الفن العلاجيArt Therapy

سلام جبار

الحوار المتمدن-العدد: 2919 - 2010 / 2 / 16 - 21:32
المحور: الطب , والعلوم
    

من مزاياه الذوقية وشموله الحسي, الى دلالاته المؤرخة لاحداث الزمان والمكان, الى التعاريف المقدمة عن الخلق البشري. ينتقل الفن بابداع المضمون الى علاجات الخلل الروحي والجسدي للانسان.فهو اليوم وسيلة علاجية للكثير من الامراض وشاخص عملي في الاشارة الى مكان ونوع المرض في جسد المريض يكون صاحبه (الفنان) الطبيب الواصف لنوع الفن العلاجي الناجع للحالات المعروضة عليه في عيادته الابداعية.
وطريقة العلاج بالفن تكمن في نقل احاسيس الشخص من ذاته الى اللوحة الفنية او اجناس الفن الاخرى بحيث يساعده على تشخيص حالته ورؤيتها عيانا واطلاعه على حجمها وعمقها ومساحات التاثير الفني فيها والالوان الحياتية المؤثرة في تازيم وتخفيفها.
ان الفنان المعالج من خلال فنه يؤلف بين مجموعة من النشاطات الداخلية القائمة في جسد وعقل المريض ومجموعة الفعاليات الفيزيائية الخارجية للجسم المادي له . أي انه يعطي توليفة فنية لكل من الجزء المادي للانسان وجزءه المعنوي المتمثل بالاحاسيس والمشاعر .وقد اختلفت مراحل الابدع في الفن العلاجي منه في الفن العادي, حيث يبدا الطبيب الفنان من خلال ابداعه وخلقه بوضع يد الوانه ورموزه الفنية على مكان المرض او الخلل في الجسد البشري وهي مرحلة ابتكارية تمثل فن بحد ذانها, والمرحلة الاخرى يبدا فيها برسم وايحاء علاجاته الوصفية للمريض وفي الفن العلاجي قد تدوم تشكيلة التعبير الفني الى مالانهاية على عكس الخلق الفني العادي.
لم تكن فكرة الفن العلاجي حديثة في اثرها فلقد قامت على مبادئ مختصرها ان الانسان يشعر ويستشعر الاداء الفني وينعكس ذلك على على روحه وجسده, فللموسيقى اثر قديم وبالغ على توجيه نبضات القلب وظغط الدم, واستشعار الالم, ولزيارة المتحف مثلا اثر في اشاعة روح التامل والتنقية الزمانية لدى الزائر, ايضا رؤية لوحة فنية ومشاهدة فلم, او اداء مسرحي, والاستدارة حول منحوتة يترك اثر في النفس والسلوك فيعمد الفن العلاجي على دراسة تلك الآثار وخصائصها العلاجية وقدرتها على توجيه النفس البشرية. وبما ان الانسان العادي (غير الفنان) غير قادر على ابداع اثر فني مميز فان الطبيب العلاجي يقوم بهذا الدور معبرا عن الحالة المزاجية والصحية التشخيصية للانسان ويقوم باستنطاق العقل الباطن لديه للكشف عن مكامن الالم.
لقد ساهم الفن العلاجي في تشخيص وعلاج الكثير من علل وامراض الاشخاص الذين يعانون من عدم القدرة على التعبير اللفضي والصوتي (التحدث عن امراضهم ومشاكلهم الصحية).حيث تمكنت الاجناس الفنية غير اللفظية من ان تصل بعلاجها الى اماكن المرض والخلل ومواقعها وحجمها رغم عدم قدرة اصحابها عن التعبير عن الاحاسيس المعقدة الموجودة داخلهم.كذلك الاطفال الذين يكون علاجهم النفسي بالغ الصعوبة بسبب عدم قدرتهم عن التعبير لفظا عن احوالهم يكون العلاج الفني لهم هو الحل الذي يلجا له اطباء النفس,
ورغم اعتبار الفن العلاجي( Art Therapy) علاجا (مكملا) للعلاج النفسي والعضوي ومؤثر ثانوي للتاثير في تقويم السلوك البشري الا انه يبقى الاول في عدم اختياره وصفات الكيمياء والكحوليات وجملة الادوية المخدرة الموصوفة في العلاج.

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات