كريستوفر هيل سفير ام مندوب سام جديد

رضا الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 2923 - 2010 / 2 / 20 - 06:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

يبدو ان وجه السفير الاميركي كريستوفر هيل الحقيقي ظهر الى العلن أخيرا.. وبدلا من الكلام الدبلوماسي الذي اعتاد العراقيون سماعه من داخل مبنى السفارة الأكبر في العالم يوجه هيل هذه المرة كلاما مباشرا موجها الى الحكومة العراقية .. كأن قرب موعد الانتخابات وحراجة موقف حلفاء الولايات المتحدة فيها دفع هيل الى نزع قناع وتهديد الحكومة العراقية بصراحة من تعميق العلاقات مع إيران. ويبدو ان هيل نسي او ربما تناسى عن عمد ان العراق يتمتع بسيادة ومن حقه تحديد سياسته الخارجية كما يريد.. خاصة مع دولة يتشارك معها أطول حدوده البرية وتربطه بها علاقات موغلة في القدم الى ما قبل ان تتأسس بلاد هيل ذاتها. وعلى الرغم من أنني شخصيا – ومعي اغلب العراقيين - أعارض موقف الحكومة الذي يمكن وصفه بالمائع والمتردد تجاه إيران.. خاصة وان خلفية هذا الموقف مرتبطة بسنين اللجوء الطويلة والعمل المشترك بين الجانبين او بالأحرى عمل العراقيين لدى الإيرانيين.. حتى بدا بعض رموز السلطة كأنهم موظفون إيرانيون أو تابعون صغار لطهران هناك مبدءا مهما يجب على هيل مراعاته.. هو ان العراقيين – الأشراف منهم – لايمكن ان يقبلوا لأميركا وصايتها على العراق حتى وان كانت السياسات الإيرانية تثير حنقهم.
هيل وضع الحكومة العراقية بين خيارين.. الأول هو الالتزام بالسياسة الأميركية والذي قال انه سيعود على العراق باحترام الدول له ومساعدة الولايات المتحدة والخيار الثاني هو المضي في الطريق الإيراني وتحمل عواقب هذا الطريق على حد قوله.. ملوحا بوجود القوات الأميركية داخل العراق.. في تكرار لسياسة العصا والجزرة الأميركية المعروفة لكن هيل لم يبين سبب ان الولايات المتحدة لم تستطع خلال سبع سنوات من الوجود في العراق تحقيق أي تقدم امني أو سياسي أو اجتماعي بل على العكس قادت البلاد الى تدهور لم تشهد له مثيلا منذ أيام المغول.
وعلى خلاف رأي هيل القائل ان بلاده ملتزمة بعلاقات طيبة مع العراق فان مراقبين ومطلعين على الشأن الدولي يؤكدون ان واشنطن بدأت تشعر بالقلق من حكم الأغلبية في العراق واستقلاليتها ومافي ذلك من تهديد لمصالحها في المنطقة والتي كان غزو العراق وسيلة لتأمينها. فقامت بدعم سياسيين معروفين بارتباطاتهم المشبوهة إقليميا ومحليا في الانتخابات ومحاولة دغدغة الشعور القومي والطائفي لدى شريحة معينة من العراقيين لانتخابهم.. أي ان الولايات المتحدة كررت العزف على وتر جلب على العراقيين الكثير من المآسي. وجعلهم أمام خيارات صعبة للغاية فمن جهة هناك شبح الاتهام بالولاء لإيران وما يجره من اتهامات بالعمالة والخيانة وهو الشبح الذي يطارد الشيعة ويجعلهم متهمين أو مشكوكا بوطنيتهم حتى ولو دانوا تصرفات إيران ومن جهة هناك شبح الإرهاب وهو السيف المسلط على السنة الذين يناهضون التوجه الإيراني والسياسات الأميركية.. وهذان الشبحان يلعبان عاملا مهما بإسكات جميع الأصوات الناقدة للأوضاع في العراق.

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل