أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد سوادي العتابي - تأملات في تراتيل انثى الحلقة 13














المزيد.....

تأملات في تراتيل انثى الحلقة 13


محمد سوادي العتابي

الحوار المتمدن-العدد: 2924 - 2010 / 2 / 21 - 12:03
المحور: الادب والفن
    


التيه والجنون في تراتيل انثى / القسم الثاني


انه صوت عذب ينطلق من شاعرتنا ... وبالرغم من كل تلك الماسي تصدح بذلك النداء ، الذي لا ترجع صداه تلك الصحراء

وتشتت أعماقي فيك
( مقطع من القصيدة 1 اختناقات )

تتبعثر ... تتالم ... تريد ان يستشعر قريبها بالرقة عليها ... وماذا تفصح اكثر من هذا وبأي قول اخر يفهم هذا القريب ( ايا يكن وطن – اهل – صديقة ) ، لم تجدك فاطمة ولا اتصور انها ستجدك في تراتيلها ... الم تفهم كل تلك الاشارات ، الم تتعرف ... الم تتالم ... نحن تاملنا فما بك لا تتامل معنا ، وتلوي وجهك وتكشحه عن عواطف توزن ذهبا

شتتني
واحرقتني
اشعلني هواكا
( مقطع من القصيدة 5 هواكا )

ايا وطني ... نداء من جوف الصحراء اليك ... بكل الحب والرقة ، وباجمل معنى ... شاعرتنا لا ترغب سوى في سماع صوتها وان تعطيها تلك الاذن قليلا ...
وكانك تجاهلتها كمن كانوا في تراتيلها ...
وماذا تريد منها ؟؟؟
ايقظها من ذلك الكابوس الجاثم على ذلك المنام القلق المتوتر والمضطرب ، اخبرها بان تلك المعاناة لم تكن الا في ذلك الخيال الحالم وحسب ...
واخبرها ... انك تريدها ان ترجع اليك ... كلمة واحدة منك يا وطني تشفي غليلها وتبرد نيران قسوتك على فؤادها...
وفي صراع هو الاعنف في هذه التراتيل ...وبين تحقيق الامنيات واصطدام تلك بارض الخيال والواقع ، تستفيق شاعرتنا ، واذا الذي كان ( مجرد كابوس ) حلم ( اضغاث احلام ) انها رحلة كانت في اعماق تلك النفس الرقيقة الواثبة ...
كابوس كانت تعيشه ... بكل كيانها اللطيف ، عابرة منتقلة متوسلة خائفة تحضن اماني ولت في تلك الصحراء ..
وتصحو شاعرتنا ...
ومع ذلك الصحو المزمع تقف شاعرتنا في مفترق طريق ... العقل والعاطفة ، عقل يامرها وعاطفة تحثها ، عقل يرى من نفسه سيدا مطاعا وعاطفة ترى ان من حقها ان تستنشق نسيم العصفور الطائر ... عقل توجد لديه قوانين يجب ان تنفذ ويعاقب على تركها ، وعاطفة ترى ان تلك الاحكام فيها جور وظلم بحقها ، عقل يرى ان كل شيء يجب ان يحسب له الف حساب ، وعاطفة لا تبالي باي حساب ، عقل يرى ان الشوق ان باع شاعرتنا بابخس الاثمان فعليها ان تعتق نفسها ... وعاطفة ترى انها تريد ان تكون جارية مطيعة لتيهها ، عقل لديه الزهو والعلياء هو الهدف ، وعاطفة ترى اللين والود هو الغاية ، عقل يريد ان يبدو كل شيء واقعي وعاطفة تريد ان تكون سريالية تعبيرية ، عقل يريد ان تترك الجميع وعاطفة لا تريد ان تترك واحدا ...
وبين كل تلك الاضداد المجتمعة في تراتيل انثى ، هل يمكن ان يتحمل انسان او ان نفكر في ماهية كونه بعدها ... وما اجمل هذه التراتيل التي نعيش معها اروع انواع التعبيرية الصادقة بلا تكلف ...
لم يبق الا الجنون الذي يكاد ان يكون هو القاضي بين العقل والعاطفة ...

اصحو على حافة من جنون
( مقطع من القصيدة 2 يمارسني الصحو )

وهي صحوة معقولة ... فهي الان على حافة جنونية تتصارع مع كيانها ... والهزيمة تلوح على احد الضدين ... وهي الان بين خيارين ... جنون مع استقرار وصحو مع شقاء والم ... خياران لا تبدو ان شاعرتنا انها تريد ان تصل اليهما ... وان كانت تريد ذلك ...
حافة جنون ، وبئر لا يرى له نهاية ... مظلم ، ولا ماء فيه .. مشاهد متلاحقة ومتسارعة جدا وكان تراتيل انثى تعيش هذه الحالة الوعية الممزوجة بلا وعي الماضي الذي ربما رسم بعض تلك المشاهد ...
وبدل ان تنظر شاعرتنا الى ذاتها عادت الى ذلك المنادى من جديد بلغة هي الاخرى جديدة في عرض تلك الشفقة التي تحاول ان تتمسك بها ، استثارة القريب الى بعض ما تعانيه من ضياعها وتيهها

وارسمك شهقات
من جنوني
( مقطع من القصيدة 13 ابجديات )

شهقة جنونية بدمعة الالم ، انها تريد ان تقول : بالرغم من ذلك الجنون الا انك تبقى في ذاكرة حفظتك حتى في لا عقلها ، وحتى عندما يتلاشى الجميع فانت امامي بكل الم وما اكثر الالم الم نقل ان تراتيل انثى طعمها ذلك الالم وتلك الشهقة ...
احداث ومشاهد غريبة في تراتيل انثى ووقفات تعبيرية يبصر بها المتامل ، تراتيل تحتسي ذلك الهم فيسكرها ، وتركب اشواقها فترميها وحنين اعطته كله ولم يرجع منه اليها الا ذلك الحزن المتجذر ...
تراتيل انثى رمز للقوة الظاهرة تحمل بين جنباتها ذلك الضعف الفطري الواضح في تلك الكلمات التي لا يسمعها الا المتامل ...
فشاعرتنا هي فاطمة الفلاحي وان كنا قد شاهدناها بلبوس مختلفة وادوار متعددة ... نعم استطاعت هذه الشاعرة ان تتعمق في ذاتها من ينبوع ذلك الصدق الزاخر في تراتيلها ... وها هي نراها تشهق شهقات الجنون ... في حدث سريع ولقطات غير واضحة الا انها لا تخلو من صيد ... ولنا بقية



#محمد_سوادي_العتابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اتركني ... لأعيش ؟؟؟
- أمطري ... السلام والوئام
- تأملات في تراتيل انثى الحلقة 12
- الطفل يبتسم !!
- رصاصة في الراس تكفي ...!!!
- تأملات في تراتيل انثى الحلقة 11
- ابي ابي
- تأملات في تراتيل أنثى الحلقة 10
- قال الآخر : بل نسأله ؟؟؟
- يا رحى دوري ..!!
- تأملات في تراتيل انثى الحلقة 9
- قفل ومفتاح
- غادري قلبي ..!!
- وداعا .... يا رنا !!!
- بين الابراج ... تكوكبي
- جاء الغيث ... يحمل وفرا
- قصة أحمق
- تأملات في تراتيل انثى الحلقة 8
- تذكرين !!!؟؟
- ليل الغربة هل تأويني


المزيد.....




- إلغاء حبس غادة والي وتأييد الغرامة في سرقة رسومات فنان روسي ...
- اعلان 2 الأحد ح164.. المؤسس عثمان الحلقة 164 مترجمة على قصة ...
- المجزرة المروّعة في النصيرات.. هل هي ترجمة لوعيد غالانت بالت ...
- -قد تنقذ مسيرته بعد صفعة الأوسكار-.. -مفاجأة- في فيلم ويل سم ...
- -فورين بوليسي-: الناتو يدرس إمكانية استحداث منصب -الممثل الخ ...
- والد الشاب صاحب واقعة الصفع من عمرو دياب: إحنا ناس صعايده وه ...
- النتيجة هُنا.. رابط الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2024 ...
- عمرو مصطفى يثير تفاعلا بعبارة على صورته..هل قصد عمرو دياب بع ...
- مصر.. نجيب ساويرس يعلق على فيديو عمرو دياب المثير للجدل (فيد ...
- صدور ديوان كمن يتمرّن على الموت لعفراء بيزوك دار جدار


المزيد.....

- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد سوادي العتابي - تأملات في تراتيل انثى الحلقة 13