أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد أبو مطر - غائبون حاضرون..نفس القمم الكلامية















المزيد.....

غائبون حاضرون..نفس القمم الكلامية


أحمد أبو مطر

الحوار المتمدن-العدد: 2960 - 2010 / 3 / 30 - 21:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


القمة العربية الجديدة التي انعقدت في مدينة سرت بالجماهيرية العربية الليبية الشعبية الديمقراطية العظمى ، تحمل الرقم 22 في تاريخ القمم العربية التي انعقدت الأولى منها في العام 1964 في مدينة القاهرة بدعوة من الرئيس جمال عبد الناصر آنذاك لبحث التهديدات الإسرائيلية المتعلقة بمياه نهر الأردن ، وأسفرت تلك القمة عن قرارات مهمة على مستوى الكتابة على الورق بحبر راق مستورد من الدول الأوربية وربما من إسرائيل ، وتعطلت تلك القرارات بسبب عدم النية الجادة في تطبيقها ، وبسبب الهزيمة المنكرة للجيوش العربية في حرب هزيمة حزيران 1967 ، التي نتج عنها احتلال كامل فلسطين وسيناء المصرية والجولان السورية . تمخضت عبقرية عبد الناصر ومستشاريه آنذاك عن مسرحية من فصلين :
الفصل الأول : قدّم الهزيمة المنكرة خلال ستة ساعات لعدة جيوش عربية على أنها مجرد ( نكسة ) ، وشاع في الوجدان والإعلام العربي تسمية ( نكسة حزيران ) بدلا من ( هزيمة حزيران ) ، رغم أن صفة نكسة في الغالب تستعمل في المجال الطبي ( نكسة صحية ) ما يعني أن الطارىء مجرد عارض صحي بسيط سرعان ما يتعافى المصاب منه فور أخذه بعض الحقن والمضادات ، في حين أنّ النكسة الحزيرانية مستمرة من عام 1967 حتى اليوم 2010 أي طوال 43 عاما .
الفصل الثاني : رسمه المستشارون الناصريون والمخابرات المصرية ، فأعلن عبد الناصر استقالته من رئاسة الجمهورية المصرية متحملا مسؤولية النكسة – الهزيمة ، وفورا حرّكت المخابرات المصرية جماهير الشعب الغفورة متظاهرة بالملايين تطالب عبد الناصر بالعدول عن استقالته ، فأية هزيمة أو نكسة أو طامة لا تهم ، فالفرد أهم من الوطن ، ومن يومها انتشر الشعار الغوغائي ( بالروح بالدم نفديك يا....) ، لتطلقه الجماهير المنكوسة تأييدا لكل الطغاة والمستبدين العرب ، الذين يهدرون دماء الشعب بمئات ألالاف ، والشعب يعلن استعداده لافتداء هؤلاء الطغاة بمزيد من دمه المجاني .
أعقب تلك الهزيمة – النكسة قمة الخرطوم ، أغسطس عام 1967 أي شهرين بعد الهزيمة ، حيث استمرت الخطابات عبر اللاءات الثلاثة ( لا صلح ، لا تفاوض ، لا اعتراف) . واستمرت الهزائم والنكسات مع استمرار القمم العربية مستهلكة نسبة عالية من احتياطي الورق والحبر العربي ، وصولا اليوم للقمة الثانية والعشرين التي سيتسلم عميد الحكام العرب ( 42 عاما في السلطة ) وملك ملوك العرب وأفريقيا العقيد معمر القذافي رئاستها من الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر .
حضروا أم غابوا
هذه القمة تغيب عنها غالبية الحكام العرب إذ حضرها 12 منهم فقط ، ومن المتغيبين العاهل السعودي ، الرئيس المصري ، الرئيس اللبناني ، والعاهل المغربي ، وقياسا على نتئج مسيرة ما يزيد عن ستين عاما من هذه القمم ، فالنتائج لا علاقة لها بمن تغيب ومن حضر ، بل بالتصميم العربي الرسمي والشعبي المفقود على المستويين ، مما جعل الخطابة وبيانات الاستنكار والشجب والدعم والتضامن مجرد كلمات يتسلى بها العرب للحظات ثم يعودون لواقع إليم خاصة عند مقارنة عربية أوربية .
مقارنة غير بريئة
بدأت مسيرة الاتحاد الأوربي متأخرة زمنيا عن مسيرة القمم والوحدة والأمة العربية الواحدة ، فكيف هو حال الاتحاديد الأوربي والعربي اليوم؟.
أولا: يشمل الاتحاد الأوربي اليوم 27 دولة ، يتنقل مواطنوها بين هذه الدول بدون أية عوائق أو جوازات سفر أو تأشيرات مرور ودخول ، بينما الحواجز قائمة منذ ستين عاما بين أغلب البلاد الموصوفة عربية ، إذ لا يستطيع المواطن العربي التنقل بدون تأشيرات بين العديد من هذه الدول.
ثانيا : يستطيع المواطن الأوربي العلاج المجاني في هذه الدول لمجرد حمله بطاقة العلاج الصادرة من دولته ، وتتولى الدول السبع والعشرون تدوير تحمل كلفة علاج مواطنيها بين هذه الدول.
ثالثا : منذ عدة سنوات هناك العملة الأوربية الموحدة ( اليورو ) بينما لا عملة عربية موحدة ، حتى دول منظومة مجلس التعاون الخليجي فشلت في الوصول إلى هذه اللحظة الاقتصادية الضرورية.
رابعا : هناك ما يشبه التكامل الاقتصادي عبر الوعي بأن أية مشكلة اقتصادية تلمّ ببلد أوربي تؤثر في بقية الدول ، بدليل الاستنفار الأوربي لمساعدة اليونان للخروج من أزمتها الاقتصادية الحادة والخطيرة ، كي لا تنعكس سلبا على بقية الأقطار الأوربية ، بينما شعار الدول العربية ( وأنا مالي ما دام راس سليم ).
خامسا: ما زالت مصر تحتفظ بمنصب الأمين العام للجامعة منذ تأسيسها عام 1944 ، وتصر على المحافظة عليه حسب تصريحات وزير الخارجية أحمد ابو الغيط الأخيرة، في حين أن كافة المناصب المماثلة عربيا ودوليا يتم تدويرها بين الدول الأعضاء ، ومنها مجلس التعاون الخليجي الذي يتم تدوير منصب الأمين العام كل عدة سنوات بين الدول الأعضاء. ولا أعرف أي مكسب أو سمعة دولية لها قيمتها تجعل جمهورية مصر العربية تصرّ على الاحتفاظ بهذا المنصب الذي لا يعدو كونه منصب موظف عادي يتقاضى راتبا عاليا فقط .
بيانات.. تصريحات..كلام فقط
لذلك فإن هذه القمم ما عادت تستحق المتابعة والاهتمام عربيا ودوليا ، لأن قمة عام 2010 صورة واستنساخ عن قمة عام 1964 ، وقد كانت مهزلة التي أعلنها العقيد القذافي قبل أعوام قليلة عندما نشر البيان الختامي لإحدى القمم قبل انعقادها بعدة أيام ، أي ان الرؤساء والملوك تبادلوا البيان عبر البريد أو الحمام الزاجل واعتمدوه ، ثم أعلنوه بعد جلستي مصافحة وخصام . وهذا وحده يدلل على أنّ القمم مجرد استعراضات بلاغية بدليل جواب السؤال التالي : أين أصبحت اللاءات الثلاثة لقمة عام 1967 ؟.
وما علاقة تركيا وإيران بقمة عربية؟
هل حدث أن دعت الدول الأوربية دولة عربية لقمة أوربية؟ لا...لأنها قمم خاصة بدول أوربية أعضاء في الاتحاد الأوربي ، بينما في السنوات الأخيرة بدأت موضة وصرعة دعوة إيران لقمم عربية متناسين احتلالها للأحواز العربية والجزر الإماراتية وتهديدها المستمر بإعادة احتلال مملكة البحرين ، وأخيرا دعوة تركيا المحتلة لإقليم الاسكندرونة ، وهي الدولة التي تسوق نفسها عربيا عبر مسلسلات الدراما التلفزيونية فقط ، وقد تناسى العرب كل شىء بسبب مسلسل (نور ومهند ) الذي كان يجعل شوارع العرب خالية تماما من المارة والسيارات لمشاهدته ، بينما تركيا أردوغان لها أطيب العلاقات مع دولة إسرائيل رغم زعبرات أردوغان الكلامية في المؤتمرات الصحفية ، ويكفي أن المستشارة الألمانية ميركل ، تجرأت منذ أيام قليلة أن تعلن في مؤتمرها الصحفي معه في أنقرة ، أنه من المستحيل قبول تركيا في عضوية الاتحاد الأوربي التي تسعى لها تركيا منذ خمسين عاما . هم يتجرأون على رفض عضوية تركيا ورؤساء العرب يركضون لدعوتها مع المحتلة إيران لمؤتمراتهم ، وما المانع ما دامت مؤتمرات كلام في كلام لا أسرار ولا خطط سرّية فيها .
قمم مزايدات خطابية
وقد نقلت الأنباء التلاسن الذي حدث بين الرئيس السوري بشار الأسد والرئيس الفلسطيني محمود عباس ، وقالت بعض الأنباء أن الرئيس الأسد قد انسحب من الجلسة أثناء القاء عباس لخطابه الذي تضمن حديثه عن خيار السلام . ومن الممكن فهم هذا الموقف السوري لو كان النظام يعتمد خيار المقاومة فعلا ، بينما الكل يعرف بما فيهم المواطن السوري أنه لم تطلق رصاصة واحدة من الحدود السورية اتجاه اسرائيل منذ عام 1967 ، ولم تنظم حتى مقاومة شعبية سلمية في الجولان ، فلماذا المزايدة على الرئيس الفلسطيني وأنظمة عربية أخرى ، طالما ( كلنا في عدم المقاومة عرب ) ؟. إن شعار ( دول الاعتدال ) و ( دول الممانعة ) في التطبيق الميداني العربي لا اساس له سوى الخطابات الفارغة ، بدليل أن مروجي وحاملي شعار (الممانعة ) هم من وقعوا في عام 1999 اتفاقية أضنة مع تركيا التي اعترفت صراحة بترسيم الحدود السورية التركية بوضعها الحالي ، أي الاعتراف بأن ( إقليم الاسكندرونة السليب سابقا ) أصبح معترفا به على أنه أرض تركية..تركية..تركية بعلم ممثلي مسلسل ( مهند ونور ) الأتراك .
راجت في الشارع المصري منذ سنوات عديدة نكتة ساخرة تقول عن الجامعة العربية: ( ليتهم يحلوها ويؤجروا مبناها الفخم شققا مفروشة ). نعم لأن هذه الجامعة غير جامعة بل مفرقة ، وجعلت شعار ( بلاد العرب أوطاني ) عند التطبيق ( بلاد العرب أكفاني ).



#أحمد_أبو_مطر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من رسائل المنفى والغياب ، الحلقة الأولى
- رؤيتي لأسباب العنف وفقدان الانسانية
- محاولة الإجابة على سؤال: لماذا فقدنا انسانيتنا؟
- هل مقاطعة الانتخابات العراقية هي الرد على التدخل الإيراني؟
- الحرية لموفق محادين
- ياإلهي كيف ولماذا فقدنا انسانيتنا؟
- أحمد أبو مطر
- ابن لادن ونضال التغيرات المناخية
- دور الدعاة والمثقفين
- التوفيق بين الشريعة والسياسة
- الجدار الفولاذي بين الشريعة والسياسة
- حصاد ا لعرب لعام 2009
- الأردن:ماذا بعد حل مجلس النواب وتكليف الرفاعي
- أوباما في أوسلو...يا هلا و مرحبا
- وثثيقة حزب الله الجديدة
- الحوار المتمدن...ثمانية أعوام..والعمر الطويل لدعم الحوار الر ...
- دولة فلسطينية من طرف واحد
- لماذا لا تنتخب سيدة رئيسة لفلسطين؟
- هل بدأ استقلالية التفكير والقرارات لدى جماعات الإخوان ؟
- الفوضى والمزيد من التأزيم في انتظار الجميع


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد أبو مطر - غائبون حاضرون..نفس القمم الكلامية