أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عبد الله إبراهيم الطاهر - جزاء سنمار والتحول الديمقراطي














المزيد.....

جزاء سنمار والتحول الديمقراطي


عبد الله إبراهيم الطاهر

الحوار المتمدن-العدد: 2919 - 2010 / 2 / 16 - 11:46
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


بالقطع لا يمكن إنجاز أي تحول ديمقراطي بدون انتخابات، ولكن تشاء الأقدار أن يكون لأمريكا فهم آخر ارتضته لعالمنا العربي والإسلامي لا لشئ سوى رعاية مصالحها بشكل قوي، فهي تنادي بتطبيق الديمقراطية لكنها تخاف من أن تأتي الديمقراطية بمن لا ترحب هي بهم، كما حصل مع حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في قطاع غزة، والتضييق الذي يمارس عليها وعلى الشعب هناك، رغم أن صناديق الاقتراع هي التي جاءت بها في انتخابات وصفت بأنها حرة ونزيهة.
وكانت الولايات المتحدة قد ضغطت من أجل إجراء تلك الإنتخابات لأنها توقعت أن النظام الإنتخابي لن يسمح لحماس بأن تفوز بأغلبية وتستمر حكومة من فتح هي المسيطرة على مقاليد الأمور مع معارضة قوية من جانب حماس، وبمجرد ما جاءت نتائج الإنتخابات الفلسطينية بما لا تشتهي السفن الأمريكية تحولت الولايات المتحدة إلى النقيض ولم تعترف بنتائج الإنتخابات على الرغم من نزاهتها وشرعيتها بأحاديث مراقبين دوليين انقلبت على حكومة حماس عزلتها عملت ضد حكومة الوحدة الوطنية وشجعت عباس على أن ينقلب تماماً على حماس وتطورت الأمور إلى أحداث غزة.
أمريكا تسعى لتحويل العالم العربي ديمقراطياً دون التفكير في الإنتخابات خوفاً من الإسلاميين، فهي لن تضحي بعدد من المصالح الآنية في سبيل مصالح استراتيجية طويلة المدى ترتبط بالتحول الديمقراطي في العالمين العربي والإسلامي.
كأن الولايات المتحدة تريد من الجميع أن يبنوا "قصراً" ديمقراطياً وتقتلهم بعدها كي لا يبنوا قصراً "آخر"، ليلقى التحول الديمقراطي جزء سمنار، ولتكرر ذات مشاهد ملك الحيرة النعمان.
يُحكى أن النعمان ملك الحيرة أراد أن يبني قصراً ليس كمثله قصر, ووقع اختياره على الرومي سنمار لتصميم وبناء هذا القصر, وكان رجلاً مبدعاً في البناء.
استغرق سنمار في بناء هذا القصر عشرين سنة, وبعضهم يقول ستين سنة، انتهى سنمار من بناء القصر وأطلقوا عليه اسم الخورنق, وجاء النعمان ليعاين البناء. ثم بعد محادثة قصيرة مع سنمار, أمر رجاله بإلقاء سنمار من أعلى القصر فسقط سنمار جثة هامدة بلا حراك.
يُقال إن سنمار قال للنعمان (أما والله لو شئت حين بنيته جعلته يدور مع الشمس حيث دارت. فسأله النعمان: إنك لتحسن أن تبني أجمل من هذا؟ ثم أمر برميه من أعلى القصر).
ويقولون أن سنمار قال له: إني أعرف موضع آجرة - يعني حجرة أو طوبة - لو زالت انقض القصر من أساسه! فقال له: أيعرفها أحد غيرك؟ قال: لا. قال: لأدعنها وما يعرفها أحد فأمر به فقذف به من أعلى القصر فقضى).
ــــــــــــــــــــ
* كاتب وصحافي سوداني، مدير تحرير صحيفة النبأ البحرينية.







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كبير الباحثين في معهد كارنيغي للسلام بواشنطن: أمريكا تسعى لت ...
- الراحل الخاتم عدلان: الحزب الشيوعي السوداني ظلّ يمارس إهدار ...


المزيد.....




- رئيس الأرجنتين يتهم مراسلا بضربه عمدا بعد ارتطام ميكروفون بأ ...
- فوز رئيس بلدية بوخارست الليبرالي برئاسة رومانيا متوفقاً على ...
- ابتكار طريقة تحسن عملية التنبؤ باستخراج النفط
- روسيا.. إنشاء منصة لاختبار محركات الطائرات الهجينة المستقبلي ...
- إلى ماذا يشير تدلي الجفون وكيف يعالج؟
- تأثير قراءة الكتب على الدماغ
- العلماء يبددون نظرية تقسيم الوظائف بين نصفي الدماغ
- لماذا اتخذ ترامب قرارا فرديا مفاجئا بخصوص العقوبات على سوريا ...
- مراسلنا بغزة: الجرافات الإسرائيلية تهدم سور المستشفى الإندون ...
- بولندا تتأرجح بين رئيس مؤيد لأوروبا وآخر قومي في الجولة الثا ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عبد الله إبراهيم الطاهر - جزاء سنمار والتحول الديمقراطي