضل ربط عقلها بعقال وعدم تشغيله في قضايا الحياه المتعدده والمتباينة، علي هذه الفضائيات خرج احدهم ليفتي في برنامج له مهمة واحده هو الاجابة علي تساؤلات الحياري ممن اسلموا وقالوا بالتوحيد. تنوعت الاسئلة والمطالب وكان اكثر المتصلين من النساء المسلمات وهو دليل فضائي علي صدق الحديث النبوي بانهن ناقصات عقل ودين. فبعد الدعوة له بان يجازيه الله خيرا، طلبت إحداهن الفتوي في زوج هي احدي زوجاته الاربع. انتوي الزوج ان ياتي بخامسة، ربما لانها بكر لم يمسسها انس ولا جان، وطالبهن بان يقرعن بينهن. فمن خرجت عليها القرعة طلقها حتي يكون ملتزما بما تفرضه عليه الشريعة السمحاء.

طال الحوار بين المفتي الاسلامي وبين التي تخاف ان تقع القرعة عليها. وتبين ان من بين الزوجات اثنتين محجبات وواحده منقبة ورابعة لازالت تحتفظ بقدر ولو ضئيل من احترام الذات وقررت ان تظل سافرة كبقية خلق الله. افتي الشيخ الفضيل اكرمه الله ووسع من علمه الغزير بان القرعة هي عمل شرعي واستشهد برسول الله حين كان يقرع بين زوجاته لمن تخرج معه في غزوه للقبائل لخدمته. قال ان القرعة مكرمة لمن ترسو عليها لان كل ما ستقوم به سيكون في ميزان حسناتها يوم القيامة واكد الامر بسؤال اخباري قائلا : وهل هناك افضل من خدمة الدعوة للاسلام.

طال الحوار وقالت المتصلة انهن اقرعن ووقعت القرعة عليها لهذا فهي تتصل لحل الاشكالية وخاصة انها ستكون بلا عائل بعد طلاقها، او بالاحري استبدالها بامرأة اخري. رد الشيخ صاحب العلم الغزير ان الله سيجعل لك مخرجا وسرد قصة سوده بنت زمعة زوجة النبي كما اتت في كتب التراث. وقبل الانتقال الي فتوي اخري سالها الداعية الفضيل هل هي تعمل بشرع الله اي هل هي من الثلاث المحجبات فاتضح انها الرابعة التي لم تتحجب. وعندها استاسد الشيخ وسالها سؤال مستنكرا حديثها : فهل عرفتي لماذا خرجت القرعة عليكي؟
رد الرجل بكل ثقة وقوة في الحجة عن فضل القرعة التي لا تكذب ولا تظلم احدا. فالعرب كانوا يقرعون في الجاهلية كما اقرعوا في الاسلام فهي القسمة التي لا ظلم فيها بل ياتي منها كل ما يحمي الدين الحنيف وشريعته السمحاء.
لم تنتهي المشكلة والرد عليها عند هذا الحد فقد اتضح ان الزوج لم يرضي بالقرعة وعندها سالها الداعية عن سبب الرفض قالت لانني الاجمل بينهن. عندها قطب الشيخ حاجبيه وعدل من خرقته واستعدل من جلسته وتنحنح علي طريقة المقرئين العظام قبل الاستعاذة من الشيطان وقال بصوت اجش وهيبة مخيفة: فليتصل بي زوجك لانك وكما اشهد ولعلي من الضالين انك نشاز. لا تتحجبين ولا ترضين بالقرعة وتفتنين الزوج.
صدرت من الجهاز صفارة متقطعة وانقطع الاتصال

في مكالمة اخري سالت إمرأة عن فتوي فيما ينبغي عمله إزاء زوج دخلت زوجته السجن بحكم قضائي لسنتين صدر من ولي الامر في هذه الدولة لجريمة لم يتطرق الحوار عن تفاصيلها.
رد المفتي بانه لا يجوز النفقة عليها وهي في محبسها لان الاستمتاع بها اصبح متعذرا لانها بفعلها تسببت في حرمان الزوج من مجامعتها، فكما حرم الرجل منها تحرم هي ايضا من نفقته. واستشهد بفتوي من المعلوم من الدين بالضرورة ان الناشز تسقط عنها النفقة. هذا ما جاء في سياق الحوار علي الهواء، اما كيف بدا الحوار فقد جري بان بدأت المتصلة بعد ان سلمت وجاملت الشيخ بالثناء عليه وانها تحبه في الله علي فضله وعلمه الغزيرقائلة: هل يجوز ان تظهر علي زوج اختها وان يري منها والاخت غائبة، رد الرجل بانه لا يجوز شرعا. اكملت المتصلة الحوار فقالت ان الرجل يراودها عن نفسها. فقاطعها الشيخ الفضيل بسؤالها واين اختها؟ عندها اقرت بحكاية السجن كما سبق. هنا افتي الشيخ بان الصحيح ان يطلق الرجل اختها ويتزوجها هي بدلا من عصيان الله وارتكاب المعاصي. فبادرت الاخت بسؤالها الجوهري الذي تم اخفاؤه من بداية الامر وهل يجوز ان آخذ من امواله لاعيل أختي في سجنها؟ وللمرة الثانية استعدل الشيخ عباءته ومسح بلحيته وقال انه حرام حرام حرام لانها لم تعد في ذمته بعد الطلاق او وهي في محبسها الان لما سبق بيانه ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا..
صفارات اخري وانقطع الاتصال

اكثر ما يدهش في هذه الفضائيات ان المتصلات من النساء يعرضن مشاكل حقيقة تعكس اوضاعهن الاجتماعية والاقتصادية البائسة في المجتمعات الاسلامية. ولم يدركن ان الجلاد هو نفسه القاضي وان من يلجؤون اليه هم انفسهم اصحاب الفقه الذي بسببه تراكمت كل هذه المشاكل التي لا حل لها في هذه البيئة الدينية. طالبات الفتوي من النساء يحاولن التحايل علي التشريع الذي وضعهن في هذه المآذق الاجتماعية والاقتصادية وعندها يقدم لهم الدعاه والمشايخ الحلول بان يشربوا من نفس النبع او ياكلوا نفس الطبق الذي اكلوه فتسممت حياتهم منه سابقا. نفس هؤلاء الدعاه يخرجون في برامج اخري ليقولوا بان الاسلام اعطي المرأة حقوقها غير منقوصة من 1400 عام سابقا بها البشرية وفي نفس الوقت يكيلون التهم للمراة في المجتمعات الغربية وتشريعاتهم العلمانية.

حرية الفتاوي للجهلاء من الشعوب الاسلامية لا حد لها ولا رقيب عليها طالما ارتدي المفتي زيا وهابي المنشأ علي قاعدة دينية. وهنا تنفجر المظالم ويعاد انتاجها مرات ومرات لان المتصلين من طالبي الحلول من القطيع الفاقد الاهلية لايجاد حلول انسانية شريفة لمشاكلة الموروثه منذ الجاهلية وعبر ازمنة الاسلام.

المشترك فيما بين المتصل والمتصل به هو ذاته المسكوت عنه والمحتكم اليه في البيئة الاسلامية. لكن الفتاوي وكما تصدر من اصحابها تاتي بمزيد من الظلم ولم يجرؤ المتصل علي رفض الفتوي خوفا من تكفيره ولم يرتقي ضمير المفتي للقول بان فتواه ظلم وغبن لاناس هم اصلا مظاليم جاؤوا الي دنيانا بفضل انطلاق عقل هؤلاء المشايخ وعدم تحجيمهم اما بالكفر او رفض التشريعات الظالمة التي يحتكمون اليها.



#محمد_البدري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكفيل من سوءات العرب
- تشريح المجتمع هو فضح لنصوصه
- في ذكري عيد عمال مصر
- هل الصدق من قيم الاسلام؟
- نجاسة الطائفية في الجامعة
- رد علي عبد المنعم سعيد
- القطيعة مع اهل الهولوكوست
- مكاسبنا الانترنتية
- نظامنا في القرن الجديد
- ذَلِك عبد الناصر ... أنا تؤفكون
- ثقافة ال -تحت-
- لماذا رضي الله عنهم
- قرار منعه تحت جزمته
- الشريعة ومرجعية الجاهلية
- يكفي ان اسمه الحوار حتي نقدم له التحيه
- هكذا تحدث السويسريون
- قياسات حداثية
- تشويه العالم من اجل الاسلام
- ماذا بقي للاسلام ؟
- الجنس والمرأة وهوس المتخلفين


المزيد.....




- 935 شهيدًا في العدوان الصهيوأميركي على إيران بينهم 38 طفلًا ...
- دراسة أثرية: النساء حكمن أولى الحضارات البشرية
- “شغال وفعال” خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالجزائر 2 ...
- بيان حملة “عدالة سكنية للنساء” بشأن التعديلات المقترحة على ق ...
- للمرة الأولى.. الدانمارك توسّع التجنيد الإجباري ليشمل النساء ...
- بادري بالتسجيل واستفيدي بالفرصة.. خطوات التسجيل في منحة المر ...
- فرصة ذهبية لكل امرأة.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة ...
- ما قصة المرأة التي طلبت من أبنائها عدم اللعب لتوفير مصاريف ا ...
- سجلي الآن..خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت بالجز ...
- مهاجراني.. استشهاد 72 امرأة وطفل جراء العدوان الصهيوني على ا ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد البدري - عَمَّ يَتَسَاءلُونَ