أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي شكشك - هي هي














المزيد.....

هي هي


علي شكشك

الحوار المتمدن-العدد: 2996 - 2010 / 5 / 5 - 21:13
المحور: القضية الفلسطينية
    


هي هي, لا تتغيّر, وهي ليست مجرد مساحة, وإن كانت مساحة, فحولها المجال الكوني يجول, وحولها القلوب وحولها العقول, وحولها التاريخ والإنسان, ومعنى الوجود وغاية الوجود, وحولها بارك الله للعباد, وحولها يصطف سيل اللاجئين, وحولها الفضاء قارصٌ, والهواء جارحٌ ويُمنع التصوير حولها والاقتراب, وفي سمائها مازال صدى ترنيمة الملائكة ليلة الميلاد: "المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام", عنواناً لما كان أو يكون, بشارةً وشارةً على المجال والمسار من أوّلِ إكليل الشوك إلى آخر درب الآلام, وما ينقصُ الأرضَ شرطاً للسلام,
وهي تُغطي كلَّ الأرض وتصبغها بكيميائها وتتفاعل فيها وفي وجدانها وتلخص درجة الإنسان في الإنسان, وترسم خرائط المجد فيها وتدلُّ الجنود على خوذاتهم ومصارعهم وبؤرةٍ غامضةٍ في روحهم, وترفع وتيرة اللحن, تأخذه إلى معراجه وتُشْكِلُ الكلام, وتقسمُ الأشياءَ إلى عناصرها الأولى في الرمل والماء والزيتون والدار, والجنة والنار والجدار,

وهي تُشكل جغرافيّة الأرض وترسم تقنيات المرافئ وتقرّرُ فيما تقرر لون الحصار وتفرض منطقها ما وراء البحار,
وهي تكشف جغرافيّتها وتفتح باطنها وتُعرّفُ العالمين بها وتمنح حجارتها وصخورها وروايتها ووردها للدارسين والناسكين, وتفتح طريقاً للسماء, وتستحثُّ الخُطى إليها, الغزاةَ والجباةَ والمضاربين والوسطاء والمتضامنين والحجّاجَ والسيّاح والمُسرِجين والمرابطين,
وهي تعزفُ لحنها ببطءٍ وتؤدةٍ مثلما تتشكّلُ رواسبها في قيعانها ومثلما تشكلت جداولها وبحيراتها, وهي تبني قوافيها على مهلها كما تبرعمت هضابها وتناغمت مفرداتها ولهجاتها, واستلت مادّتها من غيمها ورملها ورائحة الفجر وراحة الوجد وحكمة المُضيف, وغزلت مجالسها من ضوء القمر وحنين السمر وطمأنينة سرب الطيور لتاريخ الشجر, وعمّدت غناءها بالصدى يروح ويرتدُّ في الوادي والزمان واستطاب لهم جميعاً صوتهم معا, وترنيمتهم معاً: المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام,
وهي هي, تلتئم أمام الذين يحاولون كسرَ اللوحة على الإناءٍ في الركن, وتبديدَ سهرة الأم مع الجارات في فناء البيت على رابيةٍ أمام البشارة في الناصرة, وقطْعَ الطريقِ إلى موعدٍ وتلويث بئر المياه وفنجان القهوة, واجتثاثَ ظلِّ شجرةٍ ائتمنّاها على إفضاءاتنا, واقتلاعَ آثار لهجتنا المترسبة على جذعها, وما تناثر من كلام آبائنا في رذاذ المساء, وبوصلة الروح في قبلة الأنبياء,
وهي هي, ترابط فيها عليها, وتغزلُ موجتها وخيمتها, وتعزف بيتاً من الشعر, وبيتاً من الحَجَرِ المقدسيّ, وتعزفُ أرضاً وشعبا, وتنزف ورداً, وتنتظرُ الياسمين, وتعرفُ أن الطريقَ الطويلَ طويل, وأنَّ المساءَ وأنّ الحقول تُربّي جدائلها في العراء, وتؤنس وِحدتَها بالغناء, وتنتظرُ العائدين على وقع ترنيمة في السماء, تُبشِّرُها بانقشاع الغزاة, من المهد والعهد حتى الجليل, ومن أوّل الوقت حتى تمام الكلام وكل المكان, ليكون على الأرض روح السلام.



#علي_شكشك (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كأن ليس هناك أحد
- موعد وراء الجدار
- تمام الكلام
- الخروج من الذات-حالة منفي-
- من قتل عبدالله داوود
- الخراب
- فجيعة الحقيقة
- في اللامعقول
- ماذا لو ؟
- استدراج
- لسان الجرح المبين
- صورتان
- كل عام ونحن كما نحن
- هواري بومدين -صوفية السياسي -
- مجرّد عِناد
- بياض صمتها
- القدس في آخر العام
- حول الملعب
- مايعجز الكلام
- النيوءة


المزيد.....




- فستان أبيض وياقة عالية.. من صمّم إطلالة العروس لورين سانشيز ...
- ترامب يشكر قطر على دورها في اتفاق السلام بين رواندا والكونغو ...
- خبير عسكري: عمليات المقاومة تعيق تقدم جيش الاحتلال داخل غزة ...
- لا وجود لـ-المهدي المنتظر- في تونس
- ترامب يتوقع التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة -خلال أسبوع- ...
- فيديو لدب يتسبب في إغلاق مطار باليابان وإلغاء رحلات
- الجيش الإيراني يكشف حصيلة قتلاه خلال الحرب مع إسرائيل
- كيف تعرف أن بياناتك الشخصية في أمان؟
- في رسالة لمجلس الأمن.. أميركا -تبرر- قصفها لمواقع في إيران
- عراقجي: لا اتفاق مع استمرار تهجم ترامب على المرشد خامنئي


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي شكشك - هي هي