أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - داودسلمان الكعبي - فلسفة الحوار وحاجتنا اليها














المزيد.....

فلسفة الحوار وحاجتنا اليها


داودسلمان الكعبي

الحوار المتمدن-العدد: 2637 - 2009 / 5 / 5 - 09:20
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ما احوجنا هذه الايام ، ونحن نمر بدوامّة العنف والصراع ، والتي وصلت الى الحوار ولغة التفاهم ونبذ الخلاف وما ينتج عن ذلك من احتدام واقتتال يفضي بالتالي الى معارك ضارية يكون الخاسر فيها الانسان نفسه. الامر الذي أكده صاموئيل هنتغتون الذي رحل قبل ايام عن عمر ناهز الـ(81) عاماً، في كتابه(صدام الحاضرات). والحوار يجب ان يقوم على فلسفة تستوعب ملامح واطر مايقتضي ذلك، بحيث تجعل من المتخاصمين الانصياع الى منطق العقل ونداء الوجدان والشعور بخطورة الموقف، مما يحفزهم الى الجلوس حول مائدة مستديرة لطرح اسس المشكلة ومنابع الخلاف لكي يتوصلوا بالتالي الى حل وسطي يرضي الطرفين ويصب في مصلحة الكل ، ويردم فجوة الصراع قبل ان يتسع اطارها فيصعب بعد ذلك الوصول الى حلول ناجعة يتمناها الجميع ويحلم بها المتحاورون.
فلسفة الحوار ، عادة ماتنطلق من شعور انساني عميق مدركاً حكم المأساة وطبيعة التشظي، لذا فالمسؤولية الجسيمة تقع على عاتق المصلحين والمفكرين والمثقفين، كون هؤلاء النخبة هم رأس الهرم والواجهة الحضارية لكل بلد وشعب يتصف بالتطور والنهوض، المستوعب لكل ماتفضي به الحياة الثقافية والعلمية والابداعية ، وما وصل من تقنيات عصفت او عصف بها الزمن، حيث ان العلم والتطور قابل للاستيعاب والمستجدات، وفي كل يوم نرى ابواب العلم تفتح وتوصد أبواب التخلف والجهالة وان النخبة هذه لها القابلية على التكيف والتفهم للواقع المعاش، فتجد ان الصراع لايجدي نفعاً طالما ان الحياة تسير على وفق النهج الانساني المرسوم لها من قبل الحكمة الالهية ، حيث أشارت كثير من الآيات الكريمة الى التعايش السلمي بين البشر ونبذ مايفضي الى انعدام الحياة ونشر الفوضى ، لان ذلك يعزز من قصر الحياة ودك حصونها القائمة على المحبة والتفاهم والعيش برفاهية ونعيم.
الحوار سلاح عقلاني يستخدم في معارك البناء الانساني، حيث يعمّر ميادين الحياة ويجعلها جنة تعانق مستقبل البشرية عامة، فلاتعمرالحياة ويزدهر جمالها ونعيمها الخلاب لولا الحوار وفلسفته القائمة على الاعتراف بوجود الاخر عضو فاعل في وجود الحياة يبني ويكافح وله وجهة نظر معينة في رسم ملامح المستقبل بريشة الحاضر، حتى وان فلسفة الحياة قائمة على النقيضين، مثل الليل والنهار، الحياة والموت، النار والهواء والمعارك اذا استمرت مع الاخر فلا يمكن للحياة ان تقوم وتبقى ديمومتها ثم لتعطي ثمارها من مكنونها الخاص، ذلك ان الحياة اذا تعرضت للخطر او التهديد فسوف تتوقف عجلتها، اذا ماقلنا انها ستتراجع الى الخلق خطوات كثيرة ربما تصل الى مربع الصفر، بمعنى انها تعود الى سالف عهدها أي في المرحلة البدائية من مقتبل التطلع الى ماهو جديد ومثير للانتباه وهذا ماتريده القوى الظلامية من اعداء الحياة والذين يزعجهم النور ويرونه نشازاً لايصب في حيز واقعهم وما تصبو اليه نفوسهم ، وهو فلسفتهم القائمة على الاقصاء والتهميش وحرب الاخر بكل ما اوتوا من قوة، هؤلاء طبعاً ليس لنا معهم كلام ولانريد مناقشتهم، لان الكلام لايجدي نفعاً والحوار لاياتي بهم الى الطريق لانهم اساسا رافضين مبدأ الحوار وفلسفته السليمة، ورفضهم هذا راجع راجعٌ إيديولوجيتهم ومايسير عليه نهجهم في تبني انساق فكرية تصب في عقيدتهم ومايؤمنون به من قضايا قد يرفضها الاخر ولاينسجم معها وينتقدها انتقاداً موضوعياً.
ان الشعوب تحيى بالحوار وتستمد ديمومتها من خلال التحاور وقبول الاخر، ومن خلال العنف والاحتدام كون ذلك يفضي الى تأخير عجلة التقدم والازدهار، ويسببّ ذلك موتها فأي عقل هذا الذي يفضل الموت على الحياة والتقدم على التخلف والتجعجع السير في ركب الحضارة والعلم ، لاسيما وان العصر الراهن قد وصل بالعلم الى ذروته ولازال كذلك .ان الحوار، امر لا طائل منه وبه يمكن ان نحل جميع مشاكلنا وتنسى خلافاتنا ونعود الى لغة العقل والمنطق لانها الحياة و البناء.



#داودسلمان_الكعبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكومة والدولة .. الخلط بين المفهومين


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - داودسلمان الكعبي - فلسفة الحوار وحاجتنا اليها