أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رائد الدبس - مقال














المزيد.....

مقال


رائد الدبس

الحوار المتمدن-العدد: 2974 - 2010 / 4 / 13 - 19:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


1650 مشهد سوريالي.

في الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد أبي النحس المتشائل، قدم الأديب الراحل إميل حبيبي ما يشبه لوحة سوريالية حين وصف رحلة عودة المتشائل متسللاً إلى أرض وطنه بعد حدوث النكبة، وكيف نجا من رصاص جيش الاحتلال بفضل حمار سائب.. يقول المتشائل: كمنوا لنا وأطلقوا الرصاص علينا، فصرعوا والدي رحمه الله. أما أنا فوقع بيني وبينهم حمار سائب، فجندلوه. فنفقَ عوضاً عنّي . هذا الحمار السائب الذي جندلوه فنفقَ عوضاً عن المتشائل، كانَ حماراً عربياً دون أدنى شك. أما حميرهم التي مرّت بأرضنا قبل أكثر من ألفي سنة، فمصيرها مختلف تماماً.

القرار العسكري الإسرائيلي رقم 1650 الذي دخل حيز التنفيذ اعتباراً من الثالث عشر من نيسان 2010، سيدخل التاريخ ليس بوصفه جديداً في إطار مسلسل الطرد والتهجير والتطهير العرقي الذي تمارسه إسرائيل بحق الفلسطينيين منذ عقود، بل بتحديده دائرة الذين يستهدفهم من الفلسطينيين بوصفهم متسللين إلى أرض وطنهم. وتشير التقديرات الأولية أن عددهم يقارب سبعين ألف فلسطيني. أما المستوطنون على أراضي الضفة والذين يبلغ عددهم قرابة نصف مليون فليسوا متسللين بل أصحاب حق إلهي، لأن حماراً إلهياً ربما كان قد مرّ بتلك الأرض قبل أكثر من ألفي سنة... ولو أجرت أي منظمة بيئية دولية، اختباراً نزيها يشمل أطفالنا وأطفالهم،لتعداد بضعة أسماء نباتات وحيوانات برية تنبت وتعيش في حقول وروابي الضفة المحتلة والمختنقة بالمستوطنات، لوجدت أنّ أطفالنا سيذكرون ويرسمون العشرات منها. أما أطفالهم، فالله أعلم.

الإطلالة على المشهد الإقليمي والدولي لا تقلل من سوريالية المشهد الفلسطيني بل تكمله.
واشنطن تحولت إلى خلية نووية في قمة عالمية تبحث خطر تسرب أسلحة نووية إلى أيدي منظمات إرهابية، بينما تغيب رئيس وزراء إسرائيل عن القمة واصطحب معه – في إشارة رمزية واضحة- مهندس البرنامج النووي الإسرائيلي لإحياء ذكرى المحرقة. أما تركيا فقد قررت أن تنطق بلسان حال العرب وأن تقول ما لا يريد العرب قوله في القمة، عن برنامج إسرائيل النووي ،وذلك لكي تواصل سياسة العبور عبر المضائق الضيقة، كما ذكرتُ في مقالة سابقة.. ويتساءل البعض منّا بعد ذلك : ما سرّ هذا التسلل الكبير للمسلسلات التركية إلى بيوتنا وغرف صحونا ونومنا؟ أما العرب الذين تداعوا في جامعة الدول العربية لمناقشة القرار الإسرائيلي الأخير،فقد كانوا قد اجتمعوا في قمة سرت التي سارت شبه عرجاء ، وقرروا بين ما قرروا من كلام، تقديم نصف مليار دولار لدعم القدس، لم يصل للقدس منها دولار واحد. أما مقترح التوجه لمحكمة الجنايات الدولية لمقاضاة إسرائيل بتهمة التهجير القسري للسكان، وهي جريمة محددة بنصوص واضحة في القانون الدولي وفي ميثاق المحكمة ذاتها، فقد تمّ رفض المقترح بحجة أن تكلفة الدعوى التي قد تصل إلى تسعة ملايين دولار، هي تكلفة مُبالغ بها.

القرار الإسرائيلي العنصري رقم 1650 ، يهدف بين ما يهدف، إلى تكريس واقع الفصل التام بين غزة والضفة، جغرافيّاً وديمغرافياً وسياسياً. وهذا الهدف ليس جديداً ولا خافياً على أحد. المنطق الوطني الفلسطيني البسيط والواضح وضوح الشمس ، بات يملي على جميع الفلسطينيين أن يتوحدوا وأن يتجهوا لتحقيق المصالحة دون قيد أو شرط. حركة حماس لا تزال تتلكأ وتمتنع عن التوقيع على ورقة المصالحة. الأسوأ من ذلك، أنها باتت تلجأ إلى فعل كل شيء لأجل الحفاظ على سلطتها في غزة، بينما تمتنع عن التوقيع على ورقة المصالحة، مما يعني تكريس واقع الفصل بين الضفة وغزة. فهي تمارس سياسة توقيف واعتقال المقاومين في غزة وترغمهم على التوقيع على تعهدات بالامتناع عن المقاومة واحترام هدنة من طرف واحد غير موقعة مع إسرائيل أصلاً . يتساءل المرء: حماس لم توقع أي اتفاقيات مع إسرائيل بعد، فلا هي وقعت أوسلو ولا خارطة الطريق ولا غيرها من الاتفاقات والالتزامات، فماذا لو وقّعت ؟؟ يمكننا أن نتوقع 1650 مشهد سوريالي جديد.



#رائد_الدبس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السباحة في بحر الفيسبوك
- تأملات في قضية المرأة .
- الثقافة الوطنية وحالة - أمير حماس الأخضر-.
- فولكلور سياسي
- دروس دبي.
- إسرائيل ومسلسل كيّ الوعي الفلسطيني.
- أطراف نهار -الأيام- الفلسطينية ونقطة ضوئها.
- بُرقع الوجه وبُرقع العقل.
- في ذكرى رحيل حكيم الثورة الفلسطينية . 2/2
- في ذكرى رحيل حكيم الثورة الفلسطينية.
- قطر-الجزيرة ومقاييس قوة الدول
- بين الواقع المرّ، وفتاوى التحريض.
- الفيس بوك وعلم اجتماع الاتصال
- تركيا والعبور من المضائق والبوابات الضيقة.


المزيد.....




- هل خدع الذكاء الاصطناعي الإعلام بفيديو سجن إيفين؟
- محكمة إسرائيلية ترفض طلب نتانياهو تأجيل محاكمته في قضايا فسا ...
- قمة الاتحاد الأوروبي: نواصل الضغط على روسيا بفرض عقوبات جديد ...
- حريق متعمد في مترو سول.. والسلطات الكورية توجه 160 تهمة لسبع ...
- مقتل 29 طالبا إثر تدافع في عاصمة أفريقيا الوسطى
- كيف حافظ النظام الإيراني على نفسه من السقوط؟
- سرايا القدس تبث فيديو تفجير آلية إسرائيلية شرقي جباليا
- صحف عالمية: حرب إسرائيل وإيران تغير المنطقة وتعيد ترتيبها در ...
- أطباء بلا حدود تطالب بوقف نشاط -مصيدة الموت- باسم المساعدات ...
- دعم القضية الفلسطينية ساحة تنافس داخل الحكومة الإسبانية


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رائد الدبس - مقال