أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - يوسف محمد - فُرقاءُ الأمس.. هل قربتهم المخاطر والأزمات؟ حول خطوات التقارب بين العراق وايران














المزيد.....

فُرقاءُ الأمس.. هل قربتهم المخاطر والأزمات؟ حول خطوات التقارب بين العراق وايران


يوسف محمد

الحوار المتمدن-العدد: 211 - 2002 / 8 / 6 - 14:47
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    




تبدو الصورة وقد تغيرت ملامحها، قليلاً، في العلاقة بين النظامين البعثي في العراق ونظام الجمهورية الاسلامية في ايران. فالملفات الشائكة تتجه، مثلما يبدو، نحو الغلق أو، على الاقل، تتجه نحو حل بعض عقدها المتشابكة التي كان لعامل الزمن دور في بهتان الوانها، عدا العوامل الأخرى التي تختلف ادوارها باختلاف المراحل التي قطعتها المنافسة بين هذين النظامين-الندّين. وقد وصلت مساعي التقارب درجة أن قام وزير خارجية البعث ناجي صبري الحديثي بزيارة استغرقت أربعة ايام الى طهران. اهمية هذه الزيارة لا تأتي فقط من توقيتها بل وكذلك من اهمية المواضيع التي تم بحثها والتصريحات المتفائلة التي أطلقها كلا الجانبين، حيث وصف الطرفان الزيارة بأنها كانت "مثمرة" وتم بحث مواضيع "جدية" فيها وأتصفت المحادثات ب"الايجابية" على حد تعبير الوزير البعثي.
وليس مستغرباً هذا التقارب بين النظامين البعثي والاسلامي والأنفتاح على بعض لكل متتبع للأوضاع السياسية في المنطقة، خصوصاً بعد أحداث الحادي عشر من ايلول، مساعي الحكومة الامريكية لتوسيع دائرة ما تسميه ب"الحملة ضد الارهاب"لتشمل دول أخرى والتلويح بأن العراق وايران هما من الدول الداعمة للأرهاب، بل ان الأكثر من ذلك هو الرئيس الامريكي أشار في خطابة السنوي المتلفز وذكر صراحةً أن العراق وايران وكوريا هي دول تمتلك اسلحة دمار شامل أو تسعى الى امتلاك تلك الاسلحة مما يهدد المصالح الامريكية، وأكد أن حملته ضد الأرهاب لا يمكنها اغفال تلك الدول الثلاث.
وحين نقول ليس مستغرباً، فان أي متتبع لأوضاع هذين البلدين والنظامين الحاكمين فيهما لا بدّ أن يرى أن خلف هذا التقارب والأنفتاح الذي تشير الكثير من الدلائل الى أنه بصدد الاتجاه نحو توقيع معاهدة سلام بعد مرور أربعة عشر عام على نهاية حرب السنوات الثمان الطاحنة، لا بدّ وأنه يرى جملة من المعضلات الشائكة والأوضاع الخطيرة التي تدفعهما للأقتراب أكثر من بعض، والأبرز بين هذه المعضلات والتحديات هي أن العراق وايران الآن في مرمى الهدف الامريكي، خصوصاً وأن الخطاب الأخير لبوش الابن، كان صريحاً لدرجة لا تقبل اللبس في تحديد اولوياته في حربه الجديدة.
واذا كان نظام الجلاد صادم حسين هو في حكم الاستهداف من قبل الحكومة الامريكية وأن المسألة مسألة وقت وتمهيد الأرضية وتوفير السبل الأنجع لا غير، كما تبين المؤشرات كافة، فان نظام الجمهورية الأسلامية الايرانية شكل ايضاً وطوال زمن عقبة امام دفع الستراتيجية الامريكية في منطقة الخليج الى الأمام. ولذلك شكل تقليم اظافر هذا النظام وأحتوائه جزءاً من التصور والرؤية الامريكية لملامح الأوضاع في المنطقة. ورغم أن التغيير في النظام البعثي هو الأولوية بالنسبة لأمريكا في ظل الأوضاع الحالية، الا أن النظام الاسلامي ليس بمنأى عن المطرقة الامريكية، هذا اذا أخذنا في نظر الأعتبار أن السياسة الأمريكة في الخليج كانت تتمحور بالدرجة الأساس على الأحتواء المزدوج لكلا النظامين.
واذن فان التهديدات الأمريكية والتلويح بالعصا الغليظة هي ما يدفع بالدرجة الأولى هذين النظامين لحل خلافاتهما أو على الأقل تعليقها لحين انقشاع الغيوم الداكنة التي تلبد سماء مستقبلهما. يضاف الى ذلك الأزمات الداخلية والأوضاع المضطربة التي يعانيها كلا النظامين على مختلف الصعد الأجتماعية والأقتصادية والسياسية والتداعي الذي بات يهدد وجودهما ويضع مصيرهما على "كف عفريت!" كما يقول المثل المصري، ومحاولة الخروج من هذه المآزق بمختلف السبل والوسائل بدءاً بالمناورات والمراوغة وصولاً الى استخدام سلاح النار والحديد والقمع الذي لن يدخرا وسعاً في استخدامه ازاء الحركات الأحتجاجية الجماهيرية المناهضة لكلا النظامين في كلا البلدين.
غير أن وصول التقارب والأنفتاح على الآخر بين الطرفين لدرجة توقيع معاهدة سلام على غرار معاهدة الجزائر التي وقعها صدام حسين ايام كان نائباً آنذاك والشاه الأيراني، والتي ستحل معها ملف المعارضة التي يدعمها كل بلد ضد الآخر (الجماعات الأسلامية التي تدعمها ايران ومجاهدي خلق التي يدعمها العراق، بشكل خاص)، ليس امراً حاسماً في هذا الموضوع. ورغم كل ذلك فان التقارب البعثي-الاسلامي لن يدوم طويلاً، فهو مرهون بأوضاع معينة وسيفقد ضرورته بزوالها. وليس غائباً عن الذهن أن هذين النظامين هما عاملي اضطراب وفوضى نتيجة النزاع المستمر بينهما والتنافس القائم باستمرار لصياغة توازنات القوى واعادة بلورة الخارطة والمعادلات السياسية في الخليج. واذا سعيا للاتصاف بملامح عامل توازن واستقرار، فان ذلك أمر عرضي ولن يكون خصيصة ثابتة في ظل العداء المستديم بينهما كنظامين غلف الصراعات والحرب والمنافسة تاريخ علاقتهما، اما من الجهة الأخرى فان كلا النظامين هما في حكم المنهارين، وعاصفة التغيير القادمة ستطالهما لا محالة وستقتلع جذورهما الى الأبد. ولن يكتب التاريخ عن هذا التقارب والانفتاح سوى أنه كان محاولة لتشبث الغريق بالقشة التي غاصت معه الى أعماق مستنقع التاريخ.



#يوسف_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟
- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - يوسف محمد - فُرقاءُ الأمس.. هل قربتهم المخاطر والأزمات؟ حول خطوات التقارب بين العراق وايران