أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسن الهاشمي - نريدها ديمقراطية ويريدونها ديكتاتورية














المزيد.....

نريدها ديمقراطية ويريدونها ديكتاتورية


حسن الهاشمي

الحوار المتمدن-العدد: 2998 - 2010 / 5 / 7 - 15:05
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


إن الإرهابيين ومن ضمن الأجندة التي يعملون بها يريدون الانتقام من الشعب العراقي الذي أرسى دعائم العملية الديمقراطية من خلال مشاركته الواسعة في ملحمة الثورة البنفسجية التي حصلت في السابع من آذار الماضي، وبالتالي فهم يريدون من هذا الشعب أن يدفع ضريبة جسيمة وباهظة على مشاركته في العملية الانتخابية وإنجاحه للعملية الديمقراطية التي يتطلع إليها بعد سنين طويلة من الظلم والاستبداد.
ولا غرابة عندما نتملى تلك الأجساد النتنة التي تفجّر أطفالنا ونساءنا وشيوخنا في الأسواق والشوارع بل حتى في البيوت الآمنة وتفتت أشلاءهم وذرا وذرا لا لذنب اقترفوه إلا أنهم أرادوا العيش بسلام وحرية وكرامة من دون وصاية من ديكتاتور أو حزب واحد أو دولة يحكمها نظام شمولي، بيد أن المعادلة الإقليمية تنغص على الشعب العراقي شربه للماء الزلال وتأبى أن يشربه سلسبيلا إلا أن تلوثه بقاذوراتها، وتعمل جاهدة لكي تحوّل ذلك الماء إلى قراح وذلك الخبز إلى فتات مثلما عملت لشعوبهم، وتعمد أن يكون شربه وأكله ملوث عادة برائحة البارود وملطخ بلون الدم...
يا حسرة على الأعراب لا يتركوننا وشأننا، بل أنهم في كل غدر يهيمون وفي كل إثم يشتركون وفي كل عدوان يتآمرون، يا لهم من أنظمة وكأنها تتلذذ بقتل العراقيين وتقطيع أوصالهم وتفتيت عضدهم وتبديد ثرواتهم وتخريب بناهم التحتية، يعملون كل ذلك بسبب اختيار الشعب طريق الحرية والتداول السلمي للسلطة بواسطة المشاركة الفاعلة في الانتخابات، وتأسيس تجربة رائدة في المنطقة برمتها مفادها أن الحاكم هو من ينتخبه الشعب والحكم ما ترضاه الأمة وأنه يرفض الانقلابات العسكرية والتوريث في الحكم والتحكم بالرقاب بالحديد والنار، هذه الأساليب قد سأمناها ولفضناها وهي التي جرت على بلداننا وشعوبنا الويلات والدمار طيلة قرون متمادية من الزمن الغابر.
نريدها ديمقراطية ويريدونها ديكتاتورية، نريدها تداول سلمي للسلطة عن طريق الانتخابات وما تقرره صناديق الاقتراع، ويريدونها وراثية جمهورية أو ملكية أو أميرية يتوارث الإبن السلطة بعد وفاة أبيه، فالحكم متاح لكل من فيه النزاهة والكفاءة ويتجدد كل أربع سنوات في النظام الديمقراطي بينما في النظام الاستبدادي فالحكم ورث لأبن الزعيم الأوحد أو محصور في العائلة المالكة أو الحزب الحاكم، ولا يتغير الرئيس والملك والأمير فيها حتى يشيب الغراب!!!.
حلاوة الحكم عند المستبدين هي التي جعلتهم وتجعلهم يتدخلون في الشأن العراقي وينكدون عليه اختياره الجديد، والذي نغص بدوره عليهم معيشتهم وقلب الطاولة على رؤوسهم عندما خط بأنامله البنفسجية بأن الحياة الحرة الكريمة أغلى شيء في الوجود، فأخذوا يتخبطون في إرهابهم وفتاويهم التكفيرية الطائفية، فقاموا بقتل أطفالنا لكي يعيش أطفالهم، وقتل نساؤنا لكي تتلذذ نساؤهم، وتقطيع أشلاء رجالنا لكي تنجوا رجالهم من غضب شعوبهم الذين يتطلعون إلى ما تطلع إليه العراقيون من حياة واعدة في ظل نظام ديمقراطي تعددي يضمن حقوق الجميع ويوزع الثروات بشكل عادل على جميع مكونات الشعب دونما محسوبية أو جهوية أو طائفية.
بناء دولة المؤسسات والتوزيع العادل للثروة والسلطة، والقضاء على المحسوبيات والواسطات والوجاهات، وتطلّع الشعب العراقي إلى تحقيق الأمن والاستقرار، والحفاظ على وحدته الوطنية وأمله في تحسين الخدمات وتوفيرها بأسرع وقت .. كل هذه الأمور تحتّم على جميع الكتل السياسية الأساسية التي فازت بالانتخابات ونالت ثقة المواطنين أن تبدأ الحوارات الجادّة والتفاهمات فيما بينها وتغلِّب المصالح العامة لهذا البلد على المصالح الضيّقة، من اجل الإسراع بتشكيل حكومة قوية كفوءة قادرة على بسط الأمن والاستقرار وتوفير الخدمات المطلوبة لأبناء الشعب العراقي.
الكيانات السياسية مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى بوحدة الموقف وتماسك الجبهة الداخلية للوقوف أمام الأطماع الخارجية، الأحزاب والتوجهات والتيارات الشعبية مطالبة بقوة أن تلتف حول من أوصلهم إلى قبة البرلمان، وتشكيل حكومة قوية وبرلمان فاعل لكي يعكسوا بذلك إرادة الجماهير في التغيير، ويذروا جميع المؤامرات وراء ظهورهم بتكاتفهم ووحدتهم وتقديمهم المصالح العليا للشعب على مصالحهم الشخصية والحزبية والفئوية، بهذا فهم يجعلون نقش الأعداء في الماء لا أثر له في تفتيت الصفوف وتقطيع الأوصال وتهشيم الآمال، وبهذا يوفون بالعهد ويوثقون الصلات بأولياء نعمتهم الذين أوصلوهم إلى قبة البرلمان وأروقة الحكومة.
العراق يبقى غاليا عزيزا أغلى وأعز من جميع الزيارات والتحركات التي تجريها بعض الأحزاب والكيانات لدول الجوار إلا إذا كانت مبنية على أساس الاستقلال وإقامة علاقات متكافئة متوازنة مستندة على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، والعراق دولة غنية ومسؤوليه الكبار يتقاضون أعلى المرتبات في العالم، ولعل هذه الأمور تسهل الخطب الذي قد ينزلق به بعض ضعاف النفوس ولو من باب "احتج إلى من شئت تكن أسيره" فهي بلا شك عند الأكثر احتياج شهرة وبروتوكول وليس احتياج مادة كما أسلفنا، ويا حبذا من يفكر بالشهرة أن لا ينكفأ عن إرادة الشعوب، فهي أقوى وأصلب من إرادة الأنظمة الديكتاتورية الكارتونية.



#حسن_الهاشمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقوق المرأة بين الفتاوى الظلامية والعدالة الإنسانية
- أين نحن من القضاء العادل؟!
- عولمة الديكتاتورية!!
- ديمقراطية بلا حقوق... الإنسان ضحية
- ديمقراطية انتقائية
- الحروب الجميلة...والجمهور السرابي
- ددولة الانشطار الديني
- الوعد الصادق..وهم يتبدد
- حسن نصرالله وسلطة العقيدة
- يوغسلافيا- العراق : الضربة المودبة والضربة المدمرة
- الجانب المظلم من الديمقراطية......


المزيد.....




- نتنياهو يرد على بايدن بشأن تعليق إرسال الأسلحة إلى إسرائيل: ...
- انتعاش النازية في أوكرانيا وانتشار جذورها في دول غربية
- شركات عالمية تتوجه نحو منع -النقاشات السياسية- في العمل
- بالفيديو.. طالبة توبخ رئيسة جامعة كولومبيا الأمريكية نعمت شف ...
- بعد إجراءات تأديبية مثيرة للجدل بحق طلاب مؤيدين لفلسطين.. رئ ...
- بيستوريوس: روسيا ستظل أخطر تهديد للأمن الأوروبي
- البنتاغون يعلق على إعلان روسيا إطلاق مناورات باستخدام الأسلح ...
- فوائد وأضرار نبات الخزامى
- الألعاب النارية احتفالا بعيد النصر
- ميقاتي يبحث مع هنية آخر التطورات والمستجدات السياسية والميدا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسن الهاشمي - نريدها ديمقراطية ويريدونها ديكتاتورية