أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي غشام - الافتراس














المزيد.....

الافتراس


علي غشام

الحوار المتمدن-العدد: 2915 - 2010 / 2 / 12 - 04:14
المحور: الادب والفن
    


علي غشام
الافتراس

يُتم دهراً ..
كُبت دهراً ..
جاع دهراً..
تعرى دهراً ..
عُذب دهراً ..
سُجن دهراً..
عبد الله دهراً دون جدوى ..
ثم انتفض وقاتل..
ضاع دهراً ..
ثم بعث من جديد..
بقي من الساكنين ..
المبعدين المراقبين..المنبوذين .
لكنهم لم ولن يتركوه.
تلقفته كائنات الغربة الخرافية
منبعثة من باطن الارض الغريبة...
تحدر من سلالات الموت المباشر.
سيدهم الذي اعتنق القتل على طريقة الأعراب..
من أصحاب الكوفيات البالية .
الشوارب الصفر الملطخة ببقايا التبغ الردئ..
قيادات الحروب التافهة .
تناهشت لحمه عقارب البيوت القريبة .
ديدان الأزقة المتعفنة .
أولاد بقايا الحروب الفوضوية..
ألسنة نيران القبائل الهمجية الغازية ليلاً...
وارثة همجية التتار والمغول .. وثورة الزنج والتخلف العقلي .
الانهزام والإنكسارات والبكاء بعد فوات الأوان .
بقي عنده شئ متجذر لم يفقده بعد ..
خوفه ..ألمه ..ترقبه .. انتظاره..
وأخيراً أمله وحلمه..
اعتصره هجير غربته الحارق.
لم يسعفه التحننّ لماضيه الماثل دائماً أمامه.
خمس وأربعون عاما انقرضت من عمره المتعب.
هموم أكواخ القصب المتهرئة .
بردّ الشتاء المتسلل الى داخلها.
حنايا ضلوعه الخالية إلا من العشق الأزلي ..
لم يفتر ولم ينقص.
هناك عرف قصص الحطاب الطيب وابنة الملك المغرور.
قتله الجفاء والحيرة .
تلقفته نهايات الشواطئ المباركة..
تلك التنانين التي لم يتعرف إليها شعبه جيدا بعد .
لم يستبقِ شيئاً لسنينه الممتلئة..
والوجوه النهمة والغاطسة بالشهوة والغرائز.
أستمنوا على صور باهتة تتربع منذ أمد طويــــل جداً .
كانت أشباح تمر وتختفي أمامه ..
تظهر ألوان الطيف الشمسي المغموس بوحل السلطة.
تبين له فيما بعد انه إغواء المفترس لفريسته .
اشتعل سواده فجأة .
نهبت أعوامه على مرأى من الإله..
يتفرج عليه باستهزاء ولؤم ولا مبالاة .
من ورائه بالوكالة تلك الوجوه الصفراء .
تخفي تحت جلدتها تماسيح أمريكا الجنوبية.
حيّاة حوض الأمازون .
تبتلعه تارة ، وأخرى تتقيؤه..
تبارك ميّتته العظيمة على أيديهم .
يؤبنوه ويمجدوه ويقرءوا الفاتحة على روحة غير الآثمة ..
ثم ينتظر ان يبعث من جديد ليجدهم في انتظاره يتنعمون ..
بالجنة المُطوَّبَة بأسمائهم.
هم وأزواجهم .
أبنائهم وأبناء عمومتهم .
بنات خالاتهم ..حتى خدمهم .
متكئين متقابلين لا يمسهم فيها نصب
تستمر سلسلة الهلاك ..
لا نهاية....
تطعم جياع البغايا والقوادين..!!
ثم تعاد الكرة على أقرانه .
الذين ينتظرون الطحن المميت .
ليوزعوا على وحوش الارض البعيدة..
بالتساوي والقسطاس المستقيم ..
في آلات تعليب اللحوم ومكائن العصر النهمة .
تلتف، وتلتف ، وتلتف..
تنتهي الى حفر حفرت خصيصا لهذه الغايات..
يخرجون ألسنتهم بعد كل وجبة دسمة ..
يشربون أنخاب تركة الأولين..
يشكروا الله ويصلوا طويلا ..
يولولوا على الوطن المذبوح ..
يلقوا بطعمهم لمن داس هذه الارض وشغف بها..
هلك من هلك عن سابق إصرار وترصد..
من قال لك انك ستستريح؟؟..
أنفاسك المتقطعة في دهاليزهم المظلمة..
مجاهل الغرف السرية المنسية..
على حافة التاريخ.
مساجد غصت بالحقد وإثارة الفتن..
الذبح المبرمج .. على الطريقة الإسلامية البحتة ..!
تُقطع الرؤوس..
تفقأ العيون ..
تُسلّب البيوت ..........
لتمطر بعد ذلك ألوان وأزهار........... ومن ثم بنادق...
2009



#علي_غشام (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كان هناك
- اقتصاد العراق..الى اين؟؟
- التدخل الاجنبي الثقافي في العراق
- قصة قصيرة
- أمنية


المزيد.....




- وزيرا الثقافة والعمل يتفقدان البلدة القديمة من الخليل
- رحيل المخرج والكاتب المسرحي التونسي الفاضل الجزيري عن عمر نا ...
- ساهم في فوز فيلم بالأوسكار.. فيديو فلسطيني وثق مقتله على يد ...
- ساهم في فوز فيلم بالأوسكار.. فيديو فلسطيني وثق مقتله على يد ...
- -هجوم على ذاكرة شعب-.. حظر الكتب في كشمير يثير مخاوف جديدة م ...
- انطلاقة قوية لفيلم الرعب -ويبنز- في أميركا بإيرادات بلغت 42. ...
- الجبّالية الشحرية: لغة نادرة تصارع النسيان في جبال ظفار العُ ...
- فنانون وكتاب ومؤرخون أرجنتينيون يعلنون موقفهم الرافض لحرب ال ...
- سليمان منصور.. بين الريشة والطين: إبداع مقاوم يروي مآساة وأم ...
- أمير تاج السر: أؤرخ للبشر لا للسلاطين والرواية تبحث عن الحقي ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي غشام - الافتراس