أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عبد الله إبراهيم الطاهر - كبير الباحثين في معهد كارنيغي للسلام بواشنطن: أمريكا تسعى لتحويل العالم العربي ديمقراطياً دون التفكير في الإنتخابات خوفاً من الإسلاميين















المزيد.....

كبير الباحثين في معهد كارنيغي للسلام بواشنطن: أمريكا تسعى لتحويل العالم العربي ديمقراطياً دون التفكير في الإنتخابات خوفاً من الإسلاميين


عبد الله إبراهيم الطاهر

الحوار المتمدن-العدد: 2589 - 2009 / 3 / 18 - 08:39
المحور: مقابلات و حوارات
    


* نخب الحكم العربية ناجحة في تفتيت المطلبية الديمقراطية ... وهناك قبول شعبي كبير للحركات الإسلامية
* الحركات الإسلامية فشلت استراتيجياً في إدارة التحول من المعارضة إلى الحكم

* أمريكا فشلت في إنجاز قراءة استراتيجية للكلفة المرتبطة بالتحول الديمقراطي في العالم العربي.
* لابد من الضغط العربي لاقناع الطرف الأمريكي بأن مسيرة الغالب والمغلوب ستعني مزيد من التوترات والمواجهات وربما الحروب.


ما هي العوائق أمام التحول الديمقراطي في العالم العربي؟ لماذا يتم افشال التجارب الديمقراطية حينما يكون أحد أطرافها تياراً إسلامياً؟ ولماذا تفشل تجارب الحركات الإسلامية حينما تتحول من مقاعد المعارضة إلى مقاعد السلطة؟
عديد أسئلة يطرحها المراقبون بعد أن برزت على سطح السياسة العربية والإسلامية مجموعة من المبادرات للتحول الديمقراطي التي ربما لن تصمد أمام الصعوبات التي يشكو منها العالم العربي وعوائقه السياسية والفكرية، خاصة مع اشكاليات الهيمنة والتوظيف المتعدد الاتجاهات المصاحبة لتلك المبادرات التي تظهر من حين لآخر.
وضعنا هذه التساؤلات عبر الهاتف، أمام الدكتور عمرو حمزاوي كبير الباحثين في معهد كارنيغي للسلام بواشنطن للمساهمة في قراءة في كيفية تحقيق التحول الديمقراطي السلمي.


البعض يرى أن الأسباب الحقيقية وراء تعثر التحول الديمقراطي في الوطن العربي يرجع إلى عدم مقدرة أمريكا أن تتصور الديمقراطية في الوطن العربي والتي يمكن أن تكون حجر عثرة أمام مصالحها؟
فشلت أمريكا حتى هذه اللحظة في أن تنجز قراءة استراتيجية لكلفة التحولات الديمقراطية في العالم العربي بصورة بسيطة هل الولايات المتحدة الأمريكية على استعداد أن تضحي بعدد من المصالح الآنية في سبيل مصالح استراتيجية طويلة المدى ترتبط بالتحول الديمقراطي؟ وما هي الكلفة وما هو شكل الديمقراطية الذي تتوقع أمريكا والقوى الغربية الأخرى أن يتطور إليه العالم العربي؟ هل هي ديمقراطية حركات إسلامية؟ هل هي ديمقراطية نخب صديقة للولايات المتحدة؟ هل هي ديمقراطية نخب معادية للولايات المتحدة؟ وما هي الكلفة المرتبطة بذلك؟، المسألة الأخرى أن الولايات المتحدة فشلت في أن تتعامل مع تحدي المؤسسات في العالم العربي، التحول الديمقراطي في العالم العربي في العديد من الحالات لم يكن تحولاً ديمقراطياً يرتبط فقط بالإنتخابات، لكن هناك تحدي مؤسساتي، الولايات المتحدة خلطت ما بين تحولات ديمقراطية وانتخابات أو ما بين إصلاحات جزئية، وأعتقد تجاهلت تماماً بصورة عملية في صورة سياسات أن العالم العربي مؤسساته التشريعية والقضائية في معظم الحالات مؤسسات ضعيفة لابد من تقويتها لأن الديمقراطية ليست أن يخرج الناخب ليشارك في انتخابات دورية لكن الديمقراطية هي الرقابة المتبادلة بين السلطات، احترام الدستور، الحكم بالقانون، في كل هذه المستويات هناك ضعف شديد في العالم العربي لم تلتفت له الإدارة الأمريكية، وبالتالي المقاربة كانت على مستويين سواء الكلفة الإستراتيجية للتحول الديمقراطي أو التفكير في الأبعاد المؤسسية ما دون الإنتخابات للتحول الديمقراطي العربي هي التي رتبت الإخفاق الأمريكي، كذلك رتبت إخفاق تبلور في صورة انسحاب سريع بمجرد فوز حماس في الإنتخابات بدأت الولايات المتحدة في التراجع بصورة سريعة عن الضغط – هو كان ضغط محدود في جميع الأحوال – من أجل تحولات ديمقراطية في العالم العربي.

إذن القصة ليست قصة انتخابات فقط وفقاً لما ظهر في تجربة حماس؟
طبعاً بكل تأكيد في حالة حماس الرؤية الأمريكية كانت معتمدة على أن إجراء الإنتخابات شئ جيد، ما أقوله أنه لا يمكن الفصل بين الإنتخابات وبين التطور المؤسسي، عدم إمكانية الفصل لا تعني تهميش الإنتخابات، هناك عدد من الأصوات داخل أمريكا تقول إن علينا أن نبحث في تحول العالم العربي ديمقراطياً دون أن نفكر في إنتخابات خوفاً من الإسلاميين، هذا أمر غير مقنع لأنك لا يمكن أن تنجز تحولاً ديمقراطياً بدون إنتخابات، لابد من ربط المسارات إنتخابات وتحول مؤسسي، في حالة حماس نحن أمام دولة غير قائمة أمام مؤسسات فلسطينية كانت تتعرض لضربات شديدة متتالية بفعل الإحتلال أمام سياق داخلي كان فيه تنافس وصراع بين فتح وحماس، حدثت الإنتخابات، رحبت الولايات المتحدة بل ضغطت من أجل إجراء الإنتخابات لأنها توقعت أن النظام الإنتخابي لن يسمح لحماس بأن تفوز بأغلبية وتستمر حكومة من فتح هي المسيطرة على مقاليد الأمور مع معارضة قوية من جانب حماس، وبمجرد ما جاءت نتائج الإنتخابات الفلسطينية بما لا تشتهي السفن الأمريكية تحولت الولايات المتحدة إلى النقيض ولم تعترف بنتائج الإنتخابات على الرغم من نزاهتها وشرعيتها بأحاديث مراقبين دوليين انقلبت على حكومة حماس عزلتها عملت ضد حكومة الوحدة الوطنية وشجعت عباس على أن ينقلب تماماً على حماس وتطورت الأمور إلى أحداث غزة التي نعرفها كلنا.
فكانت النتيجة المترتبة على الإنتخابات غير متوقعة أمريكياً وشكلت تهديداً على المصالح الأمريكية سواء تعلق الأمر بالتسوية السلمية للصراع العربي الصهيوني أو بما يحدث في فلسطين، وهنا أعتقد فإن تجربة حماس بالذات يظهر المكون الأول وهو عدم نجاح الولايات المتحدة في أن تقرأ استرتيجياً العلاقة بين التحول الديمقراطي وكلفة هذا التحول على مصالحها وماهي قابلية الولايات المتحدة للتعامل مع تداعيات سلبية جزئية أو على المدى القصير للتحولات الديمقراطية في العالم العربي فنخب العالم العربي المعارضة تنظر بعين الشك للولايات المتحدة، لأن أغلب النخب الحاكمة صديقة للولايات المتحدة وهناك تاريخ طويل من دعم الولايات المتحدة لنخب عربية سلطوية لذلك من طبائع الأمور أن النخب المعارضة تكون معادية للولايات المتحدة جزئياً.

التعاطي العربي مع الكيان الصهيوني يصب في إطار الحصول على مصالح ومكافأت تأتي من أمريكا، وهي ثمن لعلاقة مشبوهه، كيف تنظر للعلاقات العربية مع الكيان الصهيوني؟.
أعتقد من الصعب التفكير في حل غير سلبي للقضايا المرتبطة بالصراع العربي مع الدولة العبرية وبالتالي فإن مسألة التعويل فقط على مواجهات أو حروب أو صراعات عسكرية مستمرة ليست في صالح الشعوب ولكنها في صالح الدول العربية، مفتاح حل الصراع هو في نهاية الأمر مفتاح سلمي وأحد مكوناته هو الإعتراف بـ"إسرائيل" باعتبارها جزء من واقع الجغرافية السياسية في الشرق الأوسط ومن الصعب تصور تغيير هذا الواقع بصورة تختفي معها "إسرائيل" فهي أحد مكونات واقعنا والجغرافية السياسية للشرق الأوسط كما تبلورت خلال النصف الثاني من القرن العشرين والمفتاح الرئيسي للتعامل معها هو الإعتراف بوجودها، ولكن، ولكن هنا شديدة الأهمية، وهي تعني الحصول على الحقوق العربية وفقاً لقرارات المشرع الدولي، وتعني كذلك أن لا يتم التعامل أو الانفتاح على "إسرائيل" إقليمياً من ناحية العالم العربي دون أن تعترف بالحقوق العربية.
العلاقات مع "إسرائيل" من جانب بعض الأطراف العربية للحظة لم تلتزم بها "إسرائيل" إعطاء الفلسطينيين حقوقهم لم تلتزم باعطاء الفلسطينيين دولة وفقاً لقرارات الشرعية الدولية فإن الانفتاح العربي على "إسرائيل" بأي صورة من الصور هو أمر خارجي لأنه في واقع الأمر يقدم لـ "إسرائيل" الثمن عربياً قبل أن تدفع "إسرائيل" ما يستاهل الثمن المطلوب، الانفتاح على "إسرائيل" يمكن أن يكون في سياق حوافز تقدم لـ "إسرائيل" فيما بعد التوقيع وتنفيذ اتفاقيات سلام مع الأطراف العربية المتبقية وهم الطرف الفسطيني والسوري وربما الطرف اللبناني، لكن الانفتاح الإقليمي عليها وهي تمتنع بل وتستمر في فرض سياسة الأمر الواقع على الأرض سواء بجدار الفصل العنصري أو بناء المستوطنات أو تعويق المفاوضات مع الفسطينيين فأعتقد هذه هي الإشارة الخطأ وفي الوقت الخطأ، هي علاقات مشبوهه لأن السلام غير موجود.

هل هناك أي توجه في الولايات المتحدة لإعادة صياغة السياسة الخارجية بشكل مختلف عما هو سائد الآن؟
في لحظات الاقبال على تغير في الإدارات هناك إعادة تفكير ومحاولة لإعادة صياغة توجهات الولايات المتحدة الرئيسية سواء كان الأمر يتعلق بالسياسة الداخلية أو الخارجية، فلحظة تغيير الإدارات مربوطة بلحظة تفكير إستراتيجي أو إعادة نظر إستراتيجي في مجمل الأبعاد الخارجية والداخلية للسياسات الأمريكية، الأمر الآخر، وهو أيضاً مشجع على إعادة التفكير وإعادة النظر، هو أن سياسات بوش هي حصاد شديد السلبية حتى من وجهة نظر المصالح الأمريكية نفسها، الإدارة بدأت بمحاولة إعادة ملامح الشرق الأوسط، كانت المفاتيح الحرب على الإرهاب، غزو العراق، اسقاط نظام طالبان في أفغانستان، كانت هناك محاولة أمريكية لإعادة صياغة الخريطة الإقليمية ككل، وكان التصور إن إعادة صياغة الخريطة الإقليمية في الشرق الأوسط سيأتي بتحولات ديمقراطية إيجابية وتأتي بأصدقاء الولايات المتحدة ليصبحوا هم نخب حاكمة ديمقراطية ليبرالية وتزيل الولايات المتحدة مصادر التهديد الواردة على مصالحها، إذا نظرت إلى صورة الشرق الأوسط في عام 2008م هي صورة معاكسة تماماً لم يتحول الشرق الأوسط ديمقراطياً، مصادر التهديد الواردة على المصالح الأمريكية أكبر وأعمق مما كان عليه الحال في بداية الألفية الجديدة، وبالتالي من مدخل الحصاد أو النتائج هناك حاجة ملحة أمريكياً لإعادة التفكير فيما يمكن عمله وفيما يمكن تغييره من سياسات.
الأمر الثالث فيما يتعلق بمسألة التعامل مع حماس على سبيل المثال أو مع حزب الله أو مع القوى التي نسميها حركات مقاومة وتسمى أمريكياً قوى مناوئة وقوى معادية للمصالح الأمريكية، هناك اقتناع وهو لم يخرج للعلن بعد بمعنى لم تتم صياغته بعد في خطاب علني دبلوماسي، هناك اقتناع بأن هناك فشل في التعامل مع حركات المقاومة في العالم العربي لأن ببساطة شديدة سياسة عزل حماس أو الضغط على حماس لم تسفر عن تراجع حماس ولم تغير حماس من مواقفها، ولم تتراجع شعبية حماس بل بالعكس فإن الاستطلاعات الأخيرة القادمة من فلسطين تؤكد ارتفاع شعبية حماس حتى في الضفة الغربية، نفس الأمر لم ينجح خصوص الضغط على حزب الله ومحاولة تحويل البيئة الداخلية في لبنان لتصبح بيئة طاردة له، لذلك هناك فشل في السياسات المتبعة تجاه حركات المقاومة أو الحركات المعادية للولايات المتحدة الأمريكية، أيضاً هو عامل سلبي يستدعي التغيير.
أعتقد إن الحقيقة الرئيسية ستكون تغيير فيما يتعلق بالتعامل مع ملفات اقليمية كبرى بالتشجيع على مفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين محاولة للاعتماد أكثر على الأداة الدبلوماسية، والبحث عن مخرج من فشل السياسة السابقة وهو فشل الاعتراف بوجود تيارات رئيسية وحيوية في الشارع العربي هي على الأقل في أبسط التعريفات ليست بصديقة للولايات المتحدة، وكيف يمكن التعامل مع هذا الأمر باعتباره تحدي استراتيجي لا يمكن التعامل معه فقط بالعزل وبالمواجهة وبالضغط وإنما لا بد من الانفتاح بصورة ما عليه.
إن مفتاح التغيير أمريكياً هو مفتاح تغيير في السياسات بمعنى أن تعود الولايات المتحدة إلى سابق توازنها، وهي لعبت أدواراً متوازنة في السابق لم تكن مع المصالح العربية ولكنها لم تكن شديدة الصراحة في معاداة المصالح العربية كما هو حادث خلال السنوات الماضية.
من ناحية العالم العربي والإسلامي اعتقد إن الأمر الرئيسي هو أن تفهم نخب الحكم العربية، أن الولايات المتحدة في لحظة إعادة صياغة، وإن للدول العربية ولنخب الحكم أوراق للحركة لا بد من استقلالها للضغط على الولايات المتحدة لتتم إعادة الصياغة في الإتجاه الصحيح، علينا أن لا نستمر في التفكير في أن الولايات المتحدة هي الحاكم الآمر الناهي في كل شعوبنا وأننا لا نملك أي شئ أمام ذلك لأننا أمام قوة عظمى لكن مصالحها تتعرض لتهديدات كبيرة ومواقعها اليوم أسوء من موقعها في بداية الألفية الجديدة، هنا لابد من الضغط العربي لاقناع الطرف الأمريكي بأن مسيرة الغالب والمغلوب لن تذهب بالولايات المتحدة بعيداً بل ستعني مزيد من التوترات والمواجهات وربما الحروب، والأمر الآخر في مسألة تفويت الصراع العربي الصهيوني هناك إمكانية للضغط على الولايات المتحدة الأمريكية لأن تتبنى مواقفاً أكثر توازناً في شأن المستوطنات واللاجئين والقدس.

كيف تقرأ خبايا الإصلاح السياسي في العالم العربي؟.
أحد المعضلات الرئيسية للإصلاح والتحول الديمقراطي داخلياً هو أن نخب الحكم العربية هي نخب قوية ومسيطرة، وهي لا ترغب في إدخال إصلاحات ديمقراطية تغير من معادلات توسيع السلطة، ولا ترغب في إدخال إصلاحات جوهرية تأتي بمعارضيها إلى مقاعد الحكم، الأمر الآخر هو أن المجتمعات العربية بكل تفاعلاتها ودينامياتها لا تنتج ضغوطاً كافية على نخب الحكم العربية للتغيير، في نهاية الأمر فإن التحول الديمقراطي يعتمد على قناعات النخب ولكن أيضاً لابد من توفر ضغوط مجتمعية على النخب للتغيير.
واقع الأمر فإن العنصرين لا يمكن الحديث عنهما بصورة إيجابية كبيرة في العالم العربي، في هذا الإطار فإن المتوقع الحصول عليه هو إصلاحات جزئية تقدم من قبل النخب العربية أو إصلاحات يتم التراجع عنها سريعاً، كما شهدنا في مصر والأردن، فبعد الانتخابات في مصر عام 2005م حصدت جماعة الإخوان المسلمين على 20% فانقلب النظام مباشرة بعد الانتخابات على الاصلاحات الديمقراطية الجزئية، وفي الأردن نحن في لحظة تراجع كبير خلال العامين الماضيين، فإما اصلاحات جزئية أو تراجعات مستمرة أو تعويل مستمر على الأداة القمعية لو بدت الأمور وكأن الاصلاحات المحدودة ستخرج عن النطاق المتصور.
في هذا الإطار، ومع التفخيم مرة أخرى بقوة النخب العربية ومحدودية الضغوط المجتمعية، أعتقد أن قراءة أدوار التيارات الإسلامية ينبغي أن تميز بين مستويين، مستوى حالات عربية تبدو فيها نخب الحكم وكأنها توافقت مع التيارات الإسلامية على شكل من أشكال المشاركة المستقرة ولكنها محدودة دون مستوى تداول السلطة، في المغرب، اليمن، الكويت، الجزائر، وهنا أدوار الجماعات الإسلامية هي أدوار ما دون الدفع نحو تحولات ديمقراطية كبرى، هي يمكن أن تسهم في حكم رشيد، فإن نخب الحكم تصبح أكثر مسؤولية تجاه قضايا كالفساد، فكرة المحاسبة، لأن هذه أفكار الحركات الإسلامية بالأساس ولكنها لا تسهم في إحداث تغيرات ديمقراطية كبرى، هذا نمط موجود.
هناك أنماط أخرى تحدد العلاقة بين النخب القوية وبين الجماعات الإسلامية وهي لم تستقر بعد وبالتالي دائماً نلمح توترات مستمرة وتحول ما بين قمع جزئي أو دمج جزئي، وفي نهاية الأمر الصورة السياسية هي صورة شديدة الاستقطاب، أعتقد الحالة الأوضح في هذه اللحظة الحالة المصرية والحالة الأردنية.
على المستويين فإن الجماعات الإسلامية أدوارها لا تقرب المجتمعات العربية كثيراً من التحول الديمقراطي، السؤال المهم هنا هل يمكن أن نتوقع في المستقبل أن يستقر نمط التفاعلات ما بين الإسلاميين والنخب القوية، سواء في حالة المغرب أو الكويت وهو نمط فيه مساحة محدودة مستقرة ولكن دون الدفع نحو تحول ديمقراطي، أو الحالة المصرية وهو نمط المواجهات والاستقطاب المستمر، أعتقد أن خبرة المجتمعات العربية تقول لنا أن هذا الأمر يمكن أن يستمر لفترات طويلة، لأن نخبنا العربية قوية لأنها ناجحة في تفتيت المطلبية الديمقراطية، هناك قبول شعبي كبير للحركات الإسلامية ولكن كل القبول الشعبي هو ما دون الضغط على النظم للتغيير وبالتالي المطلبية الديمقراطية يتم تفتيتها سواء بأسلوب ريعي يعني النظم تعتمد منطق الرشوة الجماعية على شعوبها في بعض الأحيان أو باستعداء تيارات من المجتمع على تيارات أخرى فالنظم تعمل للتفرقة والتمييز ما بين الإسلاميين وغير الإسلاميين، أو بقيود قانونية ودستورية تفرض على فعاليات المجتمع، فبصرف النظر عن الأدوات المستخدمة نخبنا العربية ناجحة في تفتيت المطلبية الديمقراطية بأي صورة من الصور، وبالتالي أعتقد يمكننا أن نستمر في السياقات التي تحدثت عنها مشاركة محدودة أو مشاركة غير مستقرة وكلاهما دون التحول الديمقراطي لفترة طويلة.

ما هي الأسباب وراء فشل الحركات الإسلامية في تقديم نموذج حكم إسلامي مستقر؟.
أعتقد أن جزء من الإجابة على السؤال هو البحث عن المسؤولية الذاتية للحركات الإسلامية، فهي بخبرتها داخل العالم العربي الإسلامي أثبتت أنها لا تجيد حتى هذه اللحظة التحول من مقاعد المعارضات، سواء المعارضات الرسمية أو غير الرسمية من داخل النظام أو من خارج النظام، إلى مقاعد الحكم، دائماً هناك فشل استراتيجي في إدارة التحول من المعارضة إلى الحكم، تجربة السودان إحدى التجارب وتجربة حماس كذلك.
هناك جزء كبير من المسؤولية الذاتية على الحركات الإسلامية، هناك جزء آخر من المسؤولية يتعلق بالبيئة الإقليمية والدولية التي تتحرك بها الحركات الإسلامية فهي حينما تكون بيئة طاردة تضع عليك مزيد من الضغوط التي لا تسمح لك أن تتطور بصورة طبيعية.
ـــــــــــــ
* صحافي سوداني، مساعد مدير تحرير صحيفة النبأ البحرينية.
* نُشر هذا الحوار بصحيفة النبأ البحرينية في عددها العاشر الصادر بتاريخ 20 أغسطس الماضي.






#عبد_الله_إبراهيم_الطاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الراحل الخاتم عدلان: الحزب الشيوعي السوداني ظلّ يمارس إهدار ...


المزيد.....




- السعودية.. الديوان الملكي: دخول الملك سلمان إلى المستشفى لإج ...
- الأعنف منذ أسابيع.. إسرائيل تزيد من عمليات القصف بعد توقف ال ...
- الكرملين: الأسلحة الأمريكية لن تغير الوضع على أرض المعركة لص ...
- شمال فرنسا: هل تعتبر الحواجز المائية العائمة فعّالة في منع ق ...
- قائد قوات -أحمد-: وحدات القوات الروسية تحرر مناطق واسعة كل ي ...
- -وول ستريت جورنال-: القوات المسلحة الأوكرانية تعاني من نقص ف ...
- -لا يمكن الثقة بنا-.. هفوة جديدة لبايدن (فيديو)
- الديوان الملكي: دخول العاهل السعودي إلى المستشفى لإجراء فحوص ...
- الدفاع الروسية تنشر مشاهد لنقل دبابة ليوبارد المغتنمة لإصلاح ...
- وزير الخارجية الإيرلندي: نعمل مع دول أوروبية للاعتراف بدولة ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عبد الله إبراهيم الطاهر - كبير الباحثين في معهد كارنيغي للسلام بواشنطن: أمريكا تسعى لتحويل العالم العربي ديمقراطياً دون التفكير في الإنتخابات خوفاً من الإسلاميين