أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الكريم الفزني - الشيخ الفزاري -قصة-














المزيد.....

الشيخ الفزاري -قصة-


عبد الكريم الفزني

الحوار المتمدن-العدد: 3000 - 2010 / 5 / 10 - 17:13
المحور: الادب والفن
    



دخل الشيخ الفزاري إلى بلدته الجديدة في حالة انهيار تام. تضعضعت بموجبه قواه، لقد كانت رحلته من بلدته الأم شاقة ومتعبة، لأن سفره استغرق سنة كاملة في السير على الأقدام تارة وعلى دابته تارة أخرى ، وكان من مرافقيه السي محمد العلوي وزوجته للا زهرة وابناه السي علي والسي عبد الواحد، كانوا قد هربوا بسبب مصيبة. قُتل بموجبها شخص من بلدة فزارة فاتهموا مع الشيخ الفزاري بهذه الجريمة الشنعاء التي هزت قرية فزارة آنذاك، ففروا من بلدهم تاركين أملاكهم وأصلهم... ولم يحملوا معهم إلا النسب الذي يذكرهم بأمجادهم في فزارة... إن هروبهم هذا كان تحت ضغط طائفة مستبدة ومعادية لهم سعت للقضاء على الشيخ الفزاري ورفاقه لذيوع صيتهم بين الناس، ومكانتهم المرموقة وكرمهم الذي لا حدود له؛ وهو ما حرض الأعداء ضدهم، فدبروا لهم هذه المكيدة التي أقصتهم نهائيا عن موطنهم الأصلي، ليجدوا أنفسهم في بلدة درعية تدفن ذيولها بين النخيل قابعة وسط الطريق الرابط بين الوادي ومركز المدينة. هذا الخبر حكاه الشيخ الفزاري في تألم شديد وأسف مرير لأحد حفدته لما سأله قائلا: احكي لي يا جدي قصة حياتك؟ .إن طول المدة التي مكث فيها الشيخ ببلدته الجديدة المسماة "الهداية" وبما عرف به من حسن السيرة ودماثة الأخلاق والإخلاص في العمل، والوفاء بالأمانة ، استطاع أن يبني عشا جديدا، واضعا بذرة من بذور نسبه العريق بهذه البلدة، وقد ساعده على ذلك ما يجنيه من التجارة التي كان يتعاطاها من أرباح،غير أن رفاقه في السفر إلى هذه البلدة اصطدم نسبهم العلوي الفيلالي، بنسب علوي آخر طائش في هذه البلدة، فاحتدت المنافسة بينهما، فلم يستطع الصمود والمقاومة، فنتج عن ذلك تنحيته من البلدة، فمنهم من قتل ومنهم من فر هاربا ، فصودرت أملاكهم. المهم أن العائلة التي رافقت الشيخ الفزاري إلى درعة انقرضت وانتهى أمرها، ورغم المكائد التي دبرت للشيخ في بلده الجديد، فإنه ظل صامدا. ففي إحدى رحلاته التجارية التي غاب فيها مدة طويلة عن البلدة، أخرجت أسرته وأبعدت إلى إحدى القرى المجاورة وصودرت أملاكه؛ وقد حدث هذا في غيبته، بل وراسل أعداؤه عصابة لتقتله في طريق عودته حتى ينتهي أمره، ويمحي أثره، إلا أنه كما يقال " فين ما كان عدوك كان صديقك" فقد علم أصدقاؤه بالمكيدة المدبرة ضده، فأرسلوا من يرافقه في طريق مغايرة لما خطط أعداؤه حتى وصل بسلام ، وبعد مفاوضات عديدة حدثت فيها عدة أشياء . منها أن الشيخ الفزاري توجه إلى القبيلة التي احتضنت أبناءه بعد طردهم من قبيلة " الهداية"، وهي قرية " دادة" التي تطل على وادي درعة، إذ لم يفصل بينها وبينه إلا مائتي متر على الأرجح، فذبح على سكانها عجلا، رافعا بذلك من شأنهم بين القبائل الدرعية ومشنعا بكرمهم وجودهم وحسن ضيافتهم؛ وهي عادة معروفة بين قبائل درعة منذ تاريخ عريق لرد الجميل، فقام أهل القبيلة بموجب ذلك السلوك الحسن بردم الساقية التي توصل الماء إلى قبيلة " الهداية" ضاغطين بذلك على أهلها لإرجاع ممتلكات الشيخ الفزاري وإنصافه والاعتذار له، آنذاك اضطر أعداء الشيخ الفزاري للتفاوض مع قبيلة "دادة" ؛ فتمكن الشيخ من إرجاع ممتلكاته والعودة من جديدة إلى بلدته الثانية بعد فزارة ، وكل ما حدث للشيخ ولرفاقه الذين انقرضوا كان سببه عدم الإذعان لأعدائهم الذين يمتلكون كل شيء في هذا البلد ، حتى سكانها استعبدوهم واستغلوهم أبشع استغلال، بل ويعتبرونهم عبيدا لهم...

صبيحة السبت 09/ 05/ 2009 أكدز - زاكورة







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المضحك في كتاب البخلاء
- صورة المرأة في المجموعة القصصية - شيء من الوجل - لمصطفى لغتي ...


المزيد.....




- عمر حرقوص يكتب: فضل شاكر.. التقاء الخطَّين المتوازيين
- فريق بايدن استعان بخبرات سينمائية لإخفاء زلاته.. وسبيلبرغ شا ...
- معرض الدوحة الدولي للكتاب يختتم دورته الـ34 بمشاركة واسعة
- منح المخرج الروسي كيريل سيريبرينيكوف وسام جوقة الشرف الفرنسي ...
- بعد 14 عاما...أنجلينا جولي تعود -شقراء- إلى مهرجان كان السين ...
- اكتشاف سر نشأة اللغة لدى أسلاف البشر
- مهرجان عامل.. محاولة لاستعادة الحياة في كفررمان جنوب لبنان
- مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة... فضاء للتجديد الروحي ...
- زوجات الفنانين العرب يفرضن حضورهن في عالم الموضة
- صور عن جمال الحياة البرية ستذهلك


المزيد.....

- اقنعة / خيرالله قاسم المالكي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الكريم الفزني - الشيخ الفزاري -قصة-