أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فائز الحداد - في سماوات علامك _ الجزء الثاني















المزيد.....

في سماوات علامك _ الجزء الثاني


فائز الحداد

الحوار المتمدن-العدد: 2930 - 2010 / 2 / 28 - 00:07
المحور: الادب والفن
    


في سماوات علامك

ملحمة الشاعر العراقي الظاهرة..شاكر السماوي
( الجزء الثاني ) ..
فائز الحداد


لاستمرار تدفق نزيف الشعر يضع السماوي فاصلة تعبيرية التي أسماها ( شطيرة) من شعر صيني مترجم كتضمين لشحن النص بقدرات اضافية ، هي فيما أرى عبارة عن استحضار شعري لما سيتم البوح به ، خصوصا وإنه سيلّبس نصه حلة وزنية اخرى وموسيقا جديدة..

حلمت مرة بأنني فراشة ، واستيقظت، ولا أدري :
هل كنت أنسانا حلم بأنه فراشةٌ ، أم أنني الآن
فراشةٌ تحلم بأنها أنسان ..... "
حاير ،
مالكى الكوزه رُبابه ؟
إنسان طاف ابذكرياته
شبجة انجوم ابضبابة .
إنسان شاف الكاع دمعة
من بجاها ...
خضَّرت جيله اعلى بابه .
إنسان عاف الحب حمامه
من حداها ...
اتنسّرت تنهش سرابه .
إنسان بيه الطين ينده :
اولا ربابه اللي يدكني ،
اوتدفن اسنيني ابعتابه ،
او لا ربابة ؟!
_ )اولا ربابة ،
البيك تنشدني وتحطني
ابطبكة اجناحك نسايم
تبحرك فرحه ابعذابه ...
اولا ربابه ؟ (
نرى كيف يديم السماوي نصه بكثير من الدلالات الجناسية وكيف يخلق لكل منها طباق تعبيري لفظي يكتز الكثير من الشعرية الغنية بالصور والإيحاءات المتشظية الى أكثر من معنى ، وتكاد كل جمله أن تصبح نصا أو بعض نص ، فيما تحمل من نادر البوح لغة وبناء وجمالا ..
وآنه اهواي _ غير الشوك _
الك عندي يبعد الماي
الك ، وهواي ، الك وياي
غير الراح غير الجاي
الك نعاوي الماي
الك عندي ضمير الناي
الك عندي اشملح بالطين ...
بس امنين ،
كلي امنين اجيب اسنين ؟
) وانتَ ؟(
انتَ ذاك انت التكلّي :
_إنسى وآنسى
شآنسى وآنسى حتى أنسى اشما تريد انسى ابظنونك ؟
أن خطاب السرد الشعري هو جزء مهم من أجزاء مداميك بناء هذا النص الكبيروأن عملية التكرار المترادف كلازمات أو كجناسات تتوزع بصيغ الفاظية مختلفة منها النصي والمولد ومنها المقلوب والمعارض ، هذه التشاكلية تمنح الشاعر مساحة واسعة للبث والنسج والصياغة والبناء باستهداف ما يتقصاها من جماليات واسعة .. ونلاحظ كيف أنه يتصرف في المفردة بين ( أنسى هجرك _ انسى هجري ) التي وضعها في المقطع الأتي وبذات القسم الجناسي المختلف ( لا وحكك _ لا وحكي ) وبهذه العملية التبادلية بين أناه وأنا الآخر المخاطب ....
( أنسى هجري ؟ ) ...
لا وحكي ...
اشما نساني الباب والسجة وضواكُم ،
دكة دكة ، ذاكَ كلبي الما تعناكم ...
اجاكم .
لجماليات العمارة في هندسة قصيدة ( علامك ) هندسة خاصة من الناحيتين اللغوية .. حيث (اللغة الوسطى ) مابين المدينة والريف ، والشعرية .. بخلق المعنى واستهداف الجمال ، تضع القارىء امام بانروما تفصيله تؤكد شعرية اللوحة المرسومة بتشاكل شعري فريد من نوعه ، ولعمري آحيانا اقف مذهولا ازاء عمق نسيج المعنى المركب في جمل هذه القصيدة وغيرها كذلك ، لذلك اقول .. الذي يقرأ شاكر السماوي سوف لا يفارقه نهائيا وسيحمل قصائده كقاموس حياة شعري ، وعودة الى علامك واستكمالا لبوحها الشعري نجد الترابط الجدلي بين انساق القصيدة في مفاصل اشتغالها وعبر تنقلاتها
المعنوية ، كذلك بين نظم الأوزان المختلفة التي منحت القصيدة غنائية استثنائية ..
دكة دكة ، ذاكَ كلبي الما تعناكم ...
اجاكم .
يرشف الذكرى اوعتابه الروحه جه مره ،
مره بيها ...
/ _يمكن كر نسيتك!)
من كطعني اللي عزفني ،
او طشّر احروفي اعلىَ بابه .
ذيجه بيها ...
لا تضيّف طيفك ابحومة خيالي .
اولا هجست الناس بجروح الليالي .
اولا تحوميت ابقضية .
اولا تصبّرت اعلى نيه...
ذيجه بيها ...
وحدي جيت انه اعلى بالي.
لماذا كل هذه الإستعادات في المفردات المتداولة وأهمها ( ربابة _ القضية ) أو (القضية _ الربابة ) وعازفها شاكر السماوي .. ؟ أما هو جرح صاحب ( احجاية جرح ) تكفلها هذه الجملة الكبيرة ( وحدي جيت انه اعلى بالي ) ، ليكمل بعدها عما سيلخصه في خضم تداعياته التي رتلتها في حروف روحه ( غنوه وشموع تو علامه ) ..
اوخضرت روحي اعلى روحي
ابكل حرف مية ربابه ،
الرتلتني ابطبكة اجروح النشامى ...
غنوه
وشموع
او علامه .
أن صيغة البوح في المفصل الآتي تؤكد ملابسات انفعالات السماوي التي كان يدور حولها في نسج بعض حياته شعرا عبر ( علامك ) .. فأذا كان الخطاب مأخوذا على محمل التقنية الشعرية البارعة في صياغة أحداث هذه القصيدة ، فأنه يؤكد اعترافه البيني بمباشرة شعرية في غاية الجمال والصنعة في نفس الوفت مجسدة مديات الإنكسار الذي يتربع في خلجاته التواقة الى تحقيق حلمه في التحليق والتحقيق في آن ..
(_و جلماتي ؟ )
_ جلماتي روجات الشط ،
ساعه تمر مر الكطه اليتناغم ابضحك البط .
او ساعه تفوج اعلى السمه جنحان طاير ما حط .
لنلاحظ الدقة المتناهيه في تراكيب الجمل التي فجرتها مفردة ( جلماتي ) وما لها من تشظيات ، بحيث صيرها كهالة ترتقي بالماء الى سموات الملكوت وبجناح سندباي لم يحط على جرف حلمه الغيبي المكرس والمكرس الغائب ، هو اعتراف ما بعده اعتراف ، وماذا بعد ياسندباد بغداد .. ولماذا هذا التغيير الذي ستدفع به القصيدة الى لبوس حلّة وزن شعري آخر.. ؟ وماذا لديك مما سيرسخ طوفانك الهادر على صدر الأزل ، أزلك المحموم بالشعر ؟! .

على ابساط النِّدى جدمي ، رسمني سجه حلمانه ،
تمحيّني ابطيوف الشوك والذكرى اومواعيدك ،
اوياما ضويات المناير والهوى الفضي اوسمانه شُربن
احروف اليودّن ، وحنه بالتسبيح نغفه .. والضوه العذري
وشانه للجفن ، للطير ، للسعفه وسمانه البيها ودعّنه ،السوالف و والوداع ، اوكل عطش فاض اعلى صبري ... وانت فجري ،
وآنه ليل ارهن انجومي ابطبكة اخيالك واذوبن شبه
رعشه التذوّب العود بالحانه ....

أجد في هذا التكوين الشعري ، ما يؤكد ذات الرؤية في تجسيد الأنا الشاعرة وكم لها من آسرات الحلم ، وفي توزعها التسلسلي الحقيقي والمتدارك ، واعتقد بأن بنية المقطع في هذا الخطاب له مردودات الأفعال الإنعكاسية ذاتيا وموضوعيا ، وإلا لماذا كل هذا العمق الذي يجعله مشبوبا بكل هذا الانفعال المشتعل وببناء شعري قابل لألف تأويل وتأويل .. ؟ ، ولا نريد اعادة ما أكدناه من أن خطورة النص عند شاكر السماوي تكمن ربما في كلمة أو في لازمة ولنقف على مفردة ( جدمي ) .. ماذا فعلت في هذا المقطع وبنا ، وما كان لها من نتائج ( للجفن ، للطير ، للسعفه وسمانه ) .. ولا ينسى
اشتراطات تلك الأفعال في ( رعشه .. التذوّب العود بالحانه ) التي جاءت استكمالا لراهنية النجوم العائدة اليه لا لغيره ، واليك عنه في التفاصيل القادمه التي تقبض على أنفاسه في جحيم هواجسه الجاجمة ..
البيها شوكي ذكّراني انسى ....
ونسيت .
اولا اجيت انته امن اجيت
ولاني باللهفه اعتنيت
لاجن ....
لاجن الشوك النساكم
جابني اجناحه الضواكم ....
عمر يكبر بالممات
ندم يزحف بالصلاة
كلب يسهرني رفيفه
الدّك على اضلوعي عتابه :
وعند ( ربابة ) السماوي وشجون عتابته التي مزقتني وظلت تمزقني على عتبات ( علامك ) لأكثر من (38 ) عاما .. أعلن أن قادح الأذى في هذه الملحمة يعلنه السماوي من اعلى منارة عباسية وفي بغداد الذبيحة على مر التاريخ ب........... هكذا ....
_ يل عفتني ، كعبه مهجور الصلاة ،
شلي ابعشك ...
لاغيره بيه
لامستحى
لازعلات ؟!
لا أدري اذا ما كان النص يفصح اقل مما يبطن صحيحا كما يقال ، ولكن على غرار هذا البناء ومقدار هذه الشعرية في المعاني والجمال ، وما اراد أن يقوله السماوي ، فأن ( علامك ) ترقى الى مستوى الملاحم أو ما يشابه ذلك وعلى مسؤوليتي ، واعترف أن هذه القصيدة تفصح وتبطن في الكثير والكثير ، ومهما كتبت عنها فانها تتطلب الأكثر مما يتصوره القارىء وببعد مسافة ضوئية طويلة في مضمار الشعر الشائك لكنني توخيت الأختصار في هذه القراءة رغم إنها جاءت بنوع من الأسهاب ..
شكرا لأستاذي السماوي وأطال الله عمره شاعرا كبيرا وإنسانا رائعا والذي تعلمنا منه الكثير الكثير .

* هذه الشطرة الشعرية من قصيده لشاعر صيني عاش قبل الميلاد
بحوالي ألفين وخمسائة عاما



#فائز_الحداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في سماوات علامك
- أنت .. ثم أبتكر الله الكروم
- أرتابُ من وحشة الخطى
- نص شعري
- قصيدة
- تنهدات.. تستعجلُ القبل


المزيد.....




- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...
- عبر -المنتدى-.. جمال سليمان مشتاق للدراما السورية ويكشف عمّا ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- يتصدر السينما السعودية.. موعد عرض فيلم شباب البومب 2024 وتصر ...
- -مفاعل ديمونا تعرض لإصابة-..-معاريف- تقدم رواية جديدة للهجوم ...
- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فائز الحداد - في سماوات علامك _ الجزء الثاني