أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الفيتوري بن يونس - حديث سياسي بعيد عن السياسة














المزيد.....

حديث سياسي بعيد عن السياسة


الفيتوري بن يونس

الحوار المتمدن-العدد: 2943 - 2010 / 3 / 13 - 19:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


رحل عنا إلى جوار ربه ومن مدينة نبيه صلى الله عليه وسلم منذ أيام قليلة الإمام الأكبر محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الشريف بعد عمر قضاه في خدمة الإسلام و إثراء علومه وفقا لفهمه وفي الحدود التي سمحت له بها ظروف منصبه السياسي .
وربما يكون الشيخ الراحل احد أكثر شيوخ الأزهر الشريف إن لم يكن أكثرهم على الإطلاق إثارة للجدل على خلفية فتاويه في كثير من الأمور وموقفه من كثير من القضايا ، بل لا يعد من قبيل المبالغة القول بأنه الشيخ الذي لم يرض عنه احد ، فقد هاجمه العلمانيين و الإسلاميين المعتدلين منهم والمتطرفين ونفس الموقف وقفه منه دعاة التطبيع ودعاة الرفض والمذبذبين سواء على مستوى العالم الإسلامي – أن صحت التسمية – أو حتى داخل النظام المصري الرسمي ذاته الذي يمثل الراحل احد رجالاته.
وهو أمر إن دل على شيء فإنما يدل على أن للرجل رؤيته الخاصة للأمور التي يحاول تطبيقها بقدر ما يسمح له بها منصبه السياسي شئنا أم أبينا لأنه مهما قيل عن استقلالية الأزهر إلا أن هذه الاستقلالية لا تعني استقلاله التام عن الدولة المصرية التي تعينه في هذا المنصب.
فمشيخة الأزهر منصب ديني ذا بعد سياسي ، يعينه رأس الدولة المصرية وبالتالي يكون لزاما على شاغله أن يعبر عن الموقف الرسمي لمصر من القضايا المتعلقة بهذا المنصب ، و لا علاقة لذلك بالديمقراطية على الإطلاق فالمسئول في الحكومة أي حكومة بدء بأرقى الديمقراطيات وانتهاء بأعتى الديكتاتوريات يعبر عن وجهة نظر حكومته وان خالف هذه القاعدة فليس أمامه إلا الإقالة أو الاستقالة .
ومن هنا تكون مطالبة شيخ الأزهر باتخاذ موقف معارض للسياسة العامة لمصر مثل مطالبة وزير خارجيتها بذلك .
قد يقول قائل أن الأزهر مؤسسة دينية ذات بعد يتجاوز الحدود الإقليمية لمصر وبالتالي يجب أن يعبر عن موقف العالم الإسلامي بأسره ورغم وجاهة هذا القول الظاهرية إلا انه حقيقة يمثل مغالطة كبرى من منطلق أن ميزانية الأزهر ربما بكاملها من خزينة الدولة المصرية وان من يجلس هذا الشيخ في كرسيه هو قرار رئاسي صادر عن رئيس مصر هذا من ناحية ومن ناحية ثانية فإن اجتهادات الشيخ الراحل لم تكن تمثل خروجا عن إجماع إسلامي على القضايا التي تناولتها هذه الاجتهادات ، ولم تكن مواقفه من بعض القضايا السياسية تعبر عن موقف لم تتبناه أي من الدول العربية أو الإسلامية .
ويبقى رأي قد يعبر عن وجهة نظر جل ذوي الاتجاهات الإسلامية وهو وجوب خضوع السياسة للشريعة ، وهذا الرأي فضلا على انه يمثل وجهة نظر جل وليس كل فإنه يبقى موقف نظري صرف إذ أثبتت الوقائع منذ يوم السقيفة أن الدين مجرد خادم للسياسة ومبرر لمواقفها وتوجهاتها وما تراثنا الإسلامي الحاضر من فقه و عقائد وسير إلا نتاج لدوره الخادم هذا .
وختاما لم يبق إلا أن نقول رحم الله شيخ الأزهر وجزاه خير الجزاء على كل ما قام به رغم أن خلافنا معه أكثر من اتفاقنا معه ، هذا الخلاف الذي مهما بلغت حدته ينبغي أن يظل مجرد خلاف رؤى لا يعطينا الحق في ظلم الرجل ، كما أن اتفاقنا معه في بعض مواقفه أيضا لا يعطينا الحق في السكوت عن نقد مواقفه الأخرى التي نرى وقد نكون على خطأ أنها خاطئة .



#الفيتوري_بن_يونس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نصر حامد ابوزيد : لا لإطفاء الشموع
- مصر – الجزائر المباراة التي أزالت الأقنعة
- استقلالية القضاء في الوطن العربي بين النظرية والواقع
- السنة والشيعة - الإصلاح الممكن
- الاصلاح المستحيل


المزيد.....




- إسرائيل قاتلة الأطفال تحاول بث نار الفتنة الطائفية
- سلي أطفالك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل ...
- ماذا يعني اعتراف روسيا بإمارة أفغانستان الإسلامية؟
- “بدون تشويش أو انقطاع” استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة 2025 ...
- بابا الفاتيكان يدعو لوقف ’وحشية الحرب’ في قطاع غزة
- الرئيس الروسي يلتقي في موسكو كبيرَ مستشاري قائد الثورة الإسل ...
- هآرتس: تصدع في دعم الإنجيليين الأميركيين لإسرائيل بسبب استهد ...
- بابا الفاتيكان يدعو لإنهاء -وحشية الحرب- ووقف العقاب الجماعي ...
- بابا الفاتيكان يدعو لإنهاء -وحشية الحرب- ووقف العقاب الجماعي ...
- تفاصيل خطيرة.. مصر تحبط مخطط -حسم- الإخوانية لإحياء الإرهاب ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الفيتوري بن يونس - حديث سياسي بعيد عن السياسة