أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - يوسف محمد - -العصا والجزرة- لن تحل قضية الأمن في العراق














المزيد.....

-العصا والجزرة- لن تحل قضية الأمن في العراق


يوسف محمد

الحوار المتمدن-العدد: 896 - 2004 / 7 / 16 - 07:12
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في حديث أدلى به لصحيفة التايمز اللندنية، قال الرئيس العراقي المنصّب أمريكياً، غازي عجيل الياور، أن الحكومة العراقية الجديدة سوف تستخدم سياسة "العصا والجزرة" لحل المشكلة الأمنية في البلاد وذلك عن طريق عرض العفو عن عناصر ما أسماها بـ"المقاومة" مع إعادة عقوبة الإعدام الى النظام القضائي العراقي. وما يستوقفني هنا هو كثرة التصريحات التي أدلى بها الياور وأعضاء الطاقم الحكومي المشكل وفق المسرحية الهزيلة لما أطلق عليه "تسليم السلطة للعراقيين!!" بخصوص حل مشكلة غياب الأمن في العراق دون أن نشهد، بالتزامن مع تلك التصريحات، تحركاً جدياً وسياسةً فاعلة تستأصل جذور هذه المعضلة الكبيرة والتحدي الخطير الذي يواجه المجتمع العراقي ويدفعه يوماً بعد يوم نحو هاوية الانهيار التام.
وبغض النظر عن الإجراءات التي ستتخذها الحكومة الكارتونية العراقية بهذا الخصوص، لن يراودني الشك لحظة واحدة في أنها ستعجز عن حل هذه المعضلة الكبيرة والخطيرة لسبب بسيط جداً هي أنها لم ولن تضع يدها على موطن الجرح، ذلك أنها تشكلت في الأساس من أجل التغطية على الفشل والعجز الأمريكي في العراق والفشل في بلورة بديل سياسي وحكومي قادر على الظهور كممثل لعموم ومجمل تطلعات وأهداف البرجوازية في العراق. فلا سياسة "العصا والجزرة" ولا "قانون السلامة الوطنية!!!" تشكل حلاً لغياب الأمن والاستقرار في العراق في ظل بقاء العامل الرئيسي لإنتاج وإعادة إنتاج الجماعات الإرهابية الإسلامية والطائفية والقومية، ونقصد به الوجود الأمريكي في العراق والمنطقة.
لقد أكدنا دائماً أن حرب أمريكا واحتلالها للعراق هي الرافعة الرئيسية لتنامي وظهور الجماعات الإرهابية التي تجد في "مقاومة الاحتلال" ذريعة مناسبة لبقائها في الساحة وقولبة حركة وتصورات الجماهير بقالب رؤاها وتقاليدها المتخلفة والرجعية. وليس خافياً على أحد أن أمريكا هي من جر أقدام الإسلام السياسي والجماعات الطائفية والعشائرية والقومية الى الساحة في مسعاها لتشكيل بديل يحل محل النظام البعثي المقبور، بل إنها منحتها وزناً أكبر في المعادلة السياسية. وحتى حين انتهى الاحتلال، على الأقل شكلياً بموجب قرار مجلس الأمن وتشكيل حكومة محلية، رغم أنه مازال قائماً بشكل آخر بتصوري الشخصي، فإن ببقاء القوات الأمريكية في العراق تحت مظلة القوة الدولية المكلفة بإعادة الأمن والاستقرار والسيطرة على الأوضاع وبموافقة حكومة توصف بأنها "عراقية!!" مازالت الحجج قائمة لاستمرار المقاومة ضد القوات الأمريكية ووصل الأمر حد أن العلميات الإرهابية تجاوزت علميات التفجير والهجمات المتفرقة هنا وهناك الى اختطاف الرهائن وقطع أعناقهم أمام شاشات التلفزيون في استعراض همجي لوحشية وبربرية الإسلام السياسي وجماعاته السوداء.
وليس التلويح بفرض قوانين الطوارئ وإعادة العمل بعقوبة الإعدام، من أجل الرد على معضلة الأمن وغيابه في العراق الآن، ولن تهدف أبداً الى ذلك، بل تشكل أولى مساعي الحكومة "العراقية!" للتلويح بعصا القمع وفرض السياسات الاستبدادية ومصادرة الحريات السياسية والحقوق الفردية والمدنية بحجة القضاء على الإرهاب وتوطيد الأمن والاستقرار، وللعراقيين تجربة مريرة مع هذه السياسات والممارسات التي مارستها مختلف الحكومات العراقية المتعاقبة منذ تشكل الدولة العراقية في عشرينيات القرن الماضي. فقد كانت قوانين الطوارئ هي أول إجراء تتخذه أية حكومة عراقية في مواجهة أي تحرك جماهيري لتغيير الحكومة ومجيء حكومة تمثل حتى ولو الحد الأدنى من مطالب وتطلعات جماهير العراق.
إن "السيد الرئيس!!!" سيستخدم العصا، من غير شك، في مواجهة العامل المطالب بزيادة أجره وخفض ساعات عمله، في مواجهة المرأة التي تطالب بالمساواة مع الرجل، في مواجهة العاطل عن العمل المطالب بتوفير عمل مناسب أو ضمان بطالة، في مواجهة الشيوعي والتحرري والتقدمي المطالب بالمساواة والعدالة والحرية للجميع والساعي لبناء عالم خال من الظلم والاضطهاد. "السيد الرئيس!!" سيستخدم عصاه في مواجهة الجماهير الغفيرة المطالبة بإعادة حرية الاختيار لها وإعادة حقها في انتخاب بديلها وحكومتها وقادتها، أما الإرهابيون فسيظلون معززون مكرمون لأنه يمنحهم حقائب وزارية ومناصب حكومية تجعلهم أكثر قوة من ذي قبل.
حل مشكلة الأمن في العراق وإعادة الاستقرار يبدأ برفض هذه الحكومة بوصفها بديلاً رجعياً مفروضاً بشكل فوقي بمعزل عن إرادة ورغبة جماهير العراق وبطريقة تم فيها تغييب أي دور للجماهير في اختيارها، وتشكيل حكومة مؤقتة من ممثلي الجماهير تؤمن حياة وأمن وحرية الجماهير وتوفر المناخ والظروف المناسبة التي تتمكن في ظلها جماهير العراق من القرار الحر والواعي على نظام وحكومة العراق المستقبلية وتعمل على إخراج القوات أمريكية بوصفها العامل الرئيسي لانعدام الأمن الحالي، وتصون الحكومة المؤقتة بمساعدة قوة دولية غير أمريكا وحلفائها في الحرب الأمن والاستقرار من خلال جملة من الإجراءات تتمثل في: منع كل شكل من أشكال النشاط الإرهابي، منع الهجوم على الحقوق المدنية للجماهير وانتهاكها، صيانة حقوق وحياة المواطنين تحت أية ظروف كانت وليس من حق أي طرف وفي أية ظروف الالتفاف على هذا المبدأ ونقضه، إخلاء المدن من الأسلحة وإبعاد وإخراج كل القوى والمقرات المسلحة الى خارج المدن وبعيداً عن أماكن عمل ومعيشة المواطنين، منع كل الممارسات التي من شأنها خلق وتصعيد الأحقاد القومية والدينية والعشائرية وتشكل أساساً للصراع القومي والديني والعشائري، إلزام كافة القوى والأحزاب السياسية بالأصول والمعايير السياسية في حل ومعالجة المشاكل السياسية فيما بينها وترسيخ الحريات السياسية وحريات التعبير والتظاهر والاحتجاج غير المقيدة وغير المشروطة.



#يوسف_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاكمة جلاد الجماهير، صدام حسين، محاكمة للعروبة وللفاشية الب ...
- رونالد ريغان..كاوبوي السينما، كاوبوي في السياسة
- أية هوية يبلور ملامحها عمال وكادحو كركوك؟!
- ويسمون الهمجية تحريراً؟! حول أسلمة قوانين الأحوال الشخصية في ...
- فُرقاءُ الأمس.. هل قربتهم المخاطر والأزمات؟ حول خطوات التقار ...


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - يوسف محمد - -العصا والجزرة- لن تحل قضية الأمن في العراق