أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - طالب ابراهيم - خرج من الباب ليدخل من الشباك














المزيد.....

خرج من الباب ليدخل من الشباك


طالب ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 2971 - 2010 / 4 / 10 - 23:44
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


كلنا كان يامل بان تثمر الانتخابات العراقية 2010 عن حل ولو جزئي للوضع الشائك في العراق. والاولية كان الامل في ان يبتعد نظام الحكم في العراق عن حالة التمترس الطائفي، وافساح المجال امام الطاقات العراقية الكفوءة للعمل في دوائر الدولة، من اجل ان يتم اصلاح بعض ما هشمه الاحتلال والتخندق الطائفي المقيت الذي عاث بالعراق فسادا لم يشهده على مر العصور الماضية. ومن اهم الانجازات التي تحققت هو مقتل اكثر من مليون ونصف عراقي، وتشريد اكثر من اربعة ملايين آخرين داخل وخارج العراق، وعزلت العراق عن محيطه العربي والدولي. ومن المكارم الاخرى التي حصل عليها المواطن العراقي هي تقييده، وعدم استطاعته دخول اي بلد الا بشق الانفس، وان دخل فتعد عليه حتى انفاسه. وكثير من البلدان التي لا تطلب فيزا من اي مواطن من دول العالم سوى العراقي الذي كان في الماضي يحصل على الفيزا في مطار الدولة التي يزورها اوربية كانت او غيرها. ناهيك عن ما تتمتع به المرأة في العراق الجديد من حقوق ضائعة، واطفال ليس لهم اي ضمان للمستقبل.
ومن اهم اوجه التغيير التي كنا نأملها من الانتخابات هو ابتعاد بعض الوجوه، التي لم تستحي من التصريح بوجه الشعب العراقي بما لا يعقله طفل، والاستخفاف بالناس، اضافة انهم لم يتأدبوا وهم يوجهون كلامهم لابناء ذلك الشعب المسكين، الذي ابتلاه الله بشيئين، العلم والنفط، الذي بيع مجددا للشركات الاحتكارية الى اجل غير مسمى، ليكون هدفا لكل من يسكن جواره اولا، ولكل صاحب قوة في العالم.
فكان اول ما بعث الامل بالنفوس هو اعتماد القائمة المفتوحة. ولكن لم نكن نعرف بان هناك قانون للانتخابات، والذي لم يفصح عنه بشكل كامل في وسائل الاعلام، قد اقره البرلمان السابق، بحيث يكون مفصلا على قدر بعض اعضاء البرلمان ليمكنهم فعلا من العودة للجلوس تحت قبة البرلمان حتى وان لم يحصل الا على صوته. وهذا ما حصل مع بعض الاعضاء عن طريق ما سمي ب "المقاعد التعويضية". كما ان هناك بعض الاعضاء لم يحصل الا على نيف مئات من الاصوات من مجموع اكثر من 12 مليون صوت ناخب. في حين تم استبعاد مرشحين حصلوا على عشرات الالاف من الاصوات، تحت ذريعة قيمة الصوت الواحد في المحافظات، وإلا هل يعقل بان لا يستطيع حزب مثل الحزب الشيوعي من جمع عدة الالاف من الاصوات ليدخل الى البرلمان ولو بمقعد واحد.
والحقيقة باننا خدعنا بشكل كبير. فلم تكن هناك قائمة مفتوحة، بل هي القائمة المغلقة ذاتها. وإلا فكان من الاجدى، بان تطرح اسماء المرشحين فقط دون ذكر القائمة الانتخابية. ولكانت النتائج مغايرة تماما. ولكنهم كانوا يدركون بان، لو سمحوا بذلك فان الغالبية العظمى منهم ستخرج من الباب دون عودة. لكنهم مكروا بذكر الاسماء الى جانب القائمة، وهكذا فالنتيجة واحدة، وهي العودة من الشباك. اي سيعود الى البرلمان الجديد من هو مطلوب من الاخرين وليس من قبل الشعب، الذي عف عنهم وعن افعالهم بعد التجربة المريرة لمدة اربع سنوات، التي خير ما نجحوا به خلالها هو توفير المنافع الشخصية لهم.
لكن بالرغم مما فعلوا حتى في بعض الاحياء العراقية في يوم الانتخابات من تفجيرات وعوائق اخرى، هرع الناس الى صناديق الاقتراع، وهذا في الحقيقة مؤشر على وعي هذا الشعب بالرغم من كل المصائب التي حلت به، وهذا مؤشر على انه شعب حي لا يمكن التغلب عليه بسهولة عن طريق اغراقه بعالم الغيبيات، بل هو شعب قادر على النهوض في كل زمان. فلو توفرة الفرصة فانه قادر على اعادة بناء البلد بصورة سريعة ومذهلة، وهذا ديدن شعب له من التاريخ ما يكفي ليؤهله للقيام بذلك. على اية حال، ما اريد قوله هو ان هذا الشعب قلب الموازين في يوم الانتخابات بتلك المشاركة التي اخلت بكل خطط التزوير التي كانت معدة على امل ضعف المشاركة، والدليل على ذلك هو صعود القوى العلمانية الى السطح السياسي العراقي مرة اخرى في العراق، لتقطع الطريق على التكتل الطائفي المصلحي في الانفراد بالسلطة، واعني هنا الاحزاب الدينية على اختلاف مشاربها، مرة اخرى بظل الاحتلال حامي "العملية السياسية"، كما يحلوا لسياسيينا تسميتها، بالكامل.
اما الان فنحن بانتظار تشكيل الحكومة الجديدة، التي لا يعلم الا الله كيف سيكون شكلها، بسبب التجاذبات والمكائد والانقلابات، التي بدأت تأخذ اشكالا جديدة في العراق، والتي تقوم بها الكتل السياسية اتجاه بعضها البعض للحصول على كرسي الحكم للاربع سنوات القادمة، متناسين تماما كل البرامج التي طرحتها ايام الدعاية الانتخابية.
لكننا نقول ان لكل شيء حد، واولها الصبر. فالى متى سيصبر الشعب العراقي على هكذا وضع انعدمت فيه ابسط انواع مقومات الحياة. ولساسيينا، اللذين نامل منهم ان يرحموا هذا الشعب وان يعملوا على خدمته بما يرضي الله والناس، نقول لهم انظروا صوب قرقيستان، التي لم تشفع لرئيسها لا القواعد الامريكية ولا الروسية. "فاعتبروا يا اولي الالباب"!



#طالب_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعض النساء وجوههن جميلة . . . ويصرن أجمل عندما يبكينا


المزيد.....




- هل تتعاطي هي أيضا؟ زاخاروفا تسخر من -زهوة- نائبة رئيس الوزرا ...
- مصريان يخدعان المواطنين ببيعهم لحوم الخيل
- رئيس مجلس الشورى الإيراني يستقبل هنية في طهران (صور)
- الحكومة الفرنسية تقاضي تلميذة بسبب الحجاب
- -على إسرائيل أن تنصاع لأمريكا.. الآن- - صحيفة هآرتس
- شاهد: تحت وقع الصدمة.. شهادات فرق طبية دولية زارت مستشفى شهد ...
- ساكنو مبنى دمرته غارة روسية في أوديسا يجتمعون لتأبين الضحايا ...
- مصر تجدد تحذيرها لإسرائيل
- مقتل 30 شخصا بقصف إسرائيلي لشرق غزة
- تمهيدا للانتخابات الرئاسية الأمريكية...بايدن في حفل تبرع وتر ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - طالب ابراهيم - خرج من الباب ليدخل من الشباك