أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد طولست - قصار القامة عظماء الهامة















المزيد.....

قصار القامة عظماء الهامة


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 2990 - 2010 / 4 / 29 - 07:12
المحور: الادب والفن
    


لم يعد مقبولا اعتقاد البعض أن قصيري القامة معاقون جسدياً أوعاجزون عن أداء بعض الأعمال، لعدم امتلاكهم البنيات الجسدية الكاملة، بعد أن كسر الكثير منهم حواجز الشعور بالنقص، وتمكنت أغلبيتهم من إبراز مواهب فذة في مختلف المجالات الأدبية والعلمية والحرفية، بل وبزوا في كثير من المجالات ذوي القامات الطويلة، ما فرض على المجتمع الإنساني تغيير نظرة الرأفة والشفقة والسخرية، وتحويلها إلى الإعجاب بل والتقدير، والرجوع عن مضمون الموروثات الشعبية التعميمية القديمة، الشعرية منها والنثرية المتفاخرة بالطول ومزاياه، الملأى بالأمثال والتسميات التحقيرية والأحكام الدونية العنصرية التي اعتبرت كل "قصير نقمة" ونعتوه بتوصيفات قدحية منها عى سبيل المثل: "نص بلاصة"، و"بوينتة"، و"حديبي.
لقد أصبح الكثير من قصار القامة، البسطاء منهم والنخب، لا يشعرون بالنقص حيال تلك التصنيفات البليد، ولا يحولونه إلى موضوع ذي أهمية أو سجال خطير.

فقد كان مارادونا يقف خلال تحية الأعلام الوطنية إلى جانب من هم أطول منه قامة، لكنه يحولهم بالخفة والفن، على حلبة الملعب، إلى أقزام. و كان جان بول سارتر عملاق في ميدان الأدب والفلسفة بقامة تفاحة ونصف.
وإذا كان "خاجيندرا ثابا ماغا" الذي لا يبلغ طوله سوى 22 بوصة (56سم) لا يجد حرجا في ترك وطنه "نيبال"،22 فبراير 2010 ، ليتجه إلى مقر موسوعة جينس للأرقام القياسية لدفعهم للاعتراف به كأقصر رجل فى العالم والحصول على هذا اللقب، بدل الصيني المسمى بينغ بينغ الحامل للقب أقصر شخص بالعالم حاليا، والذي يبلغ طوله 29 بوصة (73سم)
فإنه بالمقابل هناك بعض الأسر يحزنها كثير قصر قامة أبنائها وتقلق على مستقبلهم أبنائها شديد القلق، فلا يرضون دخولهم إلى مرحلة المراهقة وهم محل سخرية الآخرين بسب قصرهم، كما لو أن قصار القامة نالوا عقاب الخالق على الرغم من أنهم، ومن الجنسين، عرفوا بذكائهم وحمية إرادتهم وبصموا التاريخ بمنجزات حربية، عسكرية، استكشافية و علمية.
ما يدفع بهم إلى البحث عن الطرق والحيل الكفيلة بإخفاء وستر قصر القامة، وأشهر مثال لذلك في زماننا هذا حالة الرئيس الفرنسي نيكولا ساكوزي الذي عاني مما إعتبره عيبا مند طفولته حيث كان يقول: أنا قصير مثل نابليون، وكانت أمه تقول: إن ابني يخلع حذاء عالي الكعب من أجل حذاء آخر أعلى كعبا. وكانت الصحف قد حولته مؤخرا إلى «نكتة فولكلورية»، خاصة حين اختار مساعدوه من عمال فوريسيا لصنع السيارات بالنورماندي بشمال فرنسا، قصار العمال للظهور معه خلال زيارته، وتندرت كذلك الصحف على استخدامه صندوقا للوقوف عليه عند إلقاء الخطب، وعلى فارق الطول بينه وزوجته التي تفوقه طولا وتصوير حذائه ذي الكعب العالي الذي يعوض به بضعة سنتيمترات لإخفاء قصر قامته، وتمادت الصحافة في ذلك إلى درجة أطلقوا عليه تسمية "نيكولا الصغير"، وهي شخصية شهيرة مستعارة من القصص المصورة للأطفال.
وليس ساركوزي وحده الذي لجأ إلى مثل هذه الحيل لإخفاء قامته القصيرة، بل هناك الكثير من المشاهير الذين لجؤوا لنفس الأسلوب لإخفاء طولهم الحقيقي مثل المغني البريطاني كليف ريتشارد الذي اعترف بارتداء حذاء ذي كعب مرتفع أثناء أدائه لبعض الفقرات الغنائية حتى لا يبدو أقصر من الراقصين، وكذلك فعل مغني فريق رولينغ ستون ميك جاجر الذي ارتدى حذاء عال أثناء إحدى الحفلات في هوليوود وذلك حتى لا يظهر أقصر من صديقته.
ومع كل هذا وذاك فإن التاريخ يذكر كل أولئك الذين لم يمنعهم قصر القامة ولم ينتقص من الأدوار الإبداعية السياسية والوظيفية التي تبوؤوها فأصبحوا زعماء أفذاذا رغم قصر قاماتهم البينة: أمثال الملك توت عنخ آمون، والاسكندر الأكبر والمعروف بالاسكندر المقدوني، وهولاكو، وستالين، وماوتسي تونغ، والزعيم الصيني دينج شياو بينج، وخوروشوف، وأدولف هتلر، وجوزيف ستالين، وهيلاسلاسي، ولورنس العرب، والملكة فيكتوريا، وساركوزي، وعيدي أمين دادا، وفرانكو، وتشاوسيسكو ولكلاوي، و عبد الكريم الخطابي، وعلال الفاسي، والمهدي بنبركة و وأحمدي نجاد، وعبدالعزيز بوتفليقة الذي سألته مذيعة فرنسية عن قصر قامته البادي لكل من يراه، فأجابها: يكفيني فخراً أني أطول من نابليون بونابرت بثلاثة سنتيمترات. وغيرهم كثير ممن رفعهم علمهم السياسي درجات فوق طوال القامة، وهناك فئة أخرى من قصار القامة نبغت هي الأخرى لكن في ميادين الفن والإبداع، نكتفي بذكر بعضهم ودون ترتيب زمني، لصعوبة ذكرهم جميعا لكثرة عددهم وهم: الصحابي الجليل عبدا لله بن مسعود، أول من جهر بالقرآن أمام المشركين، والجاحظ، والمتنبي، وتأبط شرا، والفرزدق وصاحبه جرير، وإينشتاين، وفرويد، وبيكاسو، وفولتير، و إسحاق نيوتن، وتشارلز ديكنز، ورائد الفضاء جاجارين، وموزار، والموسيقار ربليغ حمدي، والفنان عبد الحليم حافظ، ويحيى حقي، وإبراهيم المازني، وإبراهيم ناجي، وأمير الشعراء أحمد شوقي، والأديب أحمد حسن الزيات، وغيرهم كثير جدا من قصار القامة الذين حققوا التفوق في ميادين العلم والإبداع ونالوا المجد والشهرة كتعويض عن قصر القامة وقد حملوا في قرارات أنفسهم مخزونا هائلا من العواطف الرومانسية وحسن المعاملة واللطف واللباقة والحب والإتكيت والمشاعر الرائعة وصفات الذكاء والفطنة والحذر والقوة والاعتماد على النفس والثقة بالنفس أيضاً.. إلى جانب صراعهم الدائم للحصول على الأفضل وتأمين المستقبل، وإثبات الذات والوجود .والقمة في روعة الإحساس..والصدق في الأفعال، والتضحية والعطاء والكم الهائل من الرحمة، والصفح والتواضع والوفاء. ورغم هذه الخصال الحميدة، وهذه الصفات الرائعـة، التي تمتع بها قصار القامة قديما ولا شك يتمتعون بها اليوم، الا إنهم قليلوا الحظ أحياناً، مكبلين بصراع دائم مع الحياة والأطماع والخوف من المستقبل، يصعب عليهم انتقاء الأصدقاء لفا يرافقون إلا الأوفياء منهم ..يبحثون دائماً عن السعادة والأمان والحب والأهل والأفراح، ويجهدون للحصول على الأفضل وتأمين المستقبل، وإثبات الذات والوجود..
وقد كشفت لنا صفحات التاريخ بأن المصريين منذ أقدم عهودهم كانوا يعاملون الاقزام باحترام شديد، بل أن بعضهم تقلد وظائف عليا في الدولة، حيث كان «سنب» وهو قزم، وزيرا في الأسرة الخامسة من تاريخ الفراعنة. كما تكشف ذلك لوحة للقزم «سنب» فهو يجلس على كرسي عال، ويقدم له الخدم والموظفون فروض الطاعة والولاء بعد أن تزوج من إحدى وصيفات القصر الفرعوني، تثبت مدى احترام المصريين للاقزام. إلى درجة أن حضيت "جزيرة الأقزام" وهو اسم مقهى مصري بطاولاتها الصغيرة المصممة لتناسب طول العاملين بها الذي يقتصر على "قصار القامة" الذين لا تتعدى قاماتهم الـ85 سنتيمتراً، بنجاح وجذب كبيرين للزبائن في هذا المكان المقهى الخاص جدا والذي يتقاسم العمل ثمانية "أقزام"، بينهم ستة ذكور وفتاتان. من هؤلاء محمد عزو الشهير بـ"بوجي"، وهو في الـ23 من العمر، يرتدي زي المقهى الرسمي البرتقالي اللون.
وتقول نتائج البحوث أن صورة الأقزام في مصر القديمة كانت ايجابية للغاية ولم يكن ينظر اليهم على انهم مصابون بإعاقة أو على أنهم مختلفون في الشكل الطبيعي عن عموم المصريين. وقد أشار بعض الأثرين إلى أن الأقزام موجودون في تاريخ مصر القديمة كما تدل على ذلك رسومات المعابد التي تؤكد بأن المصريين عبدوا قزما شهيرا أسموه «بس» وانتقل هذا القزم المعبود خارج الحدود المصرية إلى إيران القديمة. وكان «بس» وهو على هيئة قزم صغير «متخصص في المرح». ولـ «بس» معبد خاص في الواحات البحرية بالصحراء الغربية لمصر.



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعارض ليست سيئة كلها
- الاعتذار(1)
- فوضى الأعياد
- محاسبة الرؤساء بداية الإصلاح
- لغو أطفال
- من شب على شيء شاب عليه
- الرياضة والسياسة
- قراءة في الانتخابات المغربية الأخيرة
- الهوية، أمازيغي قح
- مغازلة الطارئين
- مغامرة الكتابة ؟؟
- توهج الكلمة
- الصحافة الإلكترونية تتمأسس بالمغرب
- الهدر و سوء التدبير
- الأسلمة الموضة الجديدة
- الشغيلة في عيدها الأممي
- لماذا كل هذا الانشغال بالانتخابات؟؟؟
- الأستاذ محمد مليطان يحاور المدون الأستاذ حميد طولست بعد المؤ ...
- حصان طروادة بمقاطعة المرينيين بفاس
- حميد طولست يحوار الفنان التشكيلي سعيد العفاسي


المزيد.....




- تونس خامس دولة في العالم معرضة لمخاطر التغير المناخي
- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...
- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد طولست - قصار القامة عظماء الهامة