أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - رياض الصيداوي - مأساة لاجئي دارفور في فيلم -الحرة- الوثائقي: صوت -المعذبين- في الأرض - الذي تجاهله الإعلام العربي














المزيد.....

مأساة لاجئي دارفور في فيلم -الحرة- الوثائقي: صوت -المعذبين- في الأرض - الذي تجاهله الإعلام العربي


رياض الصيداوي

الحوار المتمدن-العدد: 2919 - 2010 / 2 / 16 - 19:19
المحور: حقوق الانسان
    


مأساة دارفور من الداخل وبلغة عربية... يشتكي أهلها من فضائع ارتكبت في حقهم ومن قبل قبائل الجنجاويد العربية... كان هذا موضوع الفيلم الوثائقي الذي بثته مؤخرا قناة "الحرة" الأميركية الناطقة بالعربية، والذي أنتجه وأعده وقدمه الإعلامي الجريء محمد اليحيائي.

المأساة رهيبة في حق لاجئي دارفور، وصمت الإعلام العربي مريب، حتى أن بعضنا كان يعتقد أن دارفور هي مجرد منطقة سودانية مستهدفة من الغرب. محمد اليحيائي توغل في قلب الصحراء التشادية حيث يعيش أكثر من مئتين وخمسين ألف لاجئي دارفوري في مخيمات في تلك الصحراء النائية والمعزولة، وكشف لنا وجوها حزينة وتتكلم العربية وتتحدث عن آلامها بسبب غارات قبائل الجنجاويد. هي صدمة للمشاهد وشعور بالألم لسببين اثنين: الأول لطبيعة ما يحدث، والثاني لتجاهل العرب هذه المأساة من إعلاميين وحكومات ومن تطبيق سياسة الصمت المطبق.
شهادة صديق العرب
الموضوع بالنسبة إلي لم يكن مفاجأة... حيث أهداني المفكر السويسري جان زجلر كتابه "كراهية الغرب". والرجل صديق لي وسبق أن حاورته كثيرا. وهو معروف بمواقفه القوية لصالح القضية الفلسطينية وبانحيازه للعرب وللعالم الثالث. في حديثي معه قال "يجب أن نقول الحقيقة، ما يحدث في دارفور هو عملية إبادة جماعية لا أكثر ولا أقل...".
وفعلا في كتابه ينتقد الغرب بشدة لكنه يتحدث أيضا منذ الصفحات الأولى عن مأساة دارفور.
يقول: "... وكنت أمشي بجانب امرأة أنيقة، مرتدية ساري أبيض وأمغر وملفوفة في معطف من الصوف. إنها سارالا فيرناندو، سفيرة سيريلانكا لدى الأمم المتحدة في جنيف.
وكنا خارجين من سهرة عشاء ديبلوماسيين أوروبيين، وآسيويين وأفارقة تم تنظيمها في بيت السفير الإيرلندي بول كافاناغ. وناقشنا طيلة السهرة الإجراءات التي يجب اتخاذها لوقف الإبادة الجماعية الرهيبة التي يتعرض لها أهل دارفور في السلاسل الجبلية وغابات السافانا في دارفو.
ويسقط الرجال والنساء والأطفال المساليت الفور والزغاوة قتلى بالآلاف تحت قصف طائرات أنطونوف وطعنات رماح ميليشيات الفرسان العرب، الجنجاويد. مثل فرسان يوم القيامة، هؤلاء القتلة ينقضون على القرى الإفريقية، يغتصبون ويشوهون النساء والبنات الشابات ويذبحوهن، ويلقون بالأطفال أحياء في الأكواخ المحترقة، ويذيحون الرجال والمراهقين والشيوخ.
ويقتل الجنجاويد بأوامر من جنرالات السلطة في الخرطوم، وهم بدورهم يوجهون من قبل "مفكري" الجبهة الإسلامية للإنقاذ.
كان ذلك يوم الثلاثاء 20 مارس / آذار 2007.
وقبل أربعة أيام، وفي القاعة رقم 14 في قصر الأمم المتحدة في جنيف، قدمت رئيسة لجنة التحقيق في دارفور جودي ويليامز والحاصلة على جائزة نوبل تقريرها إلى مجلس حقوق الإنسان في منظمة الأمم المتحدة.
حقائق دامغة ومسنودة بالأدلة: إن عملية الإبادة الجماعية أدت منذ أربع سنوات إلى أكثر من مائتي ألف قتيل، وإلى مئات الآلاف من المشوهين وحوالي مليونين من اللاجئين والمهجرين..."

صدمة الوعي
هذه شهادة جان زجلر صديق العرب والمدافع المستميت على القضية الفلسطينية... أحدثت في الصدمة الأولى صدمة الأرقام والوقائع... وجاء فيلم "الحرة" الوثائقي وعنوانه " كونونغو: دارفيون في مخيم المنفى" ، جاء بالصورة والتعابير الإنسانية ليترجم الأرقام التي نشرت إلى أحداث ووقائع إنسانية صادمة للوعي الإنساني العربي... وصدمة ثانية لي أيضا.
أعطى الفيلم الكلمة "للمعذبين في الأرض" ليتحدثوا بعربية دارجة مفهومة عن مأساتهم: القتل، الاغتصاب والترهيب المنهجي لجماعة بشرية في السودان تم تهجيرهم غصبا عن أراضيهم وعن مدارسهم وأعمالهم... وانقطعوا عنها وما عاد الوطن الذي كانوا يعرفونه هو نفسه... أصبح جحيما لا يطاق فهاجروا لاجئين...
انكشفت الصورة في هذا الشريط الذي وثق لمأساة لاجئي دارفور... وترك اليحيائي الناس تتكلم صغارا وكبارا، نساء ورجالا، متعلمين وأميين... بشكل عفوي تلقائي... ليرووا قصصهم الحزينة.
الشريط صاحبته أيضا موسيقى حزينة هادئة تعبر عن عمق الآلام والجراح المنسية لشعب دارفور المهجر.
هذا الفيلم الوثائقي وما أثاره من أسئلة جارحة عن معاناة إنسانية يحيطها صمت عربي مريب، وبالمعالجة الصحافية التي انحازت لكل ما هو مهني ولكل ما هو إنساني بعيدا عن التسيس والأدلجة، هو، دون شك إحدى أبرز علامات نجاح قناة "الحرة"، والتي أدخلتها بيوتا عربية كثيرة لم تكن دخلتها من قبل، لكنه أيضا يضع القناة الأميركية الناطقة بالعربية والقائمين عليها أمام تحديات كبيرة أهمها تحدي تقديم أعمال بذات المستوى المهني العالي، ومواصلة إثارة القضايا والأسئلة المسكوت عنها في الإعلام العربي وفي مقدمتها قضايا انتهاكات حقوق الإنسان والحريات وشيوع ثقافة التسلط والفساد والاستبداد وهي القضايا التي يثيرها محمد اليحيائي في برنامجه المميز "عين على الديمقراطية"، والتحدي الآخر الكبير هو أن تبقى " الحرة" في البيوت العربية التي أدخلها إياها فيلم "كونونوغو" .. والعمل على دخول بيوت عربية أخرى كثيرة لم تدخلها القناة بعد.



#رياض_الصيداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في سوسيولوجيا العسكر: لماذا لا تبني السعودية أكبر جيش في منط ...
- في سوسيولوجيا العسكر: لماذا لا تبني السعودية أكبر جيش في منط ...
- لماذا استطاع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الاستمرار طويلا في ا ...
- صراع العسكر والإسلاميين في الجزائر: من العجز إلى الانتصار 3
- صراع العسكر والإسلاميين في الجزائر: من العجز إلى الانتصار 2
- صراع العسكر والإسلاميين في الجزائر: من العجز إلى الانتصار 1
- في أسباب تعثر مشروع اتحاد المغرب العربي
- الانتخابات والديموقراطية والعنف في الجزائر الحلقة الخامسة
- الانتخابات والديموقراطية والعنف في الجزائر الحلقة الرابعة
- الانتخابات والديموقراطية والعنف في الجزائر الحلقة الثالثة
- الانتخابات والديموقراطية والعنف في الجزائر الحلقة الثانية
- الانتخابات والديموقراطية والعنف في الجزائر 1
- لماذا تخلفت جمعية العلماء المسلمين وبقية الأحزاب عن مساندة ث ...
- سقوط صدام حسين: الملفات السرية 14
- سقوط صدام حسين: الملفات السرية 13
- سقوط صدام حسين: الملفات السرية 12
- سقوط صدام حسين: الملفات السرية 11
- سقوط صدام حسين: الملفات السرية 10
- سقوط صدام حسين: الملفات السرية 9
- سقوط صدام حسين: الملفات السرية 8


المزيد.....




- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - رياض الصيداوي - مأساة لاجئي دارفور في فيلم -الحرة- الوثائقي: صوت -المعذبين- في الأرض - الذي تجاهله الإعلام العربي