أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبد الكريم البدري - الى أخي الدكتوركامل العضاض














المزيد.....

الى أخي الدكتوركامل العضاض


عبد الكريم البدري

الحوار المتمدن-العدد: 2914 - 2010 / 2 / 11 - 02:10
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


من خلال قراءتي لقصة رحلاته المكوكية من أجل بناء سلوك حضاري مؤسسا على القوام الديمقراطي الذي ما أحوج مثقفينا اليوم إليه , نظرا إلى افتقارنا إلى تكتل, ائتلاف, جبهة سمه ما شئت, للوقوف بوجه من يجرنا والبلاد معا إلى صراعات مجانية لا طائل منها. و خطورة غياب مثل هذه الجبهة سيفقد المجتمع حافزه على التقدم ويستمر في النظر إلى الوراء – كما هو الحال- فهو بكل تأكيد يفتح الباب واسعا في إتاحة الفرصة لتنشيط وتحريك وإثارة النعرات الطائفية والعصبية المذهبية وهذا بحد ذاته يجعل من تماسك المجتمع تماسكا هشا قابلا للأنفجارفي أية لحظة. هدفها ألأول وألأخيرتمزيق البلد إلى كانتونات متنافسة, سنكون جميعنا من الخاسرين. لهذا كنت أقرأه من خلال سطور هذه القصة التي وردت على لسانه, حيث كنت أشعر أن قلبه كان في حداد, يرثي لهذا الوطن, وأحاسيسه كانت من العنف في حيث اتخذت سبيل غضب عارم ليس على الذين توقفوا وسط الطريق لمتابعة المسير نحو الهدف فحسب, بل على أولئك الذين يلحون على تلويث هذه ألأرض بوجودهم, أولئك الذين يجب قهرهم . لقد أصبنا بالقلق والحيرة تعصف في أعماقنا بكل راحة اليقين, فوقفنا حيارى مضيّعين ونحن لانملك سوى الحقيقة. ولكن عندما تكون الحقيقة عاجزة عن الدفاع عن نفسها, يلزمها والحالة هذه ألانتقال فورا إلى مواقع الهجوم بأساليب حضارية. كأسلوب حمل الناس على التسليم بصحة مبادئنا وإقناعهم وليس إكراههم على سلوك طرق معينة. وهذه مهمة المثقف الذي ينشد ويحرص في مسعاه نحو مجتمع مدني ديمقراطي لبلده. وأنا أعلم أنها مهمة ليست سهلة المنال ولكنها غير عسيرة وتتطلب جهدا استثنائيا عاليا ومثابرة بكل إخلاص ونكران ذات وتضحية لانتشال البلد الذي بات ينحدر يوما بعد يوم نحو مجاهيل غير معروفة ومن ثم السقوط المحتم بكل معنى الكلمة.
وفي هذه المناسبة تحضرني قصة تشرشل وخرافة السمكة وكما هي مترجمة عن ألانكليزية, تقول القصة: في يوم كانت انكلترا في تموز عام 1940 تواجه العدو وحدها, أرسل هتلر الى تشرشل يدعوه الى مؤتمر سري في باريس, فوصل تشرشل بالطائرة فأرسل الى قصرفونتنبلو حيث كان هتلروموسوليني ينتظرانه جالسين الى مائدة شاي قرب بركة السمك المشهورة. فلم يضيّع هتلر وقته في حديث لاطائل تحته بل قال: " هذا ما أريد أن أقوله لك ياتشرشل, ان انكلترا قد قضى عليها, وقّع هذه الوثيقة معترفا بأن انكلترا قد خسرت الحرب, فتنعم أوربا كلها بالسلام غدا". فقال تشرشل هادئا:" يؤسفني أنني لا أستطيع أن أوقع, فأنا لا أوافق على أننا خسرنا الحرب". فصاح هتلر وهو يقرع المائدة:" هذا هراء ألا ترى الدلائل الواضحة؟" فرشف تشرشل الشاي وقال:" نعمد في انكلترا الى الرهان للبت في خلاف في الرأي. أتريد أن تراهنني فمن يخسر الرهان يسلّم بأنه قد خسرا لحرب". وهنا سأل هتلر مستريبا:" وما هو الرهان؟" فقال تشرشل:" أترى هذا السمك الكبير في البركة؟ إذن, فلنتراهن على أن أول من يستطيع أن يمسك سمكة منها دون أن يستعين بأساليب الصيد المألوفة يكون هو الذي كسب الحرب". فرد هتلر حاسما: "قبلت الرهان" وأخرج من جيبه مسدسا وأطلقه على أقرب السمك إليه ولكن الماء حرف الرصاص ومضت السمكة سابحة دون أن تصاب بأذى فصاح هتلر بموسوليني:" موسو. هذا دورك ألآن, وقد قيل لي أنك سبّاح بارع. فإلى البركة إذن". فخلع موسوليني ثيابه ووثب الى البركة وعلى شدة ما حاول وماجهد كان السمك ينفلت من يده, فلما بلغ من الجهد خرج من البركة فارغ اليدين. فقال هتلر:" هذا دورك ياتشرشل, فلنر ما تستطيع أن تفعل!" فدنا تشرشل من البركة وغمس في مائها ملعقة الشاي وأخرج قليلا من الماء ورمى به وراء ظهره, ثم أعاد الكرة ثانية وثالثة. وراقبه هتلر مشدوها وقال وقد عيل صبره:" ترى ما أنت فاعل؟" فرد تشرشل دون أن يكف عن نزح الماء : انه سيستغرق زمنا طويلا ولكننا سوف نكسب الحرب.



#عبد_الكريم_البدري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألأنتخابات العراقية والوالي الفطن
- لاتبخس حقوق شهداء الحزب الشيوعي العراقي يا اديب
- ألأزدواجية أحد أسباب تخلفنا
- دولة القانون شعارتكتيكي زائف


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبد الكريم البدري - الى أخي الدكتوركامل العضاض