أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس ألنوري - أين وطني؟














المزيد.....

أين وطني؟


عباس ألنوري

الحوار المتمدن-العدد: 2946 - 2010 / 3 / 16 - 14:49
المحور: الادب والفن
    


أين وطني؟

تعدى عمري الخمسين ولم أعرف لذة الوطن، وكلما اشتقت للوطن خاب ضني بأن لي موطن.
الأجيال التي عايشتها قد غُرس في عقولهم مبادئ وعلى أساس تلك المبادئ علمونا حب الوطن...والعلم.
وتمسكنا بشعارات وعشنا في خيالات لنبني وطن، ولكن لم نبني لنا بيتاً ولم نملك من الوطن الذي غنينا له شبراً.
وهجرنا الوطن المحتل من قبل عصابات...أو أشباه الملوك...وبدئنا نبحث عن وطن جديد، لكنه غريب.
كل ملامحه تشير للغربة...وينتابنا الرهبة ونحلم ونتشوق للوطن المحتل.

تغير الحال...ورقص الأطفال على (دبكات) وطبول الكبار...لتغيير الحال.
ولم تدم الفرحة، والتغيير لم يكن من حال لأحسن حال...بل يحاولون بيان الأسوأ بالأفضل.
كثيرٌ منا كان له وطن بمثابة بيتٌ وتجارة ...رزقٌ للعائلة...لكن جردوهم من كل شيء ...حتى من الوثائق التي تثبت أن لهم وطن. ليس هذا فقط بل سجن شبابهم وقتلوا... بأي طريقة لا نعلم لحد الآن كيف وأين؟ وسنبقى لا نعلم، لأن من أحتل الوطن مرةً أخرى وضع الغطاء...لكي لا تفضح أمور قد يكونوا فيها شركاء.

في كل مرة...نسمع الوعود بان الوطن سيعود...أو أننا للوطن نعود
ولكن...بعد كل مرة نساعدهم على استغلالنا واحتلال الوطن...ينكثون الوعود والعهود...لأنهم تربعوا على الكراسي...ونسوا ما فينا من مآسي.

أين الوطن؟... أجدها على الخارطة...أعرف أغلب مدنها وقد أكون زرتها...وأكلت من ثمارها وإن كانت اليوم بلا ثمار ولا أعمار بل أكثر المنتجات تستورد ...والعقول تطرد.
زرتها لمرات بعد ...التحرير والاحتلال...بعد التغيير نحو الأسوأ أو الأفضل...(كلٌ يغني على ليلاه)...
ولكني لم أجد وطن...حتى الناس تغيروا...والطيب تبدل بالخبث والحقد.
والحب العراقي تحول للكراهية.
والمرأة الضحوك وجهها...يغمرها الحزن...لولدٍ مفقود أو سجين أو مقتول ولم تجد رفاته.
ولكن، وجدت الذي كنت أفتقده...صحف وجرائد ومجلات كثيرة...تكتب ما يحلو لها...
وإذاعات وقنوات فضائية يملكها من كان بالأمس القريب لا يملك درهم ولا دينار...
لكنه ركب القطار...وصار بحار..يجول العالم...من رمق اليتامى والأرامل...ولا يهنه العار.
كان في الوطن الماضي جبار...وأصبح لنا اليوم ألف جزار.
كان بالأمس قناتين أو ثلاث...يغردن للذي سمي بمئات الأسماء...
ويأكل الأسماك وطعمهن أشلاه الرجال.
واليوم...يأكل البعض بعضنا حتى التخمة...وملايين لا تجد رغيفاً و لا تزرع الحنطة.

أي وطنٍ أسميه...ولمن بعد الآن أحميه...
لو لم يكن لي بيتاً واستقرار...
لو لم يكن لي حصتي من الثمار...
ولو لم أحصل على حقوقي من المتسلطين...السارقين لثروات شعبي.
ولو لم أحسب بشراً بين البشر...
فلا أحسبه وطناً وإن وجد.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القيادات العراقية شبوا على شيء...هل يشبون عليه
- هل يأتي يوماً ...ونتخلص من الأمراض
- العراق سقيم ولا يستقيم
- يوميات مجنون 1,2,3
- فكرة عراق جديد (حديث) ... محارب من أنظمة
- فشل الأفكار في العالم العربي


المزيد.....




- استبدال بوستر مهرجان -القاهرة السينمائي-.. ما علاقة قمة شرم ...
- سماع الأطفال الخدج أصوات أمهاتهم يسهم في تعزيز تطور المسارات ...
- -الريشة السوداء- لمحمد فتح الله.. عن فيليس ويتلي القصيدة الت ...
- العراق يستعيد 185 لوحا أثريا من بريطانيا
- ملتقى السرد العربي في الكويت يناقش تحديات القصة القصيرة
- الخلافات تهدد -شمس الزناتي 2-.. سلامة يلوّح بالقضاء وطاقم ال ...
- لماذا قد لا تشاهدون نسخة حية من فيلم -صائدو شياطين الكيبوب- ...
- محمد المعزوز يوقع روايته -أول النسيان- في أصيلة
- مهرجان كتارا الـ11 يواصل فعالياته بمشاركة نخبة من الروائيين ...
- مهرجان كتارا الـ11 يواصل فعالياته بمشاركة نخبة من الروائيين ...


المزيد.....

- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس ألنوري - أين وطني؟