أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم المطير - تماثيل صدام حسين في طرابلس ..!














المزيد.....

تماثيل صدام حسين في طرابلس ..!


جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 2959 - 2010 / 3 / 29 - 15:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



اطلعت على خبر قيام الرئيس الليبي معمر القذافي بخطوة غير مسبوقة ، عندما استقبل قبيل انعقاد مؤتمر القمة العربية في مدينة سرت ، عددا من العراقيين المناوئين للواقع السياسي العراقي الحالي . ضم الوفد في صفوفه عددا من أصحاب السير الذاتية ممن كانوا تابعين لنظام صدام حسين وطغيانه ، من المتطلعين نحو بناء مصالح جديدة ، سياسية واقتصادية ومالية ، مع نظام ليبيا الغريب في أطواره الساعية لبقاء العالم العربي مشوها ، رغم أن أعضاء الوفد ، جميعا ، حاولوا إخفاء الوجه الحقيقي لكل واحد منهم وإخفاء مقاصد هذه الزيارة والنزعة الكامنة وراءها لتحريض الملوك والرؤساء العرب على الاستمرار في مقاطعة العراق وتطويقه استمرارا في دراما تدمير الشعب العراقي .
من خلال هذه الزيارة و خلال هذا اللقاء فأن الرئيس معمر القذافي ، صاحب الخطب المشهورة الرنانة كوميديا ً المتميز نصفها بالكذب ونصفها الآخر بالدجل أراد بمناسبة انعقاد القمة أن يوجد صنما بديلا لصنم صدام حسين الذي اسقط يوم 9 نيسان عام 2003 وذلك برفع الستار عن نصب جديد للطاغية صدام في إحدى ساحات العاصمة الليبية طرابلس ، مما يشير إلى أن القذافي يريد تذكير الشعب العراقي بأن أسلوب القسوة والوحشية على الحرية ما زال متواصلا ، وأن رمزها العربي الأكبر صدام حسين ما زال مرغوبا فيه ، كدلالة عميقة على ذبح الحرية العربية ، حيث الوريث الشرعي المعاصر لها هو العقيد القذافي المثير للكآبة في كل شيء وأن(الوفد العراقي) المعادي للتطور العراقي وجد نفسه مدعوا ومدفوعا للاحتفال بمناسبة رفع الستار عن تمثال صدام حسين الذي انتقل وجوده الاستبدادي من بغداد إلى طرابلس .
إن معايشة التاريخ العربي ومشاهدة أحداثه يؤكدان ، دائما ، انهما ناتج من نواتج مسرحية لا أخلاقية ، ليس فيها لبس أو غموض ، يقوم بتمثيلها بحماس بعض القادة العرب بمعاونة الدور الأخلاقي المسيس لبعض الميالين نحو استمرار عبوديتهم للأصنام العربية .
لقد اجتمع عدد من " الشخصيات العراقية " من الذين توقف عندهم النضج السياسي ، من الذين لم يتكيفوا ، حتى الآن ، مع متطلبات عصر الشفافية والحرية والديمقراطية ، فراحوا منتقلين من أماكن إقامتهم المرفهة في بعض العواصم نحو احتفالات طرابلس تأكيدا لروابطهم الحيوية مع عالم صدام حسين بنوع من الجاذبية السياسية الجديدة لتأكيد حقيقة أنهم يحرصون على عدم الرغبة في محو أثار ماضي الدكتاتورية الموصوفة بصدام حسين ونظامه القمعي وأن رغبتهم في حضور أعياد تنصيب صدام حسين تمثالا مجردا بإحدى ساحات عاصمة الجهل السياسي والتخلف الحضاري لتأكيد أن ( الطلاق السياسي ) بين العبودية وبعض أتباع صدام حسين من تلامذة نظامه الدكتاتوري لم يتم حتى هذه اللحظة .
هذا النوع من (العبث السياسي) لا يقدم وقتا طيبا للقائمين به من أصحاب العلاقة القديمة بصدام حسين والعلاقة الجديدة بمعمر القذافي لا يمكن أن يكون محورا في العمل السياسي للمناوئين للوضع العراقي المتميز بمسيرة وإرادة الاتجاه صوب الديمقراطية الحقيقية ، التي بانت بعض تفاصيلها المثيرة في الاعتماد على انتخابات برلمانية يستبان منها تشكيل حكومة ديمقراطية رغم وجود نزاعات سياسية كثيرة متبادلة في العراق المعاصر لكنها قائمة بين المتنازعين على أسس العلاقة الوطنية الحميمة وعلى المنافسة الديمقراطية وعلى احترام كل طرف سياسي للأطراف الأخرى .
إن ( مراجعة ) التاريخ العراقي لا تتم في طرابلس القذافي ، بل يجب أن تتم من قبل أصحاب الشأن من أبناء الشعب العراقي تحت سماء بغداد ، التي تحاول ، بكل جهود القوى الوطنية والديمقراطية العراقية ، أن تتعافى من جميع أمراضها بقوة وطنية مكينة من أبناء الشعب للخلاص من جميع بقايا وتأثيرات الدكتاتورية .
إن صداقة العراق يجب أن لا تبقى في إطار العداء للشعب العراقي ، كما أنني أقول أن الاكتشاف الوحيد من تماثيل صدام حسين الطرابلسية تدفع بالعراق والعراقيين نحو المزيد من العلاقات السلمية مع المجتمع الدولي المحب للسلم والديمقراطية وأن الالتزام الوحيد نحو طريق الحرية الحقيقية ، والتقدم ، والتنمية الاقتصادية ، لا يتم إلا بمواصلة النضال الكفء القائم على المبادئ الأخلاقية وعلى استمرار خطى العراق ، حكومة وشعبا ، في المنظور الديمقراطي ، النظري والعملي ، ليكون العراق صوتا ديمقراطيا نادرا وشجاعا في منطقة الشرق الأوسط .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصرة لاهاي في 29 – 3 – 2010



#جاسم_المطير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضحايا وجلادون في شركة مصافي الجنوب بأرض الجن ..
- تحية إلى وزارة الثقافة بمناسبة يوم المسرح العالمي ..!
- سيدي الشاعر : إنهم يفضلون السماء الغائمة ..!
- حمدية الحسيني هيكل انتخابي غامض وعاجز..!
- دعوا مستشار الرئيس المالكي في نومه العميق ..!
- مياه العراق عام 2222 كما أنبأتني العرّافة..!!
- في السراء والضراء كانت قمرا لا يغيب
- السينما الصينية تعتمد على مصادر القوة الداخلية في تطورها
- بعض الملاحظات عن التعاون بين السلطات الثلاث لحل الأزمات السي ...
- إلى النائب بهاء الاعرجي : اعتذر مِنْ شَرِّ ما صنَعْت وما قلت ...
- احتمال بابلي : عضوات مجلس محافظة الحلة في حالة حب ..!
- تخصيب يورانيوم هيفاء وهبي لشهر رمضان النووي ..!
- اوكازيون المعركة الانتخابية بين أليسا ومليسا ..!!
- خلف السدة .. تعزيز الثقة بمقدرة الذات الروائية
- المزاج السياسي وتأثيره على القرار السياسي
- أهم ما يشغل القادة الكربلائيين نهارا هو الشغل ليلا ..‏!
- تنزيلات لمؤسسة السجناء السياسيين العراقيين في زواج المتعة في ...
- السيستاني والعريفي والكاتبة الجميلة سمر المقرن ..!
- انتخبوا الدكتورة منصورة منصور المنصوري ..!
- موضة العراق الجديد بيتزا ومحرم وجواز دبلوماسي وشهادة دكتوراه ...


المزيد.....




- حاول اختطافه من والدته فجاءه الرد سريعًا من والد الطفل.. كام ...
- تصرف إنساني لرئيس الإمارات مع سيدة تونسية يثير تفاعلا (فيديو ...
- مياه الفلتر المنزلي ومياه الصنبور، أيهما أفضل؟
- عدد من أهالي القطاع يصطفون للحصول على الخبز من مخبز أعيد افت ...
- انتخابات الهند.. قلق العلمانيين والمسلمين من -دولة ثيوقراطية ...
- طبيبة أسنان يمنية زارعة بسمة على شفاه أطفال مهمشين
- صورة جديدة لـ-الأمير النائم- تثير تفاعلا
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 50 مسيرة أوكرانية فوق 8 مقاطعات
- مسؤول أمني عراقي: الهجوم على قاعدة كالسو تم بقصف صاروخي وليس ...
- واشنطن تتوصل إلى اتفاق مع نيامي لسحب قواتها من النيجر


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم المطير - تماثيل صدام حسين في طرابلس ..!