أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - عالم الرياضة - محمود ابو بكر - الكرة والوطنيات الجديدة















المزيد.....

الكرة والوطنيات الجديدة


محمود ابو بكر

الحوار المتمدن-العدد: 2910 - 2010 / 2 / 7 - 08:56
المحور: عالم الرياضة
    


لم يكن من المناسب الكتابة حول هذا الموضوع الشائك قبل فض الاشتباك القائم بين الكرة (التي هي رياضة للجسد وللروح ربما) وبين ما يوصف بفورة الوطنيات الجديدة أو بالأحرى البديلة•• فالأمر يبدو في غاية التماهي سيما إذا ما اتخذنا من جولات اللقاء بين كل من منتخبي مصر والجزائر منذ جوان الماضي وحتى جانفي مثالا لهكذا اشتباك ملتبس•
لا أقصد في هذه المحاولة إسداء نصائح أو تقديم معلومات بقدر ما أسعى إلى قراءة المشهد وتطوراته الخطيرة دون إقحام القارئ في التفاصيل الكثيرة والمملة والمحبطة التي تابعها بكل حواسه، والتي أيضا انعكست سلبا حتى على مستوى العلاقات الرسمية والشعبية بين البلدين المذكورين كنموذج لرواج هذا الاتجاه الراديكالي في التعاطي مع اللعبة الأكثر شعبية في العالم•
والواقع أن أي محاولة للحديث عن استعادة حرارة العلاقات بين القاهرة والجزائر في أي وقت لاحق لا يمكن أن تبدو سليمة ومعافاة وحتى ممكنة دون العودة إلى أسباب تنامي هذا الاتجاه في المجتمع، والجهات التي دفعت به إلى الواجهة، ولماذا أصبح المواطن القمة سائغة في أيدي هؤلاء الذين يجعلون من الكرة وسيلة كراهية لا منافسة شريفة لإعلاء الروح وتقديم المهارات الفنية•
يقول الأستاذ جمال فهمي في تحليله للظاهرة من الجانب المصري، أنها بدأت عندما تسرب بعض من قليل الثقافة والأدب من تحت الكباريه نحو استديوهات الفضائيات ، وهي رؤية بقدر ما فيها من الطرافة الجارحة فهي تسكب بعضاً من الملح على أطراف الجرح•
فيما أن الأعراض -بالنسبة لي على الأقل - بدأت عندما تم التعاطي مع ماتشات البلدين بوصف الواقعة / المعركة و•• و•• الخ ، وهي أوصاف بقدر ما فيها من جانب بلاغي فهي بذات القدر تعبر عن اختزال للإدراك الشعبوي للقاءات الرياضية من جهة، وبالتالي تساهم في تشكيل الوعي الزائف لدى العامة من جهة أخرى•
وكما قلت سابقا في إحدى اللقاءات الإعلامية فإن اللحظة التي تم فيها استخدام مفردتي النصر والهزيمة عوض الربح والخسارة في وصف نتائج كرة القدم هي ذات اللحظة الفاصلة التي أسست لهذه الروح السائدة الآن سواء بين جمهور مصر والجزائر أو حتى لو تعدت الحالة والأعراض نحو جماهير أخرى! لا قدر الله، حيث تم تعويض مفهوم المنافسة الشريفة بمنطق المعركة الحربية (في العقل الباطن للمواطن) وبالتالي أضحى يرى أنه لا مجال للتسامح مع الهزيمة لا الخسارة الممكنة•• وبالتالي لا يفكر في ضرورة الإعداد الجيد لاستعادة الخسارة بقدر ما يفكر في إمكانيات التجيش للثأر وهنا يتحول المنافس إلى عدو وتفقد الرياضة ألف بائها الأولى•
كل تلك أعراض أولية لنتائج شاهدناها جميعا سواء في القاهرة أو الجزائر، بدءا بالاعتداء على حافلة الخضر فور وصولها لمطار القاهرة، ومرورا بالاعتداءات التي وقعت على بعض الشركات المصرية العاملة في الجزائر ثم الحواديت الكثيرة حول أحداث مفترض أنها وقعت في الخرطوم ، بصرف النظر عن مدى صحتها• والواقع أن هؤلاء الذين رشقوا الحافلة الجزائرية بالطوب، أو حتى أولئك الذين تعرضوا للشركات المصرية بالحرق والإتلاف لم يكونوا هم الجناة بقدر ما هم الضحية في تلك الحرب التي لعبها الإعلام باحترافية عسكرية نادرة !
ربما هذا الاختزال، وبالتالي النتيجة، تبدو بديهيةً وربما مكررة أيضا لأن الذي ظل واضحا في المعادلة هو الإعلام الذي لم يكل ولم يمل من سكب مزيدا من الكيروسين على النار، ولكن الذي ينبغي أن لا نجعله يمر لماما بين هذه السطور، هو لماذا ارتضى الإعلام لعب هذا الدور الوضيع؟ وحاد عن احترافيته المهنية لصالح احترافيته الحربية التي لا غبار عليها ؟!
تلك الإشكالية ستظل مطروحة إلى أن يعود القائمون على هذا المجال الحساس إلى رشدهم ويجروا مراجعات مهمة للكشف عن هذا الخلل•• لكن مما لا شك فيه أن السياسي قد استفاد كثيرا من سيادة هذه الروح السالبة في المجتمع!
بحيث أضحت الرياضة بديلا للمجالات الأخرى•• وتحقيق مكسب مستحق فيها أضحى بديلا للانتصار الحقيقي على الفقر والجهل والاستبداد !
وبالتالي، فإن إقحام المواطنين في حروب دونكشوتية مفترضة مع أشقاء لهم في أقطار أخرى، كان وسيلة مناسبة للأنظمة الحاكمة لممارسة ساديتها، وشغل الرأي العام بهذا العدو الجديد / المفترض بعد أن أسقطت تلك الأنظمة من قائمتها جميع الأعداء الحقيقيين •
لم أعد أفهم لماذا تمثل الرياضة في جميع أقطار الدنيا منافسة شريفة يكسب فيها الأقدر على تحقيق الأهداف وهز الشباك بشرف، فيما يفاخر الخاسر بإمكانياته على تقديم اللعب النظيف والإمتاع الذي حققه لجمهوره بعيدا عن النتيجة التي قد تخضع لشروط التوفيق أيضا بجانب الأسباب الموضوعية••
فيما تبقى شعوبنا تقرض من طواحين الكراهية وتستغل كل وسائط الاتصال الحديث في سبيل بث الكراهية • فضائيات، صحف، مواقع ومنتديات••• خاصة شبكات التواصل الاجتماعي في الأنترنت••• الخ•
هذا السؤال يحيل ذاته نحو التصور الرسمي للوطنيات الجديدة ، والتي أفضل وصفها بـ الوطنيات البديلة ، حيث الأمر لا يتعلق بحداثتها كظاهرة بقدر ما يتعلق بإسقاطها للكثير من الحقوق والشروط التي تفترضها تلك الصفة •
والواقع أن هذا التصور وغيره من الدلالات الواضحة لغياب الوطنيات القديمة لصالح الوطنيات البديلة التي تستعوض التحديات القائمة -من استحقاقات سياسية تتعلق بالإصلاح السياسي والديمقراطي إلى غيرها من التحديات الاقتصادية والاجتماعية -، بفورة الوطنية البديلة التي لا تبحث إلا عن نصر مفترض على ملاعب الكرة!
وللأسف، فإن ماكينة الإعلام سواء الصحف الجزائرية وعلى رأسها الصحف التي حققت طفرة كمية على حساب تلك الأزمة أو الصحف والفضائيات المصرية التي ظلت تنفخ في ذات الكير، قد ساهمت جميعها في إجهاض المواطنة الحقيقية واستحقاقاتها لصالح الوطنيات البديلة التي سوف تكون ماكينة الإعلام نفسها هي ضحيتها الأولى•
محمود أبو بكر - القاهرة



#محمود_ابو_بكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيان الهولوكوست
- الأسرى المرابطون خلف الأسوار
- درويش . . . القضية والسلطة


المزيد.....




- أبها يسقط اتحاد جدة بثلاثية في الدوري السعودي
- أنشيلوتي يحسم قراره بشأن مشاركة كورتوا في مواجهتي قادش وباير ...
- جدول ومواعيد نهائيات البطولات الآسيوية والأفريقية والأوروبية ...
- نجيب ساويرس يعلق بشكل ساخر على عدم تصويت مصر لإدخال الإسكواش ...
- دراسة: الرياضة في منتصف العمر تعوض خمول السنوات
- منتخب اليابان يتوج بلقب كأس آسيا تحت 23 عاما على حساب أوزبكس ...
- 22 فوزا على التوالي.. الهلال يسير بثقة نحو لقب الدوري السعود ...
- اليابان تفوز بكأس آسيا تحت 23 عاما وتتأهل مع أوزبكستان والعر ...
- يويفا يستجيب للمدربين ويزيد تشكيلة المنتخبات في يورو 2024
- ملكتان على عرش التنس


المزيد.....

- مقدمة كتاب تاريخ شعبي لكرة القدم / ميكايل كوريا
- العربي بن مبارك أول من حمل لقب الجوهرة السوداء / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - عالم الرياضة - محمود ابو بكر - الكرة والوطنيات الجديدة