أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن الهاشمي - ددولة الانشطار الديني














المزيد.....

ددولة الانشطار الديني


حسن الهاشمي

الحوار المتمدن-العدد: 1742 - 2006 / 11 / 22 - 08:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


( الناس لايفهمون وضعهم الاجتماعي على الدوام بجلاء وانهم لايعون على الدوام بوضوح المشكلات التي تتاتى عن ذلك . )
.........................................الفيلسوف الايطالي انطونيو لابرلولا .

سيظل العراق لفترة ليست بالقصيرة من المناطق التي تعاني من عدم الاستقرار السياسي ومنطقة ساخنة بالصراعات الطائفية . العراق لايمكن وضعه بمناى عن مثيلاته من الدول المتخلفة التي تحتدم فيها الصراعات القومية والدينية حيث بسط التخلف وبشكل فاشي ومتطرف ظاهرتين لم تكونوا بعيدتين عن بعضهما تاريخيا وهما الظاهرة القومية والظاهرة الدينية وطرحتا بشكل ساذج من قبل القوى التي فرضت نفسها اللاعب المهم في هذا الصراع ولذا فتجربة العراق مابعد " دولة صدام الفاشية " تجربة غير مكتملة تجربة ينقصها التوازن الذي ادى الى الانفجار الدموي القائم على الانشطار الديني الذي تداخلت فيه كل العقد السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
التاريخ - الواقع - الدكتاتورية - الديمقراطية - الثروة الهائلة - البطالة - الفقر- الاستبداد - القمع - الحروب الخاسرة .
كم جيل ولد في الحروب وكم جيل اصبح ضمن فدائيوا صدام وهو الجيل الذي نراه اليوم في التمرد والانتحار وضمن المليشيات . جيل مغر بالحروب والتدمير جيل جرى مسخه بمفاهيم السادية والعنف جيل مخزون وعيه لم يساعده على معرفة اسباب معاناته وظروفه لذا لجا الى التعصب لتصبح الطائفية المتسع الذي يستوعبه بدلا من جعل المعتقد الديني مخزون روحي يعبر الجانب الميثولوجي ومن هذا الواقع برز السني المتخلف والشيعي المتخلف ليفرضوا رقابة شرسة على سعيرهم الطائفي ومن خلال جيوشهم وهيئاتهم .جيش المهدي- جيش انصار السنة - فيلق بدر - جيش محمد - جيش الصرخي -جيش عمر - جيش ثار الله هيئات للعلماءالمسلمين وهيئات للتبليغ الاسلامي وهيئات للنهب الاسلامي وغيرها .وكل هذه الجيوش والهيئات ومن يقف وراءها تعمل على اختصار العراق وربما لم يعد العراق بحاجة الى خارطة او حدود عندما تختصر مدنه ضمن مفهوم الفدراليات الدينية والعشائرية .
واقعيا هل هناك جمهورية اسمها العراق ضمن المفهوم السياسي ؟ باستثناء جمهورية المنطقة الخضراء ذات التركيبة الحكومية الغريبة الاطوار حكومة قائمة على حلف بين المختلفين في حالة التصويت انهم يصوتون لبعضهم البعض ضمن مفهوم " دكتاتورية الجميع ".
الحالة التي عليها العراق مخيفة بحجمها الكارثي وزعماء الطوائف يبنون صروحهم والناس في غيبوبة لابل في اغماء دائم فهذا الاسلامي لم يمل الاستماع الى خطب الجمعة الفارغة والقومي مختنق بافق فاشي يبحث عن شرطي قوي يوحد العراق .

في عراق اليوم لم تعد بطاقة هويتك الشخصية بانك " عراقي " نافعة او ان توفر لك حقوق المواطنة او توفر لك الحماية من مشروع القتل على الهوية فاذا كان اسمك علي في المنطقة الغربية عليك تغييره الى عمر والعكس اذا كان اسمك عمر في المنطقة الجنوبية فعليك تغييره الى علي.
زينب في المنطقة الغربية اصبحت انوار وانوار في المنطقة الجنوبية اصبحت زينب والعائلة التي تمزقت ذهب الاب السني مع الابن عمر والام الشيعية مع الابن علي وعمر وعلي توامان .
هذا الحاضر مهما رفضناه ولعناه انه الخراب الذي جلبته الاحزاب الدينية والذي كان مخبا في خزائنها الطائفية .
العراق بتكوينه الحالي اصبح بلد ممسوخ الذاكرة مقطع الاجيال لم تعد له حياة سابقة ان مايجري من كوارث القتل اليومي والتخريب الاقتصادي اصبح وكانه من شيم اهل البلاد الذين امسى العنف ثقافتهم الجميع يدخل الى مهرجان الدم الذي يقام يوميا في العراق ببطاقات الخراب ولاادري عن اي دولة ادى هولاء البرلمانيون والوزراء قسمهم . دولة يتدفئا فيها الجميع على مواقد الطائفية ويتبجحون بانحيازاتهم المناطقية وانتماءاتهم العشائرية.
هذه البلاد مترسب في اعماقها التخلف والخراب منذ قرون بلاد لم تعرف التطور فكم شهد العالم من تطور وتقدم وحضارة وانظر الى هذه البلاد كيف يترسب فيها التخلف والجهل كالطمي وكانها تقع خارج حركة التاريخ وهاهي تخرج من التماسك القومي الفاشي الى الانشطار الديني الذي فتح علينا عصر البربرية والتوحش والمذابح والابادة الجماعية واصبح العنف المدى الاقصى للانقلاب على الاوضاع ليزدوج الظلم بالقوة لتصبح صناعة الموت تخصص وهو التعبير عن التجربة الناقصة.
العراق تاريخ من الخراب والدم انه الوطن الناقص الذي يشعرمواطنة بالدونية والانحطاط وعدم القدرة على تحقيق الاطمئنان النفسي في اقامة علاقات متزنه فيما بينهم فيلجا الى الخداع والعنف والقتل .
التيار الديني المتطرف الحديث الدخول الى الساحة السياسة كقوة تريد الوصول الى السلطة ولقاءه بالقومي الفاشي لم تكن اسبابه افتقاد البلاد الى الاستقلال السياسي او السيطرة الاجنبية في الواقع هم يسعون الى تحقيق مصالحهم ومطامحهم من خلال الحصول على السلطة ولايعني رحيل قوات التحالف سيحل المسالة العراقية رحيل قوات التحالف يعني انتهاء مرحلة لتبرز مرحلة اخرى مختلفة نوعيا وهذه المرحلة سوف لن تلزمها قوانين او قرارات او " مواثيق شرف " وانما سيتحكم بها الواقع وحركته وهو الذي سوف يحدد شكلها وهو " النتائج الكارثية" لان وفق الوعي السائد لايمكن تجاوز الازمة التي عليها العراق حيث هذا الوعي وفر الى حد كبير الارضية لقيام الدولة الممركزة دينيا واصبحت سلطة المذاهب والطوائف وميليشياتها وسلطة شيوخ العشائر هي السائدة وقاسمها المشترك هو الدين ولم يعد بين هولاء من يمكن ان نطلق عليه طبقة قادرة على خلق حالة من الاصطفاف بكون العراق بلد معطل اقتصاديا والظاهر او القائم هو الشكل الادنى من الاقطاعية حيث النظام الابوي وسلطة شيخ العشيرة ورجل الدين ولذا لايعقل في هذا الحاضر ان تخرج قوة ليبرالية ديمقراطية علمانية لادارة العراق في بلاد اصبحت بناها التحتية الجوامع وليست المصانع ..

نوفمبر -2006



#حسن_الهاشمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوعد الصادق..وهم يتبدد
- حسن نصرالله وسلطة العقيدة
- يوغسلافيا- العراق : الضربة المودبة والضربة المدمرة
- الجانب المظلم من الديمقراطية......


المزيد.....




- بالأسماء والتهم.. السعودية نفذت 3 إعدامات السبت بحق يمني ومو ...
- -أمام إسرائيل خياران: إما رفح أو الرياض- - نيويورك تايمز
- صدمتها مئات الاتصالات -الصعبة- في 7 أكتوبر.. انتحار موظفة إس ...
- مفاوضات -الفرصة الأخيرة-.. اتفاق بشأن الرهائن أم اجتياح رفح! ...
- مذكرة أمريكية تؤكد انتهاك إسرائيل القانون الدولي في غزة
- زيلينسكي يخفي الحقيقية لكي لا يخيف الشعب
- الكشف عن مقترح إسرائيلي جديد لصفقة مع -حماس-
- ميزات جديدة تظهر في -تليغرام-
- كيف يمكن للسلالم درء خطر الموت المبكر؟
- كازاخستان تنفي بيعها مقاتلات خارجة عن الخدمة لأوكرانيا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن الهاشمي - ددولة الانشطار الديني