أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - خزانة الألم..والتحيز للعدوان














المزيد.....

خزانة الألم..والتحيز للعدوان


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 2951 - 2010 / 3 / 21 - 17:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


" الحرب كالمخدر والإندفاع فيها هو إدمان"
بهذه العبارة على الشاشة يبدأ إيقاع الفيلم، موحيا بأننا ازاء فيلم احترافى عملى بدون قضية ولكن مع تتابع لقطاته يظهر أن للفيلم فكرة محورية تظهر الجندى الأمريكى فى العراق بوجهه أكثر إنسانية وأن القتل والدمار فى العراق هو من صنع العراقيين أنفسهم وأن الأمريكان يحاولون مساعدتهم وتقليل هذا القتل بإزالة الألغام وتفكيك المفرقعات طول الفيلم.
الفيلم حصد هذا العام معظم جوائز الأوسكار ومنها أفضل فيلم وأفضل إخراج وأفضل مونتاج، وفازت مخرجته الرئيسية "كاترين بيجلو" بالجائزة الكبرى منافسة لزوجها "جيمس كاميرون" مخرج فيلم "أفاتار" الذى يحمل مضمونا معاكسا لهذا الفيلم حيث يحكى عن شعب مسالم محب للطبيعة يتم اكتشاف نوع من الطاقة فى كوكبه فتقوم قوة أمريكية عارمه بغزوه للحصول عليها ولكن هذا الشعب بجميع مكوناته يتصدى لهم و ينتصر عليهم فى النهاية محررا ارضه منهم.
يحكى الفيلم عن مجموعة عسكرية امريكية تقوم بتفكيك العبوات الناسفة فى العراق فى بدايات الحرب، ويتناول لحظات التوتر والرعب والقلق التى تنتاب أفرادهذه القوة فى كل عملية، مظهرا البطل ( إذا جاز هذا التعبير حيث لم يظهر بطل واحد للعمل) الذى قدم الى العراق بديلا لزميله الذى قتل مندفعا بدون حذر معرضا نفسه أكثر من مرة للموت فيما يشبه الإدمان، حتى بعد عودته الى الوطن وشفائه من إصابته نجده فى آخر الفيلم يعود الى العراق والى الحرب التى أدمنها.
لم يخل الفيلم من لمسات إنسانية تظهر فى تعامل القوات الأمريكية الغازية مع الشعب العراقى، ومنها الصداقة المفتعلة بين البطل والطفل المتشرد المدعو "بيكهام" وهوعلى اسم لاعب كرة القدم الشهير، حيث يتبادلان اللعب بالكرة وصدمة البطل حينما يجد جثته فى احد الملاجئ فى واحدة من العمليات، ومحاوته إخراج المتفجرات من داخله، والتى يبدو أن المقاومة زرعتها لتفجير الجثة فى ألامريكان اثناء اكتشافها أو نقلها، ومغامرته الطويلة فى رحلة البحث ليتأكد انه هو الضحية وليس شبيها له كما أخبره أحد زملائه أن الأطفال كلهم متشابهين، وموقف أسرة الطفل منه، وخاصة تعامل الأم المفترضة بفظاظة معه، تلك المعاملة التى أظهرت مدى رفض العراقيين لوجودهم رغم ترحيب الأب به، أيضا مخاطرته بحياته وحياة زملائه فى محاولة إنقاذ العراقى الذى لغمته المقاومة فى مشهد طويل يستدر العطف والحنق على من فعلوا ذلك.
على مدى ما يقرب من ساعتين (زمن الفيلم) تسعى المخرجة والمؤلف الذى عاش مع الفرقة فى العراق لإقناع المشاهد بالبعد الإنسانى للقوات الأمريكية مع تبرأة الأمريكيين من أى إنتهاكات والإبتعاد عن السؤال البديهى وهو اسباب دخولهم أصلا الى العراق وشن العدوان عليها، وإظهار المقاومة بالعجز واللاإنسانية، وقد رمز إسم الفيلم للصندوق الحديدى الذى تجمع فيه أشلاء الجنود الأمريكان لإعادتهم الى وطنهم وذلك لكسب تعاطف المشاهد الأمريكى.
على كل حال فإن الفيلم يتمتع بحرفية شديدة ويتفوق كثيرا فى استخدامه للصورة والمؤثرات الصوتية واللعب بالإضاءة وذلك رغم الملل فى تكرار العمل الروتينى للفرقة فى فك المتفجرات، ولا ننسى أخيرا أن المخرجة أهدت الجائزة للجنود الأبطال العاملين فى العراق.
يبقى أن الفيلم تم صنعه بميزانية محدودة مقارنة بباقى افلام هوليوود ويحسب له أنه من أفلام السينما المستقلة مما يعطى الأمل لرواد هذا النوع من السينما فى بلادنا.



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة والقضاء....والمجلس
- ظاهرة البرادعى...دعوة للتأمل
- أفاتار...والإبهار التكنولوجى
- لا تكلمنى شكرا
- -رسائل بحر- غامضة
- الصول عبد الجواد
- الحكومة ترقص على إيقاع شباب الفيس بوك
- هل وصل الأمر الى -أيام- طه حسين؟
- زكى مراد...فارس ليس من هذا الزمان
- شخصيات من السجن(2)
- فلسطينيون فى مصر (3)
- دموع أم
- 2-فلسطينيون فى مصر
- لماذا تطالب الحكومة المصرية بعودة الآثار المسروقة ولا تطالب ...
- فلسطينيون فى مصر
- العلمانيون بالقميص الإسلامى
- الحب المستحيل
- ذكريات هزيمة
- القضية الفلسطينية.....رؤية تحليلية
- دكان شحاتة .. والواقعية المصرية


المزيد.....




- بالأرقام.. حصة كل دولة بحزمة المساعدات الأمريكية لإسرائيل وأ ...
- مصر تستعيد رأس تمثال عمره 3400 عام للملك رمسيس الثاني
- شابة تصادف -وحيد قرن البحر- شديد الندرة في المالديف
- -عقبة أمام حل الدولتين-.. بيلوسي تدعو نتنياهو للاستقالة
- من يقف وراء الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل في الجامعات الأمريك ...
- فلسطينيون يستهدفون قوات إسرائيلية في نابلس وقلقيلية ومستوطنو ...
- نتيجة صواريخ -حزب الله-.. انقطاع التيار الكهربائي عن مستوطنت ...
- ماهي منظومة -إس – 500- التي أعلن وزير الدفاع الروسي عن دخوله ...
- مستشار أمريكي سابق: المساعدة الجديدة من واشنطن ستطيل أمد إرا ...
- حزب الله: -استهدفنا مستوطنة -شوميرا- بعشرات صواريخ ‌‏الكاتيو ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - خزانة الألم..والتحيز للعدوان