أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - يوسف محسن - آريون وساميون ثنائية العناية الالهية















المزيد.....

آريون وساميون ثنائية العناية الالهية


يوسف محسن

الحوار المتمدن-العدد: 2923 - 2010 / 2 / 20 - 14:43
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ما تراها تكون اللغة المتداولة في حديقة الفردوس ؟ وكيف لنا ان نعرف ما اذا كان الله وادم وحواء قد تكلموا العبرية ام سواها من اللغات الاخرى ؟ بل اين تراه يكون موقع عدن ؟ اعلى ضفاف نهر الغانج ام بمحاذاة نهر الفرات شرقا ؟
هذه النقطة الجوهرية في عمل موريس أولندر murice.olender) ) حول لغات الفردوس وهي قصة الفيلولوجيا المقارنة في القرن التاسع عشر والتي لها صلة وثيقة بتاريخ الاديان والانثربولوجيا والوعي القومي واساطير التفوق وارتباطها بالاستيهامات التخيلية ونمو الهويات داخل المجال الاوربي ( الديني والسياسي ) والمناخ الفكري الذي تزامن مع الثورة الفرنسية . فقد انطلقت المجتمعات الاوربية تبحث عن مقوماتها الوجودية الاولى ( اللغة ) مرتبطة هذه المسالة باللسان البدئي والاصل الفردوسي . حيث اخذت هذه القضية ابعاد وعوالم لا متناهية وصراعات داخل الاوساط الفكرية والنخب الدينية والسياسية والاكاديمية
يعيد هنا موريس أولندر قراءة السرديات الفلسفية والفكرية والثقافية والدينية لــــ ج . غ هردر g.herder لـــــ وارنست رينان E.Renan . ماكس موللر maxوآ . بيكتيه a.gictet و ر ف . غراوf.grau ليكشف التباسات المفارقات الاسطورية والخرافية داخل حقل ثقافات القرن التاسع عشر الاوربية سواء كانت الثقافات الاثنية والقومية وارتباطها بتداول الافكار والحضارات والصراعات الدينية والمنافسات السياسية مما ولد تركيبات متنافره من التصورات المتناقضة داخل الهويات الاوربية .
الكنيسة الكاثوليكية كانت تتبنى الفرضية الاوغسطينية القائلة ان لغة الاصول البشرية هي لغة التوراة ثم جاءة اكتشاف اللغة السنكريتية جعل من لغة الفيدا ركيزة لبعض العلماء المسكونين بالاصول الرومانسية المناهضة للاكليروس شان فولتير voltane التواق لتفتح المسيحية على سحر الهند بعد اجتياز اوربا مرحلة الثورات العنيفة وفلسفة الانوار والبعض عارض وذلك كــ ف . دو . سوسير saussune اوهام العلماء الاوربيين في البحث عن العصر الذهبي في المنظومة الميثولوجية الهندية ويرى هيغل hegel ( 1770- 1831) ان القضية المطروحة هي حالة الانسان البدائية في الفردوس . فسرها علماء اللاهوت على طريقتهم اذ لم يستبعدوا ان يكون الله قد تكلم العبرية مع ادم اما الان فيجري صياغتها بما يتلاءم مع حاجات اخرى حول شعب اولي ورث اوربا علمة وفنة (الهنود وحكمتهم ) وان هذا الشعب السابق للجنس البشري يواصل حضوره من خلال صور الألهة التي يحفل بها العصر الخرافي القديم ادى هذا الوضع المعرفي الى ظهور جداول التميز والتصنيف بين الاعراق الآرية والاعراق السامية والنظر الى " الفيدا " بوصفها توراة الآريين في موازاة التوراة العبرية السامية هكذا ارتبط مفهوم القومية في المانيا بعاملي اللغة والعرق فيما اتخذ في فرنسا معنى التوافق على قاعدة مبادئ . الحرية ، الاخاء . المساواة ولا نجد اي اثر في الثقافة الفرنسية لنظرية تصنيف الشعوب او الاعراق وفقا لسجاياهم الفكرية او قدراتهم الجسدية . حيث انتشرت في اوربا منذ عام 1870 وعلى ضوء هذه السرديات الفيلولوجية والانتربولوجية حركات سياسية تستمد شرعيتها من هذا الفصل وتتمحور هذه الحركات السياسية حول الدور الذي عهدته العناية الالهية لهذه الاجناس رغم ان هاتين اللفظتين ( أريون ، ساميون ) تفتقران الى الوضوح والتحديد .
ويحدد جورج قرم ان العرق والدين والفلسفة والثقافة ووضعية العلوم والتقنيات والانظمة السياسية شكلت معايير خالصة لتنظيم الرؤية الاوربية للقوميات في مجرى القرن التاسع عشر حيث ادت الى تكوين احكام مسبقة بصدد كل قومية ازاء الاخرى اولا وبصدد الرؤية الاوربية للعالم غير الاوربي . كانت هذه المرحلة تمثل مرحلة التساؤل والاستفهام والتقصي والتاكيد على مكانة اوربا في العالم والتاريخ حيث ان مرحلة كبار مفكري عصر النهضة والتنوير قد انقضت وتوارت رؤى مونتاني وموتسكيو وميكافيلي لتخلي المكان لليقينيات الهيغلية الكبرى ويتطور العلوم والتقنيات والتي وضعها رينان وغويتيو لتشديد نظام هرميءللمجتمعات البشرية يعزز مكانة اوربا بالتفوق، تحولت سجلات الفردوس من تاملات حول اصل اللغة ودراسات اثارية لا هوتية وسياسية الى منظومة فلسفية تعزز تفوق الامم الآرية على اعتبارها بكر الامم ومهد الحضارات متماهية مع نظرية العناية الالهية القابضة على ازمة التاريخ كما لم يفارقها الخضوع للمسلمات اللاهوتية.

التفوق الآري

استطاعت منظومة الفيلوجيا المقارنة في الرؤية الاوربية انشاء مجموعات رمزية لتاكيد الذات وارساء هوية قومية جماعية للمجتمعات الاوربية مضادة للاخر تقوم على احادية البعد القومي المتفوق على سائر القوميات حيث ان هذا التفوق وصل الى تخوم العنصرية كما يرز عند رينان Renan (1832-1892) الذي وصف الديانات التوحيدية الكبرى بانها الاكثر انسجاما مع الروح السامية وبان هذه الاعراق خارج الزمان والمكان وان ابتكارها للوجدانية اليونان للفلسفة حيث ان ظهور مفهوم ( الاله الواحد ) لدى الساميين لم يكن نتيجة جهد انساني او تفكير ديني وانما نتيجة غريزة فطرية .
ويحدد رينان ان اللغات الهندو- أوربية خضعت للتحول المستمر بعكس اللغات السامية والتي لازمت حاله واحدة ولم تحقق خطوة واحدة على طريق التطور وذلك لاصابتها بالعجز التكويني فهي تشبه ذاكرة آلة متوحد لا صورة له وبالتالي تجمدت هذه اللغات في ديمومة مقفلة ما خولها الاحتفاظ بهويتها وهنا تظهر الشعوب الناطقة باللغات السامية شعوب مغلقة على التاريخ ملتصقة بذاتها مكرسة للجمود بحكم تصلب أرائها السياسية والفكرية ويرى رينان ان الركود السامي خاصية جوهرية من خصائص الاعجاز التوحيدي في حيث ان اللغات الآرية كانت دوما خاضعة لعوامل التاريخ وكانها ولدت لكي تنمو وتتكاثر ويصل رينان الى فرضيتين اساسيتين الاولى بان الفكر السامي توحيدي في العمق والفرضية الثانية تكشف عن قوة الارتباط بين روح الجماعة العرقية والنظام اللغوي ومقولات الفكر وانظمة القوانين والتقاليد الدينية وطريقة الوجود وانظمة العماره والميثولوجيا والقانون والاخلاق والنظم السياسية والمنظومات الجمالية وبسبب عجز اللغات السامية ادى الى عجز في التجريد الذهني والتفكير الماورائي وعدم ادراك العالم بكل تعقداته وصياغة المفاهيم العقلانية والعمليات الفكرية وهيمنة الطابع الانفعالي في الحقل الشعري .
ويصل رينان في خلاصاته الفكرية ليحدد جغرافية الفردوس التاريخية بمنطقة كشمير في مملكة قديمة تعرف بــــ الاوديانا اي البستان متماها مع مثقفي عصره الذين كانوا يبحثون عن اصل الديانة المسيحية في اشعار الفيدا في الديانة البراهمانية القديمة

الهوية اللاهوتية

تزامن صدور ( اصل الانواع ) كتاب تشارلز داروين العام 1859 مع مؤلف أدولف بيكيتيه pictot)) ( 1799- 1875 ) بعنوان منايت الهندو – أوربيتين او الآريون الاوائل مستحضرا الدور الالهي الذي دعيت الشعوب الآرية الى ممارسته منذ ظهورها معتبرا ان الفضل في تحقيقها السيطرة على العالم يعود الى امتيازها العرقي – حيث ان هذا العرق مدعوا منذ البدء الى الغزو والسيطرة وقد تميز بالنمو المبكر على صعيد التفكير وقد اخذ بيكتيه
الى تاسس علم الفيلولوجيا على وحدانية الآريين البدائية . فعمد الى تفحص المفردات الهندو- اوربية الدالة على الآلوهية مستعينا بمفتاح واحد هو ( الكائن الاعظم ) وعلى ضوء هذه المقدمات اعتبر بيكتيه الآريين شعوب مفكرة استطاعت ابتكار السياسة والعلوم والفنون ومبدأ الحرية الذي تفتقده الشعوب السامية .
في حين احدث ماكس موللر max-muller ( 1823- 1900 ) احد الناشطين في نشر الافكار الآرية ثورة حقيقة في طريقة دراسة التاريخ البدائي للعالم وذلك بفضل اكتشاف لغة الهند القديمة المعروفة بالسنكريتية من جهة واكتشاف القرابة الحميمة بينهما وبين مختلف آلسنة السلالات الرئيسة في اوربا من جهة ثانية تلك القرابة وطدتها عبقرية كل من شيلغل وهامبولد وبوب .
1. وقد انتقد ماكس النظرية الرينانية مستبعدا نظرية الوحي الاولى اذ وضع الله في أدم ( حدس الألوهية ) ولم يكن في ذاته توحيديا ولا تعدديا وان يكن فيما بعد قد احتمل الصفتين معا بحسب التعبيران المعتمدة للدلالة عليه في اللغات البشرية حيث جاز الافتراض بتفرع الالسنة منذ اللحظة التي اودع الله فيها الانسان الاول هذه الحدوس . ويصف موللر ان تاريخ الدين هو بمعنى ما تاريخ اللغة . اما اللاهوتي الكوثري رودولف فر يدريخ غراو ( 1835- 1893 ) فقد استطاع ان يعيد صياغة الفرضية الهندو – اوربية ويعيد تركيب المعادلة الآرية – السامية على مسرح التاريخ وتجاوز هذه الثنائيات عبر تقليح الثقافات الهندو – جرمانية بروح سامية ويرى ان مشعل التوحيد السامي يشكل الرابط الوحيد الممكن بين الله الكلي القدرة وشعبة المختار من المسيح لذا يتبنى فكرة ( زواج الهي ) يضمن للجنس الآري الهندو – جرماني دورا مهما في التاريخ في حيث انطلق مشروع اينياس غولدزيهير gold ziher ( 1850- 1921 ) من نقطتين جوهريتين الاولى : نزع الصفة الارية عن الوظيفة الاسطورية لخاصة الشمول الانساني في هذه الاخيرة . والثانية تعميم المنهجيات التي اثبتت نجاحها في مجال الدراسات الآرية للعالم السامي ويرى غولدزيهر ان الديانات السامية انبثقت من التعددية الوثنية واخذت تتبلور تدريجيا بفعل العوامل التاريخية التي يعود امر الكشف عنها الى العلوم الدينية حيث كان يتعامل مع النصوص الدينية السامية بوصفها اساطير ممكن استيعابها ضمن المجموعات الناشئة للفيلولوجيا



#يوسف_محسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دائرة التخارج اصلاح ديني ام اصلاح سياسي ؟
- ايقونة اوباما
- الحركات العلمانية في العراق
- الاخفاق في صناعة سرديات الذاكرة المؤسسة للمخيال السياسي العر ...
- ماهية الاسطورة المؤسسة للمخيال السياسي العراقي؟
- الجماعات الدينية العراقية سوسيولوجيا
- التوافقية ديمقراطية تمثيلية ام ديمقراطية محاصصة ؟
- المخيال الكولونيالي
- الرواية نواة السرديات الكبرى علي بدر انموذجا
- صباح العزاوي الشاعر الهارب نحو حافات الجنون
- د عقيل الناصري : الارث الفلسفي والسوسيولوجي والثقافي يلعب دو ...
- لوطنة العالم
- الذاكرة الموتورة ....... اشتغال السياسي ومركزته في الثقافة ا ...
- منتظر الزيدي والمخيلة الجمعية وهوس صناعة البطل
- الدين / الديمقراطية التباسات العلاقة في المجال الاسلامي
- آريون وساميون :ثنائية العناية الالهيه
- التباس المفاهيم معرفيا ( الاسلام / الحداثة )
- اسطورة المجتمع المدني في العراق
- مارسيل غوشية : استكشاف العلاقة بين الدين / الديمقراطية
- الباحث الاكاديمي سعد سلوم - المسألة العراقية : تتطلب بناء سي ...


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - يوسف محسن - آريون وساميون ثنائية العناية الالهية