المواقع الليبية وتعدد الاراء

عبد السلام الزغيبي

الحوار المتمدن-العدد: 2944 - 2010 / 3 / 14 - 18:26
المحور: المجتمع المدني
    

التعددية في مجال الاعلام في المواقع الاعلامية الليبية، لا تعني بالضرورة اتساع نطاق الحرية لديها، ولايعني كذلك ان مستواها المهني وأدائها ودورها في خدمة المجتمع قد وصل الحد الذي يرضي طموح الجميع. لكن اهمية الحديث عن هذه المواقع ياتي باعتبارها محاولة للاهتمام بصحافة جديدة يمكن ان نطلق عليها اسم صحافة( المجتمع المدني) التي تمثل أحد مداخل إصلاح وتطوير أداء هذه الوسائل الاعلامية وتفعيل دورها الرائد في الإصلاح السياسي والاجتماعي.‏

ورغم حداثة مفهوم وآليات عمل صحافة المجتمع المدني إلا أن هذه الصحافة إعادت الاعتبار لدورها النقدي ولطبيعتها الشعبية كمجال عام للإخبار والنقاش العام الحر الذي يشارك فيه كافة المواطنين‏.‏

وكان لانتشار الانترنت وظهور وسائل الإعلام الجديدة خاصة مواقع الانترنت والمدونات دور في توفير بنية أساسية للاعلام الجديد، دعم من مفاهيم وآليات المشاركة والتفاعلية بين وسائل الإعلام والمواطن‏ من جهة‏،‏ وكذلك بين المواطن والمجتمع من جهة اخرى، أجل تفعيل الممارسة الديمقراطية في المجتمع وفي الإعلام‏.‏بعيدا عن جميع أشكال الاحتكار الإعلامي‏.‏

في ضوء ذلك يمكن القول إن صحافة المجتمع المدني تعمل من أجل الحفاظ علي الخطاب العام وتدعيم مشاركة المواطنين والدفاع عن قيم الديمقراطية .

إن دور صحافة المجتمع المدني ‏، ليس فقط تقديم الأخبار والمعلومات الي المواطن‏،‏ بل مساعدته علي أداء دوره ودفعه للمشاركة في إنتاج الخطاب الإعلامي‏،‏ أي أنها صحافة لاتسمح للمواطن بالبقاء متلقي سلبي للأخبار والمعلومات والآراء بل يجب أن يكون مشاركا فعالا.

في الوقت ذاته فإن مثل هذه الصحافة يجب ألا تكتفي بنقل الأخبار ورصد المشكلات بل بالتفاعل معها لخدمة المجتمع السياسي وتفعيل الديمقراطية‏،‏ وعليها أن تكون مساحة مفتوحة للراي والرأي الاخر‏‏، من اجل ‏ تحقيق نوع جديد من المشاركة بين المواطن والصحافة وبينه وبين المجتمع .‏

والسؤال المطروح هنا هو كيفية الاستفادة من التجارب التي سبقتـنا في هذا المجال خاصة بعد انتشار مواقع الانترنت والمدونات التي وسعت من مشاركة الناس‏، والتي أنهت احتكار الصحافة التقليدية من إذاعة وتليفزيون وصحف ومجلات حكومية وفتحت افقا جديدة امام الجميع.

ينبغي على الصحف والمواقع الليبية تبني مفهوم وآليات صحافة المجتمع المدني ‏،‏ وإبداع صيغ جديدة تتناسب وظروف المجتمع الليبي‏، وتجربته الصحفية ‏.‏ وذلك بإنه من الصعب تصور وجود مجتمع مدني من دون صحافة تعبر عنه. ‏‏

#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل