أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مناضل التميمي - سينما القصيدة














المزيد.....

سينما القصيدة


مناضل التميمي

الحوار المتمدن-العدد: 2985 - 2010 / 4 / 24 - 18:16
المحور: الادب والفن
    



قديماً كانت الأفكار والقصص والروايات هي المواد الأساسية لسرديات القصص السيمية ، وقد أتحفت مثل تلك الروايات السينما العالمية والعربية بالكثير من تحف الفن السابع ، وبالكثير من حصادات الجوائز الذهبية لبعض الأفلام السيمية ، ومع مرور نمو عجلة السينما في العالم ، أصبح بالامكان من صناعة الأفلام المهولة من أصل فكرة قد لا تزيد بوصفها وشرحها عن سطور وهي طريقة اختزالية واجتهادية وبنفس الوقت يتقاسمها المؤلف صاحب الفكرة ، والمخرج وأحياناً المنتج ، على اعتبار الأخير أعرف بسياسة شباك العرض ، وقد تصل الميزانية الإنتاجية لصناعة الفيلم ، ما يوازي التخصيصات المادية لبعض الدول ، وقد تكبر إلى حدٍ بعيد من ذلك ، وعلى مستوى صناعة السينما في العراق لم تصل الميزانيات إلى ذلك ، ولكن لو قدر لها مؤخراً لأصبحت الأرقام مهولة حسب نوعية الأفكار ، وقد يقودني موضوعي إلى ظاهرة عراقية لم تلجها السينما العالمية حسب علمي ، وهي ترجمة القصائد إلى أفلام ، وقياساً لما أشرنا اليه فهي تجربة لم تكن سهلة مع فن الصورة والكاميرا ، بينما القصائد أو القصيدة تنقلت عن التحديد الدلالي ، وتطرح أفقاً انزياحاً يكون من الصعب تجسيده عبر حركة الكاميرا ، أعتقد إنها تجربة صعبة حتى لو رشحوا لها فطاحل مخرجي الفن السابع ، كما أنها ليست اعجازاً ، لكن تجسيد وترجمة دلالات شاعر القصيدة ، خاصة اذا كانت دلالات مرحلية فائتة بعصرنة راهنة تشبه على سبيل الذكر قصيدة (الهروب إلى الله) لنازك الملائكة ، الموشومة بالغرابة والمعجزة الدلالية إن صح التعبير ... وبالتالي تصبح فيلماً سينمائياً بانتاجية لا بأس بها ... والقصيدة جزء من مجموعتها الشعرية (للصلاة والثورة) المكتوبة عام 1972 ، الغريب في الأمر قراءة القصيدة توحي لك أنها مكتوبة ليلة أمس ، وهي قصيدة تتحدث عن مدى الظلم والجور والعدوان الذي لحق بأمة الإسلام ، كما تخاطب القصيدة حالات وكأنها كتبت عن كل العقود التي يمر بها العراق وحتى اللاحقة ، فمثلاً تقول فيها :
عرفتك عن فلاح في الثرى الأغراس ِ
وتزهرُ في يدهِ الفأس ... الخ القصيدة
كما أن هناك مقاطع تذكر فيها الراحلة نازك الملائكة بما يحدث الآن فمثلاً ... مليكي طالت الرحلة ... وانقضت أحقاب ، تجد بهذه المقاطع اشارة للأحداث التي مرت على العراق ، واشارة للخيانة الجماعية في موضوعة فلسطين ، واشارة للعدوان والاحتلال الأمريكي ، كل هذه الاشارات والأبعاد المؤهلة للقصيدة جعلت منها أن تكون عملاً سينمائياً وهي تجربة (سينما القصيدة) وهو النهج الذي اختطته ولأول مرة في العالم إن لم نقل في العراق المخرجة العراقية (خيرية المنصور) كما سبقتها في تجربة لم تنصفها الأضواء الاعلامية وهو فيلم اللوحة الأخيرة عن قصيدة للشاعر حميد سعيد ، ولأني أثق بعقلية خيرية المنصور وبمبدعي السينما العراقية أرى من الضروري جداً ، الولوج والتبصر الثاقب في تجربة (سينما القصيدة) خاصةً وأن أغلب الشعراء العراقيين ، منهم الأحياء والأموات يحملون مؤمراة الشعر وفي جبهم الكثير من أفكار وقصائد تصلح لانقاذ السينما في العراق ، لأن شعرائنا المحسوبين والمهمين ، وحتى المغمورين منهم يميلون للصورة الشعرية التي تطابق الصورة المرئية ، والاقتصاد العالي بالسرد والتعبير ، وأن أغلب موضوعاتهم الأدبية بصيغة اللقطات السينارستية ، فلا ضير أن نعيد مثل تلك التجارب طالما المخزون يغنينا عن البحث في أفكار قد لا تتناسب مع مناخنا الغير مألوف تماماً .






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماجرى للثقافة .. وماخفي كان اعظم
- التلقي في محنة المفاهيم
- ما فعلته الصحافة بالصبي ..!
- نحن ويوسف في غبار الذئب الغليظ !!


المزيد.....




- حين أكل الهولنديون -رئيس وزرائهم-.. القصة المروّعة ليوهان دي ...
- تكريم الإبداع والنهضة الثقافية بإطلاق جائزة الشيخ يوسف بن عي ...
- أهمية الروايات والوثائق التاريخية في حفظ الموروث المقدسي
- -خطر على الفن المصري-.. أشرف زكي يجدد رفضه مشاركة المؤثرين ف ...
- هل يحب أطفالك الحيوانات؟ أفلام عائلية أبطالها الرئيسيين ليسو ...
- أحمد عايد: الشللية المخيفة باتت تحكم الوسط الثقافي المصري
- مهرجان -شدوا الرحال- رحلة معرفية للناشئة من الأردن إلى القدس ...
- لغز الإمبراطورية البريطانية.. الإمبريالية مظهر للتأزم لا للق ...
- لغز الإمبراطورية البريطانية.. الإمبريالية مظهر للتأزم لا للق ...
- وصمة الدم... لا الطُهر قصة قصيرة من الأدب النسوي


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مناضل التميمي - سينما القصيدة