أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح -8 مارس 2010 - المساواة الدستورية و القانونية الكاملة للمرأة مع الرجل - حامد الحمداني - إلى النضال يداً بيد من أحل ان تستعيد المرأة العراقية حريتها















المزيد.....

إلى النضال يداً بيد من أحل ان تستعيد المرأة العراقية حريتها


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 2938 - 2010 / 3 / 8 - 11:08
المحور: ملف مفتوح -8 مارس 2010 - المساواة الدستورية و القانونية الكاملة للمرأة مع الرجل
    


بمناسبة عيد المرأة العالمي في الثامن من آذار8/3/2010

عندما نجري تقييماً دقيقاً لأوضاع المرأة العراقية في الخمسينات والستينات من القرن الماضي وأوضاعها اليوم نجد أن أوضاعها قد انتكست وتراجعت إلى الوراء منذ وقوع انقلاب الثامن من شباط 1963 ، وأخذت بالتدهور يوماً بعد يوم بعد أن اغتصب صدام حسين السلطة من سيده البكر، وزج العراق في حرب دموية مفجعة مع إيران بالنيابة عن الولايات المتحدة ، تلك الحرب التي دامت ثمان سنوات عجاف من أسوأ نتائجها تدمير البنية الاجتماعية، حيث لم تترك تلك الحرب عائلة عراقية دون أن تقدم ضحية في تلك الحرب المجرمة، فقد تجاوز عدد ضحاياها نصف مليون شهيد ، بالإضافة إلى مليون معوق، ومئات الألوف من الأرامل والأيتام بالإضافة إلى الخراب الاقتصادي، وإغراق العراق بالديون .
ولم يكد الشعب العراقي يجر أنفاسه حتى زج صدام البلاد في حرب جديدة أقسى وأشد قادتها الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين والعديد من الدول العربية عندما أقدم الدكتاتور على غزو الكويت، وزادت أوضاع الشعب سوءاً بعد أن فرضت الولايات المتحدة الحصار الإجرامي على العراق، ذلك الحصار الذي أدى إلى تلك الكارثة الاجتماعية المعروفة، والتي دفعت خلالها المرأة العراقية الثمن الأكبر، وخاصة بعد ما دعي زوراً وبهتاناً بالحملة الإيمانية!! التي عادت بالمرأة العراقية القهقرة وانكفأت في بيتها بعد أن أصبحت اجورها لا تساوي شيئا، وبذلك فقدت تحررها الاقتصادي الذي يعتبر العامل الحاسم في تحررها الاجتماعي.
وجاءت كارثة الغزو الأمريكي للعراق وتولي أحزاب الإسلام السياسي الشيعية والسنية ، وسيطرة ميليشياتها المسلحة على الشارع العراقي، وفرضها الحجاب على المرأة وتعرض ألوف النساء للقتل على أيدي تلك العصابات المجرمة حتى عادت أوضاع المرأة إلى ما قبل الثلاثينات من القرن الماضي، وفقدت كل ما اكتسبت من حقوق وحريات أبان نضالها الشاق لعقود عديدة بدعم وإسناد من العناصر المثقفة من الوطنيين الديمقراطيين والشيوعيين الذين كان لهم دور فعّال في تطور أوضاع المرأة وتحررها.
ومهما قيل ويقال عن أن المرأة العراقية قد حصلت على تقدم في أوضاعها الاجتماعية ودخولها البرلمان فإن الحقيقة التي لا تخفى على أحد فقد كان وجودها في البرلمان مجرد إشغال مقعد بموجب القانون الذي شرعه الحاكم الأمريكي بريمر مما أتى بعناصر مبرقعة إلى البرلمان بترشيح من أحزب الإسلام السياسي لا دور فاعل لها إلا ما ندر.
فأحزاب الإسلام السياسي لا تؤمن أبدا بحقوق المرأة ومساواتها بالرجل
بل ينظرون إليها من منطلق ذكوري متخلف على أنها قاصرة عقل ودين!!، وأنها دون مستوى الرجل، وأنها خلقت للبيت، وإنجاب الأطفال وتربيتهم، والقيام بشؤون العائلة كافة، وتأمين طلبات الرجل، وهم بلا شك المختلفون بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وهم عدوانيون لا يقيمون وزناً للعلاقات الإنسانية، وهم أنانيون لا يحبون إلا أنفسهم ولذاتهم، وهم لا يفهمون من الثقافة غير قشورها، وهم في واقع الحال أقل وزناً من المرأة في مختلف مجالات الحياة، وهم الأقل تحملاً وصبراً، والأكثر تهوراً ورعونة، في تعاملهم مع زوجاتهم، ومع بناتهم، أنهم يعيشون في القرن الحادي والعشرين، لكنهم يحملون ثقافة القرون الغابرة في نظرتهم وتعاملهم مع المرأة، وكأنها سلعة من سلع البيت دفع ثمنها مهراً بموجب الشريعة الإسلامية!!.
المرأة أيها السادة أكبر وأعظم وأقدس مما تتصورن، أنها خالقة الإنسانية، أنها هي التي ربتكم وعلمتكم وثقفتكم وحرصت عليكم أكثر من حرصها على بؤبؤ عينها، وضحت من أجلكم بسعادتها كي تسعدوا، وبصحتها كي تصحو، وبراحتها كي تنعموا بالحياة، ومع كل ذلك فهي تمارس العمل بكل جد في مختلف المجالات التي قد يعجز الكثير من الرجال القيام بها، العالمة الفيزيائية والكيميائية والمهندسة والطبية والقاضية والمحامية والصيدلانية والمعلمة مربية الأجيال، والعاملة في مختلف المعامل الإنتاجية، بل لقد تجاوزت أرقى سلم الثقافة والعلم، وتولت أعلى مناصب الدولة ليس فقط في البلدان المتقدمة، بل حتى في العديد من دول العالم الثالث الإسلامية كالهند وباكستان وأندونيسا وبنكلادش، دعك عن ألمانيا وبريطانيا والأرجنتين وتايلاند والعديد من الدول الأخرى، واغلب الذين يديرون دوائر الدول الأوربية هم من النساء، فأي ادعاء هذا الذي يدعونه أصحاب المجتمع ألذكوري الذين خولوا أنفسهم قوامون على النساء، وقد اتخذوا من الدين الذي جاء قبل 15 عشر قرناً وسيلة وحجة كي يستعبدوا النساء، ويفرضوا عليهن طاعتهم عنوة، ويمارسون العنف معهن بدعوة أن الدين قد أباح ضرب المرأة، وهم يفرضون عليها اليوم سجناً رهيباً من خلال هذا الذي يسمونه الحجاب، وكأنما قطعة القماش هذه هي التي ستصون المرأة من الزلل، حين يقترف الرجل نفسه الكثير من الزلات التي يمارسها كل يوم بحرية، ودون حساب.
أن الحجاب الذي يحمي الإنسان من الزلل هو في عقله وتفكيره وسلوكه وتصرفه، أنها الأخلاق والقيم الإنسانية النبيلة، أنها العدالة الاجتماعية بين بني البشر مهما اخلتفت أجناسهم وقومياتهم وأديانهم ومذاهبهم .
ومهما فعل الرجل، ومهما قدم وأنجز فهو عاجز أن يقارن نفسه بالمرأة التي تعمل وتعطي أضعاف ما يعطيه الرجل دون منة أو كلل، وبكل رحابة صدر، حيث تحس بمسؤولية كبيرة تجاه أبنائها وبيتها وزوجها من جهة، وتجاه بني شعبها ووطنها والإنسانية جمعاء من جهة أخرى .
أن القوى التقدمية والعلمانية وسائر العناصر المثقفة مدعوة اليوم لخوض النضال يداً بيد مع المرأة العراقية والأخذ بيدها للوقوف أمام الهجمة الرجعية الشرسة التي تقودها قوى الإسلام السياسي باسم الدين والشريعة تستهدف إبقاء المرأة في القمقم الذي صنعوه لها مجرد خادمة له وتلبي حاجاته مسلوبة الحقوق والحريات التي كفلها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان .
إن استعادت المرأة لحقوقها وحرياتها، ومساواتها بالرجل أمر حاسم في تطور وتقدم المجتمع العراقي، ولا يمكن لأي مجتمع ان يتقدم ويتطور إذا كان نصفه في المطب.
لنجعل من يوم الثامن من آذار عيد المرأة العالمي، يوماً للتضامن والنضال من أجل تحقيق ما تصبو إليها المرأة فهي جديرة بأن تأخذ دورها في المجتمع عنصراً فعالا لا تقل عن قدرات الرجل بل تتجاوزه في مجالات كثيرة.
المجد للثامن من آذار عيد المرأة العالمي، وبوركت المرأة العراقية في عيدها العتيد.



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قائمة اتحاد الشعب 363 خير من يمثل طموحات الشعب العراقي في ال ...
- التصدي لمذبحة المسيحيين في الموصل مسؤولية وطنية ودولية وإنسا ...
- سنوات الجحيم/ اربعون عاماً من حكم البعث الفاشي في العراق / ا ...
- سنوات الجحيم / اربعون عاماً من حكم البعث الفاشي في العراق/ ا ...
- سنوات الجحيم / أربعون عاماً من حكم البعث الفاشي في العراق / ...
- سنوات الجحيم / اربعون عاماً من حكم البعث الفاشي في العراق / ...
- الشعب العراقي أمام خيارين دكتاتورية دينية طائفية أم ديمقراطي ...
- من المسؤول عن عودة البعثيين إلى الواجهة من جديد؟
- شهادة للتاريخ * الحلقة الثانية والأخيرة
- شهادة للتاريخ
- أيها الأمريكيون : انه من صنع أيديكم!
- دولة بسبعة رؤوس مصيرها الخراب
- ينبغي وضع حد لمحنة الأخوة المسيحيين في العراق ، وإنزال القاب ...
- أما لهذا الليل الكالح من آخر؟
- الحوار المتمدن منار يضئ الطريق نحو عالم أفضل
- الأهداف الحقيقية وراء دعوة البارزاني لتأليف جيش كردي!
- ثوؤة 14 تموز في نهوضها وانتكاستها واغتيالها / الحلقة 21 [ ال ...
- ثوؤة 14 تموز في نهوضها وانتكاستها واغتيالها / الحلقة 20
- هل يتهدد العراق الصراع المسلح من جديد؟
- ورة 14 تموز في نهوضها وانتكاستها واغتيالها/ الحلقة 19


المزيد.....




- اكتشف العجائب السرية المخفية تحت الأرض في تركيا
- -حرب صامتة- بين إيران وإسرائيل.. 800 هجوم و-القبة- تعمل بنشا ...
- شاهد: رفح على حافة كارثة صحية.. ظروف إنسانية مزرية وانتشار ل ...
- بمعدل سنوي.. التضخم في تركيا يرتفع إلى 69.8 بالمئة
- عائلة مثليّ بريطاني تتهم السلطات القطرية باستدراجه عبر تطبيق ...
- تسلحت بأحمر شفاه مسموم.. قصة أميرة مسلمة مسالمة برعت في العم ...
- جندي أوكراني يتمرد ويحتجز اثنين من زملائه وأطباء رهائن في خي ...
- فرنسا.. وقفة تضامنية مع فلسطين أمام جامعة السوربون
- الإمارات.. المركز الوطني للأرصاد يوضح حالة الطقس في البلاد
- -فاينانشال تايمز-: مجموعة الـ 7 توقفت عن مناقشة مصادرة الأصو ...


المزيد.....

- نظرة الى قضية المرأة / عبد القادر الدردوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح -8 مارس 2010 - المساواة الدستورية و القانونية الكاملة للمرأة مع الرجل - حامد الحمداني - إلى النضال يداً بيد من أحل ان تستعيد المرأة العراقية حريتها