عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 2923 - 2010 / 2 / 20 - 15:51
المحور:
الادب والفن
(1)
"هذا شعب نسّاءْ"
يتلظى في خزيهِ المقدسْ
ثلاثة ملايينِ يتيمْ
يحلمون ان تبصر عيونهم يوماً ما
وجهَ القمرْ..
(2)
غير ان قمرَ العراقٍ المضيءْ
مطفا ً في محاقهْ
لا يُعزي ايتامه بغير الجوع ِ الفاغر ِِ
في فوهاتهِ السودْ.
(3)
في يوم الجمعةِ
اجتمع الايتامُ /الحشّاشونَ الجُدَدْ/
على نرجيلةٍ واحدةْ.
وفي عز الظهيرة الغبراءِ القائضة
أبصر احدهم
/كسامري ٍ ظافر/
قوس قزح
في سماء بليدة.
(4)
"لنعرض عارنا في الهواء الطلق"
/يقول احمد عبدالحسين/
"لنسحب عقائدنا كلها
نحن أباطرة الطوائف
المتخمين
المتناحرين
القساة"
فالايتام لا يحتاجون الى عقائد
(5)
كانوا رمادا ً
واصبحوا رمادا ً
وسيبقون رمادا ً.
كانوا فتية ً كالنور
فازدادوا ظلمة ْ
ولم يعد كلبهم ينبح بعد.
(6)
"نوصيكم ايها القادمون بعدنا"
/يقول احمد عبدالحسين/
"ان تتذكروا عار آبائكم
وان تبكوا على (ايتام) العراق
حتى يلين الحجر"
(7)
بكم تشتري رأس يتيم عراقي
مغموس بالاسى
في ميادين بغداد
اذا كان رأس الملك سنطروق
يباع في شوارع بيروت
باربعة الاف ليرة لبنانية؟
(8)
بغداد ينخرها الاسى
والماء ٌ آسن ْ
والشعب آس ٍ
والليل ٌ للايتام سلوى
عن نهار غيرُ آسن ْ.
(9)
"ليس امامنا سوى احتلالين"
/يقول كاظم الحجاج/
"احتلال ٌ قد يزول في أية لحظة
/بأذن الله/
واحتلال لن يزول الا يوم القيامة
/بعد الدوام الرسمي/"
وفي حالتي الانكار هاتين
لن يرثَ (العراقَ العظيم)
غير ايتامهِ القتلى.
(10)
من لنا بعد هذا العراق.
هل نغطـَي خزينا بالمخمل الدمشقي
أم بالبراقع المغربية؟
هل نرفع ُ بغدادَ لافتة في وجه أمكنة ٍ لا تواصل فيها
أم نواصل الفرار من يُتمنا
صوب ازواج امهاتنا المفترضين؟
(11)
المقدّسَ حاضرْ
البراءة غائبة ْ.
واليتيم متهم دائما
بالزنا بالمحارمْ.
(12)
ما سرّ هذي العلاقة الملتبسة بين هذا الوطن
وبين ايتامه المندسين في شرايينه /خلسة ً/ كالجواسيسْ
ماسرّ هذي العلاقة
بين الطير
وبين الريش.
(13)
لست يتيما لانني دون دين ٍ
أو مذهب ٍ
أو طائفة ٍ
أو حزب ٍ
أو عقيدة ْ.
انا يتيم فقط
لان ابي مات َ مقتولا ً في وطنهْ
وعافني وحيدا
بين القتلةْ
(14)
لم يستيقظ الايتام من النوم بعد.
كان العراق نائما
فلم يوقظهم احد.
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟