أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - داودسلمان الكعبي - ذاق مرارة اليتم منذ نعومة أظفاره














المزيد.....

ذاق مرارة اليتم منذ نعومة أظفاره


داودسلمان الكعبي

الحوار المتمدن-العدد: 2981 - 2010 / 4 / 20 - 15:19
المحور: حقوق الانسان
    


ذاق مرارة اليتم منذ نعومة أظفاره
مصطفى محمد عودة فقد ابويه في مرض اللوكيميا وعاش بكنف أخواله

حظت به خالته منزوياً في احدى غرف المنزل ودموعه تنساب على خديه الصغيرين . فسألته : لماذ تبكي ياعزيزي؟ فضمته الى صدرها بحنان وقبلته بشغف وحاولت إسكاته بكل الوسائل والطرق، وأعادت على مسامعه السؤال : انك لم تجبني على سؤالي ، لماذا تبكي ؟ وخالته تعلم في قرارة نفسها الجواب، لكنها تريد ان تسمع الجواب منه، فأجابها بعد ان كف عن البكاء : ابكي على أمي ..!، فأخذت هي الأخرى تبكي ولم تتمالك نفسها ، ثم أعطته نقوداً وقالت له اخرج ياعزيزي الى الدكان واشتري ما تشاء ، وأنا أعدك بان آخذك الى مدينة الألعاب حتى تلعب بالألعاب ، وهكذا أقنعته خالته فكف عن البكاء. انه اليتيم مصطفى محمد عودة ذو الاعوام السبعة الذي فقد ابيه بمرض اللوكيميا ( سرطان الدم) ومالبثت والدته الا ان تلحق بركب الوالد بعد معاناة مريرة مع المرض نفسه حيث لم يمهلها طويلاً حتى غادرت الحياة مرتاحة من وطأة المرض الذي اخذ يفتك بها ويلتف على عمرها القصير ، اذ انها بلغت عقدها الثاني مبكراً، لتترك بذلك ولدها الوحيد يتجرع مرارة اليتم ويكابد الحياة بمفرده ، لم يجد الحنان المطلوب لمثل سني عمره ، ولا يدرك هل انه القدر ، ام حظه العاثر ، لايفهم ذلك وهو بهذا العمر الذي يعبرون عنه بعمر الورد.
هذه ليست حكاية او قصة من قصص ( الف ليلة وليلة) بل انها قصة حقيقية ، ومصطفى هذا الذي نتحدث عنه هو الان يعيش عند خالته في مدينة الصدر / داخل، وعلى الرغم من ان خالته تعتني به ايما عناية ، وهو يعيش مع اولادها ، وتعتبره واحداً منهم ، حيث لم تفرق بينه وبينهم، الا ان لمثل مصطفى يحتاج الى عناية ورعاية خاصة ، وهو بحاجة الى من يمد له يد العون والمساعدة، ولاسيما من الدولة ومن المؤسسات الخيرية والدينية.
ان الله تعالى قد اشار في كتابه الى اليتيم بالقول ( واما اليتيم فلا تقهر) وهي دعوة الى عدم قهر اليتيم والحرص على إبداء المساعدة له حتى يكبر ويبلغ سن الرشد. وايضاً في أحاديث الرسول(ص) الكثير من الوصايا باليتيم مثل السهر على راحته وقضاء احتياجاته وسد رمقه الى غير ذلك. ومنها الحديث المنسوب الى النبي(ص) الذي جاء فيه ) أنا وكافل اليتيم بالجنة).
هذا اذا كان اليتيم قد فقد احد ابويه فما بالك اذا فقد الابوين معاً، اكيد ان معاناة اليتيم تكون اشد وأكثر قسوة كحال مصطفى ، هذا الذي نحن بصدد الحديث عنه.
تقول خالة مصطفى ام علي: انه يعيش الآن مع أولادها منذ اكثر من عام وانها تحسبه واحداً من اولادها ولاتفرق بينهم وبينه. وتضيف ام علي وهي من سكنة مدينة الصدر منطقة الاورفلي : ان والدته قبل وفاتها اوصتها اذا ماتت من مرضها هذا ، فان مصطفى امانة في عنقها ، وهي الآن تتذكر الوصية . وتوضح ام علي انها تعتني بمصطفى اكثر من عنايتها بأولادها حتى انها توقفه منذ الصباح الباكر حيث تجعله يتناول طعام الافطار ثم تلبسه الزي المدرسي وتعطيه مصروفه اليومي وتوصله عتبة المدرسة فتعود ادراجها ، وهكذا تفعل كل يوم، وتقول انها تفعل ذلك لرضا الله اولاً، ولوصية شقيقتها ثانياً، حيث لاتزال تلك الوصية ترن بمسمعها ، على حد قول ام علي.
من جانبه قال حيدر عبد السادة خال مصطفى انه بمثابة ولده فلا يرفض له طلباً، ودائماً ما يشتري له الملابس ولاسيما بمناسبات الأعياد وغيرها، فهو يعطف عليه ويتألم لآلامه ويفرح لأفراحه ، ويقول انه عزم على نفسه بان يسعده حتى يدرك سن الرشد.
الى ذلك يوضح فيصل خال مصطفى الكبير بأنه يعزه معزة نفسه، وانه حينما يراه يرى والدته فيه ويتذكر طلعتها وأحاديثها. ويضيف فيصل ان مصطفى أمانة في عنقه، وان كان مصطفى قد فقد أبويه فانه يقوم مقام والده من حيث التربية وتلبية حاجياته اليومية.
ومصطفى هذا ليس الوحيد في مجتمعنا البغدادي، بل ان لمثل حالة هذا اليتيم الكثير له ظرفه الخاص وأسباب فقده والده او والديه معاً، ولاسيما في عصرنا هذا ، وظرفنا السياسي الراهن الذي كثرت فيه العمليات الإرهابية والإجرامية من أعداء الحياة والإنسانية.
وبرغم بعض التصريحات هنا وهناك، من الجهات الحكومية وبعض منظمات المجتمع المدني وبعض المؤسسات الدينية، من انها قدمت المساعدات المالية والعينية وغير ذلك، وانها قد زارت دور الأيتام واحتضنتها ، الا ان هناك كثير من الأيتام لازالوا يعانون وهم بحاجة الى من يحتضنهم ، وينتشلهم من واقعهم المرير.



#داودسلمان_الكعبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عقلنة السياسة
- فلسفة الحوار وحاجتنا اليها
- الحكومة والدولة .. الخلط بين المفهومين


المزيد.....




- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...
- المقررة الأممية لحقوق الإنسان تدعو إلى فرض عقوبات على إسرائي ...
- العفو الدولية: استمرار العنصرية الممنهجة والتمييز الديني بفر ...
- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - داودسلمان الكعبي - ذاق مرارة اليتم منذ نعومة أظفاره