أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - علي شكشك - موعد وراء الجدار














المزيد.....

موعد وراء الجدار


علي شكشك

الحوار المتمدن-العدد: 2982 - 2010 / 4 / 21 - 18:44
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


موعد وراء الجدار
"نَكْبُ النكبة"
علي شكشك
هل نقرأ المشهد السياسيَّ الدوليّ, أم نحاولُ استقراءَ طبعته العربية, أم نكتفي بتتبّع التطوّرات والأحداث على الساحة الفلسطينية, هل نتنقلُ بين المدن عبر الحواجز والطرق الالتفافية, فالجغرافيا الجميلة المخدوشة بالبناء المُقحَم تستحق أن نقطعَها على الأقدام ونستنشقَها بلا رتوش, وبلا هواجسَ دخيلةٍ على انسياب التاريخ والجداول, ولا على تناغمِ السياق, هنا الناصرة على بُعدِ أُمنيةٍ, وحنينٍ واحدٍ من جنين, وهنا بلاطة على أمل اللاجئين, وهنا لا بد من جدارٍ لِكي "يرتدّ إليك البصرُ خاسئاً وهو حسير", ولكي لا يصلَ صوتُ المتوسّط وأشياءٌ أخرى قد تردِفُ الروحَ بالشوق وتستأنف أغنيةً ساورها اللحنُ والحزن, وتنسفُ أيّ قرارٍ بغضِّ البصر عن البيت والقدس واللاجئين,
وبلا شاطئٍ نتّكئُ عليه في استدلالنا, نسلكُ الطريقَ في التحليل, فقد صادروا مخطوطات البحر الميت وخطوطه واحتلّوا كهوفَ قمران, وأصبح هاجسُهم مُنصبّاً على الحلقة الثالثة في الوطن الذين لم يغادروه عام النكبة, وبما أنهم لم يغادروا فعليهم ألا يُحسّوا بالنكبة, وعليهم أن يحتفلوا مثلهم أيضاً بشيءٍ ما, بنشوة النسيان والاختفاء, والاحتفاء بالجلاد ليستحقّوا غنيمة جديدةً – بما أنهم لم يُغادرواـ نكبةً تليقُ بهم وشعبِهم, وتَمنحُ الغزاةَ مهلةً إضافيّةً تؤجّلُ الاندحار,
وبلا بساط ريحٍ أو مطار, عبر بئر السبع والنقب المنسيّة إلا مِن نصوص الكتب المقدَّسة الشاهدة على أهلِها قبلَها في الآثار, نستقرئُ الشواهدَ الخلفيّة وعِترةَ الصحراء والمزار والطرقَ القديمة ورائحة الدين والدينونة, ولهجةً عربيّةً حنونة, في القيلِ والصخرِ والقيلولة, تمتدُّ في علوم مَجمعِ البحرين, عبداً يُعلّمُ النبيّ, شعباً يُقلِّبُ الحصار, ويَفْتَكُّ مِن المَلِكِ الغاصبِ السفينة, ويبطشُ بالغلام, وتحت الجدار موعدٌ لزمنِ الغدِ الآتي بلا جدار,
وفي تحليل المشهد يتكلم ابن حجر و"ينطقُ الحجر", وتخلعُ دلال نَعلَيْها وتَخلعُ الدلال, وتقطعُ الشكَّ وكلَّ الطريق من حيفا إلى يافا, وترتاح في كلّ المكان حين تتسرّبُ في الرمل وتنتشرُ في السرِّ, فلا يُعثَرُ على سِرِّها حتى الآن,
في القراءةِ أنّهم يزرعون الغردقَ والمستوطنات والأوهام والجدران, ولا يأبهون بالقيصر الذي حرضوه على صلب كلِّ من تنبّأَ بنهايتهم وفسّر العهد, وفي القراءة أيضاً أنهم "لا يُقاتلونكم إلا في قرىً محصّنةٍ أو من وراء جُدُر", وفي التحليلِ أنهم خائفون من حقيقة الوعد والتئام الورقة التي حذفوها من أوراق ورقة بن نوفل, وفي التحليل أنهم خائفون من سِرِّ الرمل وبراءة العشب, ومن هاجسٍ في الرواية, أو مفاجأةٍ لم يُعدّوا لها ما يؤجِّلُها, ومِن جرحِنا, ونكبتنا, ومن أيِّ شيءٍ يُوحِّدُنا,
خائفون, ويسجنون أنفسَهم في "جدارٍ يُريدُ أنْ ينقضّ", لكنّهم لا يعلمون أنَّ تحته كنزاً لنا, وأنَّ موعدَنا خلف هذا الجدار.



#علي_شكشك (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تمام الكلام
- الخروج من الذات-حالة منفي-
- من قتل عبدالله داوود
- الخراب
- فجيعة الحقيقة
- في اللامعقول
- ماذا لو ؟
- استدراج
- لسان الجرح المبين
- صورتان
- كل عام ونحن كما نحن
- هواري بومدين -صوفية السياسي -
- مجرّد عِناد
- بياض صمتها
- القدس في آخر العام
- حول الملعب
- مايعجز الكلام
- النيوءة
- نحن لا غودو
- ترجمان الاشواق


المزيد.....




- تحطم طائرة عسكرية في مدرسة ببنغلاديش
- خبيرة تغذية جزائرية تتهم شركة غذائية باستخدام مواد مسرطنة وم ...
- عطل تقني يتسبّب بتوقّف رحلات -ألاسكا إيرلاينز- لثلاث ساعات ...
- أردوغان يتّهم إسرائيل بعرقلة -مشروع الإستقرار- في سوريا: -لن ...
- البرهان يجدد رفض التدخلات الخارجية ويؤكد: قادرون على دحر -مل ...
- زمن الكريبتو في أمريكا.. سياسات ترامب خلقت 15 ألف مليونير جد ...
- روسيا تستبعد إجراء محادثات قريبة مع أوكرانيا وبارو يقول أن ف ...
- بين أنتيغون وإيدن في مهرجان أفينيون... الفرنسية العراقية تما ...
- محلل إسرائيلي: حماس لن ترفع الراية البيضاء وجيشنا يهدم ولا ي ...
- لماذا حصر عدد قتلى الكوارث أمر صعب على الصحفيين؟


المزيد.....

- اليسار بين التراجع والصعود.. الأسباب والتحديات / رشيد غويلب
- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - علي شكشك - موعد وراء الجدار